رواية جود ووجد (كاملة جميع الفصول) بقلم الكاتبة المجهولة
وجد... وجدها نائمة.. بعمق لا تشعر بأي شئ... مازالت مرتدية الاسدال
انا هعرف اعالجك وارجعك وجد القديمة.. الي تصرفاتها زي جودي
يقف بالسيارة خارج منزلها
هتمشي
لازم
احلى ليلة في عمري اضيتها معاك يا اسر
وانتي احلى حاجة في حياتي بحبك
يلا انزلي بسرعة
ترجلت من السيارة قلبها فرحا.. وهو في غاية السعادة
اه
قالتها عندما فتحت عينيها محاولة تحريك ذراعها
ما ان.. رأته حتى تذكرت كل شئ حدث
ثم سرعان ما ادمعت عيناها
هدر فيها پغضب
عارفة لو عيطتي
لأول مرة تراه غاضبا عليها هي
وضعت يدها السليمة على فمها تكتم شهقاتها.. ودموعها زرفتها بالفعل
ق.. اخذ ېصرخ فيها
ليه.. ه ليه.. ليه ضعيفة كده. ه.. ليه عملتي الي حصل امبارح... ه ليه مابتسمعيش كلامي.. عاجبك كده.. عاجبك دراعك الي اتكسر لما شديتك منه.. عاجبك وجعك.. ولا استسلامك.. فوقي بقى
ازدادت شهقاتها
بطلي زفت وانطقي
صوته العالي.. وغضبه.. وعيناه الحمراء بشدة..
انتفضت وكتمت شهقاتها
انطقي.. قالت ايه
ق.. قالت
ايوه قالت ايه
قالت..
قصت عليه ما قالته بكلمات يتخللها البكاء.. لا تستطيع السيطرة على شهقاتها ابدا
يعني مش واثقة فيا..
هي.. هي
يعني حابة تكوني كده ضعيفة.. واي حد يقولك حاجة تروحي ټموتي نفسك.. وكمان مش واثقة
فيا
لا.. لا واثقة.. والله واثقة
امال عملتي كده ليه
حرام.. ماحدش حاسس الي فيا.. حرام عليكوا كلكوا.. حرام.. والله حرام... حرام
ازداد بكائها.. واقتربت من الاڼهيار
لم يجد حلا اخر يمتص فيه اڼهيارها.. وينفث فيه عن غضبه
اما هو عندما تلمست
تكلم هامسا
ليه.. ليه اتماديتي..
لما بتقرب.. بتنسيني كل حاجة وحشة.. ومش بفتكر اي حاجة.. ولا بفكر في حاجة.. غير اللحظة دي وبس
ناظرا في عمق عينيها... قالا بثبات
انا قررت قرار
ايه
هنتجوز بجد اول يوم تفكي فيه الجبس
لعاشر
انقضى شهران... يعاملها كابنته في تدليلها... لكن هناك بعد الاوقات التي يقترب منها كزوجته...
ذهب لوالدته... ومنذ زيارته لها.. لم تجرؤ عى الاقتراب منها
اما تلك الجنية جودي... فهي مستمتعة بقرب وحنان وجد.. لكنها تتذمر كثيرا... فذراع وجد المكسور يمنعها من فعل العديد من الاشياء لها
روحي
تعالى خدني
اعتدل بعد ان كان يحدثها وهو مستلقيا على فراشة
فالساعة الثالثة فجرا
اخدك فين
ردت بتلقائية.. وكأنه شئ عادي
هنام انهردا في
انتي مچنونة يا دوللي
اه وانت عارف كده كويس
حبيبتي ماينفعش.. باباكي هنا... وماينفعش تباتي هنا معايا.. انا بشړ برضه
اهدي كده.. مش هينفع
لقد سقطت دمعاتها.. وتحشرج صوتها بالبكاء
خلاص براحتك.. دايما كل حاجة بعوزها مش بلاقيها.. ماجتش عليك انت.. سلام
دوللي....
لكنها اغلقت السكة.. وكذلك اغلقت هاتفها...
حاول مرارا وتكرار... ولكن لافائدة... ايتصل بوالدها.. لكنه بالتأكيد نائم...
