السبت 30 نوفمبر 2024

رواية رياح الألم ونسمات الحب بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 55 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

 


غير انه طول المده ديه     بيضحك علينا ويقول لو احتاجتوا حاجه هتلاقوني معاكم انا خاېفه علي فارس من المفاجأه 
فنظرت اليها أمال بتوتر بعدما لمعت عيناها اخيرا هشوف ابن فارس هنا سمته مراد علي اسم مراد اخويا    ثم ابتسمت وهي تنظر الي الطفل الذي تحمله نيره وبقي عندنا في العيله فارس ومراد واحمد 

لتنظر نيره الي طفلها الذي يشبه زوجها تماما فتتذكر رحلة مرضها وعلاجها لتقول بأبتسامه انا لحد دلوقتي مشوفتش هنا غير في الصور وبس 
فتنهض امال وتمسك الجريده متأمله أسم ابن أخيها اللامع قائلة بسعاده يارب النهارده يبقي الفرح في قلبك فرحتين يافارس 
كانت الأنوار تضاء من حوله كي تعلن عن نجاحه بذلك المشروع الذي كلفه عناء عامين    ليأتي طيفها امامه   حتي تفر دمعة لم يلمحها أحدا من هؤلاء الصحفين الذين يتدفقون حوله بعد ان ترجل من أحد السيارات ومعه ذلك الشريك الانجليزي     
فأقترب منه هشام بعدما استشعر بحزنه قائلا المفروض النهارده تكون فرحان بنجاحك يافارس شايف العالم كله مش مصدق المشروع اللي انت عاملته وصممته في لندن    مشروع الهنا يااا ده كان حلمك من سنين
وكأنه قد وضع بالملح علي جرحه    فنظر اليه فارس بشرود وهو يسير في ذلك الممر المؤدي الي تلك المنصه كي يلقي كلمته وكيف انجز ذلك المشروع في عامين 
ليخفض هشام بوجهه أرضا وهو يقول متأسفا انا أسف ياصاحبي انا بحاول انسيك كل اللي حصل    بس للأسف بزود حزنك وهمك 
فيربت فارس علي كتف هشام مبتسما قائلا بحب عارف ياهشام عشان كده ولا يهمك 
وتابع سيره الي ان وصل لذلك الحلم الذي تمني دوما بأن يحققه وعندما بدء يصعد درجة درجه من درجات ذلك السلم كي يقف علي تلك المنصه امام هؤلاء الحضور الذين حضروا كي يهنئونه علي أفتتاح اضخم المشروعات التي تحققت في ذلك الوقت فبدء يتذكر كل لحظاته معها لحظة زواجهم وبكائها بين يديه وعندما اخبرته بحملها     الي ان وصل لتلك اللحظه التي لم يكن يعلم ان الوداع فيها سيطول     حتي وصل لاعلي المنصه ووقف أمام ذلك الميكروفون والمصورون من حوله يلتقطون له عدة صور    فتذكر اپشع كلمة قد سمعها وهو شارد في حنينه مراتك محدش يعرف حاجه عنها يابشمهندس يمكن تكون هربت مع حد غواها واستنيت فرصة سفرك    وكل ده كان تدبير منهم هما الاتنين 
ليأتي علي مسمعه أيضا تلك الصرخه التي اصدرها في هؤلاء الرجال الذين فشلوا في العصور عليها 
حتي بدء يسمع صوته وهو يلقي بخطابه بعد ان فاق من حنينه الجارف اليها     
اما هي وقفت طفلهما الذي يشبهه حقا اليها بحنان وهي تغالب دموعها هنروح لبابا خلاص يامراد أكيد نفسك تشوفه زي ما انا كمان نفسي اشوفه    النهارده هو بيحتفل بنجاحه تفتكر هيكون لسا فاكرنا 
فتقدم حسام نحوها بعد ان سمحوا له هؤلاء الرجال الذين يقفون أمام قاعة المؤتمرات    فأبتسم وهو يطمئنها يلا
ياهنا اكيد فارس هيفرح لما يشوفك وسامحيني ياهنا عشان فضلت ساكت من زمان ومعرفتش أساعدك 
فتذكرت المعاناه التي تعرضوا لها كي يستطيعون الخروج من ذلك القصر الذي يضم اكبر عدد من الرجال ولولا مساعدة حسام وروز واستغلالهم رحلة سفر محمود لامريكا لكانت ظلت سجينة لديه طيلت العمر هي وابنها 
