رواية رياح الألم ونسمات الحب بقلم سهام صادق
مش ھتلمسني حتي لو كان اخر يوم في عمري ونهضت من علي الفراش سريعا بعدما حتي هبط بأعينه ثانية اليها وظل يحركها بأيديه ويقف پخوف وبصوت مضطرب هنا فوقي خلاص مش هلمسك فوقي ياهنا
وقف بين طلابه وهو شاردا في طيات الورق الذي يحمله كي يكمل شرح محاضرته فقد عاد كما كان بل أسوء ولكن ليس ذلك الأستاذ الذي يعلو صوته ڠضبا انما عاد بهدوء قاټل ولكن ماجعله يتوقف عن شرحه هو صوت ذلك الطفل الصغير الذي تحمله احد طالبته فظل يتأمل الصوت طويلا حتي وقفت تلك الطالبه قائلة بخجل انا اسفه يادكتور فارس مش هتتكرر تاني
فأوقفها صوته ويديه الممدوده كي يحمل الطفل قائلا بأبتسامه هاتيه واتفضلي ركزي في المحاضره
فعاد ينظر الي طلابه ثانية انا وادم
فسارت حاله من الضحك والذهول لما يفعله حتي بدء يسير بينهم وهو يلاعب ذلك الطفل الذي اشعره بحنين جارف نحو ابوته التي لا يعلم
هل اصبح ابا ام
كانت تركض سلمي خلف أبنائها التوأم اللذان اصبحوا يخطيان بشقاوه في حديقة بيتهم الواسعه الذي تقطنه مع والدتها واخواتها بعد ان انجبتهم فقد أصبح لها مملكة خاصه بها وحدها لتأتي والدتها وبجانبها ثريا وهي متكأه علي تلك العصه قائله انا جيت اشوف عاصم وعلي مجتش اشوفك انتي
فضحكت زينب علي تلك الغيره التي مازالت تحتل ثريا رغم حبها لأبناء منصور الولدان لتبتسم سلمي قائله البيت بيتك ياخالتي ثريا
لتسمعها زينب وتبتسم ناظرة الي ابنتها ريم التي أتت اليها راكضه بهدية كبيره عمو فارس بعتلي مع السواق بتاعه هديه عيد ميلادي وقالي انه في اجازه الصيف هيبعتلي السواق عشان ياخدني انا ونور نتفسح في القاهره
فأدمعت عين زينب وهي تتذكر هنا
هترجع وهتبقي كويسه ربنا يسامح اللي كان السبب لتتذكر ابراهيم واعترافه عن هذه الجماعه المجهوله الذين اتوا وأوهموها بحاډث فارس واخذوها معهم بعد ان اعطوا له بعض الاموال التي اتفقوا عليها
كانوا يجلسون ثلاثتهم يتابعون تلك الصفقة التي جمعت بين شركة الدمنهوري الخاصه بمازن وشركة القاضي الخاصه بفارس لينظر كل من هشام ومازن في ساعته متطلعين الي بعضهم البعض حتي رفع فارس وجهه عن تلك الرسومات التي امامه قائلا بعد أن تطلع الي ساعته هو الاخر قاعدين ليه يا بهوات يلا قوموا لحسن حفلة تخرج زواجتكم النهارده
فنظر مازن الي هشام حتي عاد فارس بالحديث ثانية قائلا انتوا ناسين اني كنت الدكتور بتاعهم لسنتين ده غير اني المشرف علي مشروع تخرجهم اللي تأجل سنتين ثم نهض وارتدي جاكت بذلته الرسميه باسما خمس دقايق الاقيكم عند عربيتكم وخمسه تانين كل واحد فيكم يروح يجيب ولاده فيشير بأتجاه مازن قائلا انت تجيب امجد ثم اشار أتجاه هشام قائلا وانت تجيب ورد وحوريه اومال يعني انتوا تشوفوا امهاتهم وهما بيتخرجوا وهما لاء
ليبتسم مازن معانقا له وينصرف من امامه كي يذهب ليحضر طفله ويذهب الي حفل تخرج زوجته