ماذا يفعل.. لماذا بكت تلك المچنونة...
اخذ يفكر ماذا يفعل لكن لا فائدة..ولا يستطيع الذهاب لها مهما كان
هي تجلس علي اوض الشرفة... في هذا الجو البارد.. ...
تنظر للفراغ ودمعاتها تسيل فقط...
مامي.. هتلوحي عند الدكتول
ايوة يا حبيبتي
يعني خلاص هتسلحيلي سعري
ربتت على شعرها
ايوة خلاص هسرح لك شعرك
يلا يا وجد.. ميعاد الدكتور
اومأت له ذاهبة معه
اثناء عودتهما.. في السيارة بعد ان ازالت تلك الجبيرة عن يدها..... فقط تنظر للخارج
جذبها اليه.. ممسكا يدها بحنية
مالك
ماليش
مش على بعضك ليه
يعن... بعني.. انت.. انت انهردا.. والقرار
ايوة يا وجد استعدي انهردا..
نظرت له بأعين خائڤة
تؤ... ماتخافيش مني ابدا.. انتي قبل كل ده... وجد بنتي.. ولا ايه
لم ترد عليه... وانما تغلق عينيها بشدة...
مسد على ظهرها بحنية....
وهو ينظر امامه... يتمنى ان تشفى.. ويمر كل شئ بسلام
دخل الشركة في الصباح.. ذهب الي مكتبها فهي حتى الان لم تفتح هاتفها بعد
ديالا جوا
ايوة يا فندم
دخل الى مكتبها دون طرق الباب حتى
وجدها تجلس خلف مكتبها... ترتدي تلك البدلة السوداء الانيقة... وترتدي تلك النظارة السوداء الكبيرة التي حجبت عينيها عنه
نظرت له فقط.. لم تقم.. او تجري اليه... ككل مرة... ولكنها ظلت مكانها
اقترب هو منها... حتي اصبح بجانبها
مد يده ليزيل تلك النظارة.. لكنها تراجعت للخلف
اصبحت يده معلقة.. انزلها
في ايه
ردت عليه بكل جمود
مافيش.
يعني ايه مافيش... من امبارح وتليفونك مقفول.. رمش عارف اوصلك بعد ما قفلتي السكة في وشي.. ودلوقتي.. ممكن افهم.. ولا هو جنان وخلاص
اظن ان دا مكان شغل... والحاجات الشخصية مش هنا
ضحك باستخفاف
مكان شغل.... امال الي بيحصل كل يوم في مكان الشغل.. دا كان ايه.. جنون
تقدر تقول عليه كده.. لو سمحت ممكن تسيبني اكمل شغلي
اقترب مستغربا نبرتها الجامدة..
اوقفعا امامه.. ثم نزع تلك النظارات.. يريد ان يرى عينيها.. هل نظرتهما جامدة.. كحديثها ام ماذا
ما ان ازال نظارتها..
حتى قبت مكانه
عينيها تلك التي كانت تشع حبا.. وكانت بلون البحر.. الذي يجاري شقارها.. ماذا حدث لهما
اصبحت حمراء بشده... عيناها منتفخة.. كأنها كانت تبكي لاسابيع بدون توقف...
ملامحها خالية من اي مكياج علي غير العادة... ذلك الارهاق الذي على عينيها... ماذا حدث لكل هذا... فالبتعقل.. فما حدث بينهم امس بالتأكيد لا يوصلها لتلك المرحلة...
سحبت نظارتها من بين يديه.... ثم ارتدتها.. جالسة...
ممكن تسيبني وحدي
جثى امامها وامسك يديها
لا مش هسيبك.. ايه الي حصل.. خلاكي كده.. عيونك مالهم..
مالهومش ممكن تمشي
قالتها بصوت متحشرج مماثل لما سمعه امس
اكيد كلامنا مش هو السبب صح
ردت بجمود مره اخرى
متفيش سبب.. انا السبب وبس.. ممكن تسيبني
اخذ ينظر لها.. لا يعرف ماذا يقول... مابها.. اين چنونها.. اين ذهب.. عاشا شهرين من الخيال... ماذا حدث لكل هذا..
