رواية عادات وتقاليد (كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم ندا حسن
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
نوڤيلاعادات وتقاليد
الفصل الأول
ندا حسن
دلف إلى الغرفة بهدوء شديد وهو يبحث عنها بعينيه على الفراش ظنا منه أنها خلدت للنوم عندما تأخر عليها ولكن حدثه لم يكن صحيح رأها وهي تدلف إلى خارج المرحاض مبتسمة بوجهه عندما رأته يقف أمامها
تقدم إلى داخل الغرفة وأغلق الباب خلفة ثم وقف أمامها يهتف بهدوء مبتسما أني جولت إنك نعستي لما عوجت عليكي
ابتسم بهدوء بوجهها ثم صاح قائلا وهو يغازلها كيف احلويتي أكده في الساعتين دول
اردفت قائلة وهي تلوي شفتيها بدلال مكتش حلوة أني اياك
ضحك بصخب على حركتها ثم صاح قائلا لاه حلوة وست البنات كلاتها
ابتسمت بوجهه ثم تغيرت تعابيره كليا عندما تذكرت أنها تريد محادثته بشيء ما أني كت عايزه اتحدت معاك اشوي
أجابته سريعا بلهفه نافيه حديثه لاه لاه محصولش هي في حالها وأني في حالي بس فيه حاچه تانية
ذهب ناحية الأريكة التي بالغرفة وجلس عليها بعدما خلع جلبابه الصعيدي وعمامته التي كانت على رأسه وادي جعدة لحد ما تتحدتي
اعتدل في جلسته مترقبا حديثها ثم صاح سائلا إياها وجالتلك ايه عاد
صمتت لبرهه تبتلع غصة حادة في حلقها ثم اردفت قائلة بجمود جالتلي أني طولت جوي يا خليفة وأنك لازم تتچوز عايزه تشوف اعيالك كيف أخوك لصغير أني مزعلاناش منيها ده حجها وهرچع أجولك تاني وافج أني كومان مزعلاناش لاه دا أني افرحلك وافج أنت ممجبورش على أكده
وضعت يدها على يده بعفوية تهتف بحزن لا يظهر إلا بعيونها لو چينا نتحدت صح اتلاقي معاها حج أسمع الحديت الله يخليك
وقف على قدميه مبتسما ثم أوقفها معه قائلا أني بقول كفايه حديت ماسخ بقى ورانا اشغال
وضع وجنتيها بين كفيه مقبلا جبينها بحنان وحب يفيضان منه لتبتسم هي على ذلك الزوج الذي أعطاه الله لها ليكن لها الزوج والحبيب والسند من بعد الله
بعد يومين سافر خليفة المغربي لقضاء أعماله الذي تستدعي منه السفر دائما والذي تستدعي أيضا المكوث في سفره ليومين أو أكثر بينما ظلت زوجته بالمنزل كما كل مرة يذهب بها تجلس تنتظر عودة وكأنه تركها منذ أعوام
دلفت ليلى إلى المطبخ في الصباح بعد أن غادر زوجها فوجدت عبير زوجة صالح أخ جوزها ألقط عليها التحية بهدوء قائلة
صباح الخير يا عبير
فلم تلقى أجابه منها وكيف ستلقى وهي لا تطيقها ولا تطيق رؤيتها كانت عبير لا تحب ليلى أبدا تبغضها وبشدة من دون أي أسباب فلا يوجد أسباب من الأصل فليلى محبوبة بين جميع سكان منزلهم ولكنها لم تحبها يوما
كانت دائما تفتعل المشاكل معها وعندما تكبر المشكلة تخرج نفسها منها بريئة وتقلب الموازين على تلك المسكينة تعمل دائما على إيقاع ليلى بحماتها أم خليفة ولكنها كانت تحب ليلى كثيرا وتعلم جيدا نوايا عبير الخبيثة لذلك لم تعطي لها الفرصة وباتت كل محاولاتها بالفشل فالجميع بالمنزل يعلم أنها امرأة مادية لا تنظر إلا للمال ولا تريد لأحد أن يكن أعلى منها
تريد أن تمتلك كل شيء بالمنزل وتجعل الجميع لا يستغنى عنها ولكن بوجود ليلى لن يحدث ذلك ويعتبر هذا شيء من الأشياء التي تجعلها تكرهها كثيرا
بعد يومين
خرجت ليلى تقف على باب المنزل المزخرف بأشكال مختلفة ومتعددة تظهر جميلة جدا وقفت تنادي على مساعد والد زوجها خليفة يا فرحات يا فرحات
أتى لها مهرولا بعد أن استمع ندائها عليه وقف أمامها يتحدث بجدية نعمين يا مرت كبيرنا
قدمت له حقيبة تسوق من تلك الحقائب القديمة التي كانوا يستعملونها ثم هتفت قائلة بابتسامة خد يا فرحات الوكل ده سرحه
للانفار
اللي في الغيط مع أبوي الحچ هو مش جالك ولا ايه
أجابها قائلا وهو يضع رأسه بالأرض بعدما أخذ منها الحقيبة أيوه يا مرت كبيرنا جالي إن الست الحچه هتچيب وكل الانفار وأني اوديه
هتفت قائلة بجدية ماشي يلا روح متعوجش عليهم
أومأ لها برأسه مجيبا إياها ثم دلفت هي إلى الداخل مرة أخرى عائدة إلى المطبخ حيث كانت تعد طعام الانفار وحدها
دلفت إلى المطبخ وجدت عبير موجودة به فلم تتحدث ليلى فقط توجهت إلى حوض الغسيل الذي كان يوجد عليه بعض الخضراوات وبدأت بغسلها
نظرت لها عبير بتهكم وابتسامة خبيثة ثم صاحت قائلة بسخرية الحريم معادش عنديهم حيا كل شوي يتمختروا ويحدتوا الرچالة كأن معادلهمش حاكم
استمعت لها ليلى وقد علمت أنها تلقي بكلماتها عليها فهي دائما تفعل ذلك ولكن في الفترة الأخيرة تركتها تفعل ما يحلو لها فهي غير مستعدة لدخول معركة معها يوميا
عندما لم تلقى عبير ردا من ليلى عمل ذلك على اغاظتها كثيرا تحدثت مرة أخرى ولكن لم تكن كلماتها هينه على ليلى أبدا هذه المرة
نجول ايه عاملين كيف الأرض البور وتركينهم يرعروا في الدوار ومعچبهمش كومان أول ما يغادر رچالتهم يترعروا مع الرچالة الغريبة
لم تستطع ليلى التحمل أكثر من ذلك فكلماتها كانت كنصل حاد ينغرز في قلبها من بداية وصفها بأرض بور فقد كانت تقصد بذلك عدم إنجابها ولكن لم تفهم ما هو مقصدها من حديثها عن رجال غير زوجها فهتفت سائلة إياها بهدوء بعد أن استدارت لها
تجصدي ايه يا عبير لو عايزه تجوليلي حاچه قوليها في وشي بلاش شغل الضراير ده
ابتسمت لها عبير ابتسامة صفراء ثم اردفت قائلة بجدية
كل واحد عارف هو بيعمل ايه واللي على راسه باطحه يحسس عليها
زفرت ليلى بضيق فهي تعلم أن نقاشها معها لن يجلب إلا المشاكل عادت إلى عملها مرة أخرى قائلة
اللهم طولك يا روح
صاحت تلك الأخرى التي لا تريد إنهاء ذلك الحوار بل تريد المزايدة به حتى تصبح مشكلة تقع بها ليلى بغياب زوجها الذي دائما يرد لها حقها
وه وه كومان مش