رواية حافية علي اشواك من ذهب (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم زينب مصطفي
يدق لمجرد قربها أصبح عبيرها هو ادمانه الذي لم يشفي منه إلي الآن عينيها هي وطنه الذي يشعر بالانتماء إليه وسلاسل الحرير المنسدلة بسواد ليل كاحل كانت مقوي لأنفاسه عاصي ابنة وحبيبة قلبه يقسم أنه أحبها بل عشقها ولكن لم يقدر على التأقلم مع طباعها هي تريد البساطة بل أقل منها تريد أن تفعل كل شيء وأي شيء من
الكلمة بمراحل ولكن لم تفعل ما يثبت إيه هذا الحب وهو رجل يريدي أن يري الحب من أمراته ولكن عاصي جعلته كالأخرين بأ ه وتفكر بأخيها واختها بين يديه وتفكر في عملها وهو في أخر اهتماماتها هي المخطئة الأولي عندما ظنت أنها بالزواج أنتها كل شيء أنتها
اهتمامها بنفسه و به هو تذكر عندما كانت تريد في صباح يوم عرسهما أن تذهب إلي آدم وبعدها تمر علي المزرعة لتباشر العمل وهو من أوقفها ورفض أن تذهب ومن بعدة خططت إلي رحلة شهر العسل ولم يكن بتوقع أن يري سلوي الشافعي تلك الفتاة التي جاءت من ماضية الذي بدأ يكره وبشدة جاءت لتخرب حاضر كان ومستقبل سيكون ولم يستطيع عدم التفكير بها وبنظراتها له عندما راها علي الشاطئ مما أغضبه من نفسة وأغضبه من تلك التي ترتدي أي شيء تقع عليه عينيها لا تفكر يليق أم لا يليق و عندما أرض أن ينبهها شعرت أنه يبغضها وحزنت ولا تعلم أنه بحزها تحزن الدنيا من حوله
على تلك اللمسة هو لم يكن يرغب ويتذكر ما الذي حدث وقتها عندما كان متجها إلي سطح اليخت ليكشف عن تلك المفاجأة التي كان يجهزها لكي يعتذر لعاصي علي ما فعل في الصباح فسمع صوت صرخات تأتي من داخل تلك المدينة وعندما دلف إلي الداخل كان هناك أحدهم يحاول أن يتعدى على سلوي وعندما أبعده عنها واخذ يتشاجر معه حتى هرب من أمامه وما هي إلا دقيقه وكانت سلوي بين أ ه لم يعرف ماذا يفعل والفتاة تبكي ولحظات آخر و استمع
عز أنا خائڤة ومش عارفه أعمل
إيه خليك جنبي عشان خطړي
ولحظات أخري من التقرب ووجدها تقترب كالأفعى ثم قبلته فأخذ يبعدها بقوه ولكن يا اسفه وجد عاصي امامه تنظر له بنظرات يقسم أنها قټلته و خرجت بصمت يقسم بانه ظن أنه لم تكن و لكن بلحظة كان خلفها هي تنظر إلي البحر الشاسع أمامها وهو ينظر له يريدها أن تتكلم تصرخ ولكن وجدها تقول
عاصي
روحني
و ما أن وصل بها إلي الفندق حتى وقفت أمامه تقول بهدوء
أنا عوزه أروح المزرعة مش هنا
نظر لها و دقق النظر بعينيها التي يعشقهما ويقسم أنه يري تلك الدموع دموع حبيسه تريد التحرر ولكن صحبتها لا تريد وتكلم بحكم مختلفه عن طابعه
عاصي لازم تسمعيني قبل ما تحكمي عليا
نظر لها ثم قال پغضب عارم
عاصي مش هنتكلم هنا اتفضلي علي فوق ونتكلم الناس بيتفرجوا علينا
وأنا بقولك أنا عوزه أروح بلدي عوزه
ظفر بقوة ثم نظر لها فوجد الدمع تتجمع بعينيها وبلحظه أنحني وحملها فأخذت تركل بقدميها وتصيح به ولم يحررها إلا داخل غرفتهم بالفندق ولم يتركها بل أحاط كتفيها بيده وقال بصوت مرتفع
عقدت ما بين حاجبيها وقالت بصوت غاضب
هي اللي إيه ما تقول إيه ولا الفعل عادي عندك والنطق صعب
