الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية نعيمي وجحيمها (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم بنت الجنوب

انت في الصفحة 37 من 68 صفحات

موقع أيام نيوز


في الحديث الذي أوصل تلك المسكينة اليتيمة لتلك الحالة البائسة ولم تستطيع الرد او النطق 
فهتف جميل بنبرة فخورية إطرائية كي يجبر خاطرها المكسور 
والله يا بنتي فريدة ما تقصدش دي بتحبك جدا بس هي راندا وريم مخليينها مش على بعضها وبتقول اي كلام وخلاص 
ثم تابع حديثه وهو ينظر الى زوجته بعيون لائمة موجها لها السؤال 

مش كدة ولا إيه يافريدة 
أحست بغضبه الشديد فأكدت كلامه بتوتر 
أه طبعا يابنتي معلش متزعليش مني 
أنا بعتبرك في منزلة ريم وراندا بالظبط .
ابتلعت مريم غصتها بمرارة وأردفت بإبانة 
لا ياطنط أنا ولا زي ريم ولا راندا بالنسبة لك أنا مريم بنت الملجأ واللي متصحش تبقي حرم الدكتور رحيم المالكي 
واسترسلت وهي تبكي بنحيب يدمي القلوب 
أنا والله العظيم عارفة حجمي وقدري كويس 
عارفة إني هعيش وھموت أتعاير إني منفعش أعيش عيشة سوية وأحب وأتحب زي أي بنت 
علت شهقاتها وضړبت علي صدرها وأكملت نحيبها
بس أعمل إيه ياطنط في قلبي إللي
حب اللي مش ليه 
وفي عيني إللي بصت على الأعلي منها ڠصب عنها 
وفي روحي إللي ارتبطت بروحه اجبارا عنها لما شافت رجولته وجدعنته
ڠصب عني حبيته وڠصب عني اتمنيته .
كان في تلك اللحظة يدلف إلي الداخل واستمع إلي الحوار من
بدايته وما إن رأي شهقاتها المتعالية التي أډمت قلبه 
واعترافها الذي جعل قلبه
يكاد يقفز من بين ضلوعه 
أسرع خطواته إليهم وتحدث مباشرة إياها وكأنها الوحيدة الموجودة في ذاك المكان 
ونظر بوله وعشق جارف وأشاد 
لا يا عمري متبكيش دموعك غاليين أووي يامريم 
قبل ماقلبك يعشقني كان
قلبي فاتح لك أبوابه وسبق قلبك 
قبل ماروحك تتعلق بروحي كنت هايم في ملكوتك وروحي سكنت بين إيديكي .
رفعت عيونها المغشية بالدموع وتحدثت بفقدان أمل 
مبقاش ينفع يارحيم اننا نكمل علاقة غلط بدأناها ولازم الفراق المحتوم .
وقف قبالاتها ودقات قلبه تدق پعنف شديد حينما استمع لكلمة الفراق 
ورب الكون كله ماهفارق ولا هبعد ولا هتخلي يامريم 
وعهد عليا وثقيه ضمن العهود إن مريم لرحيم ورحيم لمريم .
ثم نظر إلي أبيه ناطقا باستئذان
بعد إذنك يابابا حضرتك وماما طلبتوا مني كتير إني أرتبط وأنا خلاص لقيت نصي التاني إللي يكملني وإللي أنا محتاجه 
تنهد بثقل وتابع وهو ينظر
إليها بعشق 
أنا عايز أتجوز مريم ويزدني الشرف كمان إنها تبقي مراتي ولو مكانتش مريم مش هتكون
غيرها .
انتفضت فريدة وهتفت پغضب 
وأنا بالنسبة لك إيه ! هوا يارحيم مليش حق عليك ولا كلمة ولا ليا حق إني أختار معاك شريكة عمرك .
كاد أن يتحدث إلا أن جميل أشار إليه أن يصمت وأجابها بديلا عنه 
مين قال يافريدة كدة إنك هوا !
إنتي كلمتك هنا مسموعة ومعتبرة بس هو ليه كل الحق إنه يختار شريكة حياته إللي هتعيش معاه .
بائت علامات الڠضب تعلوا
وجهها وهتفت بحدة دون أن تراعي مشاعر تلك المسكينة
بس أنا بردو أمه ومن حقي لما يختار وأشوف اختياره مش مناسب أقف قدامه وأمنعه 
واسترسلت وهي تعطيهم ظهرها ناطقة بقسۏة
والجوازة دي مش مناسبة من جميع المقاييس .
أخذت مريم نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وحملت حقيبتها وقالت بشموخ 
عندك حق ياطنط موقفك كأم لاملامة عليه 
وأنا موقفي كضيف هنا حيطان البيت ده احتوتني وأوتني في أشد لحظات ضعفي إللي كنت ممكن أموت فيها أشكرك وأقول لك جميلك علي راسي من فوق 
أما عن موقفي كأنثي وبنت اتولدت في ظروف ملهاش ذنب فيها أقول لك إني شايفة نفسي
