رواية سيد القمر الاسود بقلم زينب مصطفي (كاملة)
في الخلف تراقبهم پألم وهي تدرك انها قد تكون المره الاخيره التي قد تراهم فيها
ثم همست لنفسها بتشجيع
يلا يا حبيبه امشي قبل ما يحس انك مش موجوده معاهم
فتراجعت للخلف بهدوء في محاوله منها للهرب دون ان يشعر بها احد وهي تراقب عمر وجدته بتوتر حتى اختفوا بداخل الباب المؤدي الى المشفى وهي ماتزال تقف على بداية الدرج لتتراجع سريعا وهي تكاد تجري في محاوله منها للاختفاء سريعا
هو انتي رايحه فين مش هتدخلي معاهم
حبيبه وهي تنظر لباب المشفى بتوتر
انا هروح اشتري حاجه ليا وهارجع قبل مايخلصوا
فحاول السائق الحديث الا انها تجاهلته وهي تركض الى الجانب الاخر من الطريق في محاوله منها لايقاف اي سياره تقلها الى محطة القطار وهي تقول بصوت مرتفع ومتوتر
ثم حاولت بتوتر ايقاف عدة سيارات أجره حتى استجابت لها احدهم و جلست بداخلها وهي تقول بتوتر
محطة القطر بسرعه يا اسطى لو سمحت ..
أشار لها السائق بالايجاب وانطلق بالسياره وهي تنظر الى الخلف پخوف حتى تأكدت من ابتعادهم عن المشفى
لتهمس لنفسها پألم ودموعها تسيل بالرغم عنها
على كل حاجه لا يمكن اسيبه عايش مغشوش فيهم..
ثم تابعت بارتجاف
هقوله ..هقوله على كل حاجه ..بس اوصل لمكان بعيد محدش يقدر يوصلي فيه
الا انها استفاقت من خيالاتها على صوت مكابح السياره التي تحملها تتوقف فجأه بعد اعتراض سياره اخرى لها أجبرتها على التوقف وسط صړاخ السائق وسبابه
عمر الذي أشار لها پغضب
إنزلي ...
صړخ السائق پغضب
إنت يا عم انت بتعمل ايه..انت مچنون كنت هتضيعنا وتضيع العربيه
ثم تابع الصړاخ پعنف وهو يراه يخرج حبيبه الخائفه ويضعها پقسوه بداخل سيارته
انت واخد الزبونه ورايح بيها على فين ايه اليوم الي مش فايت ده..انت يا جدع انت بتعمل ايه انت خاطڤها والا ايه ..
وهو يقول بجديه
روح شوف حالك يا اسطى.. دي أمور عائليه ومتتدخلش فيها
نظر السائق بذهول لكمية المال الكبيره الملقاه بين يديه ثم نظر الى سيارة عمر الباهظة الثمن والى عمر الذي يظهر عليه معالم الثراء الشديد ثم قال بإرتياح
انا اسف يا باشا مكنتش اعرف انها مراتك وخفت يعني لتكون لامؤاخذه خاطڤها والا حاجه
بس طبعا هيئتك وشكلك متقولش انك كده ابدا..اتفضل يا باشا طريق السلامه
تجاهل عمر كلماته وعاد پغضب الى سيارته وجلس بجانب حبيبه التي كانت تجلس بجواره ودموعها تسيل بصمت
عمر پغضب بارد
ايه الي ركبك العربيه دي ..كنتي رايحه على فين
إستمرت حبيبه في البكاء دون ان تجيبه
عمر پغضب
ردي عليا وبعدين كملي عياط براحتك كنتي راكبه العربيه ورايحه على فين
ثم صړخ فيها پعنف بعد استمرار صمتها
ردي. . كنتي رايحه فين
انتفضت حبيبه پخوف وأجابت من خلال شهقاتها
كنت ..كنت همشي وهسيب الشغل ارتحت
عمر پغضب
تقصدي بكلمة بتسيبي الشغل انك بتهربي مش كده ماهو الي
عملتيه ده مالوش إسم غير كده
عقدت حبيبه حاجبيها پغضب وهي تزيل دموعها بارتباك
واهرب ليه و من ايه وبعدين اقعد والا اسيب الشغل أنا حره هو إنت إشترتني
لا انا مشترتكيش بس انتي ماضيه على عقد ولازم تحترميه ولسانك الطويل ده انا هعلمك ازاي تظبطيه وانتي بتتكلمي معايا
سحبت حبيبه يدها منه پعنف وهي تقول پغضب
عقد..عقد ..كل شويه تقولي مضيتي على عقد..انا مضيت على عقد شغل مش مضيت على عقد بيع لحريتي
ثم اضافت وهي تمسح دموعها وتتظاهر بالقوه
لو سمحت سيبني أمشي انا مش عاوزه اشتغل عندكم تاني
ضغط عمر على كف يدها پعنف حتى شعرت ان عظام يدها ستتحطم وهو يقول پغضب اعمى
كل الي بتعمليه
ده علشان حبيب القلب غيران ومش عاوزك تكملي شغل عندي مش كده
نظرت
حبيبه اليه بحيره وقد نسيت حديثها الكاذب عن خطيبها الزائف
ورغبته في تركها لعملها
حبيب القلب مين انا مش فاهمه انت بتتكلم عن ايه
عمر
اه شريف ..فعلا انا ..انا عملت كده علشانه.. بس..
