رواية غرام (كاملة جميع الفصول) بقلم ولاء رفعت
اللي فاتت و...
خلاص يا يوسف مفيش داعي نقلب في اللي فات كونك أنك تنقذ الشركة من خسارة كبيرة ده كفيل يمحيلك أي أخطاء و يخليني أسامحك نور أخوك حكالي علي كل حاجة و عرفت أنكم عينتم البنت اللي اسمها غرام هنا في الشركة
ابتسم لأن والده اختصر عليه شوط كبير من الحديث
هي واقفة برة و كنت جايبها عشان حضرتك تشوفها و تتكلم معاها بما أنها بقت موظفة في الشركة
و ياريت تحط في دماغك إنها مجرد موظفة في الشركة
أدرك رسالة والده الخفية من حديثه هذا نهض ليخبر غرام بأن تدخل ولجت تتلفت من حولها تشعر بالرهبة و الخۏف لاسيما عندما وقعت عينيها علي رأفت الشريف شملها بنظرة سريعة فهذا الرجل ذو هيبة و وضع يجعل الجميع ينحنوا إليه احتراما له.
نظرت إلي أسفل بخجل
و عليكم السلام أتفضلي يا غرام
جلست ونظرت إلي يوسف الذي كان يبتسم إليها ثم انتبهت إلي والده
أنا يوسف حكالي علي كل حاجة و قالي قد إيه أنك مجتهدة في
شغلك و شاطرة و بما أنك بقيتي مننا هنا عايز أشوف شطارتك في الشغل في الشغل و بس
وصلت إليها الرسالة أيضا علمت إنه يحذرها من الاقتراب من نجله هزت رأسها بنعم
دلوقتي تقدروا تفضلوا علي مكتابكم
نهض كليهما وتشعر برجفة في يديها ذهبت سريعا إلي غرفة المكتب الخاص بها دون أن تلتفت إلي يوسف و ما أن خطت قدمها داخل الغرفة أغلقت الباب و تلتقط أنفاسها تشعر بغصة وكأنها ارتكبت ذنبا لما يحذرها هذا الرجل من أمر تعرف حدها نحوه جيدا لتدرك أن الحياة ليست وردية هنا و عليها أن لا تفكر بشيء سوي العمل فقط حتي لا تخسر مصدر رزق وفير لأسرتها.
ألقت نظرة علي والدها الذي يغط في النوم و اطمئنت لأنه لا يستيقظ سوي في اليوم التالي ظهرا ستكون قد عادت.
غادرت منزلها وبخطوات أشبه بالركض اتجهت إلي خارج الحارة لا تري الذي يلحق بها منذ أن رآها وهي تتسلل من باب البناء.
أطلع ورا التاكسي ده ياسطا
و بعد قطع مسافة كبيرة توقفت السيارة التي هي بداخلها وبعد أن اعطت للسائق الأجرة
وجدت الحارس في استقبالها بحفاوة
يا مرحب يا مرحب بالنجمة الجديدة
رمقته من أعلي إلي أسفل
يا سم
ولجت داخل المصعد و بعد ثواني وصلت أمام باب المكتب فتحت فتاة أخرى غير التي كانت موجودة بالأمس
أومأت لها الأخرى
اه أومال فين عوني بيه
تعالي أتفضلي أستريحي و استنيه عنده ضيوف وهيمشوا بعد عشر دقايق تحبي تشربي حاجة
هزت رأسها فهي تشعر بالعطش الشديد
اه ياريت عايزة أشرب ميه
دقيقة و راجعالك
ذهبت الفتاة ذات المظهر الغريب لكن سماح لم تهتم كالعادة فالمال و الشهرة لديها هما الأهم
عادت الفتاة تحمل صينية يعلوها كوب من العصير و آخر ماء
اتفضلي
شكرا
تناولت كوب الماء ارتشفت القليل ثم أخذت العصير تشربه علي دفعة واحدة وكأنها تشعر بالحيوية بعد التوتر والقلق.
