رواية أحببت العاصي (كاملة جميع الفصول) بقلم اية ناصر
مرآتي بنت حامد الشافعي
نظر ماجد لآدم و ابتسم علي ذلك الشاب الذي أخذ حقه ورد الصاع صاعين و كما نظر مصطفي إلي الرجل بفخر و غرور و انتها الأمر هكذا پقتل مشاعر القلب و وانتصار قلب حفظ كرامته و عاد الكل أدراجه ونداء من الإنسانية أنظروا بداخل الشخص قبل
أن تحكموا عليه
أنهت عاصي حوارها الخاص مع فرسها مطر فصارت باتجاه قصرها تمسك بيدها أحد أغصان الأشجار تسير و تجور الغصن خلفها ثم تذكرت أمرا هاما عليها أن تقوم بعدت اتصالات حتي تأمن تلك الطلبية أخرجت هاتفها من جيبها وهاتفة بعض التجار ومن يقدر أن يرفض لها طلبا فهي تكاد تكون المتحكمة في السوق بأكمله أمنت نصف الطلبية وباقي نصف العدد ولم يبقي في يدها حل يجب أن تهاتف جواد سعيد غالب فهو من سيتمكن من تأمين الباقي هي تتعمد أن تبتعد عن سعيد غالب فهي لا تحب ذلك الرجل ولكن الآن هي بحاجه لمساعدة رفيق دراستها جواد فهو من سيساعدها قامت عاصي بمهاتفته في الوقت ذاته كان جواد يجلس يتابع بعض الأعمال علي جهاز الكومبيوتر المحمول لاب توب حين أضاء هاتفة ورسم علي الشاشة اسمه تفاجأ بشدة ثم أسرع بالرد
ردت عاصي بنبرة عاديه ف
أهلا جواد سمعت أنك رجعت البلد
أيون أنبارح
حمد لله علي السلامة
الله
يسلمك يا عاصي
ترددت قبل أن تتحدث معه في الأمر فشعر هو بترددها وبعد بره تكلمت هي بخفوت
جواد كنت عوزه كمية من العجول البتلوا عشان المصنع وأنا لأسف مش متوفر عندي ممكن تساعدني
إنتظر قليلا ثم تكلم أكيد يا عاصي الكمية اللي أنت عوزها موجودة تقدري تبعتي يأخذوها بكره
تنفست بصوت مسموع ثم شكرته بسرعة و أسرعت بغلق الخط وها هي قد أمنت الطلبية وبقي أن تطمئن قلبها علي أخيها ظلت تجول بداخل المزرعة وتتفقد بعض الأشياء لكي تشغل نفسه حتي يعود أخيها وعلي الجانب الأخر كان جواد يقف أمام نافذة عرفته و يتمتمم ببعض الكلمات
جلسا بغرفة نومه شاردا كليا يفكر المدة التي أعطاها له جده تقترب لابد أن يعود أرض الوطن ولكن لمن يعود لأمه لأبيه لأخوته الجميع هناك بأوديه متفرقه ومع ذلك كله يريدون أن يعود هو إعتاد علي عمله هنا إعتاد علي نمط حياته هنا هو يشعر أنه أعتاد علي أغلاط أصبحت له ملاذه ولكن عمله هنا أصدقائه هنا وذكريات وأهل هنا لما أنت مشتت هكذا يا عز هنا غربة وهناك ذكريات وأوجاع ذكريات بعضها يضحكه والأخر يسكره حزن ولكن هو تمرد عن أحزانه منذ زمن بعيد وأقسم أن لا يكون في قلبة مجال لهذا المعتوه الذي يسمي الحب مرة آخري أقسم علي أن يكون قلبة متحررا بعيدا عن المسميات و أن يكون طيار يرحل ويرحل ويسافر ويبعد ولا يستقر بمكان وكل هذا من أجل حبه الأول فالحب الأول أما أن يعلوا بصاحبه إلي السموات السبع أو يهبط به إلي أعماق الأرض ولقد هوي عليها من كل شيء تذكر قلبه الذي ټحطم من أقرب الأقربين ومن بعدها ترك كل شيء باحثا عن حرية لقلبة من وهم يدعي الحب والآن هو سيعود إليهم ولكنه لا يجزم أنه سيبقي هناك طويلا فهو صقر شارد أعتاد أن لا يظل علي أرض واحدة طويلا فهو طليق
