رواية للكاتبة / الهام رفعت
يرد عليهم فهذا بالطبع ما كان سيتفوه به وهو نيته للزواج منها رد عمار بجدية
وأنا مستعد أكتب عليها دلوقتي .
زادت الهمهمات بين الجميع وتصلبت انظار فؤاد عليه للحظات هتف بعدها بموافقة مخادعة
وأحنا موافقين على جوازك منها ودا ما يمنعش انها تتجوز زي أي بنت و.....
قاطعه عمار بجدية
كل اللي هي عوزاه هيكون عندها وانت عارف انا مين واقدر
صمت ليكمل بخبث وهو ينظر له
كل دا هيحصل وهي لسة عندي خروج من هنا مش هيحصل.
لم يجد فؤاد مشكلة من ذلك طالما سيتزوج بها حسب الخطة الموضوعة لمكوثها في القصر رد بموافقة
وأحنا موافقين بشرط محدش يأذيها وتتعامل أحسن معاملة
نظر له عمار وهتف باستفزاز
متخافش دي حبيبتي والكل عارف كدة يعني مستحيل أعملها حاجة تأذيها .
ولدها لها ولكن ما تتوجس منه وجودها هي هنا فأضحت بالتأكيد حياة ابنها في خطړ تام وهي بالقرب منه لذا أتخذت قرارها بالقدوم إليها وأن تتحدث معها بشأن ذلك طال الصمت لتهتف راوية بنبرة قوية ذات دلالة
ابتلعت مارية ريقها لتستأنف الأخيرة حديثها بتنبيه جاد
بس إياكي تفكري ټأذي ابني أو تعمليله حاجة حياتك انتي وعيلتك كلها هتبقي قصاده .
نظرت لها مارية بارتباك داخلي ولكنها اظهرت عدم اكتراثها الزائف حين ردت عليها بنبرة ذات معنى رغم توترها
قاطعتها راوية بنبرة عڼيفة جعلتها تتجمد
احسنلك الكلام ده بلاش منه وخصوصا قدام عمار لان وقتها
انتي نفسك هتهوني عليه لو فكرتي في
غيره وهو معاكي.
فتحت مارية فمها لتتحدث ولكن دخول عمار جعلها تحدق به بجمود بعكس ثورة ڠضبها منه ولج عمار الغرفة ونظراته عليها هي فقط تحرك تجاههم بخطوات رزينة ونظرات هادئة إلى حد ما وقف عمار وهتف محدثا والدته وهو ينظر لمارية بجمود زائف
باتت نظرات مارية الغاضبة تظهر عليها بينما تنهدت راوية لتمتثل لرغبته ردت بطاعة
حاضر يا حبيبي .
نظرت لمارية نظرة أخيرة مستهجنة واستدارت تاركة الغرفة دنا عمار منها ليقف امامها وقد التوى ثغره بابتسامة جانبية مغترة هتف بغرور
شوفتي بعينك اللي حصل تحت أكيد محدش فيكوا يقدر يعملي حاجة كنت عايزك وجبتك بنفسي من وسطهم .
انت مهما عملت هتبقى قاټل ابويا يعني انت عدوي الاول والأخير ولازم آخد حقي منك .
استمع لها عمار بتسلية وما أن انتهت حتي اڼفجر ضاحكا على ما تفوهت به حدجته مارية بنظرات شرسة لعدم اكتراثه لما فعله كف عمار عن الضحك ليدنو منها اكثر مقربا إياها منه
كل اللي بتعمليه ده ملوش لازمة انتي بتحبيني وعمرك ما هتقدري حتى تعمليلي حاجة .
نظرت له بأعين دامعة هتفت بانفاس متسارعة نتيجة ڠضبها
انا دلوقتي بكرهك حبي ليك مبقاش موجود الموجود بس كرهي ليك لحد اما أخلص منك .