فسارت خلف حسام بخطي بطيئه    حتي وقفت عند سماع صوته الذي ذلذل بكيانها وذكرها بكل ما مضي فرفعت عيناها لأعلي كي تتأمل كل جزء فيه    
بكده أنا قدرت اوصل ليكم فكرة المشروع اللي تعبت فيها سنتين كاملين وانا متفرغ لحلم عمري فأخفض فارس رأسه للحظات قبل ان يرفعها قائلا دلوقتي انتوا عايزين تعرفوا أزاي انا قدرت اصمم المشروع ده بأتقان واعمل اكبر قريه سياحيه في الريف الانجليزي ويكون الاسم المصري هو اساس تصميمها ده طبعا بمساعدة صديقي جون اما السؤال التاني انتوا سألته ليه اسم مشروع المنتجع اطلقت عليه اسم الهنا       فأحدث الصحفين بعض المناقشات العاليه    حتي صمتوا عندما بدء هو يتحدث ثانية ولكن هذه المره بالعربيه
الظروف ساعات بتخلق مننا أشخاص تانين    والكسره اللي ساعات بتقويك مش عشان قلوبنا بقيت حجر    بس عشان نسكن الالم اللي جوانا   ونقدر نكمل حياتنا واحنا عايشين زي الالات المتحركه وبس لكن للأسف مبيكونش ده أحيانا أختيارنا   ثم أخفض برأسه وهو يتحدث ثانيه اسم المشروع الهنا    ده علي اسم زوجتي اللي افتقدتها أكتر من عاما ونصف زوجتي وابني او بنتي اللي معرفش عنهم حاجه    انا بهدي ليها المشروع ده حتي لو بأني احط اسمها عليه    كنت اتمني في اللحظه ديه تبقي هي اول واحده واقفه جنبي ومعايا اول واحده أسمع منها كلمة مبرووك 
كلكم قولتولي الكلمه ديه بس    منها هي كانت هتكفيني    
ليبدء الحضور في التصفيق حتي يرفع هو صوته قائلا اصنعوا القوه من نفسكم ديما    بس خلوا ديما عندكم ثقه في العداله الالهيه لان الفرح او الحزن شئ مقدر لينا    اما حسن الظن في عدل الخالق ده اختيارنا 
أسف اني طولت عليكم    وعارف ان في بعضكم مش هيفهمني عشان انا قررت في اخر خطابي اتكلم بالعربيه وبشكركم جميعا علي تلبية الدعوه 
وينتهي من كلماته حتي يجد كل هذا الحشد يجتمع حوله فيرسم ابتسامة علي ويأتي هشام وهو يهنئه قائلا اكيد هتلاقيها في يوم ياصاحبي 
لتتحرك هي بقدميها نحوه ودموعها تهطل من كلماته فللحظات قد ظنت انه قد نساها وللحظات اخري ظنت بأنه يحتاجها وينده عليها كما هي تحتاجه وللحظات ظنت بأنها ستظل أسيره لذلك الرجل الذي حرمها من حياتها 
حتي وقفت وهي تمسح دموعها التي رفضت
ان تتوقف وبصوت ضعيف فارس 
لتقول هي ثانية فارس
فألتف باحثا حوله وسط هؤلاء الصحفين والاعلامين 
حتي نطقتها بصوت اقوي متقطع يتخلله دموعها فارس 
ويبتعد عنهم جميعا ويظل يجول في انحاء المكان بقلبه قبل بصره     ويقف عند تلك اللحظه 
لحظه قد استكان فيها القلب وهدأت فيها عاصفة الفراق وأعلن فيها القدر وقت العوده من جديد فتسير الذكريات بقوتها نحو تلك الفتره الطويله من ألم وفراق    فيسير نحوها حتي مد بأيديه المرتعشه وهو يقول انتي حقيقه ياهنا مش حلم هصحي منه 
فأتبعه هشام من الخلف    حتي سقطت دموعه وهو يتأمل صديق عمره ونظر الي حسام الذي يقف بعيدا ليشكره بنظرات أعينه بأمتنان علي ذلك الوعد الذي نفذه 
فأقترب فارس منها اكثر وهو يتأمل ذلك الطفل الذي يتعدي عمره السنة والنصف قائلا بشوق ده ابني ياهنا صح 
فترفع هنا بوجهها من بين قائله مراد فارس مراد القاضي 
أكثر 
اللي كان ناقصني   انتي طفلتي 
فاغمضت عيناها وهي تتذكر صڤعات وضړب محمود لها عندما كان يراها تنده بأسمه او تمسك تلك الجريده التي ألقها عليها يوما كي يخدعها بخبر ۏفاته قائلة بصوت يكاد أن يخرج انا عايزه ارجع مصر يافارس عايزه امشي من هنا     ارجوك 
