عشق الهوا بقلم نونا المصري
برا مصر وطيارتي بعد ساعتين من دلوقتي علشان كدا ارجوكي يا ماما سيبيني اجهز نفسي
فتنهدت السيدة كوثر وقالت طيب يا حبيبي طريق السلامة وخلي بالك من نفسك
ادهم ان شاء الله
ثم نظرت السيدة كوثر الى امينه وقالت يلا يا امينه خلينا ننزل
امينه حاضر يا ست هانم
قال ذلك ثم القى عليه مفاتيح السيارة فالتقطها سمير وقال حاضر يا بيه
بعد ساعة ونصف
كان ادهم جالسا في المطار ينتظر موعد رحلته بفارغ الصبر وهو يهز قدمه بأستمرار دليلا على نفاذ صبره ويحدق كل خمس دقائق في ساعة يده والتوتر كان واضحا على وجهه لقد سمع صوتها اخيرا وبعد ثلاثة اشهر استطاع ان يسمع صوتها العذب وها هي الان قد اتصلت به بملئ إرادتها وطلبت ان تقابله مما جعله يشعر بالخۏف قليلا من السبب الذي جعلها تتصل به فجأة فاخذت التساؤلات والافكار تدور في رأسه مسببه له صداع نصفي ولكن بغض النظر عن ذلك لقد كان سعيد سعيد لانه سيراها اخيرا بعد كل ذلك العڈاب الذي تحمله في بعدها فاخذ يفكر كيف سيتصرف عندما يقابلها هل يأخذها
وبعد تلك الحړب النفسية نهض عندما سمع نداء رحلته فتوجه نحو البوابة وهو يحمل حقيبته وبعد الإجراءات القانونية صعد على متن الطائرة وجلس في درجة ال VIP حيث كان مقعده بعد عدة ساعات وصل إلى نيويورك في الصباح فخرج من المطار وهو لا يعلم اين سيقابل مريم اما هي فكانت تحاول الاتصال به مرارا لكن هاتفه كان مقفلا لذا عرفت انه على متن الطائرة فقررت ان تتصل به في الصباح حين يصل وبالفعل فعلت ذلك فأجابها فورا وهو يحاول ايقاف سيارة أجرة وسألته انت وصلت مش كدا
قالت لأ احنا هنتقابل في محطة غراند سنتر كمان ساعة
ادهم طيب هقابلك هناك
مريم تمام
قالت ذلك ثم اغلقت الهاتف ونظرت إلى نفسها بالمرآة التي في غرفة نومها حيث كانت تجهز نفسها للخروج من المنزل بعد ان اخذت إجازة من العمل لكي تقابل ادهم اخذت نفسا عميقا ووضعت يدها على بطنها وقالت متقلقش يا ابني انا عارفه ان دا احسن حل لينا كلنا وبكدا انت هترتاح وانا كمان
الهام من شويه انتي رايحه الشغل
مريم لا انا خذت إجازه النهاردة لان عندي معاد عند الدكتورة
الهام تحبي اروح معاكي
مريم ملوش لازمة يلا سلام دلوقتي
الهام سلام
ثم خرجت مريم من الشقة اما الهام فتنهدت وقالت وانا هروح اجهز نفسي عشان انزل الشغل بقى
قالت انا وصلت من شوية وهتلاقيني في قاعة الانتظار اللي جنب المترو هتعرف توصلها
ادهم ايوا انا جنبها دلوقتي
مريم انا لابسه مانطو ابيض وقاعدة في الكوفي شوب اللي هناك
ادهم تمام ثواني وهكون عندك
قال ذلك ثم اغلق هاتفه وركض نحو المقهى حيث كانت هي جالسة وعندما وصل توقف عن الركض حين رآها من بعيد تتلفت حولها فبدأت نبضات قلبه تتسارع وكأن احدهم حقنه ب الأدرينالين اخذ يمشي ببطء شديد وهو يضغط بيده على مقبض حقيبته التي كان يحملها وسرعان ما وقف خلفها وقال بصوت حنون مريم
اما هي فشعرت بقلبها يهوي بعد
سماعه ينطق باسمها بصوته الذي حرك بركان من المشاعر بداخلها فاغمضت عيناها بشدة وابتلعت ريقها ثم نهضت والتفتت اليه ببطء شديد حتى اصبحت تنظر إليه مباشرة وقفا يحدقان ببعضهما البعض بصمت رهيب لمدة من الزمن وسرعان ما رمى ادهم حقيبته ارضا واراد ان يعانقها ولكنها عادت بخطواتها الى الوراء مما جعله يتجمد في مكانه فوقف يحدق بها بصمت وهي تحني رأسها كما ان شيئا في داخله قد ټحطم بعد تصرفها ذاك إذ انها اظهرت له عدم رغبتها في ان يلمسها ابدا لذا عاد خطوتين للوراء وهو يضغط على قبضته وسألها بنبرة آلم ازيك
رفعت رأسها بعد ان سيطرت على نفسها حتى لا تضعف امامه