الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية "احتيال وغرام"(كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم رحمة سيد

انت في الصفحة 4 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز

كاد قلبها
يتوقف فعليا وهي تتخيل الموقف ذلك اليونس جعل أنياب الخۏف ېمزق أعصابها ليتهادى ثوران روحه ارضا !
عارفه إيه اللذيذ في الموضوع بقا إن زمانهم بيقولوا مرات ابن العمده مچنونة! 
ثم ابتعد ليستكمل باستمتاع
يعني حطي نفسك مكانهم وتخيلي إنك داخله الاوضه ولقيتي واحدة بتصرخ في وشك لأ انتي بتعملي إيه اطلعي برا !! تحسسك إنك سحباها وراكي على سطح الواد حماده
امتعضت قسمات ليال والحنق يحقنها لتغمغم بنبرة طفولية مكتومة وكأنها على وشك البكاء
اللهي تنفضح! 
لم تتزحزح ضحكته السمجة عن شفتاه حتى إرتفعت نبرتها قليلا لتزمجر فيه والڠضب يقلبها مسويا احشائها على كلا الجانبين
إيه اخرة اللي بتعمله ده يا يونس أنت عايز إيه
واخيرا رمى يونس قناع البرود الذي كان يغطي تعبيراته لتعود ملامح وجهه الرجولية لذلك الجمود الذي يفوح منه رائحة الكره وهو يقول بحدة
إنتي عارفه كويس أنا عايز إيه بس انتي اللي مصممة تتعبي نفسك وتضيعي وقت من حياتك وحياتي على الفاضي! 
حينها تابعت ليال بنفس الحدة صاړخة بوجهه بنفاذ صبر
ريح نفسك حتى لو قولتلك اللي عايز تعرفه محدش هيصدقك ولا حتى الهانم بتاعتك هتصدق إلا لو انا اللي روحت اعترفت لها بنفسي
ثم أمسكت ياقة قميصه لتجذبه منه برفق مقربة وجهه منها واقتربت هي بوجهها منه كثيرا حتى تشاركت أنفاسهم العالية تحدق
في عيناه السوداء العميقة التي تربكها لتهمس له ببحة خاصة نضحت منها الغيرة والشراسة في التملك
وانا مش هقول حاجة مهما عملت يا يونس أنت خلاص بقيت حقي وانا مش بسيب حقي مهما حصل! حاول تقتنع إن قدرنا مع بعض خلاص
اوعى سيب شعري
ولكنه لم يعر جملتها اهتمام بل قرب وجهها من المرآة وهو يهدر فيها بقسۏة متعمدة كانت جارحة كالشظايا
بصي في المرايا كويس يمكن تفتكري انتي مين وانا مين إنتي حتة بت جرسونه في كافيه تعبان!! انا ماستنضفش اشغلك خدامة في بيتي حتى أقوم ارضى بيكي مراتي وشريكة حياتي ! 
ثم ضغط على ذراعها اكثر ليستطرد بانفعال واضح
انا حتى معرفش انتي متعلمة ولا جاهله! بس الاكيد إنك جاهله لأن مفيش واحدة عاقلة وبتفهم هترمي نفسها على واحد بالطريقة دي
ثم دفعها بعيدا عنه وكأنها وباء ليرمقها بنظرة شملتها من أعلاها لأسفلها ليتابع بازدراء
إلا لو كانت فيها عيب! 
وكعادته غادر المرحاض دون أن يعطها الفرصة للرد يرمي تلك الشظايا من بين حروفه قاصدا أن يدمي كبريائها لتقرر مداوته بعيدا عن حياته ولكنها كالعادة تغمض عيناها لتحبس تلك الدموع التي ټحرقها ثم تأخذ نفسا عميقا وهي تخبر نفسها أنها توقعت ما يحدث الان واستعدت اتم الاستعداد له لتنال قلبه في نهاية المطاف جائزة على صبرها الذي طااال وسيطول ! 
بعد يومان في القصر 
كانت أيسل تتحاشى مقابلة بدر بقدر الإمكان كلما دفعتها رياح مشاعرها نحوه وجدت عازل كبريائها يصدها عن طريقه وهي تتذكر كلماته الچارحة التي رماها بوجهها تلك الليلة غير
مراعيا عمق الچرح الذي سببته تلك الكلمات الهوجاء !
كانت تهبط السلم بخطوات هادئة بطيئة كعادتها حينما سمعت صوت تلك الشمطاء مريم تهتف بمرح مصطنع لم يروقها ابدا
اهي أيسل نزلت اهي جبنا في سيرة القط جه ينط! 
فباغتتها أيسل بحدة غير مبررة من وجهة نظر بدر ووالدتها
بس أنا مش قط يا سكر!! 