فتأمل نبرة صوتها پألم وهو يراها تنطق حروف الكلمات بعجز فعلم أن ماعانته كان كفيلا بأن يجعلها هكذا    فنظر اليها طويلا وكأنه يريد ان يعلم كل ماحدث 
لتخفض رأسها بأسي وهي تعيد شريط ذكرياتها 
علم بكل ماحدث ظل عقله يأتي له بصورتها عندما رئه الي طفله بشوق فوقف حسام خلفه بعد أن وضع بيده علي تلك الكدمه التي في وجهه 
حسام صدقني اللي عملته ده يامحمود في صالحك انت هتفضل لحد أمتا عايش في وهم الاڼتقام انت من أمتا كنت بتفكر في امك اللي هي عمتي ولا أمتا كنت بتفكر في والدك مش دايما كنت شايفه أناني 
فألتف اليه محمود بوجه جامد حتي قال حسام عيبك يامحمود حاجه واحده من يوم ما كنا اطفال ديما مبتحبش حد يكون سعيد في حياته وانت لاء    يعني لما حد فينا كان بيبقي معاه لعبه كان لازم يبقي معاك اللعبه ديه حتي لو مكنتش هوايتك    بس المهم تجرب فرحة غيرك بالحاجه اللي في أيده     مع ان الطبيعي ان كل واحد فينا ليه حاجه مختلفه عن التاني بيحبها وبتفرحه 
فأمتقع وجه محمود حتي قال بصوت قوي مش رجعتهاله خلاص وعرف مين دلوقتي الي كان خاطڤها    ارتحت ياحسام دلوقتي 
ثم هوي علي اقرب مقعد فقال انا حبيتها ياحسام
فضحك حسام بسخريه حتي قال حبيت مين يامحمود مش أيناس برضوه كنت بتحبها وانت اللي بعت ليها واحد يوقعها في حبه بعد ما شغلته في شركة فارس وبعدين قلبت الطربيزه عليهم وخليته زي ما انت عايز    اوعي تفتكر اني مش عارف لاء انا أعرف حاجات كتير عنك يامحمود انت لازم تتعالج يامحمود وجودك في حياة اللي حواليك شړ    منهم أيناس صحيح كانت تستاهل بسبب خيانتها طب هنا ذنبها ايه
ليجلس محمود علي أقرب مقعد واضعا بوجهه بين راحتي كفيه وهو يعلم بأن كل كلمة يقولها حسام صحيحه    
أسدل الليل ستائره واصبحت النجوم تلمع في السماء ببريقها الآخذ حول ضوء القمر الناصع حتي أعلن الفجر عن بزوغه وسط تلك العتمه القويه   
لتأتي خلفها ريم وهي تتنفس بصعوبه من أثر ركضها أبله هنا مراد بيعيط وعمو فارس بيسأل عليكي 
وتسمع صوت نيره التي تضحك أتيه خلف ريم وتحمل طفلها نفسي اعرف أيه للمكان ده ياهنا ده انتي عدتيني وبقيت زيك انتي وعمتو
فأبتسمت هنا بعدما جلست علي ذلك الجزع قائلة بسعاده المكان هنا ليه سحر خاص بياخدك معاه لدنيا تانيه 
فتضحك نيره قائله اه دنيا ولا في الاحلام قولي قولي ياشاعره
لتلتف اليها هنا ضاحكه اقول ايه وانتي مشغوله بمص القصب ثم نظرت الي ريم التي تلهو مع بعض الطيور قائله انتي متأكده يانيره انك من ولاد الزواد 
فضحكت نيره حتي قهقت بقوه ثم ألتفت حولها لتجد أحد الفلاحين ينظر اليها بغرابه    فنظرت الي هنا قائله بصوت منخفض هو بيبصلي كده ليه !! 
ثم نظرت بعيدا قائله مش ديه سلمي ونور    
فقفزت ريم معلنة عن فرحتها بوجودهم لتتذكر صديقها بندق قائله ياخساره كان فاضل بندق 
احيانا كنتي بتشاركيهم فيها    وتابعت بأعينها نيره المنهمكه في مص القصب وابتسمت
فتأتي ريم من خلفها قائله بطفوله وانا قولتلك انك هتتجوزي امير حلو وهيبقي عنده مزرعه حلوه اووي وانا هلعب فيها    وانتي روحتي ضحكتي عليا    شوفتوا اللي مش بيصدق ريم    وتخرج لسانها لأختها التي تكبرها شايفه يانور عشان لما اقولك انك هتبقي
كاتبه بتكتب قصص حلوه تصدقيني    المهم اكتبي عن بندق وانتي هتنجحي اكتر 
فيضحكوا جميعهم حتي وقفت نيره بجانبهم والأمير كان فارس طول عمره اخويا اسم علي
 

 

54  55  56 

انت في الصفحة 55 من 56 صفحات