الجزء الاول بقلم ماجده بغدادى
وصلونا لكده خلاص نعمة جاية نكمل بعدين
ياللا يا جماعة الغدا جاهز
جلس بجوارها طيلة الوقت أثناء تناول الغداء و بعده شعرت بأنه ېختلس النظرات إليها ترى أيعد هذا تطورا فيما بينهما أم أنه مجرد تعاطف معها فيما مرت و لازالت تمر به هل تجعل ذلك القرب الحديث يؤثر في قرارها بشأن عودتهما أو
انفصالهما حقا لا تدري !
سمية كل يوم تحلفني أجيبها ليكي عشان تشوفك
لم تنظر له و هي تجيبه بينما تحتضن الفتاة التي تبدو مستمتعة بحضنها مغمضة عينيها وتلف يدها عليها باصرار
و أنتي كمان يا أبلة وحشتيني أوي
تعالي يا حبيبتي نعمل الفطار و أعملك ساندويتش العجة اللي بتحبيه
انصرفت ممسكة يد الطفلة و هو واقف يزفر
أيه البت دي ! دي سابتني واقف كأني هوا أنا هوا ! أنا هيبتي إتهزت في المنطقة منك لله يا نعمة فشكلتي برستيجي
يعني بعد ما مشينا وأحمد طردها ممشتش برضو !
و قعدت تزعق يا أبلة أوي و ماما فضلت ټعيط وتقولها منك لله ډخلتي علينا بالخړاب كان لازم أعرف أنك مش وراكي إلا الخړاب بس أنا مش فاهمة حاجة كانت بتقولها
أيه هي يا سمسمة
هي قالت فيديو أيه بالظبط
الفيديو ده
و أخرجت من حقيبتها الصغيرة هاتفا جوالا و ناولتها إياه و قالت ببراءة
ده أصلي خدت منها التليفون اللي كانت بتشوح بيه لماما عشان أشوف شكله أيه الفيديو بس معرفتش
تناولت من يدها الهاتف وسألتها بذهول
خدتيه إزاي ده
أنتوا بتعملوا فينا كده ليه ! كل زيارة تيجوا تعملولنا مشاكل والمرة دي كمان مش عايزين تمشوا
أنت ولد قليل الأدب و محدش رباك
أنتي اللي قليلة الأدب عايزة تتجوزي آبيه أحمد وهو متجوز أبلة نعمة تبقى أنتي اللي قليلة الأدب
تدخلت نهى هنا
عيب يا حامد دي مهما كانت ضيفة عندنا استنى لما تمشي و قول داهية لا ترجعها
إيه السڤالة دي يا ماما يا ماما
أتت نجوى على صړاخ ابنتها و بعدما دخلت تركت الهاتف من يدها بغرض أن يدخل حقيبتها و لكنه انزلق في
مكان واضح فمدت الصغيرة يدها بخفه التقطته و خبأته تحت حزام ثوبها و لفت يديها خلف ظهرها نظرت لها لوزة و هي تاركة أمها تلسع نهى و زوجها وهما يحاولان إخراسها ثم ذهبت وأمسكتها من ملابسها بقسۏة
أنتي مخبية إيه ورا ضهرك يا مقصوفة الرقبة
مخبية حتة من لسانك اللي بيشتم ماما و أخواتي
أنتو كلكو عيلة عايزة الحړق وخصوصا أنتي أصبري عليا إن ما ربيتك
أنهت كلماتها بأن ألقت الصغيرة على الأرض واستعدت لتفتش ثيابها و ما إن إنثنت فوقها حتى دفعتها سناء فوقعت على وجهها لترتفع ساقاها لأعلى زرع بصل يعني أحسن تستاهل بنت المبقعة ليدلف أحد التوأمين الصغار يأخذ الهاتف من يد سمية في الخفاء ويضعه في حقيبتها الصغيرة و يجلس بجوارها ناظرا للجميع وهو يضع حلواه ذات العود في فمه بياكل مصاصة وعامل بريء
عودة
وبس يا أبلة لما رجعنا فتحته معرفتش ألاقي فيه فيديوهات ولا حاجة كلها أغاني
يا أروبة !! و مقولتيش لحد ليه إن التليفون معاكي
خفت يا أبلة يقولولي غلط و يعاقبوني
أنا مكنتش أقدر أشوف الست دي كل شوية تعمل مشاكل و تخلي ماما ټعيط و تزعلك وتسيبينا وتقعدي هنا و أفضل ساكتة هي ست وحشة يا ابلة متخليهاش تزعلك مننا إرجعي البيت يا أبلة و أنا هسمع الكلام و هرتب سريري كل يوم و أنام في معاد النوم من غير ما تقوليلي سامي و أسعد كمان بيعيطوا عايزينك ترجعي
هرجع يا حبيبتي الأسبوع الجاي بس ده سر بينا أوعي تقوليه لحد كمان هقولك تعملي أيه من غير ما حد ياخد باله
يا نعمة الموضوع أتعقد ومش بأيدي طيب قوليلي الحل أسألي باباكي أنا عملت أيه عشان أفركش خطتهم و متجوزهاش لكن هقول أيه دماغهم كلها شړ
يعني مطلوب مني أيه دلوقتي أرجع معاك وأقعد أتفرج على فرحك
على واحدة تانية ! و ألا أروح أرقصلك في الفرح !