لها بنظرات ضائعة أنها تلقي اللوم علي عاتقها بينما نظرات عاصي باتجاه الطابق العلوي حيث غرفة أخيها الذي أنسحب إليها منذ أن وصل فتركت الجميع يتحدثون وصعدت إليه بخطوات متسرعة وحين أرادت الدخول إلي غرفته كان العائق الوحيد هنا أن آدم اختلي بنفسه وأوصد الباب خلفه اضطربت مشاعرها جدا خائڤة عليه أخيها سندها لا تدري
آدم أنا عاصي
وكأنه كان ينتظرها ينتظر تلك النبرة فهرول إليها مثل طفل يسرع لأ أمه فتح بابه وألقي نفسه داخل أ ه وجعه ليس من حبيبة ولا من شعور بالرفض ۏجع الإنسان الحر يكون مقتصر تحت كلمة الكرامة وجعه بكرامته التي يشعر الآن وكأنها تهشمت إلي فتات نظرت له بنظرات حانية و الدموع ملأت عينها فأصبح لونهم قاتم مموج باحمرار فأشار لها رافضا تلك الدموع رافضا أن تتوجع رافضا دموع غاليته و أخيرا أجبره لسانه علي الكلام
كان بيبيع
يشتري ويساوم يا عاصي بيتكلم بغرور وكانه ملك الكون مهموش أن أنا مين لاء همه كله هدفع كام و ليه إحنا هنا في المزرعة وعيشين عادي ليه مش متصنعين حياة زائفة مهمش حتى أن بحب بنته وشريها لاء الأهم أنه يفرض شروطه بس أنا اللي رفضت يا عاصي جدك مصطفي قالها ليا قبل كده
الإنسان كرامة يا آدم ممكن قلبه ينكسر
ممكن يحصله أي حاجه كله يتعالج إلا الكرامة لو ضاعه يبقي الشخص بقي مسخ متصنع إنسانيته راحت منه وأنا حفظة علي كرمتي يا عاصي حتى لو هتوجع بس كله يهون
نظرت له و لا تتحمل سخونة الدموع الحبيسة بين جفونها فهطلت علي وجنتها و قالت بصوت متحشرج باكي
آدم هما اللي خسروا مش أنت وده نصيب يا آدم
نظر إليها بتفحص قبل أن يقول بنبرة حزينة
نصيب!! نفسي نبطل نعمل النصيب شماعة نعلق عليها أخطئنا دي غلطة مني أنا يا عاصي أن اتغصيت عن حجات كتير مكنش لازم أتغاضى عنها كان لأزم أعرف أن لما سمحت ليها مره تتعالي عليا أنها هتتكرر بس من أهلها
آدم ده خير ليك يعني تحمد ربنا علي كل حال
اكتست نبرة بيأس قبل أن يقول أنا حبيتها
وبنبرة عقلانية اعتادت عليها ولو هي بتحبك هتحارب معك وهتبقي ليك ولو سبتك لوحدك يا آدم وكأنها تخاطب نفسها يبقي متستهلش تفكر فيها
بخار الماء يتصاعد ويتركز علي المرآه بصورة ضبابية و صورتها التي تتجسد أمامها تغيب عن نظرها تدريجيا و تعاود محو الضباب بيدها وتتكون صورة أخري من الضباب وهكذا تتوالي والصورة تتحول إلي فتاة يائسة من مظهرها وجهها الشاحب يدل علي حالتها و كأنها تحفظ صورتها قبل أن تأخذ قرار مفارقتها الحياة برغبتها هي ستتركه فهي كدمية التي يضعونها في الموضع المختار لها ولكن ليس برغبتها لا رغبتهم هي التي تتحكم بها وحين قربت الشفرة المعدنية لكي تقطع شريانها لكي يتوقف ذلك النابض ليذكرها بكل ما في هذا العالم ولكن صيحات الخادمة أخرجتها من عالمها اليائس
والصوت مهلهل مفرح ست سلمي ست سلمي عز بيه رجع !!!
