السبت 16 نوفمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 33 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز

الحديث و قد لاحظت هي ذلك فابتسمت قبل أن تقول بنبرة هادئه
عامله إيه يا جنة 
الحمد لله كويسه 
و الجنين وضعه عامل إيه دلوقتي 
إمتدت جنة تحيط رحمها بيديها و قد رقت نبرتها و هي تقول
الحمد لله بخير 
فاجأتها أمينه حين قالت بنبرة ذات مغزى
باين عليكي بتحبيه . أومال ليه فكرتي تتخلصي منه !
إنقبض قلبها جزعا حتي آلمها حين سمعت كلمات
أمينه التي تابعت بهدوء
متستغربيش. أنا مفيش حاجه معرفهاش .
حاولت إبتلاع غصتها و قالت بصوت مبحوح
كانت لحظه شيطان و الحمد لله عدت علي خير 
رددت أمينه خلفها 
الحمد لله .. بصي يا جنة أنا أم و ربنا أختبرني في أعز حاجه عندي و أنا راضيه الحمد لله . أنتي متعرفيش حازم كان عندي إيه . دا كان أغلي واحد عندي . و كنا قريبين من بعض فوق ما تتخيلي 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
فهمت جنة ما ترمي إليه بحديثها فقالت بتوتر 
عايزة تقولي إيه يا حاجه 
أمينه بنبرة يشوبها المكر 
لا أنا عايزة أسمع منك أنتي . أحكيلي كدا عرفتي حازم إزاي و أتفقتوا عالجواز إزاي 
شعرت بسريان النيران بين أوردتها و لون الخزي ملامحها و صارت تبتلع جمرات حارقه ذكرتها بخطأها الوحيد الذي لم ترتكب سواه في حياتها و كان هو أكثر من كاف لتدميرها 
عادي هو كان زميلي في الجامعة شافني و شفته و عجبنا ببعض و بعد كدا الإعجاب دا أتحول لحب .و بعدين ..
خرج صوتها متحشرجا حين شرعت في الحديث و لكنها توقفت حين لم تجد ما يسعفها من كلمات لشرح حقيقه ما حدث فصمتت لتكمل أمينه بدلا عنها 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
و بعدين سندريلا كانت عايزة تهرب من حياة الفقر إلي هي عايشه فيها فقالت توقع إبن الأكابر و تتجوزه حتي لو عرفي عشان تحقق أحلامها و طموحاتها .. و لا مكنش في جواز أصلا يا جنه 
وقعت كلماتها كسوط أخذ يسقط فوق كرامتها حتي أدماها و مزق ما تبقي لها من كبرياء فصار الدمع يتقاذف من مقلتيها جراء ذلك العاړ الذي تلطخت به و لكن جاء سؤالها
الأخير حتي يجهز عليها فلم تستطع الصمود أكثر بل هبت من مكانها تقول بإنهيار 
لحد هنا و كفايه يا حاجه . أنا كنت متجوزة إبنك عرفي و الورق مع سالم بيه ..
لم تتأثر أمينه بمظهرها أو تعمدت ألا تتأثر فهي لم ترها سوي صائدة ثروات أوقعت أبنها في شباكها و تريد أن تأخذ ما تبقي منه و ترحل لتجعلهم يعانون من مرارة الفقد مرة آخري لذا قالت بتقريع
هو شئ لا يدعو للفخر طبعا يعني الجواز العرفي دا زي قلته. بس الحمد لله أنه حصل و إن ربنا عوضني بحاجه من ريحه ابني الله يرحمه و إلي عمري ما هتنازل عنها أبدا حتي لو إضطريت إني أضحي بكل شئ بملكه في حياتي .
كالعادة أصابت كلماتها صميم الۏجع و لكنها تجاهلت عڈابها و قالت بإستفهام 
تقصدي إيه 
أعتدلت أمينه في جلستها قبل أن تناظرها بقوة تجلت في نبرتها حين قالت 
إبن أبني مش هسيبه و سواء كنتي متجوزة حازم أو لا دي مشكلتك . هكون ست أصيله معاكي عشان أنتي أمه و هعرض عليك عرض أنتي الكسبانه فيه 
لم تسعفها الكلمات للرد إنما إرتسم عدم الفهم علي ملامحها فتابعت أمينه قائله بقسۏة 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
هتعيشي بينا معززة مكرمه لحد ما تولدي و بعدها هديكي عشرة مليون جنيه و تسيبي الولد و تختفي من حياتنا خالص و تنسي أنك في يوم من الأيام عرفتينا . بمعني تمحى إسم الوزان من ذاكرتك 
شهقه قويه خرجت من جوفها معبأه پألم فاق حدود الخيال و صار الدمع يتقاذف كالجمر من عيناها و هي تنظر إلي أمينه التي كانت تطالع إنفعالاتها بغموض بينما أخذ جسدها يرتجف قبل أن تقول بشفاه مرتعشه من بين إنهيارها
أنتوا أكيد مش بني آدمين .. إزاي بتدوسوا عالناس كدا . عايزة تشتري إبني مني . انتي إيه معندكيش قلب !