إلي حد ما ناضلت لأني أبقي سوية محترمة 
وأكملت وهي تشير إلي رحيم بامتنان
أينعم ربنا بعت لي فضله في دكتور رحيم وكان من ضمن أسباب نجاتي بس بردو حافظت وهحافظ وهعافر علي وجودي في الحياة وحقي إني أبقي أنا أبقي مريم .
أنهت كلماتها وكادت أن تغادر إلا أن جميل ورحيم اعترضوا طريقها مرددين 
رايحة فين يامريم لو سمحتي استني .
نظرت إليهم وردت بتأكيد
هرجع الملجأ إللي احتواني العمر كله بدون مانجرح .
شعر بروحها المنهكة وكلماتها التي غرزتها في صدره ونطق وهو يبتلع حلقه بصعوبه
مينفعش يامريم إنتي لسه في خطړ ومشكلتك متحلتش اهدي واقعدي المهندس نادر جاي بالليل علشان هيقولك لنا علي خطوات نعملها علشان نقدر نمسك دليل علي القڈرة دي .
أما جميل أكمل حديث ابنه بنصح
يابنتي ملكيش دعوه بفريدة وكلامها واقعدي استهدي بالله لأنك أكيد متراقبة من الزفتة دي .
وحاولوا معها مرارا وتكرارا إلي أن
هدأت ورددت 
تمام ياأنكل هقعد لأني مينفعش حضرتك تبقي متمسك لحمايتي كدة وأرفص النعمة 
بس هاكل وهشرب لوحدي في الملحق.
هتف رحيم باستعجال
منين يامريم وانتي المصاريف إللي بتقبضيها تبع الدار ممشياكي بالعافية.
أحست بنغزة في قلبها هو لم يقصد ماتفوه به لكنها شعرت بمدي ضئالتها أمامهم وأكدت بتصميم
هاكل عيش وملح يادكتور عن إذنكم .
تفوهت كلماتها وهرولت إلي الخارج بدموع تنهمر بغزارة وحړقة قلب 
أما رحيم نظر إلي والدته نظرة عتاب طويلة وصعد إلي غرفته حزينا ولأول مرة يشعر مرارة إحتمال الفقدان 
إنه حقا شعورا مريبا محطما للإنسان.
في أحد المطاعم يجلس مالك على طاولة العشاء وحوله مجموعة من اصحاب الأتيليهات المشهورة وحضرت معه جوليا كعشاء عمل
أثناء انشغال الجميع بالتحدث عن التعامل مع العصر في عالم الأزياء جاء من الخلف واحدا من صاحب اكبر المصانع التي تنافس مالك ملقيا التحيه على الجميع ثم وجه حديثه الى جوليا عارضا عليها بعد أن مد يده وصافحها
مصر منوره بوجودك يابرنسيس شفتك وانا قاعد مع اصحابي قلت لازم اجي اسلم عليكي من الواجب طبعا 
واسترسل وهو يمد
يده اليها
تسمحي لي بالرقصة دي واكون ممنون جدا .
ابتسمت جوليا وردت على سلامه بكل ذوق
بشكرك على ذوقك جدا يا مسيو هاشم 
فهي تعرفه جيدا ثم قامت من مكانها وهي تلبي دعوته وتمد يدها الى يديه قائله
طبعا حابة جدا .
بالرقص ومن طبيعة نشأتها ليس لديها اي مانع 
اما ذلك المالك يجلس يستشيط ڠضبا وغيرة من تلك الجوليا التي لأول
مره تختبر رجولته 
أحس بڼار تشتعل في جسده كلما نظر اليهما وحدث حاله پغضب 
ماذا بك ايها المالك انها طبيعة نشأتها والتي لابد ان
تعتاد عليها 
اهدأ ولا تبالي كي لا يصبح شأنكما أمام الجميع بيانا 
ولكن كيف أن أهدأ انها لثورة ڠضب عارمة اشتعلت في صدري وانا لن اتحمل 
كيف يطوقها ويقترب منها بهذا الشكل 
شعر بأنه على وشك فقدان عقله حمل مفاتحه وهاتفه وغادر المكان على الفور قبل ان تشتعل الغيرة ويصنع تصرفا لا يليق بمكانته ولا مكانتها 
خرج من المكان وهو يشعر بالاختناق الشديد لاحظت جوليا خروجه وعلى وجهه علامات الڠضب الشديد فاعتذرت من الماكث في ها وحملت حقيبتها واتبعته بسرعة
وجدته يقف أمام سيارته وعلامات الوجوم على وجهه
اشارت اليه ان ينتظرها قبل ان يغادر
اما هو عندما رأى قدومها ركب سيارته وتبعته هي وصعدت السيارة بجانبه وهي تنظر له مردفة بتعجب
ممكن اعرف ايه اللي حصل خلاك تخرج من غير ما تقول لي وتسيبني مع انك جاي معايا اظن ده تصرف مش لطيف منك خالص 
نظر لها بمقلتين تشتعل ڠضبا وردد
باستنكار
يعني عملتى اللي عملتيه وكمان جايه تجيبي الغلط عليا انا
رفعت حاجبها باندهاش 
هو انا عملت ايه لده كله علشان
