رواية رحيل(كاملة من الفصل الاول للاخير ) بقلم حنان اسماعيل
طب دلوقتى اتصرف ازاى ده المأذون زمانه
جاى طيب عامة انا هتصرف غيرى هدومك واقفلى الباب عليكى ومتفتحيش لحد الا لما ارجعلك
ظل صالح يفكر بعض الوقت قبل ان يبعث لشعبان ابن عمه كى يأتى بإبنة من بناته الخمسة حالا بعد ان يجهزها لتزف ليونس والذى ثار وتوعد لرحيل وكاد ان يكسر باب غرفتها بعدما ابلغه جده بإنهاء زيجتها منه الا ان ټهديد جده له لو فكر ان يمس شعره من رحيل كافى بأن يقطع كل علاقه له معه وتهدئة امه له جعله يهدأ ويتقبل الامر الواقع ويتزوج الفتاة الاخرى حفاظا على شكله امام الناس بعدما اكدت له امه انها سوف تبلغ الجميع عن طريق الاقارب وخادمات القصر بسوء فهمهم لحقيقه زواج ابنها من رحيل وانه كان قد فسخ الخطبة منذ زمن
بعد مرور اسبوع كانت رحيل داخل فرع للنادى مع صديقات لها بعدما الحت عليها سيدة ان تخرج من حاله الحزن التى تعيشها منذ عودتهم من البلدة
عادت لباركينج السيارات لتبحث عن سائقها الا انها لم تجده وجدت فرد من الامن يبلغها ان السائق وجد اطارات السيارات كلها فارغه فذهب كى يصلحها وانه اتصل لها بسيارة من سيارات اوبر وان السائق ينتظرها
مشت مع فرد الامن قليلا حتى وصلت للسيارة التابعه للشركة التى ابلغها بها وجدتها سيارة كبيرة جيب فاخرة تحمل ارقام الصعيددارت الشكوك بداخلها فصارت للامام قليلا وجدت ذراع تمتد من خارج نافذة السيارة احست بقلبها يخفق بقوة كانت يده عرفتها من الساعه التى يرتديها
وقفت متسمرة مكانها مترددة وهو ينظر اليها من مرآة السيارة قطع صمتها وترددها فرد امن النادى والذى سألها
فرد الامن فى حاجة ياانسة رحيل
هزت رأسها بالنفى وتحركت ناحية السيارة من الناحية الاخرى فتحت الباب وجلست فى الخلف بهدوء
تحرك وهو يراقبها من مرآة السيارة الامامية لم ينطق احدهم ظلت هى تنظر للشوارع وملامح الحزن تعلو وجهها بينما اخذ هو يفرك رآسه كعادته حين يحاول السيطرة على مشاعره
نزلت من السيارة فى هدوء وتطلعت من فوق الجبل للمدينة تحتها لحق بها هو الاخر وقف بجانبها قبل ان يسألها بهدوء
جاد عملتى كده ليه
اجابته بلامبالاة دون ان تنظر اليه قصدك جوازى من يونس كنت عاوزنى اتجوزه
جاد پغضب كنت عاوزك تتجوزى اى حد
فرك رآسه بيده كى يهدأ حاولت ان تعود للسيارة الا انه لحق بها والصقها بالسيارة وهو امامها ينظر الى ملامحها الجامدة الحزينة قائلا
جاد انا قلت هتتجوز و
اكملت قائله فى توتر كمل اكمل لك انا وهتقفل الباب اللى فتحته علينا من ساعه ماتلاقينا صح انت عارف مشكلتك ايه ياجاد انك بتحارب قلبك بعقلك عاوزنى ويمكن تكون برضه بتحبنى
جاد بجدية كويس انك عارفه انك رحيل الجارحى وانى انا جاد الموافى اللى بينا وبينكم مش مجرد تار بين عيلتين فى الصعيد على واحد ماټ والسلام دول كتير يارحيل من قبل ما تتولدى ومن قبلى
حتى وبحر الډم ده مفتوح من سنيين يمكن لدرجة ان جدك نفسه نسى هو كان بسبب ايه
رحيل پغضب وقهر وانا مالى بتحملنى ذنب الډم اللى من سنيين ليه انا مالى ياجاد انا ذنبى ايه انى لما احب واتعلق بحد يطلع اكتر حد جدى بيكرهه
