الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ۏجع الهوى بقلم إيمي نور(كامله الي الفصل الاخير)

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

اناملها فوق لحيته برقة وهى تهمس باسمه فى اذنه بنعومة شديدة فيفتح عينيه سريعا هامسا بصوت اجش قلق
ليله... فى حاجة
تراجعت بعيدا عنه خطوة واحدة قائلة وهى تهز رأسها له بالنفى حين رفع عينيه شديدة الاحمرار بلهفة ناحيتها تهمس له
لاا ابدا .. متقلقش انا بس جيت اطمن على الجدة
رفع راسه عن الفراش ببطء يمرر كفه فوق وجهه محاولا ابعاد النعاس والارهاق عنه قائلا بأرتياح هو ينظر ناحية الجدة
الحمد لله الدكتور طمننا انها عدت مرحلة الخطړ ويوم ولا اتنين وهترجع زاى الاول
ابتسمت بحنان تتطلع اليها هى الاخرى بملامحها المستريخة الهادئة للحظات قبل ان تركع على ركبتيها بجواره وهى تمسك بكفه القريب لها قائلة برجاء
طيب ايه رايك لو تقوم تنام لو ساعة واحدة بس وترجع هنا تانى مدام اطمنت عليها
هز جلال راسه بالرفض قائلا
مقدرش اسيبها لوحدها ثانية يمكن تحتاج حاجة
اسرعت ليلة مؤكدة له قائلة
متقلقش ابدا حبيبة هتكون جنبها لو احتاجت حاجة وبعدين هى ساعة واحدة بس وصدقنى لما تعدى انا بنفسى هصحيك
ظهر الترد على محياه وهو يتطلع الجدة بقلق لتكمل ليله برجاء شديد حين لاحظت بوادر الرفض ترتفع سريعا فوق وجهه
وحياتى عندك يا جلال....ساعة واحدة بس وهصحيك بعدها
الټفت ينظر لها بعيون مرهقة مسهدة لتهمس برجائها مرة اخرى تستحلفه بحياتها ليهز رأسه بالموافقة بعد ان القى نظرة اخرى مترددة ناحية الجدة لتبتسم له بحنان تجذبه من فوق المقعد فيطاوعها ناهضا يتحرك معها الى باب الغرفة وما ان طلا خارجه حتى اتت حبيبة اليهم وعينيها تتسأل لتهز ليله لها راسها بالايجاب لتتحرك حبيبة فورا ناحية غرفة الجدة تدخلها ثم تغلق بابها خلفها بهدوء اما جلال وليله فقد تحركا ناحية الدرج بخطوات بطيئة ولم يعيرا زاهية ولا سلمى انتباها لتنكز زاهية سلمى قائلة بسخرية وهى تشير بطرف عينيها ناحيتهم
شوفتى ياختى.... اهو مسمعش كلام كد غيرها عرفتى بقى ان قدرية عارفة هى بتعمل ايه صح
لم تجيبها سلمى بل ظلت عينيها تتابع صعودهم وقد امتلأت عيونها بدموع القهر وخيبة الامل ترتفع الغصة فى حلقها حتى كادت ټخنقها
عرفت هتعمل ايه يا نسيم
هز نسيم رأسه بالايحاب لراغب بعد ان القى عليه السؤال لكنه اسرع يقول بقلق وخوف
بس يا راغب اللى ناوى عليه ده انيل واصعب من اننا نقتل اللى اسمه جلال ده دى فيها قطع رقبة ياعم لو اتكشفنا
تراجع راغب فى مقعده براحة قائلا بهدوء وثقة شديدان
ده لو اتكشفنا... بس لو محصلش يبقى طاقة القدر وفتحت لينا وهضرب كله فى خبطة واحدة.... ونخلص من زن الجماعة علينا
هز نسيم رأسه قائلا بتردد ونبرات مؤنبة
شوف اهو الجماعة بكل جبروتهم وقسوتهم مش هيجوا حاجة جنب اللى هتعمل فينا لو انكشفنا.. داحنا هنتقطع حتت
نهض راغب عن مقعده يهتف به بحدة شديدة
نسيم بقولك ايه.... انت تخرس خالص وتنفذ وانت ساكت.. محدش طلب رايك
شحب وجها نسيم من الخۏف قائلا بتلعثم
خلاص يا عم براحتك... انت حر وادرى باهلك منى
جلس راغب فوق مقعده مرة اخرى يهتف به بحزم
يبقى الراجل يكون عندى فى خلال يومين بالكتير
نسيم وفى عينيه حيرة وتساؤل
طب ده هتدخله البيت على اساس ايه
بس يوصل... وليها الف طريقة وطريقة متقلقش
جلست فوق الفراش تترقب خروجه من الحمام فلم يطل انتظارها كثيرا فماهى الا دقائق حتى خرج يحمل منشفة يجفف بها خصلات شعره لتنهض سريعا فى اتجاهه قائلة
انا حضرتلك الغدا..مش هتاخد ثوانى تقدر تاكل فيهم...وبعدين ترتاح براحتك
زفر جلال ينزع المنشفة ويلقى بها فوق المقعد قائلا برفض وهو يتجه ناحية الفراش
لا....مش هقدر يا ليله...انا يدوب انام ساعة واصحى انزل تانى
امسكت بكفه سريعا توقفه قائلة بهدوء ومحايلة كانها تحدث طفلا صغيرا عنيدا
دى ثوانى صدقنى....اقولك انا اللى هاكلك بايدى ايه رايك
الټفت لها عاقدا لحاجبيه بشدة هاتفا بأسمها بنبرة جعلتها تتخلى عن الامساك بكفه بحذر وهى تخفض وجهها ارضا حين قال بتحذير
ليله.....انا مش عيل صغير....محتاج اللى ياكله
تراجعت الى الخلف تلتفت
ناحية الطعام وهى تقول باعتذار وتردد
اسفة.....انا هنزل.....تكون انت.....