أمينه بهدوء مستفز
لا عندي و عشان كدا عايزة أحافظ علي حقي في حفيدي إلي كنتي عايزة تقتليه. 
جنة بصړاخ 
حفيدك دا يبقي إبني و حتة مني و أوعي تفكري إني ممكن أفرط فيه . و أوعي تفكري تساوميني عليه تاني عشان أنا أهون عليا دلوقتي أموته و أموت نفسي معاه و لا إن حد ياخده مني .
ألقت كلماتها و هرولت تغادر الغرفه صافقه الباب خلفها بقوة بينما عيناها تغشاها طبقه من الدموع التي كانت تحفر الوديان فوق خديها و لم تنتبه إلي ذلك الذي كان يصعد الدرج ليتفاجئ بتلك التي كانت و كأنها هاربه من الچحيم فاصطدمت به بشدة و كادت أن تقع لولا يداه التي تلقفتها ليتفاجئ بمظهرها المزري فقال بلهفه حصل إيه 
لم يتوقع ثورتها تلك حين قامت بدفع يده بقوة و بصقت الكلمات من فمها پشراسه صډمته
أبعد إيدك دي عني .. و أوعي تلمسني تاني . 
لم تعطيه الفرصه لسؤالها بل تابعت الركض حتي خرجت من باب القصر فإلتفت ليجد والدته التي قالت بقوة 
تعالي يا سليم عيزاك 
توجه سليم إلي حيث والدته التي دخلت غرفتها مرة ثانيه فدخل هو خلفها و قال بصوت خشن
حصل إيه بينك و بينها 
أمينه بلامبالاه 
موضوع ميخصكش .
سليم محذرا 
ماما .. متنرفزنيش و جاوبي علي سؤالي 
إلتفتت تناظره بغموض قبل أن تقول بتخابث
لما تجاوبني أنت يا سليم 
أجاوبك علي إيه 
أمينه مشددة علي كل حرف تفوهت به 
البنت دي كانت متجوزة أخوك فعلا و لا إلي في بطنها دا يبقي
تسمر في مكانه جراء حديثها المعبأ بقسۏة و مكر لم يلحظه و لكنه التهي بما شعر به من شعور موجع لا يعرف كنهه و ما أن أوشك علي إجابتها حتي سمع شهقه آتيه من الخارج جمدته في مكانه ووو
يتبع ....
كان شفائي منك الأنتصار الأعظم في حياتي !
و لكنه كان إنتصار حزين للغايه. فللآن مازالت مرارته عالقه بجوفي ! و لكني ممتنه و كثيرا للقدر الذي أنقذني في الوقت المناسب . فها أنا عدت للحياة مرة آخري و لكن بقلب مصاپ بداء الحذر في التعامل مع البشر و الذي يجعلني في مأمن من خذلان آخر لا املك القدرة علي إحتماله !
و هذه هي الثمرة الوحيدة التي جنيتها من بساتين الۏجع الذي خلفها غدرك بقلبي ...
نورهان العشري 
أن تمارس الظروف سطوتها علينا و تجبرنا علي فعل أشياء لم تكن في قائمه إختياراتنا لهو أمرا مقبول نسبيا برغم صعوبته . لكن عندما يجبرك أحدهم علي فعل ماهو دونا عن إرادتك مستخدما طرق ملتويه لدفعك في مسار مختلف عن دربك الذي برغم صعوبته و لكنه كان اختيارك . لأمر عظيم يصعب علي عقلك تحمله !
هكذا كان تفكيرها منصبا علي كيفيه إجباره لها علي قطع وعد لم تكن لديها النيه أبدا في تنفيذه أو النطق به !
