عن العشق والهوى ( كامله جميع الاجزاء) بقلم نونا المصري
تبقى مشهوره قولي كدا من الاول مريم لا مش علشان ابقى مشهورة انا عايزه اشترك علشان احسن من مستوايا واثبت للكل اني اقدر افوز في المسابقة دي وانا مغمضة عينيا ادهم ما دام هو دا السبب اللي انتي عايزة تشتركي في المسابقة علشانه فانا مش هسمحلك تشتركي فيها ابدا لان شركتي مش مكان للأستعراضات يا انسه وانما انا وظفتك هنا علشان تشتغلي وبس مش علشان تثبتي اي حاجة بس لو كنتي عايزه تستعرضي نفسك يبقى روحي دوري على مكان تاني وابقي قابليني لو لاقيتي حد هيوظفك بعد ما تسيبي الشركة دي فنظرت مريم اليه بحنق ثم سألت طب طب اعمل ايه علشان تسمحلي اشترك في المسابقة ادهم متعمليش اي حاجة لان انا اتخذت قراري النهائي وانتي هتفضلي تشتغلي في مراجعة بيانات معلومات السوق الألكترونية لغاية ما الشهر بتاع المسابقة يعدي احتجت قائلة بس بس دا ظلم يعني فترة التدريب كلها مدة 3 شهور ولو فضلت شهر كامل اشتغل في مراجعة بيانات السوق الألكترونية فانا مش هستفيد اي حاجة من فترة التدريب وانت هتظلمني كدا فنهض ادهم من مكانه وضړب الطاولة بيده لانه سئم من مجادلتها مما جعلها ترتعش خوفا وقال بنبرة حادة وبعدين بقى قلت لك مفيش اشتراك في المسابقة يعني مفيش اشتراك واياكي تتكلمي معايا مرة تانيه بالطريقة دي لانك هتشوفي مني حاجة مش هتعجبك ابدا ودلوقتي اتفضلي ارجعي شغلك ومتجيش هنا تاني غير اما انا اطلبك مفهوم ابتلعت مريم ريقها بتوتر وقد عادت الدموع الى عينيها فاستدارت ثم توجهت نحو الباب ومسحت دموعها قبل ان تفتحه وتخرج اما هو فجلس مجددا على كرسيه واغمض عيناه بشدة محاولا اخراج صورتها وهي تبكي من رأسه فهو لا يعلم كيف ومتى ولماذا اصبحت صورتها محفورة في ذاكرته حتى ان رائحة عطرها علقت في انفه واصبحت بالنسبة له كالمخدر ولكن لا ربما تكون قد اثرت عليه قليلا ولكنه ادهم عزام السيوفي الملقب بجبل الجليد لبرودة اعصابه لن تؤثر عليه هذه الصغيرة الباكية هذا ما كان يخبر نفسه به اما بالنسبة لمريم فقد خرجت من مكتبه بملامح وجه حزينة اكثر من كونها منزعجة وعندما رأتها سلمى نهضت فورا واقتربت منها قائلة بحنق انتي ازاي اتجرأتي واتكلمتي مع البيه بالطريقة دي انتي اټجننتي ولا ايه فنظرت مريم اليها وقالت بتذمر هو انا اتكلمت مع رئيس الجمهورية مثلا مهو انسان عادي زينا زيه دا حتى مش محترم وميعرفش ازاي يتكلم مع الستات شهقت سلمى وقالت بفزع بتقولي ايه الله ېخرب بيتك مريم انا بقول الحقيقة سلمى لا انتي شكلك مچنونة على الاخر يلا يا بنت امشي من هنا بسرعة لحسن البيه هيسمعك وهتحصل کاړثة في الشركة بسببك تمتمت مريم بأنزعاج انا الحق عليا اللي جيت اشتغل في شركة المجانين دي بس اعمل ايه بقى مهو بختي المهبب هو اللي رماني هنا ومقدرش اقدم استقالتي دلوقتي لان الشرط الجزائي اللي وقعنا عليه بيقول مينفعش نستقيل الا بعد 6 شهور والا هدفع 100000 جنيه قالت ذلك ثم غادرت وتركت سلمى واقفة تحدق بها پصدمة فتساءلت مچنونة دي ولا ايه في تلك اللحظة سمعت صوت تحطيم صادر من مكتب ادهم وادركت على الفور انه غاضب للغاية وقد يكون حطم حاسوبه المحمول كما يفعل كلما يغضب فأبتلعت ريقها وغمغمت ربنا يستر بقى وما