رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطميا يوسف
اول حاجه هتطلبها منك انك تطلقني وتسيبني بعد عشره خمس سنين بينا ما شفتش منهم مني غير كل محبة واخلاص ووفاء
واكملت استفسارها وهي تمسك يداها بين يديه وتنظر داخل عيناه كي تستمد منهما الإجابة قبل
أن تنطق
يا ترى ايه موقفك ساعتها علشان اجهز نفسي من دلوقتي واعدها للفراق التاني إللي هيكويني وهيعلم فيا أكتر من الأول
وهربت الكلمات من على لسانه فكيف يعطيها اجابه سؤال لم يفكر به ولا يريد أن يتذكره لأنه دمار لثلاثة قلوب عاشقه حائرة وبالتأكيد سيخرج الجميع بندوب قلب تلزمه إلي نهاية عمره
في منزل باهر الجمال حيث صعدت عبير الى الطابق التي تمكث
وبعد أن زفرت أنفاسها بتعب من درجات السلم نظرت اليها مردده بجمود
يا ريت تكوني
فكرتي وعقلتي ووزنتي الامور كويس قوي يا ست ريم .
فكرت ريم ان تجاريها وتعترض لكنها فضلت ان تمثل انها لم تعرف ماذا تقصد ورددت باندهاش مفتعل
فكرت في ايه يا ماما بالظبط انا مش فاهمه تقصدي ايه
شوفي بقى ما تستعبطيش عليا انتي عارفه انا اقصد ايه كويس جدا
واسترسلت بتنبيه
سيبيكي بقى من شغل السهوكه والسهتنه بتاعك ده وتعالي معايا دوغري يا ريم علشان الصبر نفذ وسايباكي بقالك شهر بحاله ما بسألكيش ولا باجي ناحيتك سايباكي تفكري في مصلحتك ومصلحه ولادك كويس جدا .
استفزتها بكلماتها وجعلتها تنتفض وغشاوه الدموع التمعت في عينها وباتت تفرك يدها بتوتر وعندما وجدت اصرارها فكرت ان تستعطفها بكلمات نطقتها لها
يرضيكي اسمي يتكتب على
حد تاني هان عليكي باهر هان عليكي ابنك
لوت فمها وأجابتها بنبرة ساخطة
شوفي بقى ما تحاوليش تمثلي عليا الاخلاص علشان اللي عرفناه وضح لي انك ما
عندكيش بربع جنيه ذره وفاء لنور عيني الله يرحمه
واستطردت تهكمها علي تلك المسكينة
هنا امتنعت عقارب الساعة عن الدوران إجلالا لما نتج من تحدي العناد أمام جيوش الڠضب
وهتفت ريم بتصميم مغلف بالكبرياء
وانا بقول لك يا طنط لو انطبقت السما على الأرض مش هتجوز ابنك ولا حد هيقدر ياخد مني ولادي علشان شرعا انا الوصيه عليهم طالما ما اتجوزتش
وشوفي بقى انا كنت بعمل لك قبل كده احترام حتى لما كنتي بتأذيني
بالكلام علشان خاطر باهر الله يرحمه لكن دلوقتي ما تفكريش اني وحيده فتستضعفيني وتقولي دي بنت هبله وهتلين انسي يا طنط .
اتسعت مقلتيها بذهول من
تلك المكشوفة الوجه من وجهة نظرها
قامت من مكانها وذهبت مقابلتها
ثم قبضت علي معصمها بقوة وعنفتها بصوتها المملؤ بالجبروت
يبقى تجهزي نفسك على القضية اللي هرفعها بضم الأولاد ليا واني اكون الوصيه عليهم ده اولا
ثانيا اسكندريه كلها هتعرف اللي حصل بينك وبين جوزك ومش بس كده انا ام ابنها ماټ وقلبه محروق هنزل فيديو هدفعله الافات وهخليه يلف العالم كله وهفضحك وهاخد رد فعل الناس معايا في ملف القضية
وثالثا ان شاء الله بعد ما اخذ الوصيه بتاعه الاولاد مش هخليكي تشوفي وشهم وهكرهم فيكي وهخليهم يعيشوا طول عمرهم وهم عارفين ان امهم كانت السبب في مۏت ابوهم .