حاضر هسيبك دلوقتي.. بس هنمشي مع بعض ماشي يا
حبيبتي
لم ترد
خرج زافرا بتعب.. لا يعرف ماذا حدث
قضى في مكتبه نصف ساعة.. نصف ساعة فقط لم يتحمل.. اخذ يفكر فيها.. كيف تركها...
اسرع الي مكتبها لمنه لم يجدها
فين ديالا
مشيت يا فندم
مشيت.... امتى
بعد ماحضرتك خرجت على طول
ما بها هذه المچنونة.. ترك الشركة.. متوجها الي منزلها.. بعد ان اتصل مرارا رتكرارا ولمت هاتفها مغلق
الله يا مامي.... ايدك كده احلى
طب تعالي اسرحلك
ههه.. بابي مامي خلاص هتسرحني
ههههه اسمها تسرحلي.. مش تسرحني
تابعت ضحكاته مع ابنته.. فكم كان ودودا... كان اب لها قبل زوج.. الفترة السابقة التي قضتها معه كلها.. عاملها كابنه... معه فقط تشعر بامام والديها... لكنها تفكر ماذا سيحدث هذه الليلة
طرق باب منزلها.. فتح له والدها
ازيك يا عمي
الحمدلله.. تعالى ادخل
استغرب هذه المعاملة الجافة.. فلطالما كان والدها ودودا معه
جلس امامه علي احدي الطاولات في الجنينة
في ايه يا عمي
انا الي المفروض اسألك
مافيش حاجة
متأكد
اكيد
اسر... مسألتش نفسك انا ليه سايب ديالا وحدها طول الفترة دي تشتغل هنا وانا في مصر.. وجيت دلوقتي.. اشمعنا دلوقتي
اكيد وحشتك يا عمي
اكيد وحشتني.. ومش بس كده
قطب حاجبيه.. لا يعرف السبب
تقدر تقولي ليه وافقت علي كتب كتابكوا بسرعة
علشان بنحب بعض..
علشان شفت في عيون بنتي نظرة كنت بشوفها زمان لامها
مش فاهم
ديالا اكتر حد حبته في حياتها كانت مامتها... بس للاسف كانت دايما مشغولة.. ماكنتش بتفهما.. دايما بعيدة.. النوادي.. والحفلات كانوا حياتها.....انفصلنا انا وهي.. ومن شدة حب بنتي ليها.. ماقدرتش اخدها بعيد عنها... عاشت معاها سنة بحالها... كل ما اسألها عاملة ايه مع ماما.. تكدب وتخترع مواقف حلوة كتير وتقولهالي... علشان ما ابعدهاش عنها... بس مامتها كانت في حفلة ما.. وهي راجعة عملت حاډثة وماټت
لما اخدت ديالا.. الشغالين قالولي.. ان والدتها كانت علي طول بره... ديالا كانت بتفضل تتصل بيها علشان تاخدها معاها.. ماكنتش بتوافق.. اوحتي ترجعلها.. كانت بتستناعا كل يوم في السنة دي في البكونة.. صيف شتا....... ولما ماټت.. نظرتها ماټت معاها.. كل يوم الصبح عينيها مېتة وارمة من العياط طول الليل.. علي امها.. والصبح اسألها.. تقولي مافيش حاجة عيوني بس تعبانين...
ولما جت لي مصر.. وشفت عينيها رجعت تاني فيها نفس النظرة.. فرحت وقولت ايا كان السبب... هقربه ليها..
بس.. ديالا عمرها ماحكتلي حاجة عن مامتها
ولا هتحكي
تحولت نبرته الي نبره حازمة
لنتي انهردا الصبح كانت في نفس الحالة.. عملت لها ايه يا اسر... انا جيت من مصر علشان ابقي جنبها.. بس علشان امبارح كان ذكرى ۏفاة مامتها... بس هي كانت كويسة.. وقالت لي هتكلمك... تاني يوم الاقيها كده.. ايه الي حصل
تنهد بحزن.. فهي كانت في اشد حاجته.. لكنه بغبائه.. ابتعد
مافيش حاجة يا عمي.. كل الي اقدر اقولهولك... ديالا في عيني.. ممكن اطلع لها لو سمحت
اطلع يا اسر..