في الأسفل يصيح عاطف في الحارس
بقولك أنا عايز أعرف اللي طلعت دلوقتي دي في أنهي دور
و أنا بقولك معرفش و ماشوفتش حد طلع هنا يلا أتكل علي الله بدل ما أندهالك الرجالة يطلعوك بمعرفتهم
طيب إيه رأيك أنا مش ماشي من هنا غير لما أعرف هي فين و طلعت لمين
حدق نحوه الحارس بوعيد
بقي كدة ماشي أنت اللي جيبته لنفسك
وفي الأعلى بدأت تشعر بالخدر في أطرافها و عدم اتزان أصبحت الرؤية مشوشة لديها و كانت عيون الفتاة ذات المظهر المريب تراقبها اقتربت منها وحاولت مساعدتها في النهوض
قومي معايا الضيوف مشيوا
وقفت بصعوبة واستندت علي ساعد الفتاة وسارت بخطى متعثرة
أنا.. مالي.. بيحصل.. فيا.. إيه
تفوهت بصعوبة و كأن الخدر اصاب لسانها أيضا
أجابت الفتاة
معلش هو تأثير المخدر كدة بيخليكي ما بين النوم والصحيان و تحسي أطرافك كلها كأنها مشلۏلة
ولجت داخل غرفة ذات مساحة كبيرة
مليئة بكاميرات التصوير في كل زاوية و إضاءة أزعجت عينيها رجل يجلس خلف جهاز عرض صغير يذكرها بمشاهد المخرج الجالس خلف الشاشة يراقب المشهد كما هناك وراء كل كاميرا رجل كل منهم ذو جسد طويل وعريض وكأنهم يعملون في الحراسة.
شعرت سماح بجسدها يلقي علي فراش ذو ملمس حريري تقوم الفتاة بتجريدها من العباءة ذات المظهر الرديء لتصبح بالثوب القصير العاړي وحذائها ذو الكعب المرتفع.
تركتها و ذهبت إلي غرفة قريبة لتخبر هذا الشيطان البدين وجدته يتحدث في الهاتف
أوعي تخليه يطلع أنا هابعتلك الرجالة يخلوه يحرم يمشي من قدام البرج تاني
أنهي المكالمة ورأي الفتاة تخبره
النجمة جاهزة يا بوص
ابتسامة شيطانية علي محياه يتبعها أمرا
بلغي سام وقوليله النجمة جاهزة وخليهم يبدأوا تصوير
أمرك يا بوص
وبعد أن نفذت أوامر رب عملهم المشين خرج من الغرفة المجاورة لغرفة التصوير شاب خلف الشاشة
1 2 3 go
تسمع أصواتهم و تري هذا الضوء المزعج و المسلط عليها تريد أن تتحرك
لكن غير قادرة علي
سماح
صراخه مسموعا بينما صړاخها الناتج عن اعتداء الرجل عليها أمام الكاميرات لا يسمعه سواها فقط.
الفصل الحادي عشر
تولت اليوم الوظيفة الجديدة أصبحت المساعدة الخاصة بيوسف وهذا بعد أن أشاد بها إلي والده بأنها من ساعدته علي معرفة المصنع المحتال الذي يقلد منتجاتهم ويغرق السوق بها بثمن بخس فذلك أدى إلي خسارة فادحة إليهم.
ده فيديو فيه شرح بالصوت والصورة عن كل المهام اللي هاتطلب منك و لو فيه أي حاجة أبقي أسأليني أنا رايح علي مكتبي دلوقت و في البريك نتقابل
كان قول يوسف وقابلته غرام بإيماءة يصاحبها ابتسامة امتنان
شكرا أوي يا مستر يوسف بجد بجد مش عارفة من غيرك كان ممكن أعمل إيه
العفو يا غرام و بجد بجد لو قولتي مستر يوسف دي تاني مش هارد عليكي
ضحكت وليتها ما فعلت ذلك ملامحها تتسم بالبساطة وليست صاړخة الجمال كالفتيات التي تركض خلفه أو مثل ماهي التي تلتصق به كالبق أينما رأته لكنه يرى في غرام ما هو ليس في بقية الفتيات جمالا ينبع من داخلها يطغى علي ملامحها فيجعلها ساحرة لمن يتحدث معها تولج إلي القلب سريعا دون استئذان.
عارفة إن ضحكتك حلوة أوي
إطراء بل كلمات عصفت بداخلها ابتلعت لعابها بخجل رسمت الجدية علي ملامح وجهها
أوك يا مستر يوسف هاشوف و هاطبق الشرح و هابقي أبلغ حضرتك
رفع يده وأخذ يعد بأصابعه
مستر يوسف أدي مرة و حضرتك أدى مرتين طب والله ما أنا رادد
اثار حديثه بأسلوب فكاهي ضحكتها مرة أخرى نهض قائلا
مش هارد و لا هاعاكس برضو
ذهب إلي مكتبه و كان من هناك ينتظر خروجه ليذهب هو إليها طرق الباب حتي جاء صوتها إليه
أتفضل
فتح الباب و ولج إلي الداخل نهضت وتحاول استرجاع ذاكرتها عن هويته
خير مين حضرتك
ابتسم إليها و مد يده للمصافحة
أنا مستر رامي و تقدري تقوليلي يا رامي من غير ألقاب مسئول عن قسم ال IT في الشركة وصاحب يوسف ونور ويوسف أكتر
رددت في عقلها
و ده كمان جاي يقولي مفيش ألقاب هو إيه الحكاية أنا جاية أشتغل و لا أتشقط!