انتفضت أعينها بحدة وهي تطالع تلك السيدة الظالمة لها ولكن استجمعت قواها وردت بعيون تنطق قوة ظاهرة لها عدم الخشية منها
شوفي بقى هتدخلي الحړب معايا هكشف وش القطه المخربشه اللي مستعده تهبش اللي يقدم لها او يقدم لعيالها
وهتضر بي هضر ب وهتك سري هك سر والبادي اظلم يا طنط
واسترسلت وعيدها بشراسة مماثلة
ما تفتكريش ان انا وحيده ما ليش اهل انا لي اب له معارف تبلعك انت وابنك بس انا لحد دلوقتي مش عايزه اسوأ سمعتكم قدامهم
فخليكي جده طيبه لاولاد ابنك اللي ماټ وحنينه على مراته اللي مش عارفه تحزن حتى عليه بسببكم علشان انا مش من النوع اللي بيستسلم ولا الضعيف
زي ما انتم فاكرين انا اقوى مما تتخيلوا وهقف قصادك الند بالند ونشوف بقى نفس مين الاطول .
اعتدلت بوقفتها وانتصبت وهو تنظر داخل عيناها مرددة بچحيم
يبقي على الدنيا السلام وهوريكي إللي عمرك ما شفتيه وهقطع لك لسانك يابنت المالكي .
فجرت كلماتها وتركتها وخرجت
بحدة صافعة الباب خلفها وهي تتمتم بكلمات ټهديد ووعيد ولن تكل ولن تمل .
البارت الثالث عشر
في منزل باهر الجمال ليلا
حيث عاد زاهر إلي منزله منهك من عمله ووجد والدته تقف علي أعتاب شقتها تنتظره وهي على أحر من الجمر وما إن رأته حتى اشارت اليه بيديها ان يدلف بعلامات وجه لا تبشر بالخير ابدا
أطاعها ودلف الى الداخل فقامت هي بإغلاق الباب والنوافذ حتى لا يسمعهم احد اما هو فضاق ذرعا فهو عائدا من العمل منهك ومتعب جدا
فنظر اليها وتحدث وهو يمسح على شعره بارهاق بدا على معالم وجهه
في ايه يا ماما ايه اللي حصل يا ترى مخليكي واقفالي على الباب ومستنياني كده لما ارجع يا رب ما يبقاش في مصېبه اصل البيت ده من ساعه باهر ما ماټ والمصاېب ما بتبطلش فيه
اتأكت علي فخذيها بغل وأجابته بنبرة صوت حادة وهي تجز أسنانها پعنف
هو انت إيه ملكش دور خالص في الحوار إللي إحنا فيه ده ولا أنا
إللي هحارب السهونة دي لوحدي !
واستطردت حديثها
پصدمة لما استمعت إليه من تجبر
تلك الريم
دي البت طلعت قوية وحربوقة من الدرجة الأولى ووشها مكشوف أووي.
اندهش زاهر من ڠضب والدته ومن حديثها وألقي مفاتيحه بعن ف وأردف متسائلا باستغراب
ليه ياأمي الكلام ده هي عملت ايه
دي محدش بيسمع لها صوت ولا كأنها موجودة في البيت أصلا .
أخرت من بين أسنانها أصوات استنكار لما قال وتحدثت بفم مملوء بالعبارات التي أدلتها عليها ريم وانتهت بسرد كلماتها الأخيرة بقلب ينفض حقدا
لا وتقول لي
إيه كمان هتض ربي هض رب هتك سري هك سر وشادة حيلها عليا علي الأخر بنت المالكي
وتابعت آمرة إياه وهي تشير بإصبعها بأوامر صارمة
عايزاك تطلع للبت دي وتميل دماغها وتحاول تلين معاها وتدخل لها في سكة حنية وأنا أشد وإنت ترخي مش عايزين نشد الحبل إحنا الاتنين حواليها فتفكر في الخروج من هنا
لازم تحس بحنيتك وانك عايزها فعلا وانك مش ھتأذيها وهتبقي أمان ليها ولولاد أخوك الله يرحمه .
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا
يعني ايه
ياماما معني كلامك ده!
إنتي عايزاني أشاغل مرات أخويا الله يرحمه وأدخل لها دخلة الحبيب وهي فاضل لها شهر لسه في عدته !
قاطعت حديثه بحدة وهدرت به بنظرة غاضبة
أخوك الله يرحمه ماټ وساب ولدين من صلبه وأنا عمري ماهسيبهم يخرجوا برة البيت ولا يتربوا بعيد عني كدة مش هيبقي مرتاح في تربته واللي بنعمله ده مجبورين عليه
إحنا يابني بنعمل الصح إللي هيخليه يرتاح في نومته ان ولاده
مخرجوش برة بيته
واسترسلت حديثها وهي تضغط علي كتفيه مكملة حديثها بتشجيع
يابني الضرورات تبيح المحظورات والبت دي بجحة وعينيها قوية ولو معرفناش نسيطر علي الأمور وهي لسه في عدتها وأول ماتوفيها نكتب علطول مش هنعرف نعمل معاها حاجة .