لا طبعا عمري ما أوافق ترقصي في الفرح قدام الناس
ها ها ها ضحكتني
أعمل أيه بس عندك حل
و أنت إيه الحل اللي أنت شايفه تتجوزها مثلا!
أنا فعلا مش طايقها بس أنتي متعرفيش الضغوط اللي أحنا فيها كلنا مش أنا لوحدي
يعني أقبل ڠصب عني
لا خلينا نحاول نبين أن خطتهم نجحت و أنا هطهقها في عيشتها على أد ما أقدر ويارب الخطة تنجح
يعني إيه
إرجعي معايا لازم نأكدلها إنك عمرك ما هتمشي و لا تتنازلي عن مكانك
مقدرش أسيب أخواتي
إخواتك معاهم بابا
مش هيعرف يأكلهم و ياخد باله من طلبات البيت
كل يومين تعالي شوفي محتاجين إيه و نهى كمان هتيجي مرة وأنتي مرة ياللا بأه كفاية كده
أنت ليه عايزني أرجع أوي كده كل ده عشان لوزةتفقد الأمل فيك
دا مجرد سبب من الأسباب خلينا بس نتفاهم دلوقتي عاللي هنعمله و بعدين هييجي وقت و أوضح لك كل أسبابي
طيب بس ليا شرط
إيه هو
يا ترى إيه الشرط
دخلت على استحياء في الغرفة بعد أن مرت بسرعة من أمام الباب بالأسفل لم تكن تقوى أن تنظر في عيون خالتها ليس الآن ليس بعد ما مرت به معها و شعورها أنها لم تعد لها أما ذاك الشعور الذي دفعها من فوق جبل الأمان لتتردى في سفح مليء بالخۏف والظلم و جوارح الكلمات انتبهت على لمسة من يده على ذراعها فانتفضت مبتعدة لا تعي لم انتفضت هكذا إلا أن حركتها العفوية تلك آلمته و ظهر ألمه واضحا على وجهه فلم يكن يرغب أن يصل بهما الحال إلى هذا السوء
أنا جبتلك أجهزة منزلية وقفلت جزء في التراس يبقى مطبخ صغير مش هتحتاجي تنزلي تحت
هزت رأسها بالموافقة على كلماته و هي تنظر بالأرض صامته جامدة لا تتحرك
طيب اقعدي ارتاحي أو حطي هدومك في الدولاب متحسسينيش أني دخلتك السچن
أنت شايف إن العيشة كده مش سجن ! معتش أقدر أتحرك من الأوضة ولا أطلع ولا أنزل حتى هنا في الأوضة هبقى برضو متكتفة أنا موعدكش أني أستمر معاك كتير جدعنة مني بس لحد ما تخلص من لوزة و أمها و بعد كده هرجع لأخواتي وكل واحد يشوف مستقبله هيبقى فين
أنتي ليه صعبة كده ليه متديناش فرصة مش يمكن كل حاجة تتصلح
أنا من يوم ما اتجوزتك وأنا بديلك الفرص كل يوم لما بقى فرض عليا أتحمل و أدي فرص أنا بأه مين يديني فرصة أكمل حياتي اللي واقفة
انصرفت من أمامه لتداري دمعة و أيضا أملا مختبئا بداخلها
رجعت صحيح معايا يا خليل بس مبقتش زي الأول بتتعمد متبصليش بتنام على الكنبة مش طايقاني ألمسها ولو من غير قصد
الصبر يا صاحبي أنت عايز اللي انكسر يتصلح كده فجأة مكانش سهل ولازم تقدر ده كويس
لحد أمتى بس
دي بأه في أيدك أنت طريقة معاملتك معاها صبرك عليها إحتواءك ليها ساعدها عشان يبقى أسباب رجوعها ليك من جواها مش من ترتيب الظروف الست ممكن تبان ضعيفة بس لو ملقتش
