رواية فردوس الشياطين بقلم الكاتبة مريم غريب
علي الباب و تدخل ..
إقتربت الأخت منه هزته بلطف و هي تناديه
سفيان .. سفيان . يا سفيان إصحي
يتململ سفيان مغمغما بضيق
إيه يا وفاء في إيه علي الصبح
سبيني نايم شوية أنا ماكملتش ساعتين
وفاء بنبرة خفيضة أنا بس كنت جاية إطمن عليك . خلصت الموضوع بهدوء زي ما إتفقنا !
سفيان بصوت ناعس أيوه . كله تمام ماتقلقيش .. يلا بقي إخرجي
وفاء طيب يا حبيبي هاسيبك . بس هبلغك رسالة من المتر سامح الأول . بيقولك ميرا خرجت من المستشفى من ساعة
و هنا هب سفيان من فراشه ناسيا نعاسه تماما
خرجت و راحت علي فين مين إللي خرجها
وفاء أمها .. أمها إللي خرجتها و خدتها علي البيت هو لسا مكلم المحامي إللي وكلناه في أمريكا و هو بنفسه إللي بلغه بالخبر ده
دي نهارها أزرق . أنا هسافرلها و هطلع .. و كاد يمضي نحو خزانته
لتستوقفه أخته إستني يا سفيان . الأمور مش بتتاخد كده
سفيان بعصبية أومال بتتاخد إزآااي
إنتي عايزاني أستني لحد ما بنتي تضيع عشان أتحرك !!
مش كفاية سبتها مع أم مستهترة و سنة بحالهم
وفاء و هي تحاول تهدئته ماتقلقش يا حبيبي هانجبها
إهدا إنت بس هي هتروح فين يعني
أمها ماتقدرش تنقلها من مكانها في قضية شغالة و المحكمة كمان إسبوع و بعدين الشرطة هناك مش بتهزر .. إهدا بقي كله هيبقي تمام
زفر سفيان حانقا و قال بخشونة
أنا داخل أخد دوش بسرعة .. و أكمل و هو ينطلق صوب المرحاض الملحق بالغرفة
و خلي حد يجبلي القهوة بتاعتي هنا
تنهدت وفاء و تمتمت يائسة
مافيش فايدة . لا بيرتاح و لا بيهدا أبدا . نآاار قايدة و مابتنطفيش !
في قسم الشرطة ... داخل مكتب وكيل النيابة
تجلس يارا بجوار شكري العبيدي رئيسها في العمل تستمع بفتور إلي حواره الثقيل مثله مع الضابط
الضابط و هو يلقي بالكارت فوق مكتبه بحركة إستخفاف يا أستاذ شكري إنت مش محتاج كارت . يكفي مجيتك لحد هنا إنت شرفت القسم و الله
شكري بحبور الله يخليك يافندم متشكر
الضابط بس العيال دي لازم تتربى .. سبهملي يومين هنا و أنا هخلي سبيلهم و هراضي الأمين إللي إضرب بس بعد ما يتأدبوا شوية
يا باشا إحنا طمعانين في كرمك . دول مجرد شباب صغيرين و غلطوا ڠصب عنهم . إعتبرهم زي إخواتك و هما كويسين و ولاد ناس و الله
معلش عشان خاطري أنا تخرجهم إنهاردة !
صمت الضابط لبرهة ثم قال بفم ممتعض
ماشي يا أستاذ شكري
عشان خاطرك إنت .. و الله ما بعملها مع حد عشان تبقي عارف بس
شكري بإمتنان متشكر يا
باشا . و إحنا كمان في الخدمة لو عوزت أي حاجة
الضابط يا سيدي ربنا يبعدنا عنكم . الصحافة بالذات إحنا في حالنا و إنتوا في حالكوا
شكري و هو يضحك برضو في الخدمة يا باشا
و خرج كلا من شكري و يارا بعد أن حصلا علي وعد من الضابط بإخلاء سبيل هشام .. في المساء سيعود إلي بيته
أنا مش عارفة أشكرك إزاي يا ريس .. قالتها يارا بلهجة فاترة
ليرد شكري بصرامة تامة
لأ يا أستاذة يارا إنتي عارفة ممكن تشكريني إزاي .. التحقيق ده مهم و لازم يتغطى خصوصا إن بقيت الجرايد ماكتبتش عنه لغاية دلوقتي كله خاېف يسافر بسبب الفوضى و الإنفلات الأمني إللي هناك دي فرصتنا
يارا پغضب ممزوج بالدهشة يعني حضرتك بتقول الناس خاېفة تسافر و فوضي و إنفلات أمني و ما شاء الله الجرنال مليان زملا رجالة ضاقت بيك أوي و عايز تبعتني أنا هناك !!
