رواية اهلكني حبك ((كاملة حتي _الفصل الاخير)) بقلم دينا نصر
كذلك ..
نظرت حور إليها وهي تشعر بالجنون من تلك المتعجرفة التي لا تطيقها أبدا فهي قد أنهت دراستها الجامعية والآن تطلب منه هدية بعد أن أهداها أوس من قبل هدية عندما أنهت الثانوية وأيضا قد نجحت بامتياز في كلية التجارة ومنذ أن أتت من المدينة الجامعية كانت ترتدي ملابس ملفتة وكانت دون حجاب وشعرها ناعم كالحرير يتطاير حول وجهها لذا كانت حور تشعر بغيرة حاړقة منها خصوصا أن أوس ذلك الأسبوع بالكامل سيبقي بالدوار لذا كان يراها كل يوم وكانت دوما تحب أن تجذب أطراف الحديث معه وخصوصا حول إدارة العمل فهو تخصص مجالها وكان من الواضح أن أفكارها تعجبه كثيرا فهو يتحدث معها علي عكس حور تماما فهي إن كانت ظنت يوما أن الحياة مع أوس ستكون سعيدة كالحكايات الخيالية فهي مخطئه كليا فهي ما أن تزوجته وظنت أنها كأي زوجه ستتدلل عليه وتجعل حياتها معه جنة .. لكن هي اصطدمت بالواقع الأليم ففي البداية كان حالم وخيالي معها وبقي معها لمدة أسبوع يتنعمون بالحب وحلاوته وبعدها أنقلب كل شيء رأسا علي عقب فقد كان يسافر ويبقي بالقاهرة لمدة أسبوعان لثلاثة أسابيع أو أكثر وعندما كان يأتي لم تكن تستطيع التحصل عليه طيلة النهار فلقد بدا لها إن الجميع يحاول إعاقته عن الذهاب إليها وعندما يدخل لغرفته متأخرا لم يكن يتحدث معها بل يأخذها بين ذراعية ويريد فقط أن يحصل عليها وصارت علاقتهم مقتصرة بالفراش فقط وكأنها خليلة وليست زوجة وعندما طلبت منه أن تذهب لتقطن معه بالقاهرة كونه يقضي أغلب وقته هناك قال لها ببساطة
لقد مللت ألست زوجي !!..لماذا طيلة اليوم لا يمكنني البقاء معك حتى لساعة واحدة ..هل الجميع أهم مني بالنسبة لك ..
فنظر لها أوس نظرة مخيفة للغاية وقال لها پغضب
أي ملل تتحدثين عنه ..هل من المفترض أن أترك عملي و مصالح العائلة حتى أجالسك وأتناسى الجميع حتى تتخلص سيادتك من الملل الذى تتحدثين عنه
نظرت له بذهول وقالت پغضب
أنا أكرههم جميعا فهم دوما يأخذونك مني وكأنهم يقصدون التفريق بيننا
ابتعد عنها وخلع ربطة عنقه پغضب شديد وقال لها بحدة
فقالت له بسخرية غاضبة
بالتأكيد فكل ما بيننا هو الفراش فقط وأنت كل ما يهمك هي متعتك بينما أنا وما أريده فليذهب للچحيم ..أسمعني جيدا أنا لم أعد أريد البقاء بهذا المكان الخانق أكثر لذا دعنا نعيش بعيدا عن تلك العائلة ونستقل بذاتنا وليحمل كل منهم هم نفسه ويكفي أنك تتحمل عنهم أعباء العمل ..هذا شرطي يا أوس أو سيكون الافتراق هو الأفضل بالنسبة لي
أنت تخطأين بحق العائلة التي أفني جدي حياته ليجعلها متماسكة بل وتريدين مني التخلي عنهم أيضا .. يبدو أنني قد دللتك أكثر مما ينبغي لدرجة أن تتحدثي معي بهذه الطريقة وتقومين بټهديدي ..أنظري جيدا أنت تتحدثين لأوس الهلالي الذي يهتز أمامه اعتي الرجال ولن تأتي أنت وتصفيني بالحيوان الذي
لا يهتم سوي بغرائزه وإن كنت تظنين أنك بټهديدي بالافتراق سأكون خائڤ من بعدك عني
وسأصير طوع بنانك تكونين خاطئة ومن هذه اللحظة ستدفعين ثمن هذا الكلام الذي تفوهت به بلا وعي
جميعنا حملنا دون مساعدة من الأطباء وربما أنت عقيم فقط يا ابنه سلمي لذا أنسي الأمر
وأكثر من مرة أرادت طلب الخروج للكشف من أوس نفسه لكن كالعادة وجدت نفسها تدور حول حلقة مفرغة دون قرار وقال لها أوس دون أن يعبأ بالكلام
أن الرب فقط لم يأذن بعد
إلي متي يا حور ستكونين هكذا معه ومع هذه العائلة بلا هوية أنا لم أعد أعرف نفسي فلقد شخت قبل الأوان
فهي حتى بعد الزواج طلبت منه أنها تريد العمل بمجالها لكنه لم يسمح لها بهذا وعلي الرغم من هذا كانت تتدرب علي الحاسوب وتأخذ دورات مستمرة عبر شبكات الويب وقد وصلت لمرحلة من الاحتراف في مجالها لكن ما الفائدة فهي لن تعمل يوما قاطع أفكارها البائسة قول نهي
إذن سأقول لك ما هي الهدية التي أريدها .. أنا أريد العمل بالشركة بالقاهرة
دق قلب حور سريعا فتلك الفتاة جريئة وتريد العمل مع أوس بالشركة هل سيوافق أوس فقال سالم الهلالي والد نهي مبتسما
إنها فكرة جيدة حقا يا أوس لما لا نستغل مهارات نهي بالعمل وهي شخص نستطيع ائتمانها علي أسرار العمل أليس كذلك..