ويقترب منه هشام قائلا بحب يتخلله المرح كي يخرج صديقه من هذا الحزن ولا يشعره بالشفقه اوعي تسقط مراتي انا قولتلك اه انا مصدقت سميه تتخرج سامع لا الا اجيب ورد وحوريه يبهدلوك
ويذهب هشام هو الأخر من أمامه حتي يبتسم بحزن عندما تذكر زوجته ومحاولاته العديده في ايجادها ولكن تبقي نفس الكلمه لا أحد يعلم عنها شئ ولا يوجد أثرا لها
فيمد بيده كي يأخذ مفاتيحه الشخصيه ناظرا الي تلك الميدليه الفضيه علي شكل قلب فاتحا ايها ليتأمل صورتها قائلا بأمل تعرفي انك وحشتيني اووي ياهنا انا لسا منستكيش وهفضل ادور عليكي عمري كله ثم ادمعت عيناه ليقول اوعي تكوني سبتيني بأرادتك ياهنا
ويسير هو الأخر ناحية باب الاجتماعات ويفتحه علي مصرعيه ليغادر مقر شركته
ظل يتأملها طويلا حتي بدء يأخذ الغرفه ذهابا وايابا ليضحك بضحكة قويه قد جعلتها ترفع برأسها من بين قدميها قائله ارجوك يافاروق اديني الجرعه ثم بدأت تفرك بأنفها قائله خد كل الفلوس انا مش عايزه حاجه بس خرجني من هنا واديني الجرعه
فابتسم فاروق وهو يصفق لها سنتين داخلتي بس فيهم حياتنا بقهرتها بسببك والراجل اللي كل الناس كانت بتحكي وتحلف بيه ضحكتي عليه لحد ما اتجوزته وورثته يعني مش وفي النهايه تلعبي علي اخويا الصغير بعدي ما فقدتي الامل فيا وعايزاه تنهبي حقه وتخسارينا بعض لحد هنا وكان لازم اعمل حاجه يانسرين
فنظرت
له وهي ترتعش حتي قالت عشان كده ضحكت عليا ومثلت انك بتحبني خلتني ابقي مدمنه عشان تاخد حقك ده انا وثقت فيك وحبيتك
لتزداد ضحكات فاروق قائلا طب بذمتك احب الست اللي كانت مرات ابويا والسبب ازاي ايوه انتي اللي انتي تستاهلي كل اللي جرالك
فصړخت نسرين في وجهه وهي تبكي من الالم طب أديني بس الحقنه عايزه ارتاح يافاروق ثم تأملت الغرفه في المصحه التي أتت اليها منذ شهرا انت جايبني هنا ليه ن مش خلاص أخدت كل الفلوس ولا بتشفق عليا
ليتحرك فاروق بخطي بسيطه ناحيه الباب اصل ميرضنيش اسيبك كده طول حياتك مدمنه مدام اخدت حقي يبقي اعمل معاكي معروف يابنت الرقاصه
جلست هنا في تلك الحديقه الواسعه التي رغم جمالها الأخذ تظل سجنا فتأملت طفلها الذي قد بدء يخطوا بقدميه علي الارض ثم أبتسمت عندما رأته يقع وينهض ثانيه فاقتربت منه الي وظلت تلاعبه وشردت في كل ذكرياتها في ذلك البيت ويوم ان كان يريد محمود ان دون رحمها بها وبجنينها ولكن رحمة الله لها جعلتها تصرخ معلنة عن ولادتها لجنينها ففرت دمعة من عيناه وهي تلتف يمينا ويسارا تتابع حركة بعض السيارات اتجاه تلك الفيله المقابلة لهم فكما يبدو ان يوجد أحتفالا لديهم
رجال محمود مفتوحه فتأملت الشارع وهي تضحك انا عرفت ليه دلوقتي هما سايبين الباب مفتوح لتتأمل الثلاث حراس وهم يقفون مع بعض أصدقائهم كما يبدو ويثرثرون في الحديث وهم يرتشفون اكواب الخمر في ذلك الوقت المبكر الذي لا يتعدي الساعه الثالثة عصرا