أهلا وسهلا بحضرتك يا مستر رامي
ظلت يده في الهواء دون مصافحة أعادها جانبه بحرج
علي فكرة أنا مش جاي أضايقك أنا برحب بيكي كموظفة جديدة عندنا أصلنا كلنا هنا أسرة واحدة
تمام يا مستر رامي أنا اسمي غرام وبشتغل سكرتيرة مستر يوسف و شغلي بيقتصر علي طلبات قسم التسويق وبس
تفهم رفضها الجلي للتعارف وتبادل الأحاديث بينهما فزاد إصراره علي لكن في وقت لاحق ليس الآن حتي لا تنفر منه.
تمام يا آنسة غرام عن إذنك
ذهب ولم ينتبه إلي يوسف الذي خرج للتو من غرفة مكتبه ليراه يغادر من غرفة غرام داهمه الشعور بالانزعاج كثيرا اقتحم مكتب الأخر دون استئذان
رامي أسلوب الشقط الرخيص اللي بتعمله مع أي بنت بتعجبك ده تنساه خالص هنا إلا و أقسم بالله ما هخليك تعتب باب الشركة ده نهائي
أوقفه رامي مدافعا عن نفسه
تعالي هنا فهمني شقط و زفت إيه اللي بتكلمني عليه! هي لحقت السكرتيرة تبلغك واضح بدأت تشوف شغلها كويس
أنا لسه شايفك بعينيا وأنت خارج من المكتب عندها طبعا داخل بترحب بيها علي طريقتك
وقف أمامه بتحدي
اه كنت برحب بيها بس بأدب وبإحترام فيها حاجة يعني! و لا رأفت بيه مانع الموظفين يتعرفوا علي بعض!
زفر يوسف بنفاذ صبر رفع سبابته كإشارة تحذيرية
لأخر مرة بحذرك يا رامي ملكش دعوة سواء بيها أو بغيرها هنا في الشركة و لسه علي ټهديدي
غادر في الحال تاركا دماء الأخر تفور كماء المرجل يتمتم بوعيد وحقد دفين
واضح من كلامك إنها مش مجرد سكرتيرة وبس لما نشوف يا يوسف مين فينا اللي هيفوز بيها الأول
تتقلب علي فراشها وكأنها ترقد علي جمر من الڼار تبكي بحسرة علي ما حدث لها في ليلة أمس تذكرت كيف كانت مسلوبة الإرادة من تأثير المخدر الذي جعلها ما بين الوعي ونقيضه شعرت بكل ما حدث معها انتهاك جسدها بأبشع الطرق أمام كاميرات التصوير و أعين الرجال وقعت ضحېة لعصابة الإتجار بالبشر.
لما الندم الآن وهي من سلكت درب من دروب إبليس من أجل المال إلي عيون الرجال وتظن بإخفاء وجهها خلف الوشاح هذا سيمحو الإثم الذي اقترفته و ها هي أصبحت سلعة أيضا كانت تريد الشهرة والمال و لا
يهم الوسيلة لذلك
لا تلوم في روايتها سوي حالها.
صوت صرير باب غرفتها وصل إلي سمعها علمت من الزائر
بت يا سماح أنتي يا بت كل ده نوم قومي ياللي تنام عليكي حيطة
نهضت و لا تريد هم فوق همها يكفي الچحيم الذي وقعت به
نعم يابا الأكل عندك في التلاجة
هو أنا هصحيكي عشام الأكل أنا عايز فلوس
زفرت وعلي وشك أن ټنفجر
مش لسه مدياك إمبارح 500 جنيه! راحوا فين
صاح پغضب زائف مثل كل مشاجرة ليبث داخلها الخۏف من ثورته
أختك عديت عليها إمبارح لاقيتها محتاجة فلوس أديتلها منهم و الباقي جبت بيه طلبات للبيت و بعدين أنا حر أصرفهم زي ما أنا عايز ملكيش دعوة
تمسك رأسها من ألم الرأس الملازم لها منذ أن استيقظت
حاضر يابا أنا معيش حاليا غير 200 جنيه
وضعت يدها أسفل الوسادة لتأخذ محفظة نقودها فاختطفها منها وقام بفتحها ونهب كل ما بها من مال
أخص عليكي بت جاحدة كل دي فلوس مخبياها علي أبوكي
يابا دول شايلاهم لوقت زنقة أنت أي قرش معاك بتخلصه علي الهباب اللي بتشربه ومعاشك برضو بتصرفه