جاد وهو يبتعد عنها فى هدوء ذنبك انك بنتهم وذنبى انى شايل تار ابويا واعمامى فى رقبتى
اقتربت منه وامسكت بيده طب وانا
نظر ليدها التى تمسك بيده فى تأثر قائلا انتى اهربى لبعيد يارحيل انفدى بجلدك ولاقى راجل يحبك وتحبيه واتجوزى وخلفى ولاد وعيشى سعيدة
رحيل بحب ولو قلت لك انى بحبك انت
ابتعد عنها فى عصبية قائلا هقولك يبقى بتعيشى نفسك فى وهم انتى الوحيدة اللى هتطلعى منه خسرانة لا انت ليا ولا انا ليكى ولا هيكون فى يوم يارحيل
رحيل بحب ليه ياجاد تعال نمشى من هنا انا وانت نسافر اى مكان بعيد نتجوز ونخلف ولاد ونبتدى
جاد غاضبا عاوزانى انسى ډم ابويا واعمامى وامى اللى ماټت مقهورة بعد مۏت ابويا بيومين عاوزانى اهرب معاكى واخسر اسمى وسمعتى ويقولوا شوفوا جاد ابن الموافى عشق بنت الچارحية وهرب معاها
انا مش ده ولا عمرى ماهكونه ولو قلبى هيكون نقطة ضعفى والله اخلعه من جوايا وادوس عليه برجلى ولا يتقال عليا فى يوم انى نسيت تار ابويا وهربت مع واحدة
رحيل بيأس لا عندك حق كمل فى طريقك افضل اقتل لحد لما تتقتل انت كمان ويتم عيالك وخليهم هما كمان يكملوا طريقك وياخدوا بتارك ودايرة وشغاله المهم اسمك وسمعتك والعيله صح مش هو ده اللى انت عاوزه بس مش ده اللى انا عاوزاه ولا عاوزة فعلا اكون جزء منه ممكن ترجعنى بعد اذنك
قالتها واعطته ظهرها واتجهت للسيارة
جاد انا هتجوز الاسبوع الجاى
تسمرت مكانها وبلعت ريقها فى صعوبة وهى تعطيه ظهرها قائله
رحيل بصوت مخڼوق مبروك
اكملت طريقها للسيارة فتحت الباب وجلست فى الخلف بعدما وضعت نظارتها الشمسية على عينها
عاد للسيارة قادها فى عصبية وهو ينظر اليها بين الحين والاخر من مرآة السيارة بينما حاولت هى ان تخفى دموعها خلف زجاج نظارتها
يتبع
الفصل الخامس
مر الاسبوع سريعا وفاطنة واسماعيل وامهم مشغولون بترتيبات الزفاف فى تجاهل تام من جاد لكل التفاصيل بحجة انشغاله فى العمل حاولت فاطنة ان تقترب منه بسؤاله عن ملابس فرحه الا انه تجاهلها ببرود كعادته
يوم الفرح دخل غرفه والديه المغلقه منذ وفاتهم جلس قليلا على السرير ثم فتح الدولاب واخرج صندوق الذهب الخاص بأمه تفحصه قليلا ثم اخرج منه قلادة صغيرة على شكل ملاك صغير كانت امه تحبها جدا وتحرص على ارتدائها منذ اهداها لها ابيه وهو قادم من احد زيارته من خارج البلاد
تفحصها قليلا ونظر لصورة ابيه وامه على الحائط والقلادة تظهر فى الصورة قبل ان يسمع طرق على الباب اعاد الصندوق مكانه واحتفظ بالقلادة فى جيبه
انتهى الفرح تقريبا فى منتصف الليل كان جاد يرتدى جلبابا ابيض وعمامه على رأسه وشال كعادتهم فى الصعيد دخل غرفته فوجد فاطنة تنتظره فى خجل وهى تضع طرحتها البيضاء على رآسها فى انتظاره
تنهد
بعمق فى جدية وهو يتجه ناحيتها وقف قبالتها ورفع الطرحة عن وجهها وشرد بعيدا فى رحيل تذكرها وتخيلها هى التى تقف امامه بابتسامتها الساحرة ابتسم هو الاخر وو
نهض فجرا من جانب فاطنة والتى وجدها تنام بجواره ابعد يدها بهدوء ونظر اليها وهويزم شفتيه مبتعدا
اخذ حمامه وارتدى جلبابه ونزل للاسف امتطى حصانه وركض به طويلا عاد للاسطبل فوجد سويلم هناك يشرب الشاى والذى استغربه
تقدم منه جاد طالبا منه ان يعد له كوبا من الشاى فناوله اياه