فجعلها في وضع صعب خاصة مع شقيقتها التي لم تنفك منذ البارحه في إحتضانها و إخبارها بمدي إمتنانها كونها ستجاذف بكل شئ و ستأتي معها و ما زاد من عنائها أكتر تلك الجمله المؤلمھ التي ألقتها علي مسامعها و هي مستلقيه ب
عارفه يا فرح . أنا مكنش هيعدي عليا يوم هناك . كنت يا ھموت من الخۏف يا من الوحده يا من الضغط النفسي . أنا لما سالم بيه قال هتيجي تعيش معانا أتخيلت نفسي للحظه وسط الناس دول و في وضعي دا بحس إني جسمي كله بيرتعش و قلبي هيقف دا حتي حازم الله يرحمه كان بيهرب منهم بأي شكل و أهو أبنهم أومال أنا هعمل معاهم إيه 
أنا لو قعدت أشكرك عمري كله انك وافقتي تيجي معايا و متسبنيش في الظروف دي عمري مش هيكفيني 
اللعنه عليك أيها المغرور هكذا تفوهت بداخلها و هي تقطع ذلك الشارع الطويل المؤدي للحديقه التي تقع بالاتجاه الآخر أمام البنايه التي تقطن بها فهي لم تنم منذ البارحه تفكر و تفكر و دائما ما كان تفكيرها يأخذها في أن تنهي حياة ذلك البغيض أو تسقط علي رأسه بعصا قويه علها تزيل ذلك الڠضب المتقد بداخلها من هذا الوضع الذي أجبرها علي القبول به و لا تعلم كيف السبيل لها في تغييره لذا فكرت في أن تخرج لإستنشاق بعض الهواء النقي عله يهدئ من نيرانها قليلا و
يساعدها في إتخاذ القرار الصحيح فهمت بإرتداء معطف ثقيل يقيها من برد أيام كانون التي تشبه الصقيع في برودتها و لم تهتم لجمع شعرها أو لإرتداء نظارتها و ألتقطت مفتاح الشقه و خرجت بهدوء حتي لا تستيقظ شقيقتها مندفعه إلي الخارج لتصطدم بالبرد القارس الذي لفح صفحه وجهها فوضعت يدها في جيوب معطفها و سارت تفكر في معضلتها التي سلبت النوم من عيناها !
علي الجهه الآخري كان سالم الذي وصل للتو لشركته لينهي بعضا من الأعمال المتراكمة حتي يسثني له الذهاب إلي مسقط رأسه مدينه الاسماعيليه ليتحدث مع والدته و من
بعدها عائلته في الوضع الجديد الذي فرض نفسه علي حياتهم و لكن لا حيله لهم في إختيارات القدر .
عندما كان منهمكا في عمله أتاه اتصال من ذلك الرجل
الذي كلفه بمراقبه الفتاتين فأجابه علي الفور ليقول الراجل بإحترام
سالم بيه في حاجه غريبه حصلت و قولت أعرفها لحضرتك 
سالم بترقب
حصل إيه 
الرجل بعدم
فهم
في بنت خرجت من الشقه إلي حضرتك مكلفنا نراقبتها يعني مختلفه عن البنتين إلي عايشين فيها . 
قطب سالم جبينه و قال بإستفهام
يعني إيه مختلفه 
الرجل بحرج
يعني حلوة ! شعرها فانح و طويل . و لبسها مختلف . مش البنت الصغيرة و لا البنت الكبيرة معرفش دي مين أو جت أمتا إحنا والله مراقبينهم كويس أوي و محدش جالهم خالص عشان كدا محتار !
صمت لبرهه قبل أن يقول بفظاظه
دي فزورة و المفروض أحلها يعني ! مانتوا لو واخدين بالكوا من شغلكوا كنتوا عرفتوا دي مين و راحتلهم امتا
تحرك الرجل حتي وصل إلي مكان قريب نسبيا منها فشعر بأنه يعرفها و لكن لا يزال حائرا لذا قال محاولا إمتصاص ڠضب سيده
والله لله يا سالم
بيه عنينا ما غفلت لحظه . بس ..
قاطعه سالم بفظاظه
تعرف تصورهالي 
أجابه بلهفه
آه طبعا أعرف . 
سالم آمرا
من غير ما تاخد بالها 
أغلق سالم الهاتف و ظل ينتظر الصورة و هو يفكر في هوية تلك الفتاة الغريبه التي
32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 75 صفحات