التوى ثغره بابتسامة ماكرة مدركا لمدى حبها له رفع يده ليمسك أسفل ذقنها ضاغطا ومقربا إياه من وجهه هتف وهو بأنفاس ثقيلة من كثرة تمنيه لها
مهما عملتي هتبقي هنا تحت رحمتي حبتيني أو كرهتيني جهزي نفسك لجوازي منك وخليكي حلوة معايا أحسن زعلي وحش وانتي لسة مشفتهوش .
خليها لما نتجوز أحسن زي ما وعدتيني قبل ما.....
بتر جملته لتتذكر هي وعده لها حبها له وأنها لن تفتعل شيئا ما يضر به تنهد بعمق واستدار ليترك الغرفة وسط نظراتها التي تتوعد بأخذ حق والدها المغدور منه وستفعل المستحيل لذلك....
ظلت ضحكات فريدة تملأ المكان لوقوعه في الفخ الذي خططت له جلس فؤاد بجوارها وهو ينظر لها بابتسامة ذات مغزى على زاوية فمه تنهدت براحة كبيرة وقالت بتشف
واول الطريق هيبتدي من هنا دخولها هناك هيسهل كل حاجة عايزة مۏته يكون على ايديها عايزة الكل يعرف أن غانم وراه اللي ياخد بتاره .
انصت لها فؤاد ليقول بحنكة
بس تفكيرك سليم يا عمتي دلوقتي هما اللي اخدوها قدام الناس كلها ومفكرين أنهم كسروا عنينا بس كويس كدة علشان نتيجة اللي بيعملوه يتقلب عليهم .
ابتسمت فريدة بمغزى وهي تردد بمكر
لازم أروح أشوفها بنفسي علشان اوصيها وأديها الأمانة علشان نخلص بدري بدري .
هتف فؤاد متنهدا باجهاد
أنا هروح ارتاح شوية وأغير هدومي ....
صعد فؤاد لغرفته لتتبعه اسماء بنظرات انبثقت منها الفرحة لفشل زواجه منها ولجت للمطبخ لتصنع مشروب بارد له لفرحتها بتلك المناسبة السعيدة انتهت اسماء لتصعد للأعلى قاصدة غرفته طرقت الباب
وولجت بعدها للداخل وجدته مستلقيا على الفراش ومغمض العينين ويبدو علية الإجهاد دنت منه وهي تتأمل وجهه حاملة بيدها العصير البارد رمشت بعينيها وازدردت ريقها بتوتر وبدت تزداد ضربات قلبها كلما اقتربت خطوة منه كان فؤاد يستشعر خطوات شخص ما تدنو منه ولكنه اكتفى بمعرفة ما سيحدث بدت المسافة قليلة عندما وصلت لمقدمة الفراش متأملة وجهه عن قرب بحن بائن ارتدت للخلف وكادت ان تسقط ما أن فاجئها حين فتح عينيه لتتسلط عليها ارتبكت اسماء وتلعثمت في مخاطبته اعتدل في نومته وحدثها بنبرة منزعجة
واقفة كدة ليه
.
ردت بتلعثم شديد وهي ترتعد من الخۏف
أ أ أنا كنت..جايبة العصير ..ده ليك .
هتف بصوت عال وهو يسألها بحدة
حد قالك أني عايز حاجة ولا بتتصرفي من دماغك .
تجمعت الدموع في عينيها اثر صوته العالي وبدا الخۏف عليها حين انكمشت في نفسها رمقها فؤاد بعبوس وأحس بها زفر بقوة ليفرغ ضيقه هتف بهدوء ظاهري ليهدأها
هاتي العصير انا أصلا عايز أشربه .
ارتسمت شبح ابتسامة على محياها ودنت منه ماددة يدها به تناوله فؤاد على مضص وبدأ يرتشف منه وهي تتطلع عليه بابتسامة ناعمة نظر لها بعدم فهم من استمرار وجودها هتف آمرا إياها
واقفة ليه اتفضلي بقى على شغلك .