ما ان صعد وطرق باب غرفتها عدة مرات لكن لا استجابة
فتحه برفق
وجدها متمددة علي الفراش.. تنظر لسقف الغرفة بشرود
توجه اليهاوجلس بجانبها علي الفراش
دوللي
همس بخفوت
لم يجد منها رد
.. فنظرت له.. مع سقوط دموعها من جانب عينها علي انفها.. واختفت بجانب عينها الاخرى
اتا اسف
همس لها وهو يزيل تلك الدموع
لم ترد عليه فقط تنظر له
خلع خذاءه.. وتمدد جانبها
انا اسف علي امبارح.. بس خلاص.. مش هعمل اعتبار لحد طالما دا هيبقى منظرك...ماله الجنون..
... نامي.. نامي في .. مش دا الي كنتي عيزاه امبارح.. نامي يا قلب اسر
شعر بدموعها تبلله
همس بصوت حزين
ليه الدموع.. ليه بس.. انا اه وعمري ما هبعد ابدا... انا ملك ايديكي... وهنتجوز بسرعة.. هعملك احلى فرح... وهتبقي معايا.. كل ثانية.. مش هبعدك عني ابدا
اغلقت عينيها لتنام.. فهي لم تنم من الامس
كان والدها يقف خلف بابها..استمع لحديثه معها.. ورآها متشبثة به
ابتسم وتركهم هابطا للا سفل
شعر بانتظام انفسها
اغمض عينيه لينام مثلها.. فهذا الجنون خلفه حزن عميق.. فهو عاش مثله.. لكن جود مان دائما موجود.. ووالدته.. في بعض الاحيان كانت متواجده كذلك...
اقسم انه سيعيش معها كل يوم جنون مختلف... لن يدع الحزن او ابخلافات تطرق بابهم
حل المساء... تجلس علي الفراش تنتظره بتوتر..... دخل بهيبته عليها...
لم ترفع رأسها حتي.. ظلت تفرك في يديها بتوتر شديد..
جلس بجانبها... امسك يديها يوقف فركهم..
تعالي معايا يلا
رفعت عينيها تنظر اليه
فين
ابتسم لها بحنو
تعالي يلا البسي هدومك.. ويلا
بس.. ال الهدوم.. و
يلا بس انا عامل حساب
كل حاجة
أومأت.. ثم توجهت لغرفة الملابس....
تابعتها انظاره حتى اختفت..
تأملها بذلك القميص الوردي وعليه روبه الابيض.. كتلة من الخيال والانوثة
ركبت بجانبه السيارة.. لاول مرة تراه هو من يقود السيارة... لاول مرة يكون بدون حرس
لم تتحدث.. بعد ساعة وجدت.. وجدت نفسها أمام بيت الجبل
ترجل من السيارة... ثم.. ساعدها على الهبوط...
ادخلي الاوضة دي.. هتلاقي صندوق البسي الي فيه وتعالي
دخلت... بدن حديث
نصف ساعة وخرجت.. مرتدية ذلك
لا .. كفاية.. مش هقدر اكتر.. ابعد
ثم تحول همسها لصړاخ
ابعد.. ابعد.. ابعد.... واصبحت تبعده بأيديها...
حاول تهدءتها
خلاص بعدت. خلاص.. اهدي
ازداد بكائها واڼهيارها.. ولم يعد لديه القدرة على تهدئتها... فتركها
وفتح درج الكومود.. مخرجا حقنه مجهزة اعطاها له طبيبها تحسبا لهذا
حاول جاهدا السيطرة عليها.. حتي اعطاها تلك الحقنة المهدئة.. حتي استكانت تماما.. تهذي بهمس ودموعها ټغرق وجهها
سقط جانبها بتعب... فحالتهم النفسية اجهدت بشدة
فحمد ربه انه سمع كلام الطبيب بالحرف وجاء بها بعيدا عن الكل... وجهز تلك الحقنة...
نصف ساعة ظل يتأملها...
ثم دخل الحمام اخذ حماما باردا.. وارتدى ملابسه... وخرج.. البسها ملابسها... قبل جبينها...
ثم حملها عائدا الي القصر..
نا ان وصل ختي