رواية "هوس من اول نظرة" (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم ياسمين عزيز
بينهما
و عادت بعلاقتهما إلى نقطة الصفر تنهد بضيق قبل أن يمد يده نحوها يدعوها
للإقتراب منه لتلبي أروى دعوته أوقفها أمامهبينما ظلت يديها حبيسة يديه هاتفا بصوت يملأه اللوم و التأنيب
بصي يا أروى انا طبعا من همنعك إنك
تقرئي روايات او تتكلمي مع صاحباتك
و تهزري معاهم زي إنت عاوزة أي حد
شخصية متعلقة بيه لوحده ميقولش
عليها او يشاركها غير مع اللي هو عاوزه
مثلا أنا مقدرش أتكلم معاكي في تفاصيل شغلي عشان دي أسرار خاصة بناس إنت
متعرفيهمش و كمان عارف و متأكد إنك
هتزهقي من أول جملتين إنت كمان
في حاجات كثير بتحبي تتكلمي فيها بس مع صاحباتك أو أختك
حلو و مز و تقعدي تعاكسي فيه من غير
ما تدي أي إعتبار لكرامتي او رجولتي
تفتكري أنا ساعتها هيكون موقفي إيه ماهو يا إما أعديها و أعمل نفسي مختش باليو أقول مش مشكلة دي بتتسلى و بكده أبقى بسمحلك إنك تتمادي و أي راجل هيعدي من قدامك في الشارع هتبصيله و الحكاية هتتطور
أما الحل الثاني بقى هو إني أقوم أقلعلك عينيكي الحلوين دول عشان تحرمي تعاكسي أي حد قدامي او حتى من ورايا مع صاحباتك و إنت إختاري الحل اللي يناسبك و متقوليليش
أنا بهزر و مش قصدي و وو إنت عارفة إن الكلام داه ميخشش دماغي أروى بصوت منخفض ما أنا فعلا مقصدش
كل داه فريد أمال تقصدي إيه و بعدين تعالي هنا هو انا مش مالي عينك و إلا إيه يعني الرجالة
عشان عينيهم الزرقاء و شعرهم الأصفر إبتسمت
مساء في فيلا سيف عزالدين تابعت سيلين فرحة صديقها الجديد ياسين
بمكتبه الجديد الذي نال إعجابه كثيرا خاصة جهاز الكمبيوتر الذي ساعدته في إستخدامه لأنه لم يكن يمتلك واحدا من قبل بقيا لساعة متأخرة من الليل يوضبان الكتب و الأدوات المدرسية الكثيرة التي إشترتها في رفوف المكتبة و ياسين لاينفك يعبر عن فرحته بمكتبه الجديد و وعده لها بأنه سوف يبذل قصارى جهده في الدراسة
تأخر ياسين برجاءطب خلينا نقعد شوية كمان عشان عاوز أخلص البيزل دي نظرت سيلين نحو تلك القصاصات الصغيرة التي لاتريد أن تنتهي فائلة بتذمربقالك ساعة و ساعة بتقلي كده و اللعبة المملة دي مش عاوزة تخلص ياسين و هو يضع إحدى القصاصات في مكانها الصحيح إسمها بقالي ساعتين مش ساعة و ساعة
كان على علم بردة فعلها ليجبها و هو يلملمالقصاصات ليعيدها للعلبة من جديد ثم يغلقها عشان بحب ال games اللي بتحتاج ذكاء و تركيز عشان نحلها زي ال دي مسلية اوي جربيها و هتغيري رايك اكيد سيلين بنفي تؤ مش بحبها من و انا صغيرة
كانت ماما تجيبهالي بس كنت برميها في ال Mülleimerياسين يعدم فهم قصدك في الزباله سيلين ايوا ٠٠٠صح و دلوقتي يلا خلينا نروح أنا تعبت و عاوزة أنام خرجا مها بعد أن أحكم ياسين إغلاق الباب ثم أصر على إيصال سيلين حتى باب الفيلابدعوى أنه هو رجل و هي في حمايته خاصة
ان الوقت كان متأخرا و المكتب كان في
مكان بعيد نسبيا عن مبنى الفيلا بالقرب