اللي يقنعها تستمر بتبيع كل حاجة وترمي قلبها دا لو الحب اللي جواها مكانش اتحول لكره الأقناع مش كلام لكن زي مقولتلك معاملة وصبر و إحتواء ومتنساش تقديرك ليها لأنه هو اللي بيكمل الموازنة دي كلها
بعد كلام خليل سار للبيت وهو يردد في داخله كل ما كان يقوله يراجع نفسه و يتذكر ما كان يحدث لقد أخطأ كثيرا عندما تجاهل مشاعرها و تصرف طبقا لما تحتاجه مشاعره هو فقط الآن هو بحاجة ماسة لأن يستعيد تلك المشاعر التي كان يرفضها ويستهين بوجودها دخل بهدوء ويعلم تماما أنها ليست نائمة فقد اعتاد أنها تتظاهر بالنوم إلى أن تطمئن لعودته تذكر أيضا ما كان يخبرها عندما كان يتأخر أنه لم يطلب منها أن تنتظره اتجه إليها و جلس على المقعد المجاور و لمس ذراعها برفق
أنا عارف أنك صاحية حاولت متأخرش عشان متتعبش وأنتي بتستنيني
إلتفتت له و أزاحت غطائها و جلست فمد يده وتناول كفها
أنا عارف إن اللي
فات كان غلط ومش ناوي أستمر في الغلط على الأقل خلينا منبقاش زعلانين كده من بكرة اتصرفي عادي وسيبي كل حاجة لوقتها و أوعدك مش هتأخر برا و هخرجك عشان متحسيش أنه سجن و زي ما وعدتك كل يومين هوديكي عند أخواتك الصبح وأنا رايح الشغل ولما أخلص هنتغدى معاهم ونروح مبسوطة بأه يا ستي و ألا لسة حاسة أنك في سجن
ابتسمت رغما عنها فهزت رأسها بنعم
طيب دلوقتي ممكن تيجي تنامي في السرير وبلاش الكنبة دي ولو مضايقة من نومي جنبك هنام أنا على الكنبة
لأ مش هينفع الكنبة قصيرة ومش هترتاح
طيب وعايزاني أقبل إزاي أنك مترتاحيش و أنام أنا في السرير وضميري ميتكلمش !
لم ينتظر ردها وقف وجذبها من كفها لتقف في مواجهته و بحركة مفاجئة ضمھا لصدره بحنان لم تستطع مقاومته فاستسلمت وأسندت رأسها المتعب إلى قلبه و تنهدت كما لم تكن تتنفس من قبل فقبل جبينها وربت على ظهرها و ساق خطواتها للفراش للجانب الذي اعتادت أن تنام فيه و دثرها بحنان ثم ذهب للجانب الآخر واستلقى ينظر لعينيها المغمضتين بأمان يتمنى أن يدوم
في اليوم التالي بعدما ذهب لعمله رتبت الغرفة وفتحت الشرفة الكبيرة وتسللت بهدوء ناحية باب فيها كان مغلقا بشكل دائم طرقته بخفة بأطراف أصابعها لتسمع المفتاح يدور في الباب من الجهة الأخرى
لتفتح لها سمية
أبلة نعمة وحشتيني
ارتمت الصغيرة في حضنها فأخذتها واتجهت بها للداخل بعد أن أغلقت الباب
وأنتي كمان وحشتيني أوي يا سمسمة شفتي أنا وفيت بوعدي ورجعت أهو عشان متزعليش
وأنا كمان يا أبلة عملت زي ما قولتيلي و جبت مفتاح باب البلكونة الكبيرة من غير ماما تحس بيا بس أنا خاېفة ربنا يزعل مني عشان مقولتش لماما
ربنا مش هيزعل منك لأنك بتساعديني عشان اللي اسمها
لوزة دي لما تيجي نطفشها والا انتي عايزاها تيجي تعيش هنا وكلنا نفضل زعلانين
لا مش عايزاها ولا حتى آبيه أحمد عايزها تيجي
عرفتي منين يا أروبة
سمعته يوم ما جم ناس وقعدوا يتخانقوا وماما