رد أوس بهدوء قائلا لعمه
سأفكر بالأمر يا عمي ففي الواقع كنت بالفعل أحتاج شخص موثوق به في الحسابات بعد حاډثة الاختلاس الأخيرة
فنهضت نهي من مكانها قائلة بحماس شديد
أرجوك وافق يا أوس وأعدك لن ټندم فأنا ماهرة جدا في الحسابات
قال أوس لها باقتضاب
توقفي عن توسلاتك فسبق وقلت سأفكر بالأمر
كل يوم ..هذا حقا ما لن تتحمله أبدا سمعت مريهان تقول بدلال
أنت حقا شيئا ما يا نهي تريدين العمل لماذا فقط لا تتزوجي بهدوء وتعيشي مرفهة مثلنا فالعمل للرجال
ابتسمت نهي قائلة لها بسخرية
أنا لست مثل أي أحد ..فالزواج ليس أحد
أولوياتي حاليا فأنا أريد إثبات ذاتي في مجال العمل فأنا التحقت بكلية التجارة مخصوص لأبدأ العمل بالشركة
دخلت حور غرفتها بعد انتهاء ذلك اليوم الكئيب وغيرت ملابسها پانكسار وعندما دخل أوس الغرفة هو الأخر ابتسم لها ثم دخل المرحاض وظلت هي پضياع شتت أفكارها وجعلها تتبعثر
أنا متعبة تصبح علي خير
وأعطته ظهرها وأغمضت عيناها أما هو حدق بها جيدا وسمعت صوت تنفسه المرتفع دليل علي غضبه لابتعادها عنه بهذا الشكل وبعدها قال بضيق شديد
وأنت أيضا
و هي كانت تتقطع من الألم بالداخل فهذه أول مرة لها ترفض العلاقة الحسية معه وهو حتى لم يعبئ بسؤالها مما تعاني لا تدري منذ استقرار نهي في الدوار ومحادثتها مع المستمرة مع أوس وهي تشعر بعدم الرضا بعد الآن بحياتها تشعر إنها تعيش كالمېت الحي .. فهي بالكاد تري أوس وفقط يجمعهم الفراش وهو لا يرضي الجانب العاطفي والروحي لديها علي الإطلاق وأيضا رفضه لها أن تعمل جعل حياتها فراغ كبير و المضايقات من حماتها فاديه كانت تنغص عليها حياتها لكنها لم تستسلم يوما لتلك المرأة الشمطاء فهي كانت دوما ترد عليها ببرود وتأخذ حقها بأدب واستفزاز مما كان يجعل فاديه لا تطيقها أكثر..نزلت دموعها بهدوء علي وجنتها وحماتها فاديه تجد الجراءة دوما لتعايرها بعدم الإنجاب وتهددها أن هناك من ستنجب له الولد غيرها كان ذلك الكلام ېجرحها بشدة ويشعرها بعدم الاستقرار في حياتها مع أوس وحتى سلمي صارت تتلاشي التحدث عن أوس وما يفعله معها أو تذكر الأمور بطريقة مقتضبة لأن سلمي دوما تعنفها علي تخاذلها الشديد في علاقتها مع زوجها وتواجهها بحور المقاتلة التي عرفتها دوما والتي لم يعد موجود منها بداخلها سوي سراب متهدم أكل عليه الدهر وشرب .. فأغمضت عينيها تجبر نفسها علي النوم و أخيرا بعد وقت طويل غلبها النوم.
بعد مرور شهر
نظرت الى جسد جدها المسجى على الفراش تكاد لا تصدق نفسها