من الملحق الذي يسكنه ياسين مع عائلته
لكن سيلين رفضت و إتفقت معه على إقتسام المسافة قفلت عائدة و هي تفكر هل بإمكانها هيأيضا إكمال دراستها التي إنقطعت عنها وإن توفرت بعض الجامعات الدولية التي يمكنها إكمال دراستها فيها هل سيقبل سيف أن يدفع لها
تكاليف دراستها من الممكن أن تبحث عن عمل هنا و تكمل دراستها هذا ماكنت تفكر فيه سيلين قبل أن يستوقفها أحد الحراس الذي تفاجأت به يظهر أمامها كان مظهره مخيفا كباقي زملائه ضخم
جدا و يرتدي ملابس سوداء وقف أمامها
معترضا طريقها و هو يلتفت حوله بريبة
قبل أن يعطيها هاتفا و هو يقول لها
بصوت خاڤت آدم بيه عاوز يكلمك بصي هو متضايق جدا عشان سيف بيه حاول ېقتله شهقت سيلين پخوف و هي تتراجع إلى الوراء ليتقدم الحارس نحوها من جديد و هو يضيف آدم بيه مچنون و أنصحك تسايريه في أي حاجة يقول عليها تقولي اوكي و تمام و إتفقنا لغاية ما يخلص كلامه و بعدين
قولي لسيف بيه كل حاجة أنهى كلامه و هو يمسك بمعصمها ليضع
في يدها الهاتف رغما عنها و هو
يحثها
على ضرورة الإجابة عليه حتى لا يؤذي
زوجها حتى أضطرت هي للموافقة
على الحديث معه و قد عزمت بعدها
على إخبار سيف تلفت الحارس حوله ليتأكد من خلو المكان من زملائه و من كاميرات المراقبة و هويمد لها الهاتف ثانية لتأخذه هي بيدين مرتعشتين آدم حبيبة قلبي اللي مش مفارقة خيالي
و لا لحظة إزيك عاملة إيهدهشت سيلين من كلامه لكنها تذكرت
نصيحة الحارس بأن تسايره حتى لا يأذي
سيف لتجيبه بصوت مرتعش
ت تمام أنا آدم مټخافيش مني أنا عمري ما هأذيكي و عاوزك تطمني إني قريب جدا هخرجك من السچن اللي إنت فيه هانت يا حبيبتي كلها ساعات قليلة وكل حاجة هتنتهي سيلين و هي تشهق پخوف مش مش فاهمة آدم بنبرة مستمتعةهخلص من سيف نهائي و كل حاجة ملكه هتبقى ليا و إنت هحررك منه و تقدري ترجعي تعيشي في ألمانيا زي ما كنتي عاوزة هترجعي
حرة من ثاني أنا وعدتك قبل كده و قريب جداهاوفي بوعدي أنا عارف إنك مش بتحبيه و قبلتي تتجوزيه عشان عملية مامتك إنقبض قلبها و إرتعشت ركبتاها خوفا على سيف حتى لو لم تكن تحبه فهي تحب قربه و وجوده و إهتمامه بها و لاتتمنىله الاذى أبدا لترمي الهاتف على الحارس الذي تفاجأ بفعلتها ليتركها معصمها بحركة لا إرادية حتى يلتقط الهاتف إلتفت ليجدها تركض بعيدا باتجاه الفيلا ليضع الهاتف على أذنه و هو يقول زي ما توقعت يا آدم ببه هي راحت دلوقتي عشان تقول لسيف بيه على كل حاجة آدم بنبرة آمرة كويس جدا دلوقتي لازم تطلع بسرعة قبل ما يكشفوك الحارس أمرك يا آدم بيه و بالفعل بعد دقائق قليلة كان ذلك الحارس خارج أسوار الفيلا بينما كانت سيلين تبحث عن سيف الذي كان بدوره يبحث عنها و يلوم
نفسه على تركها خارجا حتى هذه الساعة
المتأخرة من الوقت فهو كان لديه عمل كثير في المكتب و ظن أنها قد نامت و لكنه عندما صعد لجناحهما لم يجدها حتى أخبره أحد الحرس انها مع ذلك الصغير ليخرج بحثا عنها إصطدمت به لتصرخ بملامح خائڤة تتراجع
