رواية لعبه في يده (كاملةجميع الأجزاء)بقلم يسرا مسعد
انت في الصفحة 1 من 53 صفحات
الفصل الاول
انتى طالق
قالها ايهاب بحسم
فتحت سالى عيناها البنيتان ظنت ان تلك الكلمات البغيضه تتردد فى الاجواء مجددا
انه نفسه ذاك الحلم الذى يؤرق مضجعها مرارا وتكرارا منذ ان طلقت من زوجها قبيل ليله زفافهم بثلاثه ايام فقط منذ عام مضى
لاتزال تشعر سالى بنفس الغصه التى شعرت بها بعد طلاقها
رفعت سالى جسدها بصعوبه واتكأت فى جلستها فى سريرها تحاول استجماع ذاتها
سالى صباح الخير يا ماما
مجيده الام صباح الخير يا لولو صاحيه بدرى النهارده يعنى
سالى ااه اصلى نازله اشوف شغلانه كده لقيت اعلانها ادعيلى
مجيده ربنا يوفقك يابنتى فى مستشفى قريبه مننا
سالى هه. لاء مش مستشفى المرادى
مجيده امال ايه مستوصف
مجيده ايه شركه والشركه دى كبيره يعينوا فيها دكاتره اسنان يعنى
ابتلعت سالى ريقها وقالت لاء ماهما مش عايزين دكاتره هما عايزين سكرتيره
مجيده سكرتيره!!!!!! ايه يابنتى الكلام اللى بتقوليه ده ومالك انتى ومال الشغلانه دى
سالى ماهو يا ماما مش احسن من قعدتى وبعدين السكرتيره بتعمل ايه انا مابعرفش اعمله والمرتب اعلى من مرتبى فى الحكومه ولا اربع مرات
الصوبات اكلت عقله زى ماعقلك خلاص راح .اخر تعبى فيكى تشتغلى سكرتيره
دخل محسن الغرفه ليجد زوجته غاضبه فيما تقف ابنتهما وتبدو عليها علامات لنفاذ الصبر وقله الحيله
محسن صباح الخير يا لولو ايه مالك مطلعه صوت ماما ليه على الصبح كده
محسن براحه براحه يا مجيده ضغطك هيعلى تانى
سالى يا ماما حصل ايه لده كله
مجيده حصل ايه انتى مش حاسه بالوكسه اللى انتى فيها عايزه توكسى روحك بزياده
احمر وجهه سالى على الفور وترقرقت الدموع فى مقلتيها فرمق محسن زوجته بنظره غاضبه ثم قال تعالى.. تعالى ..يا لولو احكيلى بره عبال ما ماما تهدى ولا اقولك روحى اعمليلها كوبايه كركديه
انطلقت سالى الى المطبخ فيما قال محسن ايه يا مجيده كل شويه تبكتى فى البنت كده حرام عليكى مش كفايه كسره نفسها حصل ايه احكيلى ووطى صوتك من فضلك
مجيده ماهو من حسره قلبى عليها وهيا ولا على بالها صاحيه وعايزه تروح تقدم على وظيفه سكرتيره ينفع بذمتك بنتك الدكتوره تشتغل سكرتيره ايه بنشحت ولا مش لاقيين نأكلها
مجيده يعنى انت شايف كده
محسن ااه سيبها تخرج وبدال ماتقفليها
فى وشها ادعيلها وياعالم يقبلوها ولا لاء
عادت سالى بعد قليل ومعها كوب من الكركديه اتفضلى يا ماما
محسن الشركه دى فين يا لولو
سالى ثوانى يابابا اجيبلك الاعلان بتاعهم واجى
احضرت سالى الجريده فقرأ محسن الاعلان وقال ياااه دى بعيده يابنتى دى تقريبا بره اسكندريه
سالى ماهو انا عرفت يابابا انهم عندهم اتوبيسات بتنقل الموظفين
محسن طيب ومواعيدهم ايه
سالى من 7 ل 5
مجيده يااااااااااه كل ده
محسن مش كتير يا سالى تعب عليكى يابنتى
سالى ولا كتير ولا حاجه يابابا وبعدين المرتب حلو يستاهل ثم انى كنت بخلص شغلى فى الحكومه الساعه اتنين عبال ما ارجع فى المواصلات كنت برجع على تلاته ونص .الشغل ده ازيد بساعه ونص بس وبأضعاف المرتب ومش هغلب فى المواصلات
محسن ماشى ماشى يا سالى هتروحى امتى
سالى يادوب ااقوم البس عشان اعرف اوصل على ميعاد المقابله
محسن ماشى يا حبيبتى وخدى بالك من السكه وخدى العربيه على الله ماتقلش بأصلها فى المشوار الكبير ده
سالى ربنا يستر
ابدلت سالى ثيابها بثياب رسميه انيقه وضعت قليلا من الكحل والماسكرا ومرطب شفاه لامع ثم ذهبت لتقبيل والدتها وقالت ادعيلى يا ماما
نظرت لها مجيده هقولك ايه . ربنا يوفقك يا بنتى ويجبر بخاطرك
ابتسمت سالى واتجهت الى اعلى السلم الدخلى الذى بدوره يصلها بسطح المنزل وقالت بصوت عال نسبيا مع السلامه يا بابا انا نازله مش عاوز حاجه وانا راجعه
قال محسن
عسليه من عند عمك ابراهيم