أحببت العاصي
من السابع الى الثانى عشر
الفصل السابع
أفتقده كثيرا ولكن ما يستغرب له حقا تلك الصغيرة التي ألقت السلام عليه بفطور و نظرت له نظرات بارده لا تحمل أي مشاعر اشتياق ما بالها فهو يفتقدها كثيرا صغيرته لقد كبرت وأصبحت عروس فاتنة ولكن ماذا بها يشعر أن حولها هاله من الحزن تحجب أشعة شمس عينها أن تنشر كانت إيمان سعيدة جدا هي وكامل بعودة ابنهم البكر تجاهل عز الدين غياب أخية لا يعلم هل هذا جفاء أم تجاهل أم كراهية هل وصل به الأمر أن يكره أخيه لا يعلم ما هذا الشعور الذي يسيطر عليه فماجد اخية الأصغر ويتذكر عز أن كان الأقرب إليه في طفولته الآن يشعر بالضياع ماذا سيفعل من أجل شعور اتجاه أخيه وأخته التي لا يفهم نظراتها و أمه التي من الواضح أنها بدأت أن تخططت له ماذا سيفعل في خلال الأيام القادمة وجدة تنحنح بقوة وهو ينظر إلي أمه التي تعرض عليه بعض المخططات حول السفر معه ومع أصحابها للتنزه بالغردقة وبعض المدن الساحلية فقاطعها بنبرة جادة ومتزنة
أنا لازم أروح لجدي يا ماما أجلي كل ده الوقت
نظرت له إيمان بعتاب وهتفت
أنت لحقت تيجي عشان تسافر لجدك يا عز الدين أنا عوزاك معايا
تابعة سلمي الحوار
الدائر بسخرية ثم أنهت طعامها بصمت واستأذنت لكي تصعد إلي غرفتها فأخذ عز الدين يتابعها وهي تبتعد بينما نظر كامل إلي زوجته بنظرات استعطاف فهمته علي الفور و ظفرت بضيق و هتفت بصوت حاد
مش قبل ما مصطفي مهران يوافق
ثم رحلت عنهم هي الأخرة وهو لا يفقه شيئا مما يحدث حولة وكأنه أغرب ما يكون عن تلك الأسرة فهم لكي يسأل أبيه عن سبب حزن سلمي فتكلم كامل قبل أن يهتف بالسؤال
عرفة ضريبة السفر يا عز أنك تكون غريب في وسط عشك بس أنا هحكيلك لأن أنت اللي ممكن تتصرف وبدأ يقص عليه القصة من أول
ها قصة سلمي و أحمد التي وشمت بلعڼة الماضي
يهتف بأعلى صوت له منذ الصباح الباكر والجميع مشغول بالعمل لا يهتم أحد بأمره هو يريد المغادرة منذ الصباح لكي لا يتأخر علي
عملة بعد أن اطمئن علي طلبيته ولكن بفعل الأجواء في المزرعة هناك بعض العنزات اتخذت من السيارة التابعة له مسكن فالبعض يقف عليها والبعض متسطح تحتها وهو سيجن حتما حين لمحها تسير باتجاه الحقل وهي تعدل من وضع وشاحها الذي يلتف حول رأسها بصورة عمامة كالعادة فهتف صائحا پغضب
أنت يا حجه أنت يا حجه عاصي
كانت تستمع له جيدا وتعلم أنه يهتف لها فتعمدت أن تتجاهله بسبب تلك السخرية ولكنها بعد لحظات من الصيحات الغاضبة فنطرت له ببرود واتجهت إليه بخطوات متمهلة وتعمدت أن ترد له الصاع والسخرية
نعم في حاجه يا حاج ماجد في حاجة
نظر لها بغيظ شديد من يتكلم معه عاصي نظر لها بنظرات ساخرة و
تعالي خدي بهيمك دول بدل ما أموتهم ليك بالعربية
نظرت هي للعنزات وابتسمت بشدة لكي تزيد من ڠضبة و
دول بيرحبوا بيك يا ماجد ليه أنت مش بتفهم في الزوق كده ده بدل ما تخدهم بال وترحب بهم
نظر ماجد لها پغضب وغيط ثم هتف
نزلي الژبالة دول من علي العربية يا عاصي أحسنلك
اغتاظت هي الأخر فهتفت