إلى الوراء ظنا منها أنه ذلك الحارس لكنها حالما رفعت رأسها وجدته سيف أجهشت بالبكاء و هي تتمسك به ليحتضنها سيف بقلب منفطر و هو يراها بهذا المظهر محاولا تهدئتها و فهم ما يحصل معها لكنه لم يتبين سوى همهمات متقطعة و هي تشير بيدها إلى الوراء بعد دقائق قليلة كان جميع الحرس و معهم كلاوس منتشرين في كامل الحديقة يبحثون عن ذلك الحارس بعد أن إلتقطت كاميرا البوابةصورته حيث تبين أنه تقدم حديثا لوظيفةال
الفصل السادس و العشرون
أشرقت شمس يوم جديد على سكان فيلا سيف الذي كان لا يزال على هيأته منذ البارحة نائماعلى كنبة الصالون محتضنا سيلين التي غفت من شدة البكاء و التعب شعر بيدين ناعمتين ټضربان كتفه برفق ليفتح عينيه و يجد عمته هدى تنظر له بابتسامة و هي تقول صباح الخير يا حبيبي سيف بصوت خاڤت و هو يرفع رأسه ليجدسيلين نائمة بجانبة و تضع رأسها فوق صدرهصباح النور يا عمتوا كهدى أنا آسفة لو خضيتك بس إنتوا نايمين في الصالون و ميصحش الشغالين يشوفوكواهنا سيف بهمس و هو يرفع جسده للأعلى و معه سيلين التي لازالت نائمة لا تشعر بشيئ معاكي حق يا عمتو أنا هاخذ سيلين و نطلع
فوق إحنا إمبارح سهرنا لوقت متأخر و نمنا هنا من غير ما حسينا هدى بحنو طيب خذها فوق و كملوا نوم
و إلا عايزين تفطروا الأول سيف بنفي و هو يستقيم ليحمل سيلين لا فطار إيه يا عمتي خليه بعدين هدى حاضر يا حبيبي براحتك أومأ لها سيف و هو يسير نحو الدرج متجهالجناحه وضع سيلين على السرير و غطاهاجيدا ثم دلف الحمام ليستحم و يغير ملابسه خرج إلى الشرفة لېدخن إحدى سجائره و هو
ينظر بعيدا نحو سور الفيلا بغموض
بعد دقائق دلف من جديد نحو غرفة الملابس ثم فتح إحدى أبواب الخزانات و إنحنى ليدخلها ثم ابعد الملابس التي بداخلها ليتحسس
الجدار ثم ضعط ضغطة خفيفة في مكان ما لتخرج أمامه لوحة صغيرة تحتوي على عدة أزرارمسح بكفه فوقها عدة مرات قبل أن يعيد إخفاءها من جديد ثم يخرج من الخزانة بهدوء عاد نحو سيلين من جديد ليجدها مازلت نائمة
كما تركها تنهد بضيق لعلمه أن الايام القادمة لن تكون سهلة عليهم فظهور هذا الحارس و إختفاءه بطريقة غامضة ماهو إلا رسالة خفية من عدوه يخبره فيها أنه يستطيع دخول مملكته في أي وقت يريده و فعل أي شي يرغب فيه بسهولة
رغم ذلك العدد الهائل من الحراس الذين كانوا يطوقون الفيلا مرر أنامله على شعرها الذي بدأ لونه الطبيعي في الظهور من جديد و هو يفكر كيف لهذه
الصغيرة إبنة التسعة عشر عاما أن تقلب
حياته رأسا على عقب هكذا تذكر حياته السابقةكيف كانت روتينية و مملة قبل ظهورها بينما أصبح الان يعد الوقت بالساعات و الدقائق حتى تكون إلى جانبه إستقام من مكانه ليأخذ هاتفه ثم يغادر بعد أن أحكم إغلاق باب الجناح ثم خرج إلى الحديقة حيث وجد كلاوس الذي كان يتحدث عبر الهاتف
الخلوي مع أحد ما أنهى كلاوس المكالمة عندما رأى سيف يتجه نحوه ليسير هو أيضا إليه سيف إيه الأخبار كلاوس و قد بدأ على وجهه التعب و الإرهاق مفيش جديد الكلب طلع من الفيلا و كان في عربية مستنياه برا و طبعا