الأحد 01 ديسمبر 2024

الجزء الاول بقلم ماجده بغدادى

انت في الصفحة 11 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

نرجع الست اللي اسمها نجوى دي جت فرقتنا و ألا أيه !
إحنا اللي غلطانين يا بنتي عشان إحنا اللي سمعنا كلامها 
خلاص مش مهم اللي حصل حصل خلونا دلوقتي نرجع زي ما كنا 
مش هينفع دلوقتي يا نهى أنا وبنتي تعبانين متزعليش من كلامي بس أنا عمري ما فرقت بينكم ومقلتش ولادي وولاد أخويا والدتك هي اللي فرقت و أنا كنت مطمن و مديها الأمان و فاكر أنها بتتصرف في التفاصيل أنا مش مصدق يا بنتي أن بعد العشرة دي أطلع مبفهمش و كنت مسلم من غير تفكير سيبينا شوية يا بنتي لحد ما أشوف هنوصل لأيه 
أمسكت نعمة بيديها وجذبتها 
تعالي نعمل الغدا 
استجابت لها بينما أتى صوت والدها
أعملوا حساب أحمد هيتغدى معانا النهاردة 
كادت تتوقف من كلماته لولا أن يد نهى التي حثتها على استكمال الحركة أكملتا اعداد
الطعام و من الواضح أنها اليوم تصنعه بدقة و استمتاع ليس ككل يوم مجبورة لتنهي أعمالها أنهت ما تفعله و استبدلت ملابسها وجلست تحاول أن تبدو طبيعية و لا تنتظر مجيئه تقاوم بشدة فتح الباب كلما هاجمتها فكرة أنه يصعد في تلك اللحظة تشاغلت بقراءة كتاب حتى تبعد خيالاته عن ذهنها المړض بذكرياتها معه و عقلها المقيد بالتفكير فيه و فيما ستفعله معه 
دخل بطلته المميزة وعينه تسقطان عليها مباشرة طمأن نفسه برؤية وجهها وقد استعاد هدوءه بعد عاصفة الأمس التي حالما انتهت عاد مع عمه للبيت يساعده في حزم حاجياته ليلازم ابنته فهي في حاجتها إليه جلس جوراها يكاد يلتصق بها دفعها بكتفه برفق 
إزيك 
أهلا 
يا ساتر لسة زعلانة مني 
و ازعل منك ليه ! هو أنت عملت حاجة 
أنتي عارفة كويس أني بريء أنا بريء بلاش رخامة بقى 
أنا اللي رخمة برضو أمال عمايلك دي اسمها ايه 
يا ستي أنا رخم و أنت رخمة و كلنا رخمين 
ضحكت رغما عنها فاستطرد 
عجبك حضڼي امبارح أيوة أنا متأكد عشان كده ما صدقتي و رحتي نايمة 
ذهلت من كلامه فما كانت تتوقع أن له ذاك الحضن الذي هدهدها و طمأن توترها لا عجب لطالما هدأت أعماقها بقربه صمتت بحياء فباغتها بقوله 
هو أنا مش معزوم هنا ع الغدا وألا عايزة تاكليه عليا 
أيوة أنا بخيلة و هنتغدى عيش وجبنة النهاردة بس ملقيناش عيش و هنبعت نجيب جبنة بعد ما تروح 
نهضت من جواره تتجه للمطبخ بينما هو يقهقه بشده لم يعجبه الحوار فحسب بل أعجبه أنها عادت لروحها المرحة التي كادت تفقدها جراء كل ما كان يحدث 
عمي هنعمل ايه فالمصېبة اللي اسمها نجوى 
ولا حاجة احنا مطلبناش بنتها رسمي و مش هنكمل كأن مفيش حاجة حصلت 
أيوة بس دلوقتي هي كلمت ناس في العيلة وقالت اننا بعد ما طلبنا بنتها و عملت حسابها و بتحضر لكتب الكتاب أحنا رجعنا في كلامنا وخلينا شكلها وحش قدام الناس و دلوقتي عم صالح كلمني و قالي لازم نحاول نسكتها لأنها مشوشرة علينا وأقنعت الناس في العيلة أننا اللي جرينا ورا بنتها 
يخربيت شياطينها إيه الست دي ! هي مش كفاية عمايلها اللي كانت هتخرب بيوتنا كمان بتكذب كده ! بس هقول أيه أنا و أمك اللي غلطنا 
طيب و الحل يا عمي 
أهو نحاول نمشي الأحوال مؤقتا لحد ما تقع في غلط أو الناس تعرف الحقيقة 
طيب و أفرض محصلش 
يبقى نتصرف ونوقعهم في الغلط طالما وصلونا لكده خلاص نعمة جاية نكمل بعدين 
ياللا يا جماعة الغدا جاهز 
جلس بجوارها طيلة الوقت أثناء تناول الغداء و بعده شعرت بأنه ېختلس النظرات إليها ترى أيعد هذا تطورا فيما بينهما أم أنه مجرد تعاطف معها فيما مرت و لازالت تمر به هل تجعل ذلك القرب الحديث يؤثر في قرارها بشأن عودتهما أو انفصالهما حقا لا تدري !
من جانبه شعر كأن دهورا كانت تفصلهما منذ أن غادرت و أصبح مأواها مكانا آخر غير مكانه و فراشه كيف أصبح البيت خاويا باردا مؤلما دونها حقا لا يشعر بغياب غيرها بضعة أيام في كل يوم يجد أسبابا تبدو حججا لذهابه حيث توجد و رؤيتها 
سمية كل يوم تحلفني أجيبها ليكي عشان تشوفك 
لم تنظر له و هي تجيبه بينما تحتضن الفتاة التي تبدو مستمتعة بحضنها مغمضة عينيها وتلف يدها عليها باصرار 
أنا