فتمتمت مريم بحرج وهي تبعد أنظارها عنها
سوري لو ضايقتك يا أيسل انا بهزر
لم ترد أيسل بل اقتربت من والدتها لتجلس جوارها وهي تقبل قمة رأسها متمتمة بحنان جلي
صباح الفل يا ست الكل فطرتي وخدتي دواكي ولا لا 
فأجابت الاخرى بابتسامة بشوشة
الحمدلله يا حبيبتي لسه صاحيه من شوية ولقيت بدر ومريم صاحيين ففطرنا سوا ومرضتش أصحيكي عشان عرفاكي بتنامي متأخر وخدت دوايا متقلقيش
فأومأت أيسل برأسها وهي تبتسم برقة إختفت ما إن لاحظت نظرات بدر المصوبة نحوها تلك النظرة العميقة السوداء المتفحصة من عيناه تسقط داخلها لتعيث الفوضى بقلبها المشحون بعشقا اعتبرته لعڼة أصابتها !
نطقت مريم بعدها قاطعة ذلك الصمت
لسه كنت بقول لطنط إن انا وبدر هنروح نشتري ليا شوية هدوم لو تحبي تيجي م 
قاطعتها أيسل التي ردت مسرعة بلهفة
سببها غيرة حواء التي اهتاجت كالأعصار داخلها
ايوه جايه انا عايزه اشتري برضو شوية
حاجات! 
حينها نهض بدر متدخلا في الحوار بنبرة أجشة
يبقى تروحي تلبسي حاجة محترمة وبسرعة ماتاخدش اليوم كله عشان أنا مش فاضي ورايا شغلي 
ثم نظر لمريم لترق نبرته في حنو
واديني رنة اول ما تخلصوا وتجبيها وتيجي هتلاقيني عند البوابة تمام 
اومأت مريم بابتسامة واسعة
تمام يا حبيبي
غادر بدر تحت أنظار أيسل التي كادت تحرقه حيا هو وتلك الفتاة التي اصبحت تمقتها دون سبب واضح وصريح سوى الغيرة الانثوية التي تطفو على كافة مشاعرها !!
بعد فترة 
بدر انا عاوزه ادخل الحمام وانتي تعالي اعدلي جزمتك جوه يا أيسل وحطيلها منديل لو عاوزه
ثم نظرت لبدر متابعة
لو عاوز تروح تقعد في اي حته تشرب سېجارة يا بدر روح لأن هنخلص وممكن ندخل المحل اللي هناك ده فيه حاجات حلوه تقريبا 
هنا تدخلت أيسل لتتمتم بخشونة
انا هدخل الحمام أعدل جزمتي وشعري وهدخل المحل اللي انا عاوزاه! 
اومأ بدر دون رد ثم قال
تمام انا هنزل تحت أشرب قهوة كده عقبال ما انتوا تلفوا لفتكم وابقي رني عليا يا مريم كالعادة تمام
اومأت مريم موافقة برأسها وهي تسير نحو المرحاض سبقتها أيسل التي سارت بخطى بدا فيها الڠضب كعين الشمس وغادر بدر بالفعل وما إن دلفت أيسل للمرحاض حتى وجدت سيدتان فقط تقفان امام المرآة بملامح غامضة بينما في الخارج بمجرد أن غادر بدر حتى توجهت مريم نحو المحل لتدلفه وهي تبتسم تلك الابتسامة الشيطانية 
بينما داخل المرحاض الواسع 
وبينما كانت أيسل تسير فاصطدمت بها تلك المرأة عمدا پعنف حتى سقطت حقيبة أيسل فصاحت أيسل فيها تلقائيا بحدة
مش تاخدي بالك
فصاحت فيها الاخرى بنبرة سوقية
انا اللي اخد بالي ياختي ولا انتي عاميه وبتخبطي فيا كمان مش عاجبك يا بت! 
إنفعلت أيسل وثار بركان ڠضبها الذي كان على أهبه الاستعداد ليقذف حممه الحمراء
انا عاميه ده انتي واحدة مهزقه ومش محترمة تصدقي
فتحفزت ملامح الاخرى الشيطانية وكأنها وجدت الفرصة لتهجم عليها فزمجرت بشراسة موجهة حديثها للسيدة الاخرى التي كانت تجاورها
بتقول عليا انا مهزقه و مش محترمة يا نفيسه شوفتي لا دي شكلها بت عايزه تتربى وانا لازم اربيها بطريقتي واسيبلها عشان كل ما تيجي تقل ادبها على حد تفتكرني! 
كانت أنفاسهم المبعثرة اللاهبة هي التي تغطي
فسمع بدر خطوات في الخارج وصوت احداهن تغمغم بغيظ
هي الارض إتشقت وبلعتها يعني دوري معايا كويس لازم نلاقيها لو اضطريت اخدرها وأنفذ اللي كنت هعمله وأرميها في اي حته هعملها
إتسعت حدقتا أيسل وهي تنظر لبدر الذي كانت ملامحه جامدة مشتدة بالصمت الذي يفرض حصاره على تعبيراته فلا يظهر أيا منها 
إبتعدت خطواتهم عن الباب فانتبه بدر لنفسه ليستدرك نفسه سريعا مبتعدا عن أيسل خطوة واحدة حيث سمح له هذا المكان الصغير جدا ودون مقدمات كانت تندفع نحو بدر بكل قوتها وهي تتنفس بعمق مغمضة عيناها بقوة لا تصدق أنها نجت من بين يداهم !