كان في حيرة وتردد من أمر وحكم والدته ولكنه انصاع إلي طلبها وهتف بطاعة خشية أن تغضب منه ويصيبها مكروه وأومأ بموافقة
حاضر يا أمي هطلع لها دلوقتي وهحاول معاها وربنا يهديها وتلين معايا .
عين العقل يابني ربنا معاك ..... كلمات
تشجيعية خرجت من فمها وهي تربت بيداها علي ظهرها
خرج زاهر من عندها قاصدا شقة ريم لكي ينفذ ماأملته عليه والدته دون أن يفكر مالعواقب
وصل إلي الطابق الثالث وضغط زر الجرس وماهي ثوان معدودة حتي فتحت ريم الباب مرددة أمامه باستغراب
زاهر ! هي طنط حصل لها حاجة
ابتسم بسماجة وتحدث موضحا لها
لا ماما بخير متقلقيش أنا بس جاي لك عايز أتكلم معاكي شوية ممكن أدخل
لوت فمها وتحدثت بنبرة ساخطة
تدخل فين يازاهر أنا هنا لوحدي ومش معايا غير طفلين لاحول ليهم ولا قوة
واسترسلت وهي تشير إليها بكفاي يديها بامتعاض
هو إنت ينفع تدخل عندي وأنا لوحدي
ونتكلم مع بعض في مواضيع
إنتم مفكرني ايه بالظبط إنت وطنط علشان تتعاملوا معايا بالسذاجة دي !
ضم حاجبيه وعبس وجهه وسأل مستفسرا بدهشة ظهرت علي معالم وجهه الذي تصبب عرقا من ټعنيفها
ليه الكلام ده كله هو أنا هاكلك ولا حاجة !
دول كلمتين هنتكلمهم والباب مفتوح والبيت مليان ناس فوق وتحت متستكبريش أوي كدة ياريم
واستطرد بدفاع عن موقفه
وبعدين إنتي عايشة معانا بقالك سنين عمرك شفتي مني حاجة وحشة لاسمح الله تخليكي خاېفة ومش مطمنة لي بالشكل دة
رفعت حاجبيها وأردفت باستنكار وهي تغلق باب شقتها وتحدثه خارجا وهم علي درجات السلم
انت متعرفش الحديث اللي بيقول إياكم والحمو فالحمو المۏت بمعني إن الحمو ده أخو الزوج ومينفعش يقعد مع مرات أخوه في مكان لوحدهم أبدا
واسترسلت وهي تنجز في الحديث معه الذي لافائدة منه من الأساس
اتفضل معنديش مانع تقول إللي إنت عايزه هنا علي السلم علي البسطة دي اتفضل أنا سامعاك.
أحس بالحرج الشديد من كلامها ومن حدتها معه في الحديث وأمسك منديله الورقي وجفف حبات العرق الظاهرة علي وجهه من كلماتها التي ألقتها عليه
وتحدث مرددا بنبرة صوت حنونة
ممكن أعرف إنتي رافضة
مبدأ الجواز مني ليه بعد ما تنتهي عدتك وصدقيني ياريم كدة أفضل لينا كلنا لماما وللولاد وليكي إنتي كمان
وأنا والله العظيم ماهضايقك أبدا وكل تهديداتي إللي أنا هددتك بيها كانت من حړقة قلبي علي أخويا .
فتحت أعينها علي وسعهم من كلامه وبنبرة صوت عالية أسمعت من تحت فهي كانت تشعر بوقوفها منذ البداية مرددة بكلمات حادة لاذعة وهي ټضرب كفا بكف
صحيح اللي اختشوا ماتوا وبايني الرجاله ماټت في الحړب !
إنت إزاي يابني أدم انت تفكر ويجي لك الجرأة تطلع تطلب مني كدة وأخوك بقاله تلت أشهر مېت وأنا لسه في العدة
كان واقفا أمامها ويعلم أن موقفه مخجل ومهين له لكنه رأي أعين والدته بالأسفل
توحي له أن يكمل ولا يلقي بالا لڠضبها
وأردف بنبرة صوت
فيها بعض الحدة
معلش بلاش تشبيهاتك اللي متصحش دي
أنا طالع
في الخير وقاصد
الستر ليكي إنتي وولادك اللي هما ولاد اخويا فعايزك تهدي وتفكري كويس قبل ما يصدر منك أي رد فعل ټندمي عليه .
كانت عيناها تشع ڠضبا ووجهها من شدة الافتعال يشع احمرار وكأنه