سويلم مش شايف انها عيبة كبيرة انك تسيب عروستك وتخرج يوم صباحيتك ياجاد
لم يجبه وارتشف الشاى فى صمت قبل ان ينهض لينصرف
سويلم صالح الجارحى سافر لها مصر من ساعه
الټفت اليه جاد متسائلا بعيناه فاستطرد سويلم حديثه بحذر
سويلم بيقولوا عملت حاډثة امبارح بالليل وجدها سافر لها من ساعه
اتسعت عينى جاد وهو يستمع اليه بلع ريقه بصعوبه وهو يسأله بإهتمام شديد
جاد بقلق حاول اخفاؤه هى كويسة
سويلم وهو يهز رآسه مش عارف الراجل بتاعى
اللى جوه عندهم بلغنى بده بس
قالها وهو يتقدم بإتجاه جاد وهو يضع يده فوق كتفه قائلا له
سويلم هو ده اللى كنت خاېف منه وحذرتك منه
ياجاد
جاد بعصبية انت عاوز ايه ياسويلم دلوقتى انتى شايفنى فين دلوقتى وهى فين
سويلم بحنان شايفك هنا بس روحك معاها هناك انا مربيك ياجاد وحافظك وعارف الڼار اللى انت فيها
جاد مقاطعا فى عصبية مالهوش لزمة الكلام ده ياسويلم
سويلم لاء له لزمةولو انا عارف انها مش فارقه معاك مكنتش قلت لك بس انا شايفك وواعى لحالك اللى اتبدل من يوم ماشوفتها ومش هفكرك تانى انها بنت مين
هز جاد رآسه قائلا عارف ومش ناسى ولا هنسى بس على الاقل اتطمن عليها
سويلم بتردد ماشى هكلم الراجل بتاعى واعرف لك حالتها دلوقتى
جاد لاء تعرفلى هى فى انهى مستشفى
سويلم مصعوقا انت ناوى على ايه
جاد بعصبية اعرفلى وكلمنى وجهز نفسك عشان هننزل مصر
سويلم غير مصدق امتى النهاردة انت بتتكلم بجد
هز جاد رأسه ونهض ممتطيا حصانه دخل غرفته فوجد فاطنة تنتظره فى حزن بعدما نهضت ولم تجده بجوارها دخل فأخرج جلبابا اخر له اخذه ودخل للحمام ارتداه وخرج وهى تراقبه سألته فاطنة
فاطنة انت لابس كده ورايح فين ياجاد
جاد مستعجلا وهو يرتدى حذائه مسافر مصر
صعقټ من حديثه انت بتهزر صح
لم يجبها فامسكت بذراعه قائله احنا فى الصباحية ياجاد اقول للناس اللى جايين يباركوا لنا ايه جوزى سابنى وسافر مصر يوم الصباحية ليه
جاد قولى اللى تقوليه انا من امتى بشغل نفسى بكلام الستات
قالها والتقط هاتفه وهو يحادث سويلم للخارج لحقت به ينزل السلالم فلحقت به كان اخوها وامه تحت يجلسان معا فوقفا عندما شاهدوهم ينزلان سويا
اندهش اسماعيل من رؤية جاد بملابسه فساله على فين ياجاد
جاد مستعجلا على مصر مشوار سريع وهرجع
ام اسماعيل پغضب ازاى يعنى هو فى عريس بيسيب عروسته ويسافر يوم صباحيته
فاطنة پقهرة قولى له ياامة بقول له كده مبيردش عليا
نظر اليها جاد غاضبا قبل ان يوجه حديثه لاسماعيل
جاد اسماعيل انا عندى مشكله كبيرة فى مصر ولازم احلها بنفسى وانت فاهم كويس يعنى ايه مشكله فى شغلنا
اومأ اسماعيل برأسه قائلا لامه وفاطنة
اسماعيل خلاص ياجماعه الليله دى وجاد هيرجع ان شاء الله واكييد لو مكانش الموضوع صعب مكانش سافر يوم صباحيته اتكل انت على الله ياجاد وابقى طمنى بالتلفون
هز جاد رآسه وهو يبتعد مسرعا
سافر هو وسويلم بالطائرة نزلا فى مطار القاهرة اشار سويلم للسيارةالتى تنتظرهم مع احد رجالهم بالقاهرة اشار جاد الى الرجل ان ينزل من السيارة ليقودها هو سآل جاد سويلم الذى يجلس بجواره
جاد كلمت الراجل بتاعك
سويلم اه هما لسه فى المستشفى
جاد وهى
سويلم هى كويسة