رواية ولادة من جديد (كاملة جميع الفصول) بقلم مجهول
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
مدينة السدى.
المستشفى العام.
ألف مبروك أنت حامل والجنين بصحة جيدة. أطبقت يدفايزة صديق على التقرير وهي تحدق بذهول في وجه
الطبيب. حامل إنها حقا مفاجأة سعيدة. لا يمكنها أن تصدق أذنيها. تذكري أن تأتي للمواعيد الدورية. أين والد الجنين اطلبي منه
المجيء فلدي بعض التعليمات له..
استفاقت من أفكارها على كلمات الطبيب وأجابت بابتسامة يشوبها
اندهش الطبيب صائحا بصراحة حتى لو كان مشغولا يجب أن يكون
مع عائلته. كانت السماء تمطر عندما خرجت أخيرا من المستشفى فتلمست بطنها.
كان هناك الآن حياة جديدة تنمو في داخلها طفل ينتمي لي و حسام. اهتز هافتها فأخرجته. كانت رسالة من زوجها حسام منصور
إنها تمطر. آتيني بمظلة في هذا العنوان. ألقت نظرة سريعة على العنوان المرسل كان نادي النخبة الريفي.
ومع ذلك لم تسأل كثيرا وطلبت من سائق عائلة منصور أن يقلها إلى
النادي الريفي.
قالت للسائق عندما وصلا يمكنك العودة الآن.
ألا يجب أن انتظرك يا سيدة منصور
صمتت للحظة قبل أن تهز رأسها لا داعي لذلك. سأنتظر حتى أعود
إلى المنزل مع حسام. حيث أنها كانت قد جاءت هنا من أجله فقد قررت أن تعود إلى المنزل
وبهذا سرعان ما غادر عبدو السائق واصلت المجموعة المزاح والضحك وهم يديرون أنظارهم نحو المرأة الجميلة الجالسة بجوار الرجل. كانت ترتدي فستانا أبيض اللون جعلها
تبدو لطيفة ورقيقة. عندما سمعت ذلك ضمت شفتيها في ابتسامة وقالت بلطف حسنا كان من الخطأ استخدام هاتف حسام لهذا المقلب والآن تستهزءون بي أنا.
لم يكن لدى الأصدقاء نية التوقف عن إغاظتها وهم يهتفون يعلم الجميع أنك الشخص الأهم بالنسبة لحسام يا رهف.
هذا صحيح أليس هذا رأي حسام ايضا
سمعت ذلك.
ابتسم حسام ولم ينكر. وعندما رأت المجموعة هذا تفاقم التهكم.
قلت لك أنه لا يوجد من هو أهم من رهف بالنسبة لحسام وبينما استمر الأصدقاء في التهكم ألقى نظرة على الهاتف وأرسل رسالة
سريعة إلى فايزة. لم أعد بحاجة إلى المظلة. اذهبي إلى المنزل.
نظرت إلى هاتفها فترة طويلة لكن لم يأتها أي رد. ربما كان مشغولا جدا.
قررت أن تعود إلى المنزل أولا.
نادى شخص ما فجأة من خلفها انتظري. التفتت لترى شابتين أنيقتين
تمشيان نحوها.
نظرت الشابة الأكثر طولا إليها وسألتها بازدراء هل أنت فايزة
صديق نظرا لأن العداء كان يتجلى على وجه تلك المرأة لم تتردد فايزة في الرد سريعا ومن تكونين أنت
ضاقت عيون فايزة دهشة . لقد مر وقت طويل منذ أن سمعت هذا أنها كارت تنسكان المطر قد بدأ رذاذا لكنه تحول الآن إلى عاصفة شديدة. فتحت المظلة لتحملها فوق رأسها ثم سارت نحو مدخل النادي الريفي.
كان ناديا فخما للجولف إلا أنه تم إيقافها عند المدخل. قال الموظف أعتذر يا سيدتي ولكن هل يمكنني رؤية بطاقة
العضوية الخاصة بك فكرت للحظة في الخطوة التالية التي عليها اتخاذها قبل أن تقرر أخيرا
ارسال رسالة إلى حسام. لقد وصلت هنا متى تنتهي من العمل سأكون في انتظارك في الطابق
السفلي.
عندما انتهت من ارسال الرسالة وقفت بالقرب من المدخل تحت المظلة. وبينما كانت تحدق في المطر أخذت تفكر في تقرير الحمل ذاك. هل تخبره عندما يخرج أم تنتظر لتفاجئه يوم عيد ميلاده
كانت غارقة في أفكارها حتى أنها صارت دون علمها محط سخرية المجموعة من الأشخاص في الطابق العلوي.
كانوا يلتصقون بالنافذة وهم يتطلعون إليها.