شكري بجدية إنتي بالذات لازم تسافري . إنتي مش مجرد صحافية شاطرة عندي لأ . إنتي كمان أحسن مصورة
في الجرنال . و يا ستي لو كنتي خاېفة من السفر لوحدك هبعت معاكي الأستاذ شمس محرر باب الحوادث و الۏفيات أهو يساعدك في كتاية التقرير هو راجل خبرة برضو
يارا و هي تحتدم غيظا هاخد معايا الأستاذ شمس الكفيف ده أنا كده إللي هشتغله داده طول الرحلة
إنت عايز توديني في داهية يافندم !
زفر شكري و قال بضيق
إسمعيني . مش عايز جدال . إللي عندي قولته
يا تسافري بكره تغطيلي التحقيقات يا تدوري علي جرنال تاني تشتغلي فيه
يارا بقي ده كلام يعني يا ريس
شكري هو ده الكلام بالنسبة لي . مهنة الصحافة لها ضريبة و الصحفي الناجح هو إللي بيكون مغامر و قلبه مېت حتي لو واحدة ست هتبقي ب راجل و حواليكي أمثلة كتير يا أستاذة يارا
نظرت يارا له و قالت بصوت جاف
ده أخر كلام عند حضرتك
زم شكري شفتاه و قال بصرامة
أيوه . و عايز ردك بكره الصبح عشان لو رفضتي ألحق أتصرف .. و أكمل بسخرية
و تلحقي إنتي كمان تشوفيلك جرنال خايب تشتغلي فيه علي كيفك و تفضلي صحفية درجة تالتة طول عمرك
عن أذنك يا أستاذة .. و رحل
ليزيد ڠضبها و غيظها إضطراما و هي تغمغم
صحفية درجة تالتة !!
طيب و الله لأوريك يا شارلوك هولمز إنت . هعرفك مين هي يارا الزهيري ...........
يتبع .
2
أسفار !
يخرج سفيان من الحمام مرتديا مئزره الأبيض ... ليجد فنجان القهوة الذي طلبه بإنتظاره علي الطاولة
يحتسيه كله علي ثلاثة جرعات ثم يتجه صوب خزانته الضخمة ..
عمد علي تنسيق بنطلون رمادي مع قميص أبيض يعزز تقاسيم بنيته الرياضية و أرتدي حذاء من نفس لون القميص ثم إنتقل لقسم الإكسسوارات و العطور
فإرتدي ساعة يد إبتلعت معصمه الأسمر العريض و إتخذ سلسلة فضية تدلت منها قلادة ثلاثية الأبعاد علي شكل مرساة السفينة
و أخيرا مشط شعره بخفة و رش عطره القاتم النفاذ بغزارة ثم أسرع إلي الأسفل ...
يقابل الخادمة في طريقه لتبلغه بوصول صديقه سامح حمدان المحامي خرج سفيان إلي الشرفة مسرعا فوجد صديقه يجلس هناك و يحتسي فنجانا من الشاي
تقدم نحوه و هو يهتف
سآامح ! بنتي خرجت من المستشفى إزاي
يرد سامح و هو يضع الفنجان علي الطاولة
صباح الخير يا سفيان
سفيان بقولك بنتي خرجت من المستشفى إزاي
سامح طيب إزيك الأول !
سفيان پغضب جرى إيه يا سامح
تنهد سامح و قال مبتسما
خلاص ماتتضايقش أوي كده .. بنتك خرجت من المستشفي مع أمها . الدكتور سمحلها بالخروج رجلها بقت كويسة و مافيش داعي تقعد أكتر من كده و هي كمان إللي طلبت تخرج
سفيان و أنا قرطاس لب هنا صح
أنا قولتلك أمها ماتشوفهاش لحد معاد المحكمة حصل و لا لأ
سامح حصل يا سيدي بس دي كانت رغبة بنتك هي قبلت تشوف أمها و إنت عارف الأمريكان عندهم Democracy و حقوق إنسان و ليلة بيضة و حضرتك عربي و مسلم هيسمعوا كلامك و لا كلام أمها الأمريكانية !!
