رواية أنا لها شمس عائلة غانم الجوهري
أفراح بفضل تلك الزينة المعلقة والمحاوطة للمساحة بأكملها أما المكان المخصص لجلوس العروس فكان مبهرجا وجاذبا للعين تحركت خلف والدتها لتقابلهما والدة العروس بترحاب شديد يرجع لقرابتها لمنيرة
يا أهلا وسهلا يا ام عزيز نورتي الحنة يا بنت عمي هتفت بامتنان
تعيشي يا ام كريم مبروك وربنا يتمم لكم بخير وتفرحي بعوضها إن شاءالله
صلاة النبي أحسن كبرتي واحلويتي يا إيثار
تبسمت براحة لتتحدث بلطف سببه لتلك السيدة اللطيفة والتي طالما عاملتها بتودد
متشكرة يا خالتي عيونك الحلوين
اشارت بكف يدها للداخل
تعالوا ادخلوا
تحركوا وهما في طريقهما للطاولة أخذت تلقي التحية والسلام على كل من تقابلها بطريقها إلى أن جلست بجوار زوجتي نجلاها اللتان سبقتاها إلى هنا بعدما استقرت بجلوسها باتت تتفحص نساء العائلة لتتسع حدقة عينيها وهي تتحسر على حالها كلما نظرت ليديهن وصدورهن وما يرتديهن فيهم من حلى وأقراط مصنوعة من الذهب الخالص بعد قليل نهضن الفتيات والتففن حول العروس وبدأن يتمايلن بخصورهن يمينا ويسارا ويتراقصن بانسجام مع إحدى الأغاني الشعبية كانت تتابع ما يحدث بتملل لشعورها أنها مختلفة عن تلك الطبقة فجميعهن خلقن مدللات وطلباتهن مجابة لثراء عوائلهن الفاحش لذا فهي مختلفة عنهن كليا لكونها ولدت لعائلة فقيرة بالكاد كانت تؤمن لها ولأشقائها المتاح من المأكل والملبس واحتياجات التعلم من أدوات وثياب بسيطة وبرغم هذا أصرت على إكمال دراستها لتصنع لحالها مستقبل تستطيع من خلاله تغيير مسارها اندمجت بالحديث بصحبة نوارة إلى أن وجدت من تحتويها بذراعيها من الخلف قائلة بمداعبة
تعرفت على صوتها من الوهلة الأولى إنها سمية صديقتها المقربة بالثانوية العامة تفرقا بالجامعة حيث إلتحقت إيثار بكلية التجارة بجامعة القاهرة بينما سمية فالتحقت بكلية الأداب جامعة المنصورة ولكن ظلت علاقتيهما قوية كالسابق حيث تتبادلتان الزيارات
بمنزليهما كلما سنحت لهما الفرصة وتتحدثتان عبر الهاتف بشكل شبه يومي لذا اسرار كلتاهما لدى الأخرى أنير وجهها بابتسامة سعيدة لتقول بحبور تجلى بصوتها الناعم
اعتدلت لتهب واقفة لتلتف لتلك المبتسمة وتبادلتا عناقا حميميا لفت أنظار الجميع تجاورتا الجلوس بعد أن صافحت منيرة وزوجتي نجلاها وبدأتا الفتاتان بالهمس لتقول سمية مستفسرة
جيتي إمتى
لسة واصلة العصر نطقتها ببشاشة وجه لتنهرها الاخرى بلوم مصطنع
ومتكلمنيش يا ندلة عشان أجي أشوفك
أطرقت برأسها قائلة بحزن
ليه إيه اللي حصل إحكي لي نطقتها بعينين يملؤهما الفضول لتجيبها الاخرى بإيجاز
هحكي لك بعدين
ثم ضيقت عينيها لتسألها باستغراب
بس أنا متوقعتش ألاقيكي هنا في الحنة
ليه يعني قالتها باقتطاب لترد الاخرى
يعني أصل لا العريس ولا العروسة قرايبك فاستغربت بصراحة
غمزت لها بعينيها لتقول بانتشاء وهي تهمس بالقرب منها دون حياء
لتسترسل بانتشاء
بصي يا إيثار مش هكذب عليك أنا طول عمري بحلم إني ادخل عيلة البنهاوي واتنغنغ في عزهم وابقى غبية لو أضيع من إيدي فرصة زي فرح بنت جمال البنهاوي علشان كدة أول ما عرفت إن الحنة النهاردة
لتقول وهي تحرك كفيها فوق خصرها المنحوت بتفاخر
إتشيكت ولبست أضيق حاجة عندي زي ما أنت شايفة وسحبت نفسي وجيت
معظم الستات اللي قاعدين دول عندهم شباب في سن الجواز مش يمكن حظي يضرب وأعجب واحدة منهم وتخطبني لابنها
هزت رأسها بتعجب لتجيبها باستنكار
وستات عيلة البنهاوي هيختاروكي على أساس إيه يا سمية
تنهدت حين رأت استنكار صديقتها لتسترسل بإبانة
خليكي إنت في تفكيرك الفقري ده لحد ما هتلاقي نفسك لابسة في سليم إبن خالك أبو دبلوم نطقتها بازدراء ولوم لټغرق الاخرى بدوامة أحزانها فقد اصبح هاجسها الأكبر مؤخرا هو أن يجبرها شقيقها على زواجها من ذاك السليم الذي لا يختلف كثيرا بطباعه عن عزيز
لتسترسل الاخرى بتطلع وعينين حالمتين
أما أنا بقى هحقق حلمي وبكره أفكرك لما اتجوز واحد من شباب البنهاوية وأعيش معاه في العز تعرفي وأنا جاية وقفت عند الصوان بتاع فرح الرجالة وعملت نفسي بربط في الكوتشي بتاعي
لوت فاهها باحباط لتسترسل
كنت متأملة حد من شباب البنهاوية يطلع ويشوفني وأعجبه بس حظي طلع فقري وقفت أكتر من نص ساعة إن حد يطلع وأخر ما زهقت طلعت على هنا
أطلقت ضحكة بريئة على تلك الحالمة وتابعتا حديثيهما المسمر إلى أن قطع انخراطهما صوت تلك البشوشة التي اقبلت باتجاه الطاولة لتقول وهي تجذب إيثار من كف يدها لتحثها على النهوض
تعالي إرقصي مع البنات يا إيثار
تفاجأت بفعلها لتقول بكثيرا من الإرتباك المصحوب بالخجل
مش هينفع يا خالتي أنا مبعرفش أرقص
هتفت نوارة زوجةوجديالتي كانت
تقابلها الجلوس بالطاولة لتقول بحماس
وتفخيم
لما أنت مبتعرفيش ترقصي أنا اللي بعرف
والټفت للسيدة لتسترسل بمشاكسة
إنت هتقولي لي ما أنا شفتها في حنة عزيز ووجدي قومي يلا علشان تفرفشي أمل قالتها المرأة وهي تجذبها لتحثها منيرة على النهوض حيث قالت لابنتها وهي تلكزها برسغها
قومي ارقصي مع العروسة يا إيثار