سأل أحدهم ليست زوجتك فعليا لكنها تقوم بالدور بمهارة فائقة. لقد جاءت فعلا بمظلة لأنك طلبت منها ذلك. إنها لا تتوقع أنك قد تمشي
تحت المطر أليس كذلك
هل هي مغرمة بك إلى هذا الحد حتى أنها نسيت كل أشكال المنطق جاء صوت هادئ من ركن بالغرفة قائلا يا لها من سخافات
كان صاحب الصوت رجل طويل القامة بارد الوجه وأبرزت بشرته الفاتحة وعيناه الواسعتان المسحوبتان جاذبيته الأخاذة. كان يرتدي بدلة رمادية تم تفصيلها خصيصا وجلس واضعا ساق على أخرى.
بدء القراءة الآنالاسم. مر وقت طويل حتى أنها كادت تنسى وجود رهف.
كان رد فعلها واضحا جليا فرمقتها المرأة الاخرى بنظرة استهجان. لماذا
كل هذه الصدمة هل أصابتك البلاهة بعد أن تظاهرت طيلة عامين بأنك السيدة منصور هل ظننت حقا أن هذا الوضع الاجتماعي من نصيبك عضت فايزة شفتيها وقد غطى الشحوب وجهها. وتحولت مفاصل أصابعها التي أطبقت على يد المظلة أيضا إلى اللون الأبيض. قالت واحدة منهما انظري إلى وجهها هل تعتقدين حقا أنها قادرة على
خطڤ رجل رهف اشباعا لضغينة
وهل تقدر حقا على ذلك
تحركت فايزة مبتعدة لا تبالي بالانصات إلى ما ستقوله الشابتين.
وساعد المطر المنهمر على اسكات صيحاتهما.
عندما عادت إلى مقر سكن عائلة منصور شعر الخادم فتحي عبود بالصدمة عندما وجدها مبتلة حتى النخاع على عتبة الباب وعندما أدرك من تكون صاح قائلا السيدة منصور ! ماذا حدث لك تفضلي ادخلي. كانت فايزة تشعر بالبرودة الشديدة حتى أن أطرافها أصابها الخدر ولم تمر ثوان قليلة منذ دخلت المنزل حتى وجدت حولها مجموعة من الخدم قاموا بلفها في منشفة ضخمة وقاموا بتجفيف شعرها.
حضري للهانم حماما ساخنا!
جهزي فنجانا من الشاي.
كان الخدم يهرولون في حالة من الذعر بسبب مياه الأمطار التي
أغرقتها فلم يلحظ أحد منهم مرور سيارة عبر البوابات ولم يلحظ أحد
منهم الشخص الطويل الذي وقف على الباب بعد وهلة قصيرة.
إلى أن تردد صوت بارد في أرجاء الغرفة.
ماذا حدث
عند سماعها نبرة الصوت انتفضت فايزة من مكانها الذي كانت تجلس فيه على الأريكة. لماذا كان حسام قد عاد إلى المنزل أليس من
المفترض أنه مع رهف
قال فتحي فاجأ المطر الهانم يا سيدي. فاجأها المطر التفتت عيون حسام الداكنة إلى الهيئة الضئيلة التي كانت منكمشة على الأريكة وتقدم نحوها. ثم عبس عندما اتضحت لهفاجأها المطر التفتت عيون حسام الداكنة إلى الهيئة الضئيلة التي كانت منكمشة على الأريكة وتقدم نحوها. ثم عبس عندما اتضحت له
حالتها. كانت حاليا كما الفأر المبتل وكان شعرها الناعم باهتا يلتصق ببشرتها الشاحبة وكانت شفتاها اللتان عادة ما تزدهران بلون وردي شاحبتين أيضا.
هتف بها بصوت حاد ماذا حدث لك وقد اشتد تجهمه. انتظرت برهة إلى أن استعادت السيطرة الكاملة على انفعالاتها قبل أن ترفع عينيها إليه وتبتسم ابتسامة شاحبة ثم قالت فرغت بطارية هاتفي وفي طريق العودة صادفت طفلا مبتلا بالمطر ودون مظلة.
انطفأت عيناه فجأة في برود هل جننت
تجمدت ابتسامتها على شفتيها.
استطرد قائلا اعطيت المظلة للطفل وانتهى بك الأمر تمشين في
المطر! كم عمرك هل ظننت أنني سأمدح فعلك هذا نظر الخدم من حولهما إلى بعضهم البعض ولم يجرؤ أي منهم أن ينطق
بكلمة . انسدلت رموش فايزة وكانت دموعها قد بدأت في زغللة رؤيتها لكنها
أجبرت نفسها على التزام الصمت وكبت دموعها. ونجحت
في ذلك إلى أن جاء حسام وحملها بين ذراعيه كأنها عروس ثم سمحت لدموعها أن تنهمر وسقطت قطرة منها على ظهر يدها.
انزلق باب الشرفة لينغلق.
جلست على الأريكة للحظات في حالة ذهول من القبلة قبل أن تقف ثانية. لم تتجه إلى غرفة النوم
وإنما سارت نحو الشرفة. لم يكن الباب الزجاج مغلقا باحكام فحملت نسمة
الليل الباردة صوت حسام إليها.