سمعته زوجته من غرفتها فاعترضت فى الحال وقالت السكر يا محسن
اشار محسن لابنته بصمت بأصبعه رافضا وقال بهمس قرأته سالى من شفتيه واحده بس
ضحكت سالى وهزت رأسها وخرج
اتجهت سالى الى الشارع ورفعت الغطاء عن سياره والدها القديمه فيات 128 ذات لون احمر بحاجه ماسه لاعاده طلائه منذ اصابه الاهمال الناتج عن قله استعمال صاحبها بعد تقاعده لدى بلوغه الستون عاما من عمله كمهندس زراعي
وكانت سالى المستخدمه الوحيده للسياره القديمه على فترات متباعده لقله خروجها بعد تقديمها لاجازه طويله المدى من عملها الحكومى
ركبت سالى السياره قائله بسم الله ربنا يستر وتقومى بسرعه يا زوبه
وفى الحال استجابت لها
زوبه ودارت
بصوت محرك
مدوى فقالت سالى الله عليكى يا بطه توكلنا على الله
بعد مضى نصف ساعه كانت سالى تسير بالسياره بسرعه معتدله على الرغم انها خارج حدود الاسكندريه بقليل تمر بجوارها السيارات المسرعه بكثره الا سيارتها
ظلت سالى تسير بها بهدوء لخۏفها ان يصيب السياره عطل ما
سالى انا محترمه نفسى وماشيه على 70 اعملى انتى بأصلك ووصلينى منغير بهدله
سمعت سالى زمورا مدويا لاحدى السيارات الفارهه
فقطبت سالى جبينها وقالت پغضب رافضه تحويل وجهتها خد شمالى ما السكه فاضيه
ارتفع زامور السياره الفارهه خلفها اكثر واكثر ولم تبالى سالى فلم يجد سائق السياره الفارهه حلا سوى تغيير اتجاهه الى الناحيه الاخرى
فسار
وابطأ من سرعته واشار لها بحركه بذيئه من اصبع يده
اتسعت عينا سالى بدهشه مستنكره وقالت بغيظ قليل الادب فعلا
لم تنتبه سالى انها تجازوت مدخل جانبى يؤدى الى الشركه فأوقفت السياره على بعد عده امتار ونظرت فى المرآه بيأس وقالت وبعدين....منك لله ادينى فوت المدخل هرجع لوره وربنا يستر
ما ان همت سالى بالرجوع حتى تصاعدت اصوات السائقين خلفها بالسباب والاعتراض فاضطرت سالى للمضى قدما عده امتار اخرى حتى وجدت فتحه واسعه للرجوع للخلف فعادت سالى ادراجها
وصلت سالى متأخره للشركه حاولت هندمه ملابسها بسرعه وهى ټلعن داخلها سوء حظها
اتجهت سالى الى مكتب الاستقبال فطالعتها موظفه بشوشه فقالت لها صباح الخير
موظفه الاستقبال صباح النور
سالى كنت جايه بخصوص اعلان السكرتيره من فضلك
نظرت لها موظفه الاستقبال مستنكره وقالت اتأخرتى اووى الميعاد كان من نص ساعه
سالى معلش السكه بقى واول مره اجى
موظفه الاستقبال لحسن حظك اخر واحده لسه ماشيه من شويه صغيرين تقدرى تتفضلى الدور التانى مكتب الاستاذ اسامه
تحركت سالى مسرعه باتجاه الدرج وقالت متشكره اووى
موظفه الاستقبال على فين خدى الاسانسير اسهل
اومأت لها سالى شاكره لها مرت دقيقه واحده حتى وصلت سالى للطابق الثانى كانت الشركه تتميز بالفخامه وهذا ما لاحظته سالى على الفور ادارت سالى بصرها بين الابواب حتى رأت موظفه تسير على هواده فأستوقفتها سالى من فضلك مكتب الاستاذ اسامه فين
الموظفه تانى باب على شمالك
سالى شكرا
اتجهت اليه سالى وطرقته سمعت مجيبا يقول ادخل
دخلت سالى لتجد رجلا فى اوخر الثلاثينات ذو هيئه محترمه انيقه يجلس يتحدث فى الهاتف ويبدو عليه الانشغال الشديد فوقفت سالى شاعره بحرج
انهى الرجل حديثه فى الهاتف ورفع انظاره باستفسار افندم
سالى استاذ اسامه
الرجل ايوه خير
سالى انا آسفه انى جيت متأخر كنت جايه بخصوص المقابله لوظيفه السكرتيره
رفع اسامه حاجبه بدهشه مستنكره وقال حضرتك عارفه انك متأخره يجى ساعه الا ربع تفتكرى ده مؤشر كويس
سالى انا بكرر اسفى بس فعلا تهت وانا جايه انا اصلى اول مره اجى فى الطريق ده
اشار لها اسامه قائلا طيب اتفضلى واقفه ليه
سالى ميرسى
اسامه طيب ياترى جيبتى ال سى فى معاكى ولا تاه هوه راخر
ابتسمت سالى وقالت لاء جيبته اتفضل حضرتك
اخذه اسامه منه وطالعه بسرعه حتى رفع حاجبيه دهشه دكتوره اسنان!!!!!!!