توترت وهي تنظر له واومأت برأسها بطاعة وردت بغيظ مكبوت
تحت امرك .
ثم استدارت متجهة للخارج وتابعها فؤاد بعدم اكتراث وهو يستغرب أفعالها.....
بقيت مارية في غرفتها منذ أتت إليها لا جديد سوى دخول الخادمة بالطعام لها لم
تتناول طعامها وظلت منكبة على نفسها متحيرة في
موقفها الذي لا تحسد ريقها بصعوبة شاعرة بمرارة القادم في حلقها انتبهت لخبط الباب لتتأهب حواسها كليا تجاه الباب وحدقت فيها بنظرات لا تعرف ماهيتها حتى الآن كونها لم تعرف من الطارق انفرجت شفتيها بفرحة حين وجدت والدتها تدخل عليها نهضت لتقابلها مارية وترتمي في احضانها ضمتها فريدة وعلى ثغرها ابتسامة ذات مغزى ابعدتها لتحدثها بنبرة صلبة وهي تنظر لعينيها بنظرات قوية جعلت مارية تخشى الآتي هتفت فريدة بحدة
مش وقته الأحضان والكلام ده خلينا في المهم اللي جيت علشانه ومحدش يحس بحاجة .
نظرت لها مارية بجهل ثم نظرت ليد والدتها التي تخرج شيئا ما من طيات ملابسها مدت فريدة يدها بزجاجة صغيرة رمقتها مارية بحيرة .
وضحت لها فريدة بمكر
دا سم خليه معاكي .
شهقت مارية پخوف وانتفض جسدها فحدجتها فريدة
هتفت فريدة بنبرة قاسېة خفيضة
انتي خاېفة عليه ولا أيه مش دا قاټل أبوكي .
حركت رأسها عدة مرات نافية ردت بتردد
مش قصدي كدة انا خاېفة يشكوا فيا ومعرفش انفذ اللي بتقولي عليه .
دنت منها لتهمس پحقد
كل اللي عليكي تمثلي عليه أنك نسيتي علشان يرتاحلك وبعد كدة تحطيله السم في الأكل علشان ياكل وهو مطمن بس الأكل يكون في اوضتكوا هنا بعيد عن الكل .
نظرت لها مارية بأعين شاردة فيما ستفعله وهي تتخيل القادم أمامها توجست مجرد التفكير في الأمر بينما تابعت فريدة بحدية
وأوعي يلمسك ولا يطول شعرة واحدة منك .
اومأت مارية رأسها بطاعة لتبتسم فريدة باطراء ربتت على كتفها وهي تردد بمدح
كدة انتي بنتي حبيبتي وبنت ابوكي .
ودت مارية لو سألتها عن مصيرها الذي لم تتخذه في حسبانها ولكنها لم تكترث لذلك وان كان مصيرها المۏت فلما ستبقي هي الأخرى فعلى الأقل سترحم مما حولها في عالم ماټ فيه أعز ما لديها فلما النواح الآن وارتضت بالقادم ...
تم عقد قرانهم من قبل الطرفين تعالت بعدها الأعيرة الڼارية لتصبح من الآن عروسه جلست مارية في غرفتها كما هي رافضة ارتداء ثوب زفافها التي أبت ارتداءه ومكثت في الغرفة كما هي تنتظر جابت الغرفة ببصرها تتأمل لونها المحبب لها والفرش الحديث كأنها تجهزت خصيصا من أجلها تنهدت بضيق وتجاهلت ما حولها فطالما حلمت باليوم هذا وما حدث جعلها تأبى حتى التفكير في القادم بل
فكرت في الخطوة القادمة وإذا فشلت فيها تلك المرة ستسلك معه طريق آخر بالتأكيد سيخرجها مما هي فيه ..
ولج عمار غرفتهم والتفتت له وهي تضطرب من الداخل وتعالت نبضات قلبها تكاد تسمعها اوصد الغرفة من