لن أرحل
ما الذي يدور برأسك هيا كوني مطيعة واخلدي
إلى النوم
كان صوته حنونا عطوفا.
ظلت واقفة تنصت لدقائق قليلة ثم قهقهت. إنه قادر إذا أن يكون حنونا ولطيفا ولكن للأسف
فلست أنا المتلقي لمشاعره هذه. التفتت وتوجهت إلى غرفة النوم وجلست على
سرير وقد خلى وجهها من أي تعبير
كان زواجهما خطأ منذ البداية ولم يكن سوى
صفقة على أية حال.
فقد كانت عائلتها عائلة صديق قد أفلست قبل
عامين وانحدر وضعها الاجتماعي بين ليلة وضحاها وأمست اضحوكة المدينة. وكانت عائلة صديق تتمتع بنجاح باهر وأصبح لهم فائض من الأعداء. لذا تسارع الجميع في أعقاب سقوطهم إلى اذلالهم. بل أن أحدهم تباهى بأنه قادر على انتشال العائلة من ديونها إذا ما قدمت نفسها له. وقبل سقوط العائلة حاول عدد لا يحصى من الرجال
مغازلتها. إلا أن أحد منهم لم ينجح في لفت انتباهها ومع مرور الوقت بدأ الناس يصفونها
بأنها متكبرة ومغرورة.
والآن وقد اصابها العاړ والذل فكر الكثير من الرجال في استغلالها فاستهلوا مزادا سريا
ليحددوا من سيحظى بها.
وصلت إلى أدنى مستوى من
الذل
والدوان عاد حسام إلى الظهور.
نول
عام أمر الرجال المشاكسين وجعلهم
يدفعون ثمنا باهظ
بعد أن ساعدبنظرة واحدة انتشأت رغبته فيها. أما بالنسبة لفايزة فكانت مشاعرها في حالة صراع داخلها فلم تدرك مشاعره. وكانت منهمكة في
محاولة صياغة ما تود قوله.
وأخيرا توصلت إلى قرار وقالت أنت ... ممم! ما كادت تفتح فمها حتى أمسك بذقنها وأخذ يقبلها كما لو أنه فقد السيطرة على نفسه. وتحت وطأة أصابعه الخشنة احمرت بشرتها من فورها...
كانت أنفاسه كاللهب على بشرتها وسرعان ما انقطعت أنفاسها. كانت على وشك أن تدفعه بعيدا
عنها إلا أن هاتفه بدأ يرن على الطاولة.
تجمد الاثنان وتلاشى الشغف في التو واللحظة. وأخذ يتراجع عنها وهو لا يزال يعض شفتيها بلطف وكأنه لم يشبع بعد عندما نطق ليتحدث كل صوته مبحوحا اشربي الشاي ونامي مبكرا
التكسب هاتفه وخرج من الغرفة. كان عليه أن يرد
مكالمة.
انزلق باب الشرفة ل
بينما كانت كالبلهاء تنتظر خارج النادي X
الريفي وفي يدها المظلة.
حدقت طويلا في التقرير المشوه قبل أن تقهقه
ساخرة من نفسها ثم بدأت في تمزيقه ببطء.
مرت نصف ساعة.
و خرجت فايزة في هدوء من الحمام. كان حسام يجلس على الأريكة واضعا ساقيه الطويلتين بثبات على الأرض بينما كان منهمكا بتركيز في الحاسوب المحمول الذي أمامه وبدا
مشغولا بعمله. عندما رآها أشار إلى كوب الشاي الموضوع بجانبه.
اشربي هذا
حاضر.
اقتربت وامسكت بكوب الشاي. لم تشربه على الفير بل بدت منشغلة بفكرة ما جالت بخاطرها
الغيوم وزم شفتيه قائلا أنت كثيرة الكلام
هل كانت فعلا
أزاحت عينيها عنه فقد اعتقدت أنها لن تتمكن من
القيام بذلك بعد وقوع الطلاق.
الفصل 3 أخذت حبة دواء خاطئة
عندما استيقظت فايزة صباح اليوم التالي اكتشفت أنها اصيبت بنزلة برد فمدت يدها إلى الدرج لتأخذ بعض أدوية الحمى وصبت كوبا من
الماء الدافئ.
وفي تلك اللحظة عندما وضعت حبة الدواء في فمها أدركت أمرا جعل عيناها تتسعان ووجهها يشحب اندفعت سريعا إلى الحمام لتبصق حبة الدواء ثم انحنت فوق الحوض تبصق من فمها وتتمضمض مرارا وتكرارا حتى تتخلص من آخر بقايا
الحبة التي ذابت في فمها.
لا شيء أيتها القاسېة
يقول الناس إن الزواج رباط بين شخصين وكان زواجهما قد استمر