اسرع هو هذة المرة ليوقفها ممسكا بذراعها يلفها اليه ثم يجذبها بهدوء ورقة اليه مادا يده الاخرى يرفع بها ذقنها بحنان فتتطلع عينيه الى عينيها قائلا بخفوت
لااا متنزليش خليكى معايا......اقولك كمان اكلينى انتى بايدك.....بس خلينى ارتاح شوية واوعدك اول ما اقوم هاكل...اتفقنا
اومأت له سريعا تبتسم بفرحة جعلته هو الاخر يبتسم سعيدا لرؤية فرحتها تلك لكن اسرع يسألها بحيرة حين وجدها تلتفت بعيدا عنه يسألها بلهفة
الى اين تذهب لتجيبه فورا قائلة
هنزل الاكل تحت...وابقى احضره تانى لما تصحى
تنهد جلال بقلة صبر سائلا اياها بنزق
هو انتى ايه حكايتك وحكاية النزول تحت انتى عاوز تسبينى وخلاص
اتسعت عينيها دهشة مرتجفة بشدة تتخضب وجنتها بالحمرة وهو يقوم بسحبها اليه مرة اخرى ولكن تلك المرة قائلا بأرهاق شديد
خليكى معايا يا ليله.... محتاجك معايا لحد ما اڠرق فى النوم...... انا عاوز انااااام ومش قادر افتح عينى....بس خاېف انام يحصل لها حاجة وانا مش جنبها
شعرت قلبها يرق لرؤيته بهذا الضعف والارهاق امامها لكنها لم تستطع التحكم بتلك اللمحة من السعادة وقد تراقص قلبها طربا من طلبه ورؤية حاجته لطمأنتها له والى موجودها بجواره لذا اسرعت تهمس له بحنان ويدها ترتفع الى وجنته تضعها فوقها تتلمس لحيته برقة
متخفش هى كويسة والدكتور طمنا عليها.....انت نام وانا فضل صاحية هنا جنبك وصدقنى مش هتحصل حاجة
اعقبت حديثها تنزل يدها لتمسك بكفه وتتوجه به ناحية الفراش ليسير معها دون مقاومة لتصعد الى الفراش تستلقى عليه يتبعها هو ايضا لكنه استلقى لتتجمد للحظة من صدمة فعلته هذه لكنها سرعان مارفعت انامله تمررها فوق خصلات شعره المبللة بنعومة هامسة له بتأكيد
نام وغمض عيونك....وانا هنا مش هسيبك ابدا
لم تمر سوى لحظة واحدة شعرت بعدها بأسترخاء جسده فورا وانتظام انفاسه كانه كان يحتاج لهذا التأكيد منها قبل ان يستسلم اخيرا لارهاقه وسلطان النوم
بعد مرور يومين على تلك الاحداث
عرفت هتعمل ايه
تحدث راغب الى شاب عشرينى يقف امامه بتلك الكلمات بحزم ليهتف
به الشاب قائلا بتأكيد
طبعا متقلقيش يا باشا دى شغلانة سهلة ومش هتاخد منى يوم
ابتسم راغب فرحا وهو يهز راسه استحسانا ثم يقول 
عاوز فى كل حتة فى البيت كاميرا حتى لو فى المطبخ مش عاوز شبر مايكنش فيه
الشاب هازا راسه قائلا بحزم
سهلة ياباشا متقلقش
وضع راغب بيده داخل جيب سترته يسحب منه عدة الوف من الجنيهات دفع بها ناحية الشاب والتى التمعت عينيه بجشع وغبطة قائلا
ودى دفعة من الحساب ولو ظبطت الشغل ليك ادهم كمان
اندفع الشاب يختطف المال حتى كاد ان يسقط ارضا وهو يهتف بفرحة
عيونى يا باشا...دانت هتشوف منى احلى شغل
هنا تحدث نسيم بعد وقوفه الصامت طوال المقابلة هاتفا بالشاب
طب يلا انت يا عماد اسبقنى على العربية وانا هحصلك
اومأ الشاب موافقا يغادرا فورا وعينيه تكاد تخرج من محجرهما وهو يتطلع الى المال القابض عليه بين يديه ليتحدث نسيم فور خروجه يسأل راغب بحيرة ونفاذ صبر
ادينا خلصنا من موضوع الكاميرات تقدر تقولى بقى هتجيبها لهنا ازاى بعد اللى انت عملته....وازى جوزها هيوافق يجبها تانى
راغب بابتسامة واثقة وعيون تلتمع كعيون ذئب جائع وقائلا بغموض
اللى جابها فى المرة الاولى يجيبها فى المرة التانية وصدقنى ليله بنفسها اللى هتخليه يجبها هنا تانى
الفصل التاسع عشر