بينما بدر بدا وكأنه فقد القدرة فجأة على النطق فحاول إبعادها بصمت ولكنها شددت من لتغمره رائحتها وذلك الشعور بها بين يداعب شيء مدفون بين أعماقه يحارب للظهور ! 
فأمال وجهه قليلا ليسنح لأنفه الفرصة لتنال اكبر قدر من رائحة خصلاتها الڼارية بين رئتيه وبمجرد أن تغلغلت رائحتها المسكره أنفه حتى تنفس بصوت مسموع لتصدم أنفاسه رقبة أيسل التي ظهرت اسفل خصلاتها فارتعشت أيسل پعنف لتفيق
لنفسها مبتعدة عنه 
ودون ان تشعر تركت العنان لدموعها لټنفجر باكية بصوت عال وهي تحيط وجهها مرددة بذهول
وكأنها استوعبت للتو
كانت عاوزه تشوهني!! كانت هتشوهني فعلا! 
ابتلع بدر ريقه بتوتر وكلمة تشوه ذكرته بمريم التي تشوهت فعليا 
بينما أيسل ظلت تنتحب بهيستيرية وهي تتحس وجهها پجنون بينما بدر يطالعها بنظرات تائهه 
داخله شيء يفرض ذلك السؤال عليه بقوة إن كانت أيسل إنهارت هكذا بمجرد تخيل أن احداهن كادت تشوههها فما بال تلك المسكينة التي شوهت فعليا وبسببها !!!!
للحظة بدا وكأن بدر المغسول عقله بأكاذيب مريم أستيقظ ليعلو النفور وجهه مرة الاخرى تجاه أيسل مستنكرا بشدة شعوره منذ لحظات 
ودون ان ينطق بحرف كان يفتح ذلك الباب پاختناق وشيطانه يوسوس له متمنيا لو كان تركها لهم لتذوق مرارة ما فعلت بالمسكينة مريم !
بقولك إيه يا استاذ مشوفتش واحدة كده شعرها أحمر معديه 
للحظات صمت بدر وهو ينظر لها وفي اللحظة التالية حسم أمره ليزفر بعمق مجيبا
ايوه شوفتها 
ثم 
الفصل الرابع 
كاد يكمل كاد يرميها في نفس الچحيم الذي ألقت به مريم ولا يدري ما ماهية الشيء الذي صدح صوته من بين زخات قلبه ليمنعه مغطيا على صوت شيطانه الذي يخبره أن يفعل !
بينما تلك السيدة تركزت كافة حواسها في ترقب للحروف التي ستخرج من بين شفتا بدر وهي تسأله بسرعة
شوفتها فين 
زفر أنفاسه على مهل وهو يمسك جبهته وكأنه يتذكر ثم قال مستدركا
تقريبا عدت من هنا وكانت بتجري بس مش قادر أتذكر راحت يمين ولا شمال 
تأففت السيدة بضيق وهي تتلفت يمينا ويسارا ليسألها بدر بفتور
ليه هي سړقت من حضرتك حاجة ولا إيه 
فأومأت الاخرى بتأكيد زائف
ايوه سړقت مني شنطتي وفيها حاجات مهمة ليا اوي 
فهز بدر رأسه وراح يخبرها بنبرة ماكرة
لو كده متقلقيش أكيد هتتمسك لأني لسه شايف الأمن طالع باين حد بلغه إن في خناقة 
شحبت ملامح تلك السيدة والخۏف يتخذ مساحته من قسماتها السمراء قبل أن تهز رأسها موافقة لبدر مرددة بتوتر حاولت إخفاؤوه
تمام شكرا يا استاذ 
ثم استدارت لتغادر بسرعة قبل أن يفتك بها رجال الأمن وتسلم للشرطة بعدها !!!
بينما بدر كان مثبتا عيناه عليها حتى إختفت عن أنظاره حينها استدار ليفتح ذلك الباب ثم دلف ليجد أيسل مكتومة الأنفاس تطالعه بنظرات مغلقة مبهمة وكأن كل مشاعرها تشابكت خيوطها كخيوط عنكبوت لا تدري أولها من اخرها ! 
للحظات أحست كرهه لها ذلك الكره تجسد في نبرته وهو يخبرهم أنه رآها ثم غاص ذلك الكره في الأعماق مرة اخرى لتعود إنسانيته وتحلق بين حروفه التي نجدتها من بين براثنهم !! 
ظلت تنظر له لثوان ثم نطقت بصوت مبحوح
شكرا 
بملامح جامدة ونظرات ثابتة قاسېة كحروفه الجافة أخبرها
مفيش داعي للشكر لإني معملتش كده عشانك أنا عملت اللي إنسانيتي خلتني أعمله لكن انتي ماتهمنيش
لا يدري هل

انت في الصفحة 4 من 22 صفحات