هي الا ثلاث دقائق قد مرت حتى اتاها اتصال منه فاجابت بسرعة ايوا يا فندم قال تعالي هنا فورا سلمى ح حاضر قالت ذلك ثم اغلقت الهاتف ونهضت من مكانها واقتربت من باب مكتبه الذي كان يقع بجانب مكتبها الصغير ثم اخذت نفسا عميقا وبعدها طرقت الباب فسمح لها بالدخول دخلت وقد كان تخمينها صحيح لان ادهم قد حطم حاسوبه المحمول بالفعل ولكنه حطم اشياء اخرى اضافية هذه المرة منها المرآة الكبيرة التي كانت في مكتبه ولوحة اسمه الزجاجية التي كانت على طاولة المكتب اما هو فنهض من مكانه وقال لها بنبرة أمر انا هطلع دلوقتي بس لما ارجع عايز كل حاجة اتكسرت ترجع زي ما كانت ردت عليه سلمى بصوت مرتجف ح حاضر ثم خرج ادهم من مكتبه وهو يعدل ياقة قميصه وكان الانزعاج ظاهرا عليه بالرغم من برودة اعصابه توجه نحو المصعد وضغط على زر الطابق الأول من الشركة حيث كانت الردهة الواسعة فهو كان يريد الخروج لكي يستنشق بعض الهواء النقي عله ينسى رائحة عطر مريم التي علقت في انفه واسكرته اما في قسم برمجة التطبيقات والهندسة الإلكترونية فعادت مريم بوجه شاحب محبط ثم توجهت نحو مكتبها الصغير وجلست على كرسيها دون ان تقول اي شيء أقتربت منها زميلتها ياسمين والتي كانت تكبرها بسنتين وقالت طمنيني يا مريم ايه اللي حصل لما رحتي تتكلمي مع ادهم بيه رفعت مريم رأسها ببطء ونظرت الى ياسمين التي كانت قلقة بشأنها ثم تنهدت بقوة وقالت محصلش حاجة هفضل اشتغل في مراجعة البيانات والمعلومات لغاية ما شهر المسابقة يعدي ياسمين يعني مش هتشتركي معانا مريم لا ادهم بيه استبعدني بعد الكلام اللي قلته في قاعة الاجتماعات فسألتها ياسمين معاتبة طب انتي قلتي كدا ليه يعني كان ضروري تقولي الكلام دا وضعت مريم رأسها بين يديها وغرست اصابعها في شعرها واجابت بإحباط وانا اعرف منين ان حاجة زي دي هتحصل فتنهدت ياسمين ثم ربتت على كتفها قائلة طيب خلاص متزعليش نفسك يا حبيبتي وان شاء الله كل حاجة هتبقى تمام تسارع في الاحداث مر اسبوعين على مريم وهي تعمل في مراجعة البيانات بينما كان زملائها المتدربين يصممون مواقعهم التجارية وكانوا متحمسين جدا للمسابقة التي لم يتبقى على انتهائها سوى اسبوع واحد وخلال هذان الاسبوعين جمعتها الصدفة مع ادهم عدة مرات وفي اماكن مختلفة من الشركة ولكن اهم الاماكن كان المصعد حيث كانت تشعر بالرهبة كلما تواجدت معه هناك واحيانا كانت تفضل استعمال سلالم الطوارئ لكي تتفادى مقابلته ولكن الأمر كان متعبا بالنسبة لها لذا خضعت للأمر الواقع وعادت تستقل المصعد وكلما كانت تقابله هناك كانت تحني رأسها وتقف في الزاوية دون ان تقول اي شيء بينما كان هو يدعي عدم الاهتمام لوجودها ولكن العكس صحيح لان رائحة عطرها كانت تفقده عقله واصبحت كالأدمان بالنسبة له خصوصا عندما يتواجد معها في المصعد حيث ان المكان مغلق مما جعله يصبح عصبيا جدا وكان يعود الى المنزل والانزعاج جليا على وجهه لانه ادرك بأن هنالك شيء في هذه الفتاة يجذبه اليها غير رائحة عطرها ولاحظ افراد عائلته تغيره وانزعاجه لهذا كانوا يتفادونه خشية من غضبه المدمر وذات يوم كانت مريم تريد مغادرة الشركة بعد ان انتهى دوامها حيث انها كانت تغادر قبل زملائها لان عملها كان مختلفا عن عملهم الذي يتطلب