ابتلعت سالى ريقها وقالت فى اعتراض
اسامه لا ابدا يا دكتوره بس اظن الاعلان كان واضح احنا طالبين سكرتيره
سالى فعلا الاعلان كان واضح مطلوب سكرتيره حسنه المظهر تجيد الانجليزيه والكومبيوتر .وانا بجيد الاتنين زائد فرنساوى كمان ومش مكتوب ان مطلوب تكون خريجه كليه معينه
هز اسامه رأسه وابتسم ايوه بس حضرتك دكتوره اللى يخليكى تقبلى بمهنه متواضعه كده
سالى ماكدبش على حضرتك المرتب... ضعف مرتبى فى الحكومه غير انى تقريبا مابشتغلش كل اللى يجيلى العياده مش بيقتنع بحجمى وكأن دكتور السنان ده
لازم يكون العملاق الاخضر
ضحك
اسامه من قلبه فقد كانت سالى رشيقه ضئيله الحجم نوعا ما وقال والله ما انا عارف اقولك ايه يا دكتوره يعنى انتى ماعندكيش مشكله تدخلى العملا وتطلبيلهم شاى وقهوه ونقولك روحى ودى وجيبى......
زم اسامه شفتيه واستطرد فى استنكار صعب برضه
هزت سالى رأسها نافيه وقالت مش صعب ولا حاجه ده شغل وقصاده انا باخد اجر وحضرتك ليك بالكفاءه اللى هيتم بيها الشغل مش بمشاعرى تجاه واجباتى واللى اؤكد لحضرتك انها عاديه جدا بالمناسبه . وبعدين هيا السكرتيره دى مش بنى آدمه زينا وحضرتك النهارده محتاجلها فى شركتك
اقتنع اسامه فى الحال خاصه عند ذكر سالى حاجته لسكرتيره فى اقرب وقت حيث باستسلام طيب هنعمل اختبار صغير عند مدام هدى فى مكتبها ونشوف
اومأت سالى مبتسمه متشكره اووى وان شاء الله اكون عند حسن ظنك
قام اسامه من مجلسه وقال انا هاجى معاكى.... واستبقها الى الباب
عندها فتح الباب ودخل رجل طويل لم تتبين سالى ملامحه ولم يراها فقد كانت تقف خلف اسامه الذى كان طويلا نوعا ما
قال الرجل وبعدين يا اسامه الورق ده كله لسه ما اطبعش وماتبعتش كل دى جوابات متعطله
اخذ منه اسامه الاوراق وقال طيب يا جاسر هنعمل ايه اصبر علينا كام يوم
جاسر لحد امتى
الټفت اسامه الى سالى وقال بلاها مدام هدى اتفضلى اطبعى الورق ده وهنشوف لو عملتيه صح اعتبرى نفسك اتعينتى
خلاص
انتبه ساعتها جاسر الى
سالى ونظر اليها
مطولا وقال بسخريه انا عايز الورق يتطبع بسرعه مش على سرعه 70
رفعت سالى انظارها وتذكرته سالى على الفور انه نفسه ذاك الرجل الذى تجاوزها صباحا وقالت متشكره جدا على ذوق حضرتك
جاسر العفو على ايه... على العطله اللى على الصبح
سالى انا بسببك انت انا اللى اتعطلت وجيت متأخره كمان
اسامه صلو على النبى يا جماعه فيه ايه ماتفهمونى
اخذ جاسر الاوراق من اسامه بنفاذ صبر وقال يالا يا شاطره ماعندناش تعينات
شعرت سالى بالاهانه واحمر وجهها بشده وقالت طيب عن اذنكم
غادرت سالى الغرفه مسرعه فيما اعترض اسامه بعدما غادرت ايه اللى انت عملته ده دى عاشر واحده تمشيها حتى من قبل مانشوف مدى كفاءتها
جاسر