عاصي أسمعيني هحكيلك كل حاجه بس عشان خطړي تسمعيني وتصدقي وحياتك يا حبيبتي وغلوتك عندي هقولك الحقيقة وقص كل ما حصل في تلك اللحظات البسيطة فنظرت له هي تعرفه عينيه تلتمعان بلمعه خاصه حين يصدق وطال الصمت وهو ينظر له وكأنه متهم بنتظر القرار فقامت علي الفور أتجهت إلي علبه المناديل الموضوعه علي المنضدة وأخذت منها
يا بنتي هتعوريني تعالي وأنا أقولك دي بتتمسح أزاي
وابتسم علي تلك الذكريات التي تتحسد أمامه تكوي روحه من جديد
و تعذبه بلآلام و حين أسودت معالم وجه بذكري آخري فبعد عودتهما تغير كل شيء أنشغلت عنه في العمل وأخوتها وكانه هو صفر علي شمال العدد معها وليس معها وحين يريد روئيها يذهب إليها ويبحث عنه داخل الأرض الفسيحة ليسرق معها الدقائق و الثواني المعدوده علي ظهر مطر أو يجلسان بين الأشجار وحين طلب منه أن يرحلان إلي القاهرة لكي يستطيع أن تبقي معه أكبر وقت ممكن كان ردها
لأ يا عز مش هسافر على أي مكان
نظر لها ثم قال بعقلانية غير معهوده
عاصي أحنا هنسافر القاهرة أما هتعملي إيه لما نسافر فرنسا
اتسعت عينيه وصدمة بشدة ثم قالت بسرعة
إيه فرنسا
أيون فرنسا
مين قال أن هسافر فرنسا
أنا اللي قولت
وارد كان
الفصل التاسع والعشرين
و الصاعقة هتفت بصوت مرتفع وهي تقف أمامه
عز الدين أنا مش هسافر لأي مكان ده بيتي ودي أرضي وأخواتي هنا و انت أجوزتني علي كدة
و بهدوء حذر وهو يعقد ما بين حاجبيه
أقدر أفهم
من كده أيه
عز بجد أنا مقدرش أبعد عن هنا ولو انت عوز تسافر تشوف أهلك وتيجي دي حريتك
نظر لها بنظرات قاسېة وقال
يعني
أنت عوز تبقي أنت في مكان وأنا في مكان
هزة رأسها وهي تقول بصوت هادئ غير عابئة بنظراته الغاضبة
عز أنا مش قصدي كده بلاش تفهم كلامي على مزاجك أنا بقولك مش هقدر أسافر هنا عالمي وأخواتي وكل شيء
وهناك هيبقالك أنا
وارتفع صوتها أكثر وأكثر وقالت
مش هسافر مش عوز
وقد حسمت أمرها أذا هي حرة و هو من الأحرار و بسرعة أتجهه إلي تلك الحقيبة التي يحملها علي ظهر و اتجه إلي دولاب ملابسه وأخذ بعض الأشياء بسرعة وهي تتابعه بنظرات متفحصة مضطربة قليلا ثم قالت
أنت أنت بتعمل إيه
وما هي لحظات حتى انتها وحمل الحقيبة على ظهر وأجابها بثبات
مسافر أرضك شغلك أخواتك هنا وهناك أنا أختار والقرار ليك سلام يا عاصي
وابتعد عنها خارجا من تلك الغرفة بل من المنزل و للعجب من تلك الأرض برمتها وفي الطريق كان حزين فهي لأول مرة يشعر أنها تخلت عنه مع ابسط المواقف وتخلت عنه يا الله فبعهد عنه الآن والشعور الذي يشعر به من اصعب الأشياء التي ممكن أن تمر على الأنسان وعودة من حديد إلي الواقع فاعتدل في جلسته وتنهد بتعب شديد وهو يهتف بخفوت
بتحسبني على غلطها هي أه يا عاصي أنت السبب في كل اللي وصلنه ليه
شهر ثلاثون يوما
وهو بالقاهرة يشتاق إليها وتشتاق إليه وكل منهم يمنعه ما يدعى بالكبرياء يقضي أوقاته مع أصدقائه القدمي و زاد عليهم عمرو عبث وسهر و سفر وهي بين أسرتها تزرع وتقلع و تهتم بمن حولها زوجته تبتعد عنه والأخرى تتقرب وتعتذر وتطلب السماح وتهتم وهو رجل والرجل لا يقبل الاهمال ولكن القدر هو القدر من أراد فك الڼزاع السيدة إيمان المرشدي مريضة و جميع الأطباء يجتمعون على رأي واحد فقط عددت أيام وستفارقهم راحله و الأغرب أنهم يحثوهم بالدعاء لها بالرحم هل يدعي لأمه