الكثير من الوقت فتوجهت نحو المصعد في تمام الساعة الخامسة مساء وكانت تدعو الله في سرها بأن لا تقابل ادهم هناك ضغطت الزر ووقفت تنتظر نزول المصعد وما ان نزل وفتح الباب حتى خاب املها لانه كان فيه بالفعل وكان يعبث بهاتفه بكل هدوء فابتلعت ريقها ثم دلفت الى الداخل بصمت وارادت ان تضغط زر الطابق الأول ولكنه كان مضغوط بالفعل سحبت يدها ثم اعادت خصلة من شعرها ووضعتها خلف اذنها بتوتر شديد اما هو فبدأت نبضات قلبه ترقص وتتضارب بداخله حيث ان كل حركة كانت تصدر عنها كانت تسبب له الجنون اغلق هاتفه ووضعه في جيبه ثم اغمض عيناه ومسح وجهه براحة يده محاولا تهدئة نفسه لان الوضع بالنسبة له اصبح خطېرا فهو وبالرغم من قوة شخصيته وبرودة اعصابه الا ان هذه الفتاة كادت ان تجعله يفقد عقله بحركاتها البريئة ورائحة عطرها وما زاد الطين بلة هو تعطل المصعد في تلك الاثناء فعلقا بداخله ما بين الطابق الرابع والطابق الثالث وفي تلك اللحظة سيطر الخۏف على مريم التي سألت بهلع في ايه فنظر ادهم الى سطح المصعد وقال الظاهر ان الاصنصير وقف واحنا علقنا هنا مريم ايه ! ضغط ادهم على زر الطوارق ثم اخرج هاتفه من جيب سترته واراد ان يتصل بأحدهم ولكن لسوء الحظ لم يكن هنالك تغطية لذا رمى الهاتف على الارض بقوة مما جعل الفتاة ترتعد خوفا عندما فعل ذلك وقال بانزعاج ودا وقتك انت كمان ! قال ذلك ثم اعاد شعره الى الخلف ووضع يديه على خاصرته اما هي فاخرجت هاتفها من حقيبتها ولكن النتيجة كانت نفسها لا توجد تغطية فاقتربت من لوحة المفاتيح الخاصة بالمصعد وبدأت بالضغط على زر الطوارئ مرارا وتكرارا وهي تقول بصوت عال في حد هنا ساعدوناااا احنا علقنا ! ثم بدأت ټضرب على باب المصعد لكي يسمعها احدهم وهي تكرر ما قالته ولكن لا حياة لمن تنادي فبدأت تبكي اما ادهم فلم يكن يتوقع ان شيئا كهذا قد يحدث وخصوصا في شركته المتطورة وما ازعجه اكثر هو تواجده مع هذه الباكية التي سلبته عقله برائحة عطرها حيث كان يثمل لمجرد التواجد معها لدقائق قليلة في المصعد فكيف سيتحمل فكرة انه عالقا معها وفي نفس المكان وقد يستغرقان وقتا حتى يخرجان وبعد ان فكر بذلك ضړب جدار المصعد بيده وبكل قوته قائلا اشتغل بقى ! ولكن بفعلته تلك تسبب في انقطاع التيار الكهربائي فاصبح المكان مظلما مما جعل الړعب يتسلل الى قلب مريم التي صړخت بأعلى صوتها وتعالى صوت بكائها الامر الذي زاد من توتر ادهم لذا اخرج هاتفه الاحتياطي لينير المكان ثم نظر إليها وقال اسكتي شويه مفيش داعي للخوف ولكنها لم تمتثل لطلبه واستمرت بالبكاء كما لو انها طفلة فصړخ بها بصوت اشبه ب زئير الأسد اكتمي بقى !! سكتت رغما عنها واخذت تشهق پخوف اما هو فاخذ تنفسه يتسارع اكثر فأكثر وبدأ صدره يعلو ويهبط من شدة التوتر واصبح كالمخمور تماما بسبب رائحة الفانيليا المنبعثة منها في ارجاء المكان وبالرغم من ذلك استطاع ان يسيطر على هدوء اعصابه والټفت نحوها ليجدها جالسة في الزاوية تضم قدميها وتبكي بصمت من شدة الخۏف اقترب منها ثم انحنى قليلا وسلط ضوء الهاتف عليها قائلا بصوت رزين اسمعي اللي هقولك عليه كويس لو عايزه تخرجي من هنا يبقى تنفذي اللي هطلبه منك تمام رفعت رأسها ونظرت اليه بعيونها الباكية وبالرغم من