وألتفت كي تعود الي عرفتها وتغلقها عليها قبل أن يأتي محمود ويلتهمها بنظراته التي تكرهها فمنذ فعلته الاخيره وبعد أن فقدت حاسة النطق أصبح يرتعش عند رؤيته ولولا وجود روز وايضا حسام الذي دائما يطمئنها بعودتها لكانت قد قټلت نفسها من ذلك الچحيم ولكن فرملت تلك السياره جعلتها تلتف ثانية ليخرج ذلك الرجل الأشقر بعد ان عاتب سائقه بالأنجليزيه ويخرج خلفه صديقه العربي وكما يبدو من صوته انه مصري فظلت واقفه كي تشاهد ذلك كما سمعت صوته وذكرها به ثم دخل الرجلان الي دخل تلك الفيله حيث تقام الحفل وأرادت ان تسير ثانية ولكن قدماها قد منعتها وظلت جالسة امام تلك البوابه للحظات وقبل ان تمل وترحل الي غرفتها
وجدته يخرج وكأنه نسي شئ فيرفع بوجهه قبل أن يردف داخل السياره ويكون كما ظنت من رياح رائحته انه هو فارس لتركض خلفه وهي تحمل الطفل غير عابئه بذلك الرجل الذي
ولكن قد سارت السياره بسرعة فائقه دون ان يلتف احدا اليها الا هؤلاء الرجال وخلفهم محمود وحسام اللذان عادوا في تلك اللحظه
لېصرخ محمود قائلا انتوا يابهايم ازاي تسيبوها تخرج انتوا عايزين تفضحونا ويتامل حسام قائلا هو فارس بيعمل ايه هنا في لندن ليتذكر امر مشروعه الذي نافسه فيه كثرا حتي قبض بكلتا يديه بقوه وهو يقول انا عشان حوليا اغبيه ديما انا الخسران
ونظر الي هنا الواقعه علي الارض وتحمل مراد وتبكي حتي اقترب منها بجمود دلوقتي صوتك طلع سنه ونص وانتي عامله فيها خارسه ماشي ياهنا مش خلاص بقيتي متأكده انه عايش هما حلين لهتعيشي معايا كده من غير جواز وهاخد منك اللي انا عايزه لاما تبعتي دعوه تطلبي فيها الطلاق منه وخليه يعرف بقي انك لسا موجوده ومع عشيقك
فيتأملها حسام بأشفاق ولولا ذلك المبلغ الضخم الذي أخذه محمود عليه لكان ولكن عندما رئي يدها تسقط ودموعها تهطل بغزاره ورجال محمود يجذبوها للداخل بقوة ألتف الي روز التي وصلت بسيارتها في ذلك الوقت ونظر لها بنظرة قد فهمت معناها
!!ويصبح كل شئ بين هذا وذاك
الفصل الأخير
_ رواية رياح الألم ونسمات الحب
_بقلم سهام صادق
أنتفض فارس بفزع من نومه ليمسح حبات عرقه المتناثره بغزاره علي وجهه فظلت نبضات قلبه تدق بقوه حتي أصبح يشعر بالأختناق فنهض من علي فراشه وسار بخطي مترنحه ضعيفه وهو يصارع ذلك الحلم المتكرر الذي يشعره بعجزه فقد كانت تمد يديها له كي ينقذها من تلك العتمه فألتقت بضيق علبة سجائره الموضوعه علي تلك المنضده الصغيره بجواره ووقف امام تلك الشرفه التي تطل علي منظر الجليد وهو يهطل بغزاره وبدء ينفث دخان سيجارته بعشوائيه وهو يتذكرها حتي قال وهو يصارع حنينه الجارف اليها حاسس أنك قريبه مني مش عارف ليه حاسس أن روحي بتنسحب في البلد ديه
جلست أمال بتنهد وهي تدعوا الله بأن يتحقق ما أخبرها به هشام حتي أقتربت منها نيرة بطفلها الرضيع الذي لا يتعدي الخمسة اشهر وربطت علي كتف عمتها قائله ان شاء الله خير ياعمتي وحسام هيوفي بوعده ثم صمتت قليلا حتي قالت حد كان يصدق ان محمود هو اللي يطلع خاطف هنا وكل ده ليه عشان ينتقم من فارس وبابا لاء وكمان يقول انه هو اللي بيحبها وأحق بيها من اي حد