لكي تفارقة و بالفعل عرف الجميع وبالطبع الزوجة الأصيلة هنا جاءت لتقف بجانب زوجها الحبيب وجدها بينهم لا يعرف متى جاءت وكيف تنظر له بنظرات حزينة ولكنه ردها إليها بقسۏة ولو تعلم فقط تعلم شعورة الآن لو تعلم فقط تعلم حاجته لها منذ علم بهذا النبأ لو تعلم فقط تعلم ماذا ينظرها من عقاپ لرحلت فقط ترحل و كل شيء بات مستحيل فهي الأمام أمامه وفي غرفته تنظر له وينظر لها
نظر لها ببرود مصطنع فهو في تلك اللحظة يظهر ما يخفيه صدرة ويتجاهل هتاف قلبة ولكنه يجب أن يعاقبها فقال
عوزاني أقولك إيه يعني ممممم إيه جابك ولا جية ليه يا عاصي
عقدت بين حاجبيها وهي تنظر إلية بتعجب
إيه جبني وجيه ليه مش عوزني أبقي جنبك في وقت زي ده
ضحك ضحكة ساخرة وهو ينظر له ويردف پغضب منها
أنا من شهر ماشفتكيش يا عاصي هتفرق أنك تكون جنبي ولا لأ روحي يا عاصي لمزرعتك وشغلك وروحي لخواتك وسبيني لوحدي
نظرت له بحنان و بأسف وقالت والدموع تملأ عينيها في حين نظر إليها
هو بمزيد من الڠضب فهي تبكي ولكنه سمع صوته الحزين وشهقاتها المتقاطعة
صدقني أنا عمري ما اقدر أبعد الشهر ده عدي عليا كأنه سنه بس بس أنا كان لازم اطمئن علي أخواتي والمزرعة
بعد سفرنا ومكنش ينفع أن اسافر تأني واحنا لسه رجعين ده مالنا والله أنا كنت بمۏت من غيرك أنا كنت بعد الأيام عشان ترجع بس أنت حبيت هنا ونسيتني و حتى ما اتصلتش بيه أنت نستني
نظر لها وإلي تلك الدموع التي تتساقط من عينيها و تلك الشهقات المتسارعة منظرها هذا يذكره بذكريات الطفولة ولكن تلك الدموع ټحرق خلايا جسده وتلك النظرة الحزينة تقتله فلم ينتظر
و عاد للحاضر يحاول أن يبعد ذهنه عن الخوض في تلك الذكريات حتى لا ېموت الآن من الاشتياق فنظر إلي تلك الساعة المعلقة علي الحائط يجب أن يذهب إلي العمل الآن وماذا عن أخية فهم لكي يرتدي ملابسه وعندما هم بالخروج كان ماجد يخرج هو الأخر ليوقفه و
عز أنت رايح فين
رفع أحد حاجبيه وقال وهو يشير إلي الحلة التي يرتديها وقال
لابس كده يبقي أكيد يعني رايح شغلي
نظر الأخرة له بنظرات مضطربة وقال
معك وقت ولا مستعجل
وبنظرات مدققة عرف أن هناك أمر فأتجه إلي تلك الأريكة وجلس ينظر لأخيه
لا معايا وقت
فتقدم الأخر وجلس أمامه وأخذ ينظر له بتمهل وقال
طيب أسمع أنا جاي ليه
أنا صح ولا غلط يا فداء خائڤ أكون بظلمها بقراري بس عاصي
لازم تواجه عاصي لازم تشغل نفسها عشان تبطل تفكير في الماضي
نظرت له بنظرات
حانيه وهي تمسد على رأسه بداخل أ ه ثم قالت بنبرة هادئة وكلمات متقاطعة
آدم اللي حصل كله مقدر ومكتوب كان لازم يحصل ولازم نمر بيه كانت فطره صعبه على الكل وعاصي لازم ذي ما قولت تفوق عشان نفسها واللي حوليها اللي حوليه
تطلع إليها بحب ثم سحب يديها و طبع عليها قبله ثم ابتسم
فداء أنا عارف أن الرجوع هيبقي صعب عليك بس صدقيني لازم نرجع عشان ولادنا قبل أي حاجه
ابتسمت له بحب ودققت النظر في مقلاة عينيه التي تشع الصدق والحنان وهتفت بشرود
حبيبي كله مقدر ومكتوب وهما ربنا يرحمهم وأنا معك في أي مكان هتكون فيه
ولم يكن يستطيع فعل شيء الآن غير أنه عانقها وبشدة يحتويها هو وهو يعلم