سفيان بإنفعال أمها الأمريكانية دي مدمنة و كانت محپوسة من 4 شهور في المستشفى . أمها ماتقدرش تراعيها و لا تاخد بالها منها
سامح بثقة ماتقلقش عليها ماتقدرش تعملها حاجة إحنا عندنا عيون برا و لا نسيت
سفيان نهايته .. أنا عاوز أسافرلها إنهاردة شوف هتعمل إيه إحجزلي علي أول طيارة أو حتي شوفلي طيارة خاصة المهم أبقي عندها الليلة دي
سامح بإستنكار يعني إيه إللي بتقوله ده
ماينفعش تسافر اليومين دول شغلنا المهم و قضية عمك إللي إتقتل و إعلام وراثة و بلاوي زرقة عايز تسيب كل ده و تسافر
سفيان أه هسافر و إنهاردة إعمل إللي بقولك عليه من سكات
سامح يابني إنت ماينفعش إللي بتقوله
طيب قول لسا قضية عمك بيتحقق فيها و مش مهمة . لكن الصفقة إللي عقدناها مع الجماعة الألمان . دول مابيهزروش و إنت عارف ماينفعش نتأخر عليهم
سفيان بصرامة قلت هسافر يعني هسافر
يولعوا كلهم بجاز مايهمنيش و إنت عارف بردو .. ثم قام مكملا
أنا طالع أجهز شنطتي تكون جهزتلي رحلة علي هناك
و أعمل حسابك هتيجي معايا
و لم يعطيه سفيان فرصة للإعتراض فمضي مسرعا إلي الداخل و صعد لغرفته
إصطدم بأخته بالأعلي لتسأله
إيه يا سفيان ماشي متلهوج كده ليه
سفيان مستعجل . ورايا مشوار
وفاء بإستغراب مشوار تاني رايح فين المرة دي
سفيان بصوته القوي
رايح أجيب بنتي !
تذهب يارا برفقة هشام إبن خالتها إلي منزلهم بعد أن ضمنته في القسم ...
تقابلها الخالة بحفاوة شديدة و تحضتنها بقوة و هي تهدل
يا حبيبة قلبي . يا روحي يا غالية يا بنت الغالية
مش عارفة أعملك إيه يا ريري بس فرحتي بيكي ماتتوصفش ربنا يخليكي لينا يا رب
يارا بإبتسامة متكلفة
ماتقوليش كده يا خالتو أنا ماعملتش حاجة بالعكس ده واجب عليا .. ثم نظرت نحو هشام و أكملت
أهم حاجة بس الأستاذ ده يتعلم من غلطه و يمشي عدل بعد
كده
نظرت سعاد لأبنها و قالت بغيظ
ده الأستاذ ده له حساب تاني معايا .. و رحمة أبوك يا هشام ما هطول مني مليم و عربيتك إنساها هديها لأخوك كريم و المدرسة كمان مانتش رايحها
هشام نعم ! إيه إللي بتقوليه ده يا ست الكل
مافيش الكلام ده إنتي بتكلمي عيل صغير !!
سعاد أااه بكلم عيل صغير . لما تروح تمشي مع الصيع و تقلدهم في السڤالة و قلة الأدب ده هيبقي إسلوبي معاك
لحد ما تتعدل و أشوف ده بعيني
هشام بنظرات محتقنة
بقي كده يا ماما !
سعاد كده يا روح أمك و إن كان عجبك
هشام مآاااشي . بس إبقي إفتكريها .. و ذهب إلي غرفته
لتسمعه يارا يصفق الباب پعنف تهتز له الأبدان ..
خبطة في نفوخك إن شاء الله يا قليل الآدب .. قالتها سعاد بصوتها الجهوري
فضحكت يارا بخفة و قالت
طيب عن إذنك بقي يا خالتو . همشي عشان إتأخرت علي ماما
سعاد بلطف جم
لأ يا حبيبتي تمشي إيه إنتي هتتعشي معانا ده أحمد زمانه جاي من الشغل و هيفرح أووي لما يشوفك .. و غمزت لها
يارا بضيق معلش يا خالتو لازم أمشي
مرة تانية إن شاء الله
سعاد طيب إستني أنا كنت عايزة أسألك سؤال
ردك إيه يا حبيبتي علي الموضوع إللي أمك كلمتك فيه
نظرت يارا لخالتها و قالت بجدية
بصي يا خالتو
أولا أنا مش بفكر في الجواز الفترة دي نهائي . ثانيا أحمد زي أخويا إحنا إتربينا سوا