غضبك الشديد ده اللي باين على وشك انا حقيقي مش فاهمه 
ضړب بمقود السيارة ونظر اليها ملقيا حديثه اللاذع 
فيها انك لما تكوني مخطوبة
لمالك الجوهري ما ينفعش تقومي ترقصي مع راجل غريب عنك ولا حتى لما يسلم عليكي تمدي له ايدك 
وتابع باستنكار
ده انا اللي هو خطيبك ما بسلمش عليكي بالإيد وبستحرمها على نفسي وفي الآخر تيجي انتي وتعمليها .
ما كانت تتوقع ولا يأتي بمخيلتها ان يكون تفكيره كهكذا ورددت باندهاش
والله انت عارف طبيعة شغلنا وعارف طبيعة تربيتي الغربية 
ثم إنك عارف اني متفتحة وأول مره احس منك بالطريقة دي وبالكلام ده !
حاول تهدئة حاله وتحدث شارحا اياها
شوفي يا جوليا هتكلم معاكي بكل صراحة طبيعتك المتفتحة ما تمشيش مع شخصيتي تماما انا شفت فيكي زوجة حنونة وطيبه وموضوع اللبس والانفتاح لما تبقي مراتي ومكتوبه على اسمي هيبقى موضوع تاني خالص 
واسترسل بإبانة
اما انك تسلمي على راجل او ترقصي معاه ده مرفوض بالنسبة لي رفض تام انا راجل بغير جدا على اللي مني وإنتي بقيتي مني .
على رغم ڠضبي الشديد وطريقته الفظه الا انها عشقت تحكمه كما تسمى واحست بالغيرة عليها وهذا النوع لم تجربه قبل ذاك 
وردت بطاعة وهي تنظر له بفخر 
عارف رغم ان طريقتك شديدة وجافة جدا معايا وانت بتطلب مني حاجات جديده عليا والمفروض تبقى اهدى
من كده لكن هرد عليك بحاجة واحدة بس حاضر يا قلبي سلام بالايد مش هسلم تاني ولا رقص مع حد واي حاجه تحس انها بتضايقك يسعدني جدا غيرتك عليا .
مجرد ان نطقت الموافقة بدون اي نقاش احس بالارتياح وتحدث شارحا
لازم تعرفي يا جوليا ان انا راجل شرقي جدا ولازم تحفظي طباعي علشان خاطر نقدر نكمل مع بعض لاني بجد مش عايز اخسرك .
ابتسمت بهيام وسألته عن قصد
بتحبني للدرجة دي يامالك 
لما استمع إلي استفسارها ورأي نظرة عينيها اللامعة بالحب أجابها وهو يبتلع غصته بتوتر
لو مش عايزك ايه إللي هيخليني أرتبط بيكي بس .
لم يعجبها رده وأعادت السؤال مرة أخري 
أنا سؤالي واضح بتحبني زي مانا بحبك كدة 
تلك المرة نظرة عينيها تختلف فيها إحساس بالضياع فأجابها 
طبعا ياجوليا 
مالك بس في ايه النهارده
لم ينطقها ولم يتفوه بحروفها مما أحزنها كثيرا وهتفت بشرود 
لأ
مفيش حاجه ممكن نروح لأني حاسة بالتعب والارهاق شوية .
أشار برأسه بموافقة وأردف بابتسامة هادئة
طبعا ياقمر يالا نمشي .
وقاد السيارة قاصدا الفندق الذي تمكث به وعقله يجوب بالتفكير
عن ماحدث اليوم والذي نما عن عدم ارتياحه .
في منزل باهر الجمال يجلس مثلث الشړ يتفوهون غيبة عن تلك الريم فتحدثت اعتماد بغل 
وبعدين يا زاهر هنعمل ايه في اللي تنشك اللي خرجت هي وولاد ابني اجبارا عني وخلت قلبي مولع وشايط وقاعده مش طايقه نفسي .
تحدثت هند بنبرة ساخطة وهي تلوي فمها 
طب ما تغور في 60 داهية يا ماما هي وجودها هنا في البيت اصلا ما ينفعش .
نظر اليها زاهر پغضب شديد واردف بتحذير
وانتي مالك انتي بتدخلي في الموضوع ده ليه دي حاجه ما
تخصكيش ما تتكلميش فيها نهائي .
اتكأت على جزعيها وأردفت بغل
شكلك زعلان كده يا ابو البنات على حبيبة القلب اللي سابت البيت ڠصب عنكم ما تجيبها على بلاطه وتقول انها حليت في عينيك يعني المفروض عندك بنات وتخاف عليهم من النظره الحړام .
قام من مكانه پغضب
وذهب إليها وهو يمسك
يداها ويلويها خلف ظهرها پغضب
انت بتقولي ايه يا بت انتي ده انتي هيتق طع لك لسانك النهاردة 
سحبت يدها من بين يديه پعنف ونطقت وهي تجز على اسنانها پحده
امال عايزني اقول ايه وانا شايفه جوزي عينيه بتلمع لما تيجي سيره مرات اخوه الله يرحمه ده انا اقول واقول واقول
 

36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 68 صفحات