الأربعاء 27 نوفمبر 2024

لعبه بقلم يسرا مسعد

انت في الصفحة 47 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


النظام ده ...احضر لحضرتك الفطار
جاسر لا انا مش عاوز اكل اعمليلى بس فنجان قهوه
رد عليه سليم بكلامات لم يفهمها فنظر له جاسر وقال مشفقا سالى بس هيا اللى بتفهم انت بتقول ايه وعايز ايه ..هيا وبس يارتنى كنت ااقدر افهمك
ابتسمت نعمات وقالت ده على طول ااالى
ااالى ..حتى لما كنا فى القصر هناك كان ينده عليها ويقولها

ااالى ...ربنا مايحرمكوش من بعض
جاسر من كل قلبه امين يارب ..امين
تناول جاسر قهوته ونظر الى ابنه وداعبه قليلا ثم قال انا خارج يا داده ...مش هوصيكى ..خدى بالك منهم
نعمات من عنيا ...هيا سالى هانم تعبانه ولا حاجه
جاسر اهه ..اه اه يعنى مرهقه شويه ..لو فيه حاجه كلمينى على طول يانعمات انا فى المكتب وانا هبقى اكلمكو كل شويه كده اطمن ..ماشى
نعمات ماشى يا بيه ربنا يطمنك ...مع السلامه
خرج جاسر واتجه الى عمله مبكرا حتى لا يتسبب وجوده فى مزيد من الضيق لزوجته
استيقظت سالى فى العاشره صباحا شاعره بالصداع الشديد فقامت واغتسلت وارتدت ملابسها ونزلت للطابق السفلى على حذر
قابلتها منيره والتى كانت
تنظف غرفه المعيشه على عجاله وقالت لها صباح الخير يا هانم
سالى صباح النور ..انتى منيره
منيره ايوا يا هانم اؤمرى 
سالى الامر لله ..امال فين نعمات 
منيره بره فى الجنينه بتلاعب البيه الصغير وجاسر بيه اتصل من شويه يطمن عليكم
هزت سالى رأسها وقالت هوا خرج امتى 
منيره اظن على سته كده نعمات هيا اللى كانت صاحيه
سالى ماشى يا منيره
منيره تحبوا تتغدوا ايه النهارده ياهانم والغدا اعمله الساعه كام
سالى اى حاجه ...المهم خلى فى خضار ولسليم الصغير وعلى 1 الضهر كده بيتغدى
منيره وحضرتك هتستنى البيه
سالى بضيق ساعه الغدا يحلها حلال ..روحى انتى دلوقتى يامنيره
منيره احضر طيب لحضرتك الفطار
سالى لاء بس اعمليلى كوبايه نسكافيه
منيره من عنيا ..عن اذنك
خرجت سالى الى الحديقه
ورأت نعمات تداعب سليم والذى ما ان رأى سالى حتى جرى نحوها بقدميه الصغيريتين صارخا ..اااالى ...بفرح شديد ضاحكا بسرور
دلف اسامه الى مكتب جاسر فوجده جالسا مديرا له ظهره ناظرا الى خارج النافذه فقال السلام عليكم
لم يرد جاسر فاقترب منه اسامه مرددا السلام عليكم ....هاااااى جاسر ...انت فين يا اخى 
انتبه جاسر واستدار له سريعا وقال هه
اسامه ايه يا جاسر مالك.. بقالى واقف من بدرى وعمال اقولك السلام عليكم وانت ولا انت هنا ايه ...اللى واخد عقلك
جاسر دماغى اصلها مشغوله شويه
اسامه سلامه دماغك خير الساعى قالى انك جيت الساعه 6 ونص الصبح.... ايه جاى تبيع لبن
جاسر كنت عايز ايه اسامه ...الله يكرمك انا مش فايق ودماغى مش فيا
اسامه عا رف ..عارف اللى حصل
امتقع وجه جاسر وقال عرفت ...هيا قالتلك
اسامه ااه ...بس انت لازم تصالحها ماينفعش اللى انت عملته برضه
جاسر حاولت يا اسامه حاولت كتير بس هيا مادتنيش فرصه
اسامه مانت عارفها هيا طول عمرها كده ...وبعدين احنا لازم نستحملها هيا برضه كبرت فى السن
جاسر متعجبا انت بتتكلم عن مين
اسامه باستغراب عن مين ...عن ماما طبعا ..انت
مالك النهارده فيك ايه ماتفهمنى يا جدع انت
حرك جاسر يده بحركه لامباليه وقال يا اخى ..انا افتكرتك بتتكلم عن .....
اسامه عن مين سكت ليه 
جاسر ابدا ماتشغلش بالك
اسامه ما اشغلش بالى ازاى وانت فى دنيا غير الدنيا مالك بجد ...انت متخانق مع سالى 
هز جاسر رأسه ايوه ...وعايزه تسيب البيت وطالبه الطلاق
شعر اسامه بالقلق الشديد وقال ايه ..تطلق ..ليه انت عملتهلها ايه
جاسر بكآبه مش هينفع ااقولك
اسامه مش هينفع تقول.. ولا مش عايز ...ومكسوف تقول ...ما اصل انا عارفك
جاسر ااوووه بقى يا اسامه يا اخى انا فيا اللى مكفينى ومش ناقص تبكيت ...
اسامه ماشى خلاص ..خلاص ..المهم ..حاول تصالحها وتقرب منها وفك شويه من العقد والكلاكيع اللى جواك دى ..سالى بنت حلال ولو لفيت الدنيا ماهتلاقى ضفرها وبعدين انتم الاتنين بتحبوا بعض
جاسر بحزن لكن هيا مش حاسه انى بحبها ..وخلاص هيا دلوقتى بتقول انها بتكرهنى
اسامه الستات دايما تبالغ وبعدين ماتخدتش على كلامها فى لحظه ڠضب استناها لما تهدى خاالص وبعدين ان شاء الله هتلاقى المايه رجعت لمجاريها ..وبلاش تحتك بيها دلوقتى فى اى حاجه سيبها على راحتها خالص ..بس شكلك عملت مصېبه عشان تخليها تطلب الطلاق وهيا مطلقه قبل كده ..ده يظهر انك جبت اخرها
جاسر هيا مصېبه بعقل ..انا مش عارف انا عملت كده ازاى اصلا ...هتجنن انا عمرى ماكنت كده ... عمرى فى حياتى ماعملتها
اسامه اوعى تكون ضړبتها
جاسر ضړبتها ياريت ..يمكن كان ساعتها الموضوع يكون اهون
اسامه امال عملت ايه 
طأطأ جاسر رأسه بخجل
وقال بصوت خاڤت اخدت حقى
اسامه وايه المشكله هوا انتو كنتو لسه كل ده 
حكى جاسر لاسامه مافعله زياد من اخبار سالى حقيقه امر زواجهم وصولا لاتفاقهم انها ستكون ام لسليم فقط لاغير
اسامه طيب وبعدين ..بعد ما اتفقتوا على كده واخذتك الجلاله وكبريائك نقحت عليك اكيد ...ايه اللى حصل بعد كده واخدت حقك ازاى
جاسر بصوت مكتوم بالعافيه
اتسعت عينا اسامه وظل ينظر لبرهه لاخيه فى دهشه وقال انت اكيد اټجننت ...هيا دى الرجوله تستقوى على مراتك ياجاسر
جاسر بعصبيه ابوس ايدك يا اخى انا مش ناقص انا من امبارح مانمتش ومش عارف اعمل ايه اخليها تسامحنى ..انا تعبان ومش طايق ابص حتى لروحى فى المرايه وبناقص الكلمتين اللى هتقولهم وفرهم على روحك وعليا الله يخليك وسيبنى فى
اللى انا فيه
اسامه طيب ..طيب خلاص ..هدى اعصابك ...لا حول ولا قوه الا بالله ...هقولك ايه اللى حصل حصل ..ربنا يسترها معاك ويهديكم انتم الاتنين ...يعنى مش هينفع تيجى النهارده معايا القصر تعتذر لماما
جاسر انا ماغلطتش على فكره عشان اعتذر
اسامه معلش يا جاسر ..دى مهما كانت ..برضه امك ومين عارف مش يمكن لما تراضيها ..ربنا يرضا عنك اكتر ويصلح مابينك انت وسالى
هز جاسر رأسه وقال طيب ماشى ...هبقى اكلمها... بس مش هروح معاك النهارده
اسامه طيب ..براحتك ..وحاول تهدى الله يخليك ..انت ماكنتش كده يا جاسر ..اهدى ..اندفاعك ده ساعات بيكون ضد مصلحتك ..كلمت سالى 
جاسر كلمتهم كانت لسه نايمه
اسامه انا رأيي انك تروح
بدرى النهارده عشان تقعد تتكلم معاها وتراضيها
جاسر مش عارف
اسامه انا عارف انك هتهرب من المواجهه معاها بس صدقنى لما تحاول تراضيها فى ااقرب الامور بتهدى قبل توسع منك والشيطان يدخل مابينكم ..فبلاش الله يكرمك القنعره الكدابه بتاعتك دى وروح بدرى النهارده وخدها كده واخرج لاى مكان هيا بتحبه ابعدوا شويه عن جو البيت
جاسر فكرك...طيب ححاول معاها ..يارب تكون هديت عن امبارح
اسامه يارب ..وانت خدها بالراحه خالص واستحمل منها وتعالى على نفسك ..انت برضه اللى غلطان المره دى
فى تلك الاثناء كانت منى تتحدث مع سالى على الهاتف عامله ايه النهارده يا سالى ...اهدى
سالى قصدك مهدوده ..حاسه انى تعبانه اووى وجسمى مكسر ونازل عليا
سقوعيه كده
منى دى حاله نفسيه بلاش توهمى روحك انتى كويسه ...هوا كلمك
سالى لاء ...اصلا مابنتكلمش فى التليفون وبعدين حتى لو كلمنى انا مش هرد عليه ..هوا اتكلم هنا على الفيلا يطمن علينا ..منيره اللى بتشتغل هنا هيا اللى قالتلى
منى انا بس مش فاهمه ايه اللى وصله لكده ...وبعدين هوا ازاى لحد دلوقتى مايعرفش انك فيرجن 
سالى هوا يعرف انى مطلقه لكن مايعرفش انه بعد الكتب الكتاب ..ايام الخطوبه السعيده قالى انه مش عاوز يعرف اللى حصل كان مفكرنى مطلقه بعد جواز وانه هوا كمان مش هيحكى على اللى حصل معاه ..وانا عشان كنت هبله وبحبه قلت فرصه جت من عنده واعملهالو مفاجأه ليله ډخلتنا لما يعرف انه الاول فى حياتى
منى بس انتى غلطانه يا سالى طيب كنتى قولتيله انها اول مره ليكى لما لاقتيه بېتهجم عليكى كده
سالى ماقدرتش يامنى كتفنى وماقدرتش ماكنتش مصدقه اصلا اللى بيحصل ..كل ده عشان شافنى واقفه مع جارنا بتكلم معاه شويه وقال قبل كده ضحكت لاخوه ولا ايه ...يبقى كده هوا مش راجل وكيس جوافه
منى ما انتى عارفه حكايه طلقيته اكيد ربتله الهسهس...والشك والغيره عموه
سالى وانا مالى بكل ده ...دى عقده ومشاكله هوا اللى يحلها كفايه انه كدب عليا وغشنى وفهمنى انه بيحبنى جاى دلوقتى وعاوز حقه وياخده بالعافيه كمان
منى ياسالى يا حبيبتى افهمى انا مش بدافع عنه ولا بهاجمك انا بس بحاول ابينلك انه هوا كمان معذور ..ااه غلط طبعا وغلط فادح اكيد ..بس برضه ڠصب عنه..يعنى اكيد لما تشوفى الموضوع من وجهه نظره ومشاعره نوعا ما هتخففى عنك
سالى كل اللى بتقوليه يمكن يكون صح ..بس فى النهايه انا مش طيقاه ومش عايزه ابص فى وشه ولا اسمع صوته
منى طيب هتعملى ايه ..هتكلمى اهلك برضه 
سالى ياريت ينفع ..سيرين لسه والده وهيا والبنات عند ماما وهتقعد لحد الاربعين والبيت طبعا مقلوب ومش عايزه اغم عليهم واشيلهم همى انا كمان
..هستنى لحد ما سيرين تروح بيتها وبعدين اكلم بابا يطلقنى منه
منى يا سالى عشان خاطرى شيلى موضوع الطلاق ده من دماغك ..
سالى ليهادينى سبب انى ابقى عليه ..
منى انك بتحبيه..
سالى كنت ..كنت بحبه
منى الحب مش بيختفى بين يوم وليله يا سالى وبعدين جاسر مش شيطان يعنى راجل زى كل الرجاله ..وغلط زى مابقيه الرجاله مابتغلط يعنى اللى عمله ولا واحد بيصبح مراته بعلقھ ويمسيها بعلقھ 
سالى لا ده ولا ده ..هوا كتير انى اطلب انى اتجوز واحد راعى اداميتى ويحبنى زى ما بحبه ..انا لا طلبت الغنى والفيلل والقصور انا طلبت حب ورحمه ..لا لقيت منه الحب ولا لقيت الرحمه
منى والله ماعارفه اقولك ايه يا سالى ..بس انا عاوزاكى تهدى وكويس انك تاخدى فتره الاربعين بتاعه اختك للتفكير ...وحاولى تتكلمى معاه.
سالى القول اسهل من الفعل ...هقفل دلوقتى يا منى سليم بيزن ..شكله عايز يغير
منى اتعلقتى بيه مش كده
سالى لسه كنت بفكر انه هوا الحاجه الوحيده الحلوه فى الوضع ككل
منى طيب الحمد لله .. ربنا يكرمك ويجازيكى عنه خير ...مش هعطلك انا بقى سلام
مر اليوم وعاد جاسر عند السابعه مساءا كانت سالى جالسه فى
حجره سليم تداعبه بالقطار المتحرك والذى اثار ضحكاته لابعد حد فمنح سالى ابتسامه رائعه انارت وجهها ..
شعرت سالى بوجود انظار مصوبه نحوها فرفعت رأسها لتجد جاسر واقفا يتأملها فى صمت فغابت بسمتها فى الحال ...فادارات وجهها شاعره بالضيق
فاقترب جاسر من ابنه ورفعه فى الهواء
وقال ايه يا
بطل ..عاجبك القطر اووى كده
ثم وضعه ارضا وقال لسالى السلام عليكم
نظرت له سالى بضيق وقامت وغادرت الغرفه مسرعه وصعدت الى الطابق الثانى ودخلت غرفتها واوصدت الباب بالمفتاح
مر اسبوعان على جاسر وسالى على هذا المنوال... يستيقظ جاسر مبكرا ويعود فى المساء وما ان تراه سالى حتى تنطلق الى
 

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 52 صفحات