عشق الهوا بقلم نونا المصري
وأستغربت لأنه اخذها الى هناك فقد كانت تعتقد بأنه سيأخذها الى غرفة في احدى الفنادق الكبرى او الى احدى الشقق الفاخرة لذا نظرت اليه ثم سألته احنا جينا هنا ليه
ولكنه لم يجيبها بل أوقف السيارة بجانب الطريق ونزع حزام الامان ثم قال بنبرة أمر انزلي
قال ذلك ونزل قبلها فنزعت حزام الأمان عنها ثم لحقت به وهي تكرر سؤالها وكانت النتيجة نفسها حيث كان يتجاهلها لذا قررت ان تسير خلفه بصمت وما هي الا مسافة قصيرة قد مشياها حتى وصلا إلى مسجد الامر الذي جعلها تندهش كثيرا لأنه فاق كل توقعاتها وأثار فضولها بعد ان احضرها الى مسجد فوقفت امامه وسألته بفضول انت جبتني هنا ليه
اتسعت عيناها پصدمة شديدة عندما سمعت ذلك وقالت بغير تصديق ايه
رد عليها ادهم بجفاء انا ما بكررش كلامي ابدا
فسألته بشيء من الأمل انت انت عايز تتجوزني بجد !
في تلك اللحظة حطم كل انطفأ شعاع الأمل الذي انار قلبها لثواني معدودة وشعرت بخيبة كبيرة لذا سألته بتوتر شديد ازاي يعني انت قصدك هتتجوزني ليوم واحد بس وبعدها هطلقني
قال بالضبط كدا
فسألته والدموع تملأ حدقتيها طب عايز تعمل كدا ليه
في تلك اللحظة أمسك ادهم فكها السفلي بحركة اجفلتها وضغط عليه بقوة قائلا بنبرة غاضبة علشان انا راجل بجد ومش فاجر زيك وهنام معاكي على اساس انك مراتي وبعدها هطلقك والفلوس اللي بعتي نفسك علشانهم هتخديهم بعد ما اطلقك ودا هيكون متأخرك وبعدها مش عايز اشوف خلقتك مرة تانيه انتي فاهمة
فترك وجهها وسار امامها اما هي فشعرت بالإهانة لانه نعتها ولكنها شعرت بالطمأنينة والراحة ايضا لانها ستقيم معه فمسحت دموعها ولحقت به حيث اوقفها بقوله ماينفعش تدخلي الجامع كدا لازم تغطي شعرك
قالها ادهم فقام المأذون بتقبيل المصحف ووضعه على رأسه ثم نظر اليه ورد السلام قائلا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
جلس ادهم بجانبه واشار لمريم لكي تجلس ايضا فأمتثلت لطلبه وجلست بصمت اما المأذون فقال خير يا ابني
ادهم انا اسمي ادهم عزام السيوفي يا حضرة المأذون ودي مريم مراد عثمان واحنا عايزين نتجوز يا وجينا لحد عندك علشان نكتب كتابنا
المأذون الى مريم التي كانت تحني رأسها ثم ابتمسم وقال على بركة الله بس لازم اسمع رد العروسة الاول
ادهم اتفضل اسألها
فوجه المأذون كلامه لمريم قائلا تقبلي تتجوزي الراجل دا يا بنتي بدون ما يكونش غصبك على حاجة
أدمعت عينا مريم وهي تحني رأسها وأومأت له بالموافقة دون ان تتكلم فقال لها المأذون عايز اسمع ردك يا بنتي انتي موافقة تتجوزي الراجل دا
فقالت بصوت خنقته العبرات ايوا يا حضرة المأذون انا موافقه اتجوزه
المأذون يبقى انتوا محتاجين شهود علشان يكتمل كتب الكتاب
فنظر ادهم من حوله ورأى رجلين كانا قد اتيا من اجل الصلاة فنهض من مكانه ثم تقدم نحوهما وقال السلام عليكم
رد عليه الرجلان وعليكم السلام
ادهم ينفع اطلب منكوا خدمة يا حضرات
احد الرجلين اتفضل يا بني
ادهم بصراحة انا والبنت اللي قاعدة هناك دي عايزين نكتب كتابنا ومحتاجين شهود علشان كدا ينفع تبقوا الشهود على جوازنا بعد اذنكوا يعني
فقال الرجل الاخر وماله على بركة الله
ادهم متشكر اتفضلوا
ثم توجهوا حيث كانت مريم جالسة ونهض الماذون ثم غاب قليلا وبعدها عاد وهو يحمل وثيقتين فقام بعقد القران واصبحت مريم زوجة ادهم على سنة الله ورسوله وقد اخذت وثيقة الزواج التي وقعا عليها كلاهما ووضعتها في حقيبتها وهي تبكي بصمت خرجا من المسجد وتوجه هو نحو سيارته بينما كانت ما تزال تذرف الدموع لانها بدت في نظر من تحب فتاة حقېرة ولم تكن تعلم حقيقة مشاعره نحوها فظنت انه تزوجها بسبب كبريائه وغروره وسيطلقها بعد ان ينتهي منها كما اخبرها وتلك الفكرة اوجعت قلبها واحرقته
لحقت به نحو السيارة ثم صعدت بجانبه بينما كان هو قد اشعل سېجارة وبدأ يدخنها بصمت وما ان صعدت حتى شغل محرك سيارته وقادها بهدوء هذه المرة متوجها الى مكان اخر غير منزله وكانت الساعة