كمان كان نفسي أوي أشوفها وحشتيني أوي يا سمية 
و أنتي كمان يا أبلة وحشتيني أوي 
تعالي يا حبيبتي نعمل الفطار و أعملك ساندويتش العجة اللي بتحبيه
انصرفت ممسكة يد الطفلة و هو واقف يزفر 
أيه البت دي ! دي سابتني واقف كأني هوا أنا هوا ! أنا هيبتي إتهزت في المنطقة منك لله يا نعمة فشكلتي برستيجي 
انصرف إلى عمله تاركا معها الصغيرة التي قصت عليها كل تفاصيل ما كان يحدث من العمة نجوى وابنتها 
يعني بعد ما مشينا وأحمد طردها ممشتش برضو !
و قعدت تزعق يا أبلة أوي و ماما فضلت ټعيط وتقولها منك لله ډخلتي علينا بالخړاب كان لازم أعرف أنك مش وراكي إلا الخړاب بس أنا مش فاهمة حاجة كانت بتقولها 
أيه هي يا سمسمة 
يعني أيه تفبرك فيديو ېفضحنا في العيلة 
هي قالت فيديو أيه بالظبط 
الفيديو ده
و أخرجت من حقيبتها الصغيرة هاتفا جوالا و ناولتها إياه و قالت ببراءة 
ده أصلي خدت منها التليفون اللي كانت بتشوح بيه لماما عشان أشوف شكله أيه الفيديو بس معرفتش 
تناولت من يدها الهاتف وسألتها بذهول 
خدتيه إزاي ده
فلاش باك
أنتوا بتعملوا فينا كده ليه ! كل زيارة تيجوا تعملولنا مشاكل والمرة دي كمان مش عايزين تمشوا 
أنت ولد قليل الأدب و محدش رباك 
أنتي اللي قليلة الأدب عايزة تتجوزي آبيه أحمد وهو متجوز أبلة نعمة تبقى أنتي اللي قليلة الأدب 
تدخلت نهى هنا 
عيب يا حامد دي مهما كانت ضيفة عندنا استنى لما تمشي و قول داهية لا ترجعها 
صړخت لوزة في وجهيهما 
إيه السڤالة دي يا ماما يا ماما
أتت نجوى على صړاخ ابنتها و بعدما دخلت تركت الهاتف من يدها بغرض أن يدخل حقيبتها و لكنه انزلق في مكان واضح فمدت الصغيرة يدها بخفه التقطته و خبأته تحت حزام ثوبها و لفت يديها خلف ظهرها نظرت لها لوزة و هي تاركة أمها تلسع نهى و زوجها وهما يحاولان إخراسها ثم ذهبت وأمسكتها من ملابسها بقسۏة 
أنتي مخبية إيه ورا ضهرك يا مقصوفة الرقبة 
مخبية حتة من لسانك اللي بيشتم ماما و أخواتي 
أنتو كلكو عيلة عايزة الحړق وخصوصا أنتي أصبري عليا إن ما ربيتك 
أنهت كلماتها بأن ألقت الصغيرة على الأرض واستعدت لتفتش ثيابها و ما إن إنثنت فوقها حتى دفعتها سناء فوقعت على وجهها لترتفع ساقاها لأعلى زرع بصل يعني أحسن تستاهل بنت المبقعة ليدلف أحد التوأمين الصغار يأخذ الهاتف من يد سمية في الخفاء ويضعه في حقيبتها الصغيرة و يجلس بجوارها ناظرا للجميع وهو يضع حلواه ذات العود في فمه بياكل مصاصة وعامل بريء 
عودة
وبس يا أبلة لما رجعنا فتحته معرفتش ألاقي فيه فيديوهات ولا حاجة كلها أغاني 
يا أروبة !! و مقولتيش لحد ليه إن التليفون معاكي 
خفت يا أبلة يقولولي غلط و يعاقبوني
أنا مكنتش أقدر أشوف الست دي كل شوية تعمل مشاكل و تخلي ماما ټعيط و تزعلك وتسيبينا وتقعدي هنا و أفضل ساكتة هي ست وحشة يا ابلة متخليهاش تزعلك مننا إرجعي البيت يا أبلة و أنا هسمع الكلام و هرتب سريري كل يوم و أنام في معاد النوم من غير ما تقوليلي سامي و أسعد كمان بيعيطوا عايزينك ترجعي 
هرجع يا حبيبتي الأسبوع الجاي بس ده سر بينا أوعي تقوليه لحد كمان هقولك تعملي أيه من غير ما حد ياخد باله 
يا نعمة الموضوع أتعقد ومش بأيدي طيب قوليلي الحل أسألي باباكي أنا عملت أيه عشان أفركش خطتهم و متجوزهاش لكن هقول أيه دماغهم كلها شړ 
يعني مطلوب مني أيه دلوقتي أرجع معاك وأقعد أتفرج على فرحك على واحدة تانية ! و ألا أروح أرقصلك في الفرح !
لا طبعا عمري ما أوافق ترقصي في الفرح قدام الناس 
ها ها ها ضحكتني
أعمل أيه بس عندك حل 
و أنت إيه الحل اللي أنت شايفه تتجوزها مثلا!
أنا فعلا مش طايقها بس أنتي متعرفيش الضغوط اللي أحنا فيها كلنا مش أنا لوحدي 
يعني أقبل ڠصب عني 
لا خلينا نحاول نبين أن خطتهم نجحت و أنا هطهقها في عيشتها على أد ما أقدر ويارب الخطة تنجح 
يعني إيه 
إرجعي معايا لازم نأكدلها إنك عمرك ما هتمشي و لا تتنازلي عن مكانك 
مقدرش أسيب أخواتي 
إخواتك معاهم بابا 
مش هيعرف يأكلهم و ياخد باله من طلبات البيت 
كل يومين تعالي شوفي محتاجين إيه و نهى كمان هتيجي مرة وأنتي مرة ياللا بأه كفاية كده 
أنت ليه عايزني أرجع أوي كده كل ده عشان لوزةتفقد الأمل فيك 
دا مجرد سبب من الأسباب خلينا بس نتفاهم دلوقتي عاللي هنعمله و بعدين هييجي وقت و أوضح لك كل أسبابي 
طيب بس ليا شرط 
إيه

