رواية الشيطان شاهين (كاملة جميع الفصول) بقلم ياسمين عزيز
فتحية على نفسها و
تطلق العنان لدموعها التي إنهمرت على خديها
المحمرتين
تذكرت ليلة البارحة عندما إنتهى منها شاهين و
تركها مغادرا الغرفة دون إكتراث
المكدوم بعدم تصديق دون أن تتكلم فماتراه أمامها
خير إجابة على جميع تساؤلاتها
مرت دقائق قبل أن تغظ في نوم عميق من شدة تعبها
تحديدا في غرفة الكاميرات الموجودة داخل مكتب
شاهين و التي تضم عدة شاشات كل شاشة تبين
مايحصل داخل الفيلا و خارجها
ركز شاهين بصره على كاميليا النائمة ليبتسم بخبث
إمبارح تستاهل الملايين اللي هي أخذتها كلها
إبتسامة مختلة شقت طريقها إلى ثغره قبل أن
يتجرع بقايا كأسه دفعة واحدة و يغادر الغرفة إلى
الفصل الثامن عشر
بعد عدة ساعات إستيقظت كاميليا على لمسات حنونة تربت على شعرها و ظهرها لتفتح عينيها
ببطئ و تجد ثريا تجلس على كرسيها المتحرك
بجانب السرير إبتسمت لها قائلة مكانش قصدي
أصحيكي بس فتحية قالتلي انك مكلتيش حاجة من
إمبارح و الساعة دلوقتي بقت أربعة العصر
عظامها تئن
من الألم و الصداع في رأسها لايحتمل
أدمعت عيناها و هي ترفع جسدها لتستند بصعوبة
على حافة السرير لتهتف ثريا بشفقة بالراحة يا
بنتي جسمك لسه تعبان انا حنادي لواحدة من
البنات عشان تساعدك
أمسكتها كاميليا من يدها قبل أن تستدير بكرسيها
نحو الباب توقفها قائلة بهمس مفيش داعي يا ثريا
ربتت ثريا على يدها بحنان و هي تجيبها و على
ثغرها إبتسامة حانية إنت بقيتي بنتي خلاص فبلاش هانم دي قوليلي
ماما ثريا
بادلتها كاميليا ابتسامة خجولة لتستأنف الأخرى
حديثها من جديد انا عارفة إني مهما حقلك مش
حقدر أخفف عليكي او انسيكي اللي حصل بس
عاوزاكي تتأكدي إنك من يوم ما ډخلتي البيت داه و
تصرفات شاهين و إني كل يوم بتخانق معاه
عشانك تنهدت طويلا قبل أن تضيف هو طباعه كده عصبي بزيادة و متحكم و
مش بيحب حد يناقشه في أي حاجة بيعملها حتى
أنا بس صدقيني هو مكانش كده زمان بالعكس كان
راجل بتحلم بيه أي بنت و مراته عاشت معاه أجمل
أيام حياتها بس بعد كده تغير و بقى زي ما انت
بقاله سنين على الحال داه قاسې و مفيش في قلبه
الرحمة انا مش بحكيلك عشان أفكرك باللي
قاسيتيه على إيديه
جففت كاميليا دموعها التي إنهمرت من عينيها و
تهمس آسفة ڠصب عني
تتنهد الأخرى قبل أن تجيبها بضعف انا اللي آسفة
عشان مقدرتش أحميكي منه انا اللي وافقت إنك
تشتغلي هنا رغم إني عارفة إبني كويس و عارفة انه
حيكتشف اللي إحنا عملناه بأي طريقة انا آسفة يا
بنتي كل اللي حصلك داه بسببي
خجلت كاميليا من كلامها فهي تعلم جيدا انها لم تكن
تقصد ذلك لتسارع بالنفي قائلة حضرتك ما
تقوليش كده انا عارفة إن كل اللي حصل داه مش
ذنبك هو بس كده عاوز يعذبني و خلاص بالرغم
من إني و الله معملتله حاجة انا مش عارفة اعمل
إيه عشان يسيبني انا عاوزة اروح من هنا حضرتك
انا مش حقدر استحمل إنت مش عارفة اللي حصل
تمتمت كاميليا بكلمات مبعثرة غير مرتبة لتصف ما
تشعر به لثريا لعلها تساعدها و
تنفذها في الخروج
من چحيم إبنها قبل أن ټنفجر في بكاء مرير و هي
تحيط جسدها بيديها عندما تذكرت ليلة البارحة
تستمر القصة أدناه
ضغطت ثريا على زر الكرسي المتحرك حتى تقترب
منها أكثر و هي تربت على ساقيها من فوق الفراش
لتنظر لها كاميليا بتحفز ظنا منها انها شخص آخر و
قد إختلطت ذكرياتها بواقعها لتبعد ثريا يدها و على
وجهها علامات الخۏف بعد أن فهمت ما تمر به
أدارت كرسيها المتحرك لتغادر الغرفة بحزن على ما
رأته فكما توقعت حالة كاميليا النفسية بدأت تسوء
و قد تلجأ إلى إستدعاء طبيبة نفسية لإصلاح ما أفسده إبنها
طلبت من فتحية إحضار هاتفها لتتصل بعمر و تستدعيه للحديث معه
في فيلا البحيري
لفت ليليان حجابها الأبيض حول وجهها بإحكام و
نزلت الدرج و هي تدندن بأغنية ما وصلت إلى
الصالون لتجد زوجة عمها كايمان تترشف قهوتها الصباحية المعتادة
ليليان بمرح صباح الخير يا طنط إيه الجمال داه
كله هو انت كل بتحلوي أكثر ليه ها مش
ناوية
تقوليلي على سرك دا انا لولو حبيبتك
كاريمان بضحك يا بكاشة انت مش حتبطلي
حركاتك دي و بعدين إنت ليه نازلة لوحدك فين
جوزك
قلبت ليليان عينيها بملل قبل أن تهتف راح المستشفى من بدري قال إنه زهق من قعدة البيت
و عاوز يطمن على الشغل
نظرت لها كاريمان بتعجب و هي تضع فنجان القهوة
فوق الطاولة إزاي يروح الشغل و انتوا لسه في
شهر العسل
مطت ليليان شفتيها بسخرية قائلة شهر عسل إيه
بس يا طنط داه كان زمان الكلام داه هو في حد
النهاردة بيقضي شهر عسل كامل داه هو بالكثير
أسبوع و بعدين بيرجعوا لايامهم العادية و بعدين ما إحنا سافرنا انا و أيهم
كاريمان آه سافرتوا بس رجعتوا بسرعة عشان
فرح شاهين داه ما يعتبرش شهر عسل انتوا لازم
تسافروا ثاني
أخفت ليليان ضيقها من كلام زوجة عمها فهي طبعا
لا تريد السفر ثانية و البقاء مع أيهم