الزوجة الثانية
ببرود وهي تلقي الوشاح على جنب .ليرد هو
جاي لمراتي ايه ممنوع !
انا مش عايزة بس أمك تقول اني بحاول أسرقك من مراتك التانية وأنت أصلا أخر اهتماماتي ...فياريت تروح عندها وتسيبني في حالي ...
ثم سحبت الفتيات ودخلت بهما الى غرفة الاطفال وأغلقت الباب بقوة ...
زفر مراد بحنق ...مشاكله مع منار تزداد ولا تقل...عاجز تماما عن ارضائها !!!
ذهب مراد الى هنا ....
وجدها ما زالت نائمة على الفراش وهي
تصاعد الڠضب داخله ولكنه سيطر على نفسه..ثم مد يده وهزها بخشونة وقال
هنا اصحي ...يالا اصحي ...
فتحت هنا عينيها بصعوبة لتشهق وهي تجده أمامها ...
المهم دلوقتي جهزي نفسك عشان هتساعدي امي في شغل البيت ..
أفندم!
قالتها بنبرة باردة ليكمل
لا انت شكلك مش فاهم كويس ..أنا مراتك مش خدامة للست الوالدة .. علي الله يرحمه طول حياته مطلبش مني أنزل واخدم وأكيد ده مش هيحصل بعد مۏته !!!
قالتها هنا بقوة وهي تنظر إليه ...تلعثم مراد قليلا وقال
محدش قال هتخدمي أنت بس هتساعدي ماما زي ما منار هتعمل الشغل كتير و ...
أنا واثقة ان منار ووالدتك هيقدروا يتصرفوا زي ما كانوا بيتصرفوا قبل كده...أنا مش هنزل وأحط ايدي ..لو حابة أساعد هساعد وهيكون الموضوع بمزاجي أنا مش بمزاج والدتك ...أنا مراتك مش خدامة !!!كفاية عليا شغل البيت اللي أنا كمان مش مضطرة أعمله بس بعمله ...وحاجة كمان أنا عايزة أعزل عن أهلك مبحبش حوار الاختلاط الكتير بيجيب مشاكل وبيزود العشم
مراد قال
ده مش طلب يا هنا ...أنت هتنزلي وتساعدي أمي من غير أي نقاش ..
فتحت فمها لتعترض ولكنه عصر ذراعها بشكل أقوي وقال
يالا يا هنا ...انزلي من غير أي كلام.!!!
........
بعد نصف ساعة ...
كان مراد من والدته وقال
هنا هتساعدك النهاردة يا أمي ...
ابتسمت صابرين وقالت
منار مش هتقدر تساعدك النهاردة يا حماتي للأسف...
كان هذا صوت منار المستفز وهي .
نظر مراد بحيرة الى منار التى ترتدي سترة سوداء اسفلها قميص وردي وبنطال اسود واسع ...تلف حجابها بطريقة عصرية وترتدي نظارة شمسية وعلى شفتيها ابتسامة غامضة ...
نظرت إليها حماتها من أعلى إلى أسفل وقالت
...
وضعت منار كفها على قلبها وقالت بنبرة درامية
وأنا اقدر برضه يا حماتي اطلع من غير اذن جوزي ...
نظرت الى مراد وقالت
مش قولتلك يا حبيبي الأسبوع اللي فات أن السبت ده معايا مقابلة في الحضانة عشان ماسة وملك ....وانت عارف ان الحضانة دي انترناشونال وكويسة اووي ومش هلاقي زيها عشان كده مقدرش الغي المقابلة ...
ازدادت ابتسامتها اتساعا وقالت
بس أنا واثقة ان ضرتي هتقدر تقوم بالواجب وزيادة وبكل حب مع حماتي العزيزة...ربنا يديم الحب بينكم يا حبايبي يالا تشاو ..
يتبع
الفصل الثامنخطة جديدة .
سأعلم قلبي ألا يحبك بعد الآن ...سأعلمه أن الاشتياق لك چريمة يجب العقاپ عليها
.......
شوفتي لما عملت اللي قولت عليه وشك نور ازاي !
قالتها تقى لمنار .والتي كانت جالسة براحة على المقعد بإحدى الحدائق العامة ..
ابتسمت منار براحة وهي تنظر لطفلتيها التي تلعبان....كانت تشعر أخيرا بقليل من السکينة بعد أن كادت تفقد عقلها اليومين السابقين ...تنهدت منار وهي تنظر إلى تقى وتفكر أنها محظوظة للغاية لوجود تقى في حياتها ... من كان يتخيل أنها وتقى سيلتقيان مجددا...وسيتفقان أيضا ...فبعد أن فقدت الأمل وتخلى عنها شقيقها اتت تقى وأعطتها أمل جديد ....تذكرت منار لقاؤها معها وكيف تغيرت بعد أن قابلتها ...
فلاش باك ...
....
بعد حديثها هذا مع شقيقها شعرت وكأنها نالت طعڼة قوية في قلبها ....لن تصدق أن من من ډمها سوف ېخونها بتلك الطريقة ...شعرت بالفعل ان قلبها ېنزف ....
منار ازيك !
صوت ناعم أخترق عقلها لتنظر لمصدر الصوت وتجد فتاة جميلة تنظر إليها بذهول...
تقى!
قالتها منار بإنزعاج وهي تمسح دموعها بسرعة ...هي لا تحب تلك الفتاة ...رغم أنها قريبتها من بعيد حيث أن والدة تقى تكون ابنة عم والدتها رحمها الله ولكن رغم هذا لم يتفقا منذ صغرهما وكان بينهما نفور متبادل حتى سافرت تقى إلى الأمارات مع والدها بعد ۏفاة والدتها حينها كانت ما زالت بالثانوية واكملت دراستها هناك وحتى أنها درست بكلية الطب وانقطعت أخبارها تماما ...
اقتربت تقى بذهول وهي تبتسم وتقول
بقيتي اجمل بكتير من الاول يا منور ...جيتي على الجواز ..أنا هتجوز كمان عشان أبقى حلوة زيك ....
أنت بتعملي ايه هنا !
قالتها منار ببهوت لتضحك تقى وتقول
بقالي اسبوعين جاية من الامارات قولت هقضي في مصر الإجازة قبل ما ارجع الكلية تاني . ..
أنت لسه بتدرسي !
قالتها منار بحيرة وهي تتذكر أن تقى اصغر منها بخمس سنوات فهي في السادسة والعشرون وتقى في الواحد و العشرون من عمرها ...
هزت تقى رأسها وقالت
أه والله الطب وسنينه الواحد حاسس نفسه عجز في الكلية دي ...أنا لما رجعت وقابلت سالم قالي أنك اتجوزتي من خمس سنين ...بجد فرحتلك اووي تعالي نروح بيتي واحكيلي بقا على حياتك حلوة ازاي مع جوزك والقطاقيط الصغيرين ... سالم قالي عليهم أنا لازم اشوفهم و...
فجأة قاطع كلام تقى المتحمس انفجار منار بالبكاء في الشارع !!
منار !!!
قالتها تقى پصدمة وهي تنظر إليها پصدمة ...كانت منار تبكي بشكل ېمزق القلب ...تبكي بطريقة جلبت الدموع لعيني تقى عسلية اللون ...
أمسكت تقى كف منار وقالت
تعالى ...تعالى معايا
وبهدوء ذهبت منار مع تقى دون أن تجادلها....
.....
في منزل تقى ...
بعد أن هدأت منار وبدأت تقول كل شئ لتقى ...كانت لا تريد أن تحكي لها أي شئ ولكن لا تعرف لماذا انسابت الكلمات من فمها بسهولة وهي تبكي .....أخبرتها عن خېانة زوجها لها ...أخبرتها عن خذلان سالم لها ....أخبرتها كل شئ ...
بعد أن أنتهت منار من حديثها وهي تجفف دموعها...أمسكت تقى كفها وقالت
متزعليش أنا معاكي ..
نظرت إليها منار پصدمة لتقول تقى
أنا معاكي متقلقيش يا منار ...أنا هساعدك ...
باك ...
عادت منار من شرودها وهي تنظر إلى تقى التي تنظر إلى الأطفال وتضحك وقالت
أنا بفكر أتطلق يا تقى ...الاول ادور على شغل عشان اقدر استقل ماديا وبعدين ارفع خلع وابعد ...مش هقدر اعيش بالشكل ده ...انا بمۏت كل يوم وانا بشوف الحب في عينيه ليها...الحب اللي كان مفروض يكون ليا أنا !!!
طيب وبعدين !
قالتها تقى لتعبس منار وتقول
بعدين ايه !
وبعد ما تتطلقي ايه اللي هيحصل يعني قوليلي!...هتستفادي ايه !ھتحرقي قلبه !أنت ذات نفسك بتقولي أنه هو حاليا بيحب هنا فمش هيكون الموضوع مزعج بالنسباله فاللي هيحصل كالأتي ..أنت هتتطلقي وتبعدي ببناتك عن ابوهم وتحرميهم أنهم يعيشوا في العز بتاعه وتخلي هنا وابنها يعيشوا متهنيين وتحرمي ولادك ...أنت شايفة أن ده صح يا منار....
عايزاني احارب عشانه وفي الاخر اخسر واتقهر ...
متحاربيش عشانه ..حاربي عشانك أنت !!!حاربي عشان تثبتي مكانك في حياته عشان لو مشيتي تكون ضاربة قاضية ليه....حاربي عشان عيالك يا منار ....مش كل حاجة طلاق طلاق نفكر شوية...
نظرت منار إليها بعيني حمراء بفعل البكاء وقالت
بس ...
مبسش ولا حاجة ...أنت في ايديك ترجعيه ليكي وهيبقى مچنون بيكي ...خليه مچنون بيكي وبعدين ابعدي ولما يتعلم
الأدب ويقول حقي برقبتي أرجعي تاني او مترجعيش وقتها يكون قرارك بس لازم يدفع التمن صح ولا لا !
........
عادت منار الى المنزل وكلام تقى يدوي في عقلها ...لا يتركها أبدا....ولجت للمنزل هي والفتيات لتجد مراد أمامها يجلس على الأريكة براحة ...اندفعت كلا من ملك وماسة إليه في سعادة ثم عانقاه ...
ايه عملت ايه في المقابلة !
ابتسمت له وقالت
كانت هايلة وقريب البنات هيداوموا ...
ابتسم وقال
كويس ....
عبست وقالت
بس أنت ايه اللي جابك هنا مش مفروض تبقى عند مراتك التانية أنتوا متجوزين من قريب ميصحش كل شوية تيجي لمراتك الأولى مش عدل كده ...
نظر إليه بدهشة فأكملت
روح يا حبيبي لمراتك التانية عشان متشيلش ذنب انك ظلمتها أنا بحبك وخاېفة عليك تأخد ذنب ...
لا لا اكيد وقعتي على راسك...
قالها بذهول ولكنه عجز عن اخفاء الضيق بصوته ...كيف تقول هذا بسهولة ...ألا تغار عليه !!
ليه يا حبيبي أنا بنصحك ...كفاية كده روح لمراتك التانية يالا ومن النهاردة لازم تعدل بيننا ...
ابتسمت ابتسامة جميلة في وجهه وقالت
حاجة تانية يا حبيبي أنا بدأت بجد أتعب ...ضهري بدأ يوجعني بسبب اني بنزل لتحت وبخدم وحقيقي عايزة الفترة دي أرتاح شوية فممكن يا حبيبي تقول لحماتي تديني راحة بس أسبوع عشان كمان ورايا حاجات كتير أعملها ...
نظر إليها بضيق وقال
ومين هيساعدها يعني يا منار ...
هنا طبعا ...واثقة أنها هتقدر تشيل شوية بس الأسبوع ده وانا من الاسبوع اللي جاي هشيل البيت ..معلش يا حبيبي تقلت عليك...
تنهد مراد وهو ينظر إليها هو لا يصدق ولكنها أظهرت استسلامها له بشأن زواجه من آخرى وهذا جيد ...ابتسم أخيرا وقال
اللي تحبيه يا حبيبتي متنزليش عند ماما الأسبوع ده أنا هخلى هنا تنزل !
يتبع
الفصل التاسع هزيمة جديدة
وها أنا أمام عينيك أسقط
سولييه نصار
......
مر اسبوع ...
وقد أحضر مراد عمر أبن على وهنا للمنزل وتم تقسيم ايام مبيت مراد حيث انه ينام عند هنا يوم وعند منار يوم ... وكان الوضع هادئ نوعا ما ..منار لا تفتعل أي مشاكل وهادئة بشكل غريب ...
.........
في منزل مراد ومنار ...
خلدت ملك وماسة الى النوم لتستعد منار لزوجها فاليوم هو يومها ...
أرتدت الغلالة الاجوانية المفضلة لديه ووقفت امام المرآة وهي تتزين ...وضعت احمر شفاه وكحل ومورد الوجنتين وماسكارا ...ثم تركت شعرها الأسود الجميل منسدلا ...تراجعت للخلف وهي تنظر الى نفسها بفخر وقد شعرت بالفعل أنها الاجمل على الاطلاق ..
ذهبت مسرعة الى طاولة الطعام وانتظرت بحماس مراد ...
جلست على المقعد وهي تنظر الى أصناف الطعام التي يحبها والشموع التى تزين الطاولة ...
بالأسفل. ...
أتي مراد من العمل أخيرا ...انها من المرات النادرة التي يتأخر فيها في العمل بسبب الضغط الواقع على المكتب ....ابتسم وهو يتذكر ان اليوم سيذهب الى منار ......لا يصدق ان منار أخيرا تقبلت الواقع ولا تثير أي مشاكل ...اصبحت اكثر تفاهما معه ...حتى انها لا تغضب عندما يذهب الى هنا ...تنهد بضيق وهو يتذكر ان هنا رغم محاولاته لا تسمح له ...هي تبني بينهما حاجز قوي يصعب تجاوزه...هل سيذوب يوما الجليد التي تضعه بينهما ...
في منزل هنا ...
قبلت رأس ابنها الصغير بحب عندما نام وقررت أن تذهب هي أيضا