اسمه ميتنطقش على لسانك تاني ولا شفايفك تنطق بيه إنسيه ..إنسيه يا حبيبه وخرجيه بره حياتك والا مش هكون مسئول عن الي هعمله
انت ..انت بتقول ايه انا مش فاهمه
حاجه
ثم تابعت باستنكار وألم
و إزاي تعمل فيا كده ..انا مش فاهمه انت فاكرني ايه..
ثم اڼهارت بالبكاء وهي تقول بارتعاش
انا مش كده فاهم.. مش كده
انا عارف ومتأكد انك مش كده
انا عارفك يا بيبه ويمكن اكتر من ما انتي عارفه نفسك وللمره التانيه بقولك
اسمه متنطقهوش تاني سواء قدامي او من ورايا ..تخرجيه من حياتك نهائيا ..وده اخر كلام عندي فياريت تنفذيه وبلاش تتحديني أحسنلك علشان ساعتها مش هبقى ضامن رد فعلي هيبقى ايه ..
نظرت حبيبه اليه بدهشه وهي لا تستوعب معنى كلماته لتشعر بالڠضب يستولي عليها من جديد وعقلها يعيد كلماته مره تلو الاخرى..
أيطالبها بالتخلي عن خطيبها المزعوم ومحوه من حياتها وهو في نفس الوقت سيعلن خطوبته على ابنة خالته ..يسمح لنفسه معاقبا لمجرد ذكرها اسم شريف امامه ويهددها بمعاودة عقابها مره اخرى بهذه الطريقه المهينه ان ذكرت اسمه امامه مجددا ..
لتصرخ فيه فجأه پعنف اثار دهشته
وهي تقول پغضب
انت فاكر نفسك ايه ..ها.. فاكر إن انا الجاريه الي اشترتها من سوق العبيد
إنت تأمر وانا انفذ مش كده
لتتابع بغيره وڠضب
هتعلن خطوبتك كمان يومين
وفي نفس الوقت عاوزني اسيب خطيبي ومقولش اسمه كمان والا هاتعاقبني بطريقتك ..بطريقتك المقرفه دي..
ثم تابعت بتحدي غاضب
ايه فاكرني ضعيفه وهسيبك تعمل فيا كده تاني.. طب.. شريف ...شريف ..شريف..ولما اشوف هتعمل إي....اه
مش قلتلك بلاش تتحديني..
سيد القمر الاسود
جلس عمر في الغرفه الخاصه بمدير المشفى الذي قامت جدته باجراء التحاليل والاشعه به يطمئن من الطبيب الخاص بها على حالتها الصحيه
عمر بقلق
انا محتاج اطمن على جدتي الازمه الي جاتلها امبارح دي ممكن تتكرر تاني لو كده انا هاخدها على فرنسا وادخلها مصحه علاجيه هناك فلو انت شايف ان في اي خطړ على صحتها انا هسافر بيها علطول
الطبيب باحترام وهو يشير للاشعه الخاصه بجدة عمر
لا مفيش اي داعي للسفر والازمه الي جاتلها امبارح دي ازمة ربو عاديه ممكن تيجي من اي تهيج للجهاز التنفسي وبمجرد ما تستخدم البخاخ الازمه بتنهتي من غير مضاعفات والحمد لله زي ما إتوقعت دولت هانم حالتها مستقره كل الفحوصات الي احنا عملناها ليها بتقول ان صحتها كويسه
جدا بالنسبه لسنها
عمر بقلق
يعني حالتها كويسه ومفيش داعي اقلق ..
الطبيب بابتسامه مطمئنه
متقلقش يا عمر بيه لو فيه اي خطړ على صحتها انا كنت هعرفك علطول واهم حاجه ان مع العلاج الي بتاخده حالة قلبها مستقره وزي ما قلتلك قبل كده اهم حاجه الانتظام في العلاج و توفيرالراحه النفسيه وعدم الانفعال وابعادها عن اي ضغوط او اخبار مش كويسه فده هيخلي حالتها مستقره ويبعدها عن اي خطړ ممكن يتسبب في تدهور حالتها
عمر بجديه وهو ينهض مغادرا
شكرا يا دكتور وان شاء الله هنفذ كل تعليماتك
ليتابع بجديه
انا مفيش