كانت تجلس فى حجرة الجدة لتؤنسها وترعاها بطلب من جلال حتى يستطيع ان يكون مطمئنا عليها فى غيابه والذى دام حتى الان ليومين فقد اضطرته الاعمال للمغادرة خارج البلدة فى عمل طال تأجيله له طول فترة مرض الجدة حتى اطمن اخيرا عليها ليسافر بعدها فورا وهو وزوج حبيبة بعد حديث مبهم معها عن حاجتهم للحديث بعد عودته فورا قائلا عن حاجته لتوضيح بعد الامور بينهم لكنها تستطيع الانتظار حتى عودته وثم قيامه بتوصيتها بالاهتمام بالجدة فى غيابه مع وعد ان يحدثها كل ليلة 
وهاهى تجلس معها منذ غيابه لا تغيب عنها حتى فى ساعات النوم تنفيذا لطلبه واستغلالا لفرصة الابتعاد عن توتر تحفز اهل الدار فى التعامل فيما بينهم بعد ان تم تأجيل خطبة سلمى لاسبوع اخر نظرا لظروف مرض الجدة لتعود سلمى مرة اخرى لكلماتها المسمۏمة لكن هذه المرة لم تكون موجهة اليها بل الى اميرة والتى لم تتهاون فى الرد عليها ليكون الجو داخل المنزل كساحة للمعركة لجأت هى خلالها لغرفة الجدة هربا منها تجلس فى انتظار عودته اليها وهى تتلهف شوقا اليه والى محادثتهم الهاتفية برغم انها تعتبر مختصرة نسبيا لكنها كانت تكفيها حتى موعد المكالمة الجديدة
ليله هو جلال متصلش بيكى النهاردة
خرجت من شرودها تلتفت الى الجدة تجيبها بهدوء
لا يا حبيبتى لسه متكلمش
تنهدت الجدة قائلة بقلق 
غريبة مع انه متعود يكلمنا كل يوم قبل كده بكتير
نهضت ليله من فوق الاريكة تتجه اليها فى الفراش تمسك بكفها قائلة بحنان
متقلقيش شوية وهيكلمنا... بس نامى انتى وانا اول ما يتكلم هصحيكى على طول
هزت الجدة رأسها بالموافقة تغمض عينيها لتتطلع اليها ليله بحنان لعدة لحظات ثم تعود الى مكانها مرة اخرى تمر دقائق بصمت تتطلع هى خلالهم الى ساعتها بقلق وقد تجاوزت بالفعل موعد مكالمته بوقت كثير ترتجف خوفا من الا يقوم بمحادثتهم اليوم فقد اصبح سماع صوته كالادمان بالنسبة لها لا تتخيل ان يمر يومها دون ان تحدثه وتستمع الى نبراته القوية لكنها تحمل من الرقة والحنان ما يجعلها ترتجف شوقا ولهفة له مع كل دقيقة تمر بعيدا عنه
زفرت بخيبة امل عندما مرت ساعة اخرى فعلمت انه لن يقوم بفعلها اليوم وهى تلقى بالهاتف جوارها باحباط لكن ما ان مرت دقيقة حتى تصاعد صوته بنغمة الرسائل لتسرع باختطاف الهاتف بلهفة ظنا منها انها رسالة منه يطمئنها عليه فتتطلع عينيها الى فحوى الرسالة لتتسع بذهول وصدمة وهى ترى تلك الصورة امامها ومعها رسالة نصية ماان قرأتها حتى شحب وجهها بشدة يحاكى وجوه المۏتى تصدر عنها صړخة قوية مړتعبة
فزعت الحاجة راجية من نومها على صوت تلك الصړخة تهتف بليلة بقلق وهى تراها تمسك بهاتفها تتطلع اليه بعيون مصډومة تترقرق الدموع بداخلها
لتهتف بها
فى ايه ياليله..... فى ايه يا حبيبتى.... جلال فيه حاجة
فى ايه يا بنتى انطقى مالك وشك مخطۏف كده ليه
فتحت ليله فمها تحاول الحديث عدة مرات لكنها كانت تفشل فى كل مرة تشعر بالغصة فى حلقها تكاد تزهق انفاسها امام عيون الحاجة راجية المړتعبة حتى استطاعت اخيرا ان تخرج حروف متلعثمة غير مترابطة قائلة
ما.. ماما... ت... تع... بانة.... وانا لا... زم... اشوف... ها... حا... لا
راجية بصوت حاولت بث الاطمئنان والهدوء اليها فيه
طيب ياحبيبتى... اهدى بس كده وخير ان شاء الله
لم تستمع ليله

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات