رواية رحيل(كاملة من الفصل الاول للاخير ) بقلم حنان اسماعيل
ينظر اليها وهو يعدل من ملابسه فاقتربت منه قائله بفضول
فاطنة انت مش مشغول بترتيبات الفرح اومال رايح فين على كده
نظر اليها قائلا فى اقتضاب هو انا من امتى بقولك رايح فين يا فاطمة
فاطنة انا بس بتطمن عليك عشان عارفه انك مشغول الا صحيح هى العروسة هتيجى من بيت جدها ولا من المركز قصدى يعنى من عند الكوافير
وصل للمزرعه وصعد اليها مسرعا حرص ان يطرق الباب فلم تجبه قلق وفتحه بسرعه بحث سريعا داخل المكان بعيناه وهو يناديها فلم يأتيه صوتها دخل الغرف بسرعه وهو يبحث عنها حتى وجدها نائمة فى احد الغرف الصغيرة اقترب منها فى هدوء انتبهت لوجوده ففتحت عيناها اشاحت بوجهها عنه وهى تعدل من شعرها دون ان يلاحظها جذبها اليه قائلا لها فى حنان
اجابته بضجر من الملل اللى انا فيه محپوسة طول اليوم بين اربع جدران
نهض واقفا قائلا لها وحابسة نفسك طول النهار هنا ليه هو انتى حاولتى تخرجى وحد منعك من الرجاله
وقفت هى الاخرى مدافعه لا خالص بالعكس ده حتى عمو سويلم ذوق جدا و
ابتسم قائلا عمو سويلم !!! ده لو سمعك كده اكييد هيغير اسمه
جاد تعالى نتمشى شوية احسن عشان لو فضلت هنا كمان شوية الله اعلم ايه اللى ممكن يحصل
هزت رآسها فى عدم فهم فإبتسم وهو يجذبها للخارج انتبه لملابسها التى ترتديها والتى اتت بها من الامس كانت ترتدى بنطالا جينز وبلوزة من الحريرنظر اليها بضيق قائلا
جاد مش هينفع تخرجى كده
رحيل طب ايه انا معييش هدوم تانية يعنى كده هفضل محپوسة هنا
تنهد قليلا ثم فتح الباب ونادى على سويلم
همس له قليلا قبل ان ينصرف سويلم عاد اليها وهو ينظر من الشباك قبل ان يعود اليها قائلا لها
جاد تعالى يلا
خرجت معه فوجدت جميع الرجال المكلفين بحراستها وحراسه المكان قد ابتعدا عن المكان وهم يعطونهم ظهورهم لها
للمكان بإعجاب من فرط جماله سألته بفضول
رحيل مزرعتك دى
اجابها يعنى مزرعتى ومش مزرعتى
هزت رآسها بعدم فهم قائله مش فاهمة
اجابها بإقتضاب دى مزرعه امى الله يرحمها ورثتها من ابوها
استكمل كلامه قائلا والمفروض ان بعد ۏفاتها بقت بتاعتى بس خالى
هارون بيحبها اووى ومش بيرتاح الا فيها فسايبها له وانا كمان لما بتضايق بجى هنا واقعد مع نفسى كام يوم فهى بقى بينى وبين خالى
رحيل بفضول وهى تنظر اليه وايه بقى اللى ممكن يضايقك ويخليك تسيب كل الناس وتيجى هنا
جاد حاجات كتيرة بس اهمهم انتى
رحيل بإستغراب انا !!!!
جاد ايوه انتىانتى الوحيدة اللى قادرة تستفزنى وتضايقنى وقادرة كمان تطلع احلى ماڤيا اقولك حاجة
استدار ناحيتها حتى اصبح قبالتها قائلا بصدق لما شوفتك اول مرة وقت الحاډثه وسمعت عنك وعن تعلق جدك بيك قلت لنفسى ايه الراجل المچنون اللى معلق روحه ببنت ابنه دى وقتها عمرى ماكنت اتخيل للحظة انى ممكن اكون فى نفس موقفه وتبقى انتى نقطة ضعفى انا كمان
ابتسمت فى خجل قائله وهو انا نقطة ضعفك !!
اقترب اكثر قائلا بجدية مصطنعه اه بس ده ميخلكيش تستغلى ده عشان انا حد صعب ومتقلب وفى لحظة ممكن اقلب زى هوا امشير وابقى زعابيب متقدريش تسيطرى عليها
ضحكت لوصفه فسألته محاوله تغيير الحديث المزرعه دى اسمها ايه
اجابها الفيروز على اسم امى
رحيل اسم جميل
جاد كويس انه عجبك لانه هيكون اسم بنتنا ان شاء الله
خجلت من ذكره هذا قائله بنتنا !!!
اجابها اه مش عاجبك الاسم
اجابته بعناد انت اوام سميت الولاد كمان مش لما ابقى اوافق على موضوع الجواز منك من اساسه
جاد طب تعالى فوق وانا اقنعك زى امبارح
خجلت من كلامه وهو يشير اليها ان تسبقه امامها ناحيه الاستراحة
صعدا لفوق فجذبها لتجلس بجواره على الكنبه اقترب منها اكثر بينما ابتعدت هى عنه فى خجل قليلا سألته كى تتهرب منه قائله
رحيل جاد هو انا هعيش معاكم فى القصر
اجابها بثقه اه طبعا
سألته بإقتضاب وتردد مع مراتك التانية
اجابها بضيق وحزم الاولى يارحيل
تضايقت من لهجته الحازمة فسألته وانا هعيش معاها فى بيتها ازاى
اجابها بحزم هتعيشى معايا فى بيتى بصى يارحيل عشان نتجنب اى مشاكل بعدين وعشان تبقى الامور واضحة فاطمة دى بنت عمى يعنى من لحمى ومن دمى ولها عندى حقوق
تضايقت وزمت شفتيها فإقترب منها قائلا
جاد هى لعلمك طيبة وغلبانة جدا
يعنى سهل تكسبيها
رحيل بضيق انا مش عاوزة اكسب حد
جاد حتى لو قلت لك ان ده هيبسطنى انا مش عاوزة اعيش فى مشاكل وخناقات ستات انا عاوز نعوض كل اللى عشناه واحنا بعيد فى هدوء عاوزك تكون اللى ارجع له واستريح فيه عاوزك سند وبيت وعيله فهمانى
اومأت برأسها فى حب
ارتدت فستان الزفاف فى سعادة وهى تنظر للمرآة كانت قد اتخذت قرارها بعد تفكير عميق طوال الليل حول مستقبلها مع جاد خاصة حين أيقنت انها تحبه وانها لم تستطع نسيانه طوال العامين السابقين من حياتها اثناء سفرها حتى مع محاولات علاء للاقتراب منها هو وغيره حاولت كثيرا ان ترى فيهم شيئا مما فى جاد الا انها لم تستطع
كان جاد امامها طوال الوقت مسيطرا على عقلها وعلى قلبها اخذت تتذكر معاناتها وبخاصة اثناء الليل وهى تتخيله مع زوجته فتبكى وټنهار وهى وحدها على سريرها لم تكف عن تتبع اخباره من سيدة مربيتها كلما تواصلت معها هاتفيا علمت بخبر حمل زوجته فإنهارت وهى تتخيله ابا لطفل من امرأة اخرى غيرها وحزنت پقهر وهى تعلم بمۏت طفلاه فى كل مرة متخيله مدى حزنه عليهم حتى انها ارادات ان تعود
فى النهاية ارادات ان تعود وان ترد له الصاغ بإعلامه بخبر زواجها من علاء مثلما فعل سابقا يوم عادت للبلدة وقفت بشرفة البيت فجرا كما كانت تفعل سابقا فى انتظار ان يمر بحصانه ظهر من بعيد فخطڤ قلبها من جديد يومها ايقنت انها ماتزال تحبه بل تعشقه الى حد الجنون كما ايقنت انه لن يكون لها ابدا مهما جرى وان زيجتها من علاء لن تكون سوى وسيله للهروب او غلق باب طريق لامل ان يكون لها يوما او تكون له
حتى سمعت صوته ليلا فى بيتهم اغمضت عيناها لحظتها لعلها تحلم ولكنه كان حقيقه واقفا امامها بلحمه ودمه وتأثيره القوى عليها يومها رغم غضبه من اقتحامه بيتهم الا انها لم تستطع كرهه وهى ترى ھ مصوبا على رآس جدها
حتى عندما ارادات ان تستفزه ذهبت لبيته وطلبت لقائه كى تبلغه بزواجها
من علاء لعله يمنعها سعدت بغيرته وتهديده لها ان تزوجت من ذاك الغريب
واليوم وهى تتزوجه بناءا على اتفاقية مهينة الا انها اقنعت حالها بأن قربها منه يكفيها ومشاركتها لحياته كافى ان ينسياها كل الامها وعذاباتها السابقه حتى لو كانت ستشاطرها امراة اخرى فيه
فاقت من شرودها على صوت جدها بالباب وهو يدخل عليها نظر
لفستانها الابيض فإمتعض وجهه بضيق خاصة حين لاحظ انفراجة اساريرها وكأنها مستسلمة لفكرة الزواج من جاد مما اثار ضيقه وغضبه اكثر طلب منها ان تجلس قائلا لها بجدية وحزم
صالح انا ملاحظ انك النهاردة كويسة ووشك منور يارحيل
حاولت ان تخبئ فرحتها فقالت وهى تصطنع الڠضب لا ياجدى انا بس قلت هنفذ كلامك واتقبل فكرة جوازى لحد لما تنفذ وعدك وتخلصنى منه
نظر اليها بشك قائلا بصى يارحيل انا عاوزك تسمعينى كويس قبل ما ابن الموافيه مايجى عشان ياخدك
رحيل بإهتمام اتفضل ياجدى انا سمعاك
صالح بجدية قبل ماتروحى بيته ويتقفل عليكم باب واحد لازم تعرفى حاجة مهمة كان المفروض اقولها لك من زمان بس طول عمرى بحاول اخبيه عنك عشان متعشيش القهرة والۏجع اللى انا بعيشه كل يوم
رحيل بقلق فى ايه ياجدى قلقتنى
صالح مش طول عمرك بتسألينى ابوك ماټ ازاى وايه اللى حصل بالضبط ليلتها
بلعت ريقها فى صعوبة وهى تقترب منه اكثر قائله اهتمام ايوه ياجدى طول عمرى بسألك وانت بتقولى بس انه ماټ غدر
شهقت من المفاجأة وهى تمسح دموعا انسابت على خدها قائله بصوت مخڼوق
رحيل جااااد
صالح بأسى اه يابنتى هو كان لسه عيل ابن عشر سنيين او اكتر بشوية لما ابوكى راح لهم عشان يقولهم ننسى القديم ونفتح صفحة جديدة ساعتها حاولت امنعه وقلت له بلاش يا طه بس مسمعشى كلامى الله يرحمه كان طيب اطيب حد فى ولادى عشان كده كانت روحى متعلقه به رغم انه انه سابنا وسافر لمصر وعاش هناك واتجوز امك ونسينا ونسى عاداتنا لما عمك ابوراجع مقهور قالى انه راجع يعيش معانا وانه هيبعت يجيب مراته بعد ماتولد تعيش هى كمان معانا وانه عاوز يرجع يعيش معانا بس من غير ډم ولا تار
بكت رحيل اكثر وهى تستمع لحديث جدها ووصفه لابيها فاستطرد حديثه قائلا
صالح اقتنعت بكلامه خصوصا وانى وقتها خسړت اتنين من ولادى وقلت وماله نجرب قالى هيروح لهم بنفسه ويعرض عليهم الصلح
شهقت اكثر من البكاء وهى تتخيل الموقف فاكمل وهوينظر اليها والدموع تتلألأ فى عيناه قائلا بتأثر
صالح لما جابولى ابوكى كان بيطلع فى الروح كل اللى قاله ابنى او بنتى ياابه امانه فى رقبتك
سدت اذنها بيدها كى لا تسمع اكثر وهى تبكى بحرقه اقترب منها جدها اكثر وهو يسندها كى تقوم قائلا لها بتحدى
صالح قومى يارحيل انا بقولك ده دلوقتى عشان تعرفى عدوك مين انا عاوزك قوية عاوزك تقفى له انا بقولك عشان تعرفى انا ليه بكرهه كل الكره ده وعشان انتى كمان تعرفى ان الراجل اللى هتعاشريه وهتبقى انتى وهو تحت سقف بيت واحد هو اللى حرمك من ابوكى
خدى البرشام ده
نظرت ليده التى تمسك بدواء فهزت رأسها فى استفسار وهى فى حاله صدمة فاجابها قائلا
صالح ده دوا منع للحمل اكييد صعب اقولك امنعى نفسك عنه لانك حتى لو حاولتى هو مش هيقبلها بس على الاقل امنعى انك تشيلى ابن منه يشيل اسمه ويفضل رابط بينك وبينه طول العمر
اكمل كلامه قائلا انا عاوزك تسمعى كلامى كويس وانا اوعدك انى هخلصك منه فى اقرب وقت فهمانى يارحيل انتى مش بس بنتى وحبيبتى اللى ربتها وحبيتها قد حبى لابوها مية مرة انت روحى اللى عايش بيها واللى ربيتها قوية