رواية المره الثلاثين كاملة بقلمى دودومحمد
انت في الصفحة 1 من 66 صفحات
تم رفضي للمره الثلاثين علي التوالي!
كتبتها في الدفتر بتاعي وسيبت القلم وانا بتنهد بۏجع وبقفله
متعادلين يعني
بصيت لمصدر الصوت لقيت واحد قاعد معايا علي نفس الترابيزه للاسف مكنتش حاسه بوجوده لاني كنت في دنيا تانيه خالص
عدلت نظارتي وانا ببلع ريقي بتوتر
مين حضرتك
اوس
رفعت حاجبي بضيق
شوفت اللي حصل قولت اجي اهون عليكي
افندم!
سند ظهره علي الكرسي وهو بيتنهد بحزن
كنت قاعد من بدايه التعارف اللي انتهي بأنه مشي وسابك
بصيت قدامي بشرود ودمعه نزلت من عيوني
حقه طالما مرتحش
سند أيده علي التربيزه وهو بيقول بعصبيه
بس الحكايه مش حكايه ارتياح
رفعت اكتافي بلا مبالاه وانا بمسح دموعي
وانت ايه اللي مضايقك دلوقتي
اظن ده شئ ميخصش حضرتك أبدا
سكت لحظه وهو بيبص في عيوني وفجأه لقيته بيطلع منديل من جيبه وبيحطه علي وشه وفضل يمسح فيه جامد وانا قاعده ببصله باستغراب لحد ما بان لون بشرته الحقيقي او بمعني اصح البهاق اللي كان في وشه!
من صغري عندي بهاق وكل اللي كان يشوفني يبعد عني مكونتش أصحاب وحتي لما كبرت محدش كان بيحب يقرب مني خوفا علي نفسه دايما حاسس اني وحيد دايما نظرات الناس ليا ما بين اشمئزاز وشفقه عمري ما حبيت بنت إلا ولقيتها بتبعد عني بسبب شكلي عمري ما اتقدمت لبنت إلا ورفضتني اتقدمت لثلاثين بنت اخر مره كانت امبارح وكالعاده أترفضت برضو عشان شكلي محدش اهتم بكل المقومات المناسبه اللي فيا قد ما اهتموا بشكلي
ابتسم وهو بيكمل بحزن
بالرغم اني ملقتش حد بيهون عليا ولو مره في حياتي
قد ايه احساس النفور ده صعب
قد ايه الناس بقت مؤذيه بكل المقاييس!
ابتسم بهدوء وبانت الغمازه اللي علي خده الشمال
انا اسف لو ضايقتك بكلامي عموما انا همشي بس قبل ما امشي كنت حابب اقولك حاجه
رفعت عيوني وانا ببصله بتساؤل وفضول
قرب شويه وهو بيبص في عيوني
لون عيونك قمر و متزعليش نفسك ربنا اكيد شايلك الشخص اللي يحبك لذاتك مش لشكلك
حسيت مشاعر غريبه لاول مره في حياتي
مشاعر كتير متلغبطه
مكانش ليها وصف
لكن في النهاية لطيفه!
عقبال ما استوعبت كان اختفي من قدامي
زي ما ظهر فجأه كان اختفي فجأه
روحت البيت وكالعاده كانت ماما قاعده منتظره خبر سعيد بفارغ الصبر
اول ما خبطت الباب اتفتح وكأنها كانت واقفه ورا الباب!
كان وشها شاحب ودقات قلبها واصله لمسامعي وهي في انتظار الخبر اللي هيفرح قلبها لكن للمره التلاتين خذلتها
اترفضت للمره التلاتين ياماما
قولتها بۏجع وابتسامه حزينه وانا بتخطاها وبدخل اوضتي انعزل فيها بالساعات زي كل يوم
فتحت المفكره بتاعتي وكتبت فيها كل اللي حصل النهارده بالتفصيل
كتبت عن احساسي وقتها وعن قد ايه احساس الرفض مش هين وخاصه لو للمره التلاتين!
كتبت عن أوس اللي شوفته واللي قصته تشبه قصتي الي حدا ما واتمنيت في النهايه أنه يقابل شخص يقدره ويحبه لذاته مش لشكله زي ما اتمنيت لنفسي تماما
قفلت الفون وسندت ظهري علي السرير وغمضت عيوني وثواني وروحت في النوم وكأني بهرب من الواقع في عالم الاحلام والخيال
احنا اسفين يافندم بس ممنوع الدخول
رفعت حاجبي بتساؤل
مش فاهمه ليه حضرتك هو مش ده كافيه لكