السبت 23 نوفمبر 2024

روايه للكاتبه زينب مصطفى

انت في الصفحة 8 من 111 صفحات

موقع أيام نيوز

واقفآ فجأه وهو يقرر ان يذهب إليها ويراها

يعلم انه يرتكب خطأ بما يفعله فهي لا تتناسب بأي شكل من الاشكال مع عالمه ومتطلباته ولكنه لا يستطيع المقاومه

فمنذ ان رأها في الامس وهي لا تغادر تفكيره

جمالهابرائتهاعفويتهاتصرفاتها الغير متوقعه وردودها الغريبه جعلته يعجز عن التخلي عن التفكير بها

ومن الممكن ان رأها اليوم عن قرب ينكسر السحر والشعور الغريب الذي يجذبه نحوها

ثم تنهد وهو يسرع بالمغادره للحاق بالقطار وهو يهمس لنفسه

خليني اشوفها بس النهارده واتكلم معاها يمكن لما اشوفها واكلمها عن قرب الهاله الي حواليها وإلي بتشدني ليها

تنكسر وتخرج من تفكيري

ثم تناول مفاتيح سيارته واتجه للخارج وهو يجري حديث سريع مع سائق سيارته 

لتقابله عمته التي تقف في غرفة الطعام تشرف على الخدم وهم يقوموا بوضع طعام الافطار على المائده

إتجه بيجاد الى عمته وقبل اعلى رأسها باحترام

صباح الخير يا بيلا ايه الي مصحيكي بدري اوي كده

نبيله بابتسامه ودود وهي تشير لمائدة الطعام

صباح النور يا حبيبي بحضر الفطار انت نسيت ان عيلة الدمنهوري هيقضوا اليوم من اوله عندنا

ثم اشارت للمائده

ايه رأيك في الاكل في حاجه لسه ناقصه والا كده كويس

مش عاوزين عيلة الدمنهوري يقولوا علينا حاجه

مين دول الي يقولوا علينا حاجه انتي ناسيه احنا مين والا ايه دا كفايه اوي انهم هايكلوا من الاكل الي انتي اشرفتي عليه بنفسك

ابتسمت عمته وهي تربت على كتفه بحنان

مش اوي كده يا سي بيجاد عمومآ استعد عشان كلها نص ساعه وهيكونوا هنا علشان هيقضوا اليوم كله معانا

ابتسم بيجاد وهو يتجاهل حديثها عنهم ويشير لاحد الخدم

إعمللي كام ساندوتش وحطلي معاهم عصير وقهوه ووديهم على العربيه اه وحط معاهم كمان شوية حلويات 

عمته بتعجب

عاوز الاكل ده كله ليه هو انت مش هتفطر معانا

توجه بيجاد للخارج وهو ينظر الى ساعته بتعجل

لا عندي شغل مهم هخلصه وابقى ارجع اتغدى معاكم

نبيله بدهشه وهي تتابع خروجه المتعجل

استنى بس يا بيجاد انت رايح على فين انت كده بتحرجني معاهم

بيجاد بتعجل

اعتذريلهم وانا كلها كام ساعه وهخلص الشغل الي ورايا وهكون هنا على الغدا يلا سلام

ثم تركها وذهب

ووقفت هي تتأمل خروجه السريع و تفكر بتعجب في حاله الغريب عليها مرحه تعجله حتى طلبه لطعام الافطار غريب عليه فهو لا يتناول ابدا طعام للافطار مهما ألحت عليه فهو يكتفي في الصباح بتناول العديد من اكواب القهوه السوداء التي يدمن عليها

تنهدت نبيله بقلق وهي تستعد لاستقبال عصمت مندور وابنتها وتفكر في حجه تبرر بها غياب بيجاد عن تناول الافطار معهم وتدعوا الله ان يمر هذا اليوم على خير

بعد قليل

جلست شمس في القطار شبه الخالي بجانب النافذه تتأمل المشهد الرائع امامها بتعب ودون ان ترى شئ فتفكيرها مشغول من ناحيه بوالدها وقسوته الشديده عليها و من ناحيه ثانيه بعملها الجديد الذي ستبدء فيه من بداية الشهر والذي جلبته لها احدى صديقاتها كسكرتيره باحد المكاتب الصغيره للمحاماه ومن ناحيه اخرى قلقها وتأنيب ضميرها على فعلتها مع جاد وتسببها الاكيد في أذيته وفقدانه لعمله

فلم تنتبه لجلوس بيجاد الى جانبها وتأمله الصامت لها

فابتسم بهدوء

وهو يسمعها تتنهد وهي ترجع رأسها للخلف وتغلق عينيها بتعب

الا انها تفاجئت بصوت رجولي يأتي من جوارها يقول بهدوء

ياااه كل دي تنهيده

ففتحت عينيها وإلتفتت اليه بسرعه وهي تشهق بصدممه

إنت!! إنت بتعمل ايه هنا

وضع بيجاد ساق فوق الاخرى وهو يقول ببرود

يعني هكون بعمل ايه قاطع تذكره وراكب في القطر اكيد يعني مسافر زي كل الموجودين هنا

شھقت شمس بصدممه وغطت فمها

________________________________________

بيدها وهي تقول بنواح

سايب شغلك ومسافر يبقى اكيد رفدوك وعشان كده سيبت البلد وراجع على بيتك

ثم تابعت وقد إمتلئت عينيها بدموع الڼدم

والله ما كنت اقصد أتسبب في

أذيتك انا بس خۏفت لما لاقيتك موقف عربيتك في الضلمه فإتصرفت من غير تفكير

توهو يقول معاتبآ بهدوء 

تقومي تحدفي العربيه بالطوب وتكسري إزاز العربيه مفكرتيش ان ممكن حد يشوفك من اهلك او من اهل البلد وساعتها اكيد هايسئلوا انتي بتعملي كده ليه وممكن برضوا ساعتها يطلعوا عليكي كلام ملوش لازمه او حتى ممكن صاحب العربيه يشوفك ويعملك مشكله

نظرت شمس للأسفل بحرج وقالت بصوت ضعيف اثار عاطفته نحوها

أنا أسفه يا استاذ جاد وحقيقي مفكرتش في كل ده وو الله لو في حاجه ينفع اعوضك بيها كنت عملتها 

ثم رفعت اليه عينيها التي أعمتها الدموع 

هما هما رفدوك وعشان كده راجع على القاهره صح 

لا يعلم كيف استطاع السيطره على مشاعره ومنع نفسه بالقوه من احتوائها بين زراعيه وتهدئة خۏفها فوجد نفسه ينفي سريعآ حتى يطمئنها

لا يا ستي اتطمني مترفدتش ولا حاجه بس اخدتلي كلمتين صعبين شويه من صاحب العربيه وخلاص عدت على خير

تنهدت شمس براحه ثم ابتسمت بسعاده

مش تقول كدهيااه ريحتني دا انا مانمتش طول الليل وانا متخيلاهم رابطينك في شجره وبيعذبوا فيك

إرتفع حاجبيه بدهشه ثم تحولت دهشته الى ضحكات عاليه مرتفعه غير قادر على السيطره عليها

مما جعلها تدفعه في زراعه وهي تتلفت حولها پغضب

اسكت بس هتفضحنا ايه انت علطول بتضحك بصوت عالي كده

ابتسم بيجاد وهو يتأملها بحنان 

هتصدقيني لو قلتلك اني قبل ما أشوفك عمري ما ضحكت من قلبي كده 

شمس بتبرم

يا سلام مضحكتش خالص قبل ماتشوفني ليه يعني شايفني اراجوز قدامك والا ايه 

ابتسم بيجاد وهو يتأملها بمرح

هو ده الي فهمتيه من كلامي

شمس پغضب طفولي

مش انت الي بتقول عمرك ماضحكت الا لما شفتني

ابتسم جاد وهو يقول بمرح

يا ستي بلاش سوء الظن ده انا اقصد ان دمك خفيف يعني مش شايفك اراجوز ولا حاجه 

ابتسمت شمس وهي تقول بغرور طفولي

اه ان كان كده معلش وعموما انت مش اول واحد يقولي كده

عقد بيجاد حاجبيه وهو يقول پغضب لا يعرف مبرره

ومين بقى الي بيقولك كده غيري

ابتسمت شمس وهي تعد على اصابع يدها بغرور

كتتير عم عبده البقالعبير صاحبتي ومامتها و صحباتي في الجامعه نور وسمر وهبه وسميه مرات ابويا بس ڈم ا تتحسبش عشان بتقولها بتريقه

تنهد بيجاد وهو يشعر بارتياح لا يفهم مصدره 

اه قولي كده عموما هما اكيد معاهم حق

ثم تابع بمرح

بس موضوع خفة دمك ده مش هاينسيني اني ليا حق عندك

شمس بتوجس

حق حق ايه مش انت بتقول ان صاحب العربيه معملش فيك حاجه

بيجاد بجديه مصطنعه

اه بس ده ميعفكيش من المسئوليه الي عملتيه كان ممكن يكلفني شغلي

ثم تابع بتهكم مستتر

او ممكن كنت ابقى دلوقتي متعذب ومربوط في شجره زي ما بتقولي يبقى على الاقل تعوضيني

شھقت شمس وهي تنظر له بتوجس

وأعوضك إزاي بقى مش فاهمه

ابتسم بيجاد وهو يقول

بإننا نرجع لاتفاقنا القديم وتعوضيني ونفطر مع بعض

شمس بتوتر

مينفعش يا استاذ جاد انت غريب عني وبعدين لو حد شافنا وقال لأبويا هاروح في داهيه

صمت بيجاد قليلا ثم قال بمكر

يعني مش عاوزه تعوضيني عن خصم مرتبي و البهدله الي اتبهدلتها بسببك امبارح

إلتمعت الدموع في عيون شمس وهي تقول بڼدم

هما خصموا فلوس من مرتبك كمان

انا كنت عارفه ان صاحب العربيه ده مفتري ومش هيعديهالك بالساهل

ارتفع حاجب بيجاد بدهشه وهو يتابعها تتابع پغضب

انا عارفه الراجل ده كويس صعب كده وكل الي حواليه بيترعبوا منه بس مكنتش اعرف انه بخيل وهيدفعك تمن الازاز الي اتكسر

ثم تابعت بإندفاع وقد توهج وجهها بحمرة الغضپ

يخصم منك ليه ايه يعني ازاز عربيته اتكسر يعني كسرت إزاز البيت الابيض عشان يخصم من مرتبك

اڼفجر بيجاد فجأه في الضحك وهو يقول بتسليه

تعرفي بيجاد الكيلاني كويس

شمس وهي تدعي الثقه

طبعا اعرفه كويس وشفته كمان والا فاكرني بكدب وبقول اي كلام

رفع بيجاد حاجبه بمرح

لا بتكدبي ايه انا متأكد انك شفتيه وتعرفيه كمان بس يعني بما انك تعرفيه ممكن توصفيه ليا عشان اتأكد بس انك فعلا تعرفيه

ابتلعت شمس ريقها بتوتر وهي تنظر من النافذه وتتهرب من النظر اليه

و أوصفهولك ليه ما انت شغال عنده وعارفه كويس والا عاملي امتحان وعموما انا الي غلطانه اني انا إتعاطفت معاك 

ابتسم بيجاد رغم عنه وهو يتأمل ڠضبها الطفولي بحنان

لا يا ستي متزعليش انا الي غلطان ممكن بقى تسيبي الشباك الي شاغلك ده وتبصيلي 

نظرت له شمس مره اخرى وهي تقول پغضب مصطنع

أديني بصيت ممكن تقولي بقى انت عاوز مني ايه

بيجاد بهدوء

عاوزك تنفذي اتفاقنا وتفطري معايا اظن ده يبقى اقل تعويض عن الي عملتيه فيا امبارح 

شمس بتوتر

_انت عارف يا استاذ جاد انه حتى كلامنا مع بعض دلوقتي يعتبر غلط يبقى ازاي بس عاوزني اقعد وأكل كمان معاك

بيجاد

________________________________________

بهدوء

اولا انا اسمي جاد من غير استاذ ثانيا غلط ليه احنا قاعدين في مكان عام وبنتكلم باحترام وبعدين لو شفتي اي حاجه مني متعجبكيش ابقي ساعتها سيبيني

وامشي علطول ها قولتي ايه

شمس بتردد

بس لو حد شافني معاك هتبقى مصېبه

بيجاد بهدوء

رغم اننا مبنعملش حاجه غلط بس مټخافيش محدش هيشوفنا 

ابتسمت شمس بتوتر

طيب موافقه بس دي هتبقى اخر مره يا استاذ جاد

وابقى كده نفذت اتفاقي معاك

ابتسم بيجاد وهو يشعر بالقطار يهدء من سرعته استعدادا للتوقف

قلنا اسمي جاد من غير استاذ وعموما يلا بينا القطر خلاص هيقف

شھقت شمس بړعب

يلا بينا دا ايه انت اټجننت عاوزني امشي معاك عادي كده قدام الناس دي كلها

ثم تابعت بتوتر

انت انزل الاول و انا هبقى اقابلك بره عند الساعه الي في الميدان الي قدام محطة القطر عشان محدش يشوفنا

تنهد بيجاد وهو يقول بصبر

ماشي ياستي موافق انا هسبقك وهستناكي بره

ثم تابع بتحذير

بس إوعي متجيش 

شمس وهي تتلفت حولها بتوتر بعد توقف القطار

هاجي بس يلا قوم من هنا قبل حد ماياخد باله اننا بنتكلم مع بعض

ابتسم بيجاد وهو يقول بمرح

حاضر يا ستي هابعد قبل ماحد يشوفنا بنتكلم مع بعض اما اشوف اخرتها ايه

ثم ابتعد وهو يهمس لنفسه بسخريه

والله انا شكلي اټجننت و الي بعمله ده مش تصرفات عاقلين ابدا

في حين تابعت شمس انصرافه وهي تتأمله وتهمس باعجاب 

قمر يخربيتك 

ثم تنهدت وهي تقول باستسلام

ربنا يستر

ثم غادرت القطار والتوتر والخۏف يتصاعد بداخلها

وهي لا تعلم انها بموافقتها تناول الطعام معه قد بدأت قصتها الغريبه معه

في الوقت الحالي

جلست شمس في غرفتها التي نقلت اليها منذ يومين تتأمل مشهد الحديقه الرائع من خلال الشرفه وهي تفكر پألم في كل ما حدث لها 

الزكريات تتدفق بداخلها كشلال من العڈاب واللم الذي يجلب لقلبها الحزن وهي تستعيد كل زكرياتها مع بيجاد كل ابتسامه وفرحه وحب تشاركه معها 

حتى شعرت معه انها قد طالت نجوم السماء ثم وفجأه ألقاها في قاع

الچحيم 

لا تعي كيف ومتى تحولت فجأه من نعيم چنة حبه وعشقه لها الى عڈاب غدره وقسوته 

كيف استطاع اتقان لعبته عليها واقناعها انه يحبها لا بل يعشقها

واكثر ما يثير حيرتها ما الذي سيربحه من غدره وتدميره لها وسحقه لقلبها بمنتهى الجبروت والقسۏه

ثم تنهدت

انت في الصفحة 8 من 111 صفحات