هو 
يا ترى إيه الشرط ____
دخلت على استحياء في الغرفة بعد أن مرت بسرعة من أمام الباب بالأسفل لم تكن تقوى أن تنظر في عيون خالتها ليس الآن ليس بعد ما مرت به معها و شعورها أنها لم تعد لها أما ذاك الشعور الذي دفعها من فوق جبل الأمان لتتردى في سفح مليء بالخۏف والظلم و جوارح الكلمات انتبهت على لمسة من يده على ذراعها فانتفضت مبتعدة لا تعي لم انتفضت هكذا إلا أن حركتها العفوية تلك آلمته و ظهر ألمه واضحا على وجهه فلم يكن يرغب أن يصل بهما الحال إلى هذا السوء
أنا جبتلك أجهزة منزلية وقفلت جزء في التراس يبقى مطبخ صغير مش هتحتاجي تنزلي تحت 
هزت رأسها بالموافقة على كلماته و هي تنظر بالأرض صامته جامدة لا تتحرك 
طيب اقعدي ارتاحي أو حطي هدومك في الدولاب متحسسينيش أني دخلتك السچن 
أنت شايف إن العيشة كده مش سجن ! معتش أقدر أتحرك من الأوضة ولا أطلع ولا أنزل حتى هنا في الأوضة هبقى برضو متكتفة أنا موعدكش أني أستمر معاك كتير جدعنة مني بس لحد ما تخلص من لوزة و أمها و بعد كده هرجع لأخواتي وكل واحد يشوف مستقبله هيبقى فين 
أنتي ليه صعبة كده ليه متديناش فرصة مش يمكن كل حاجة تتصلح 
أنا من يوم ما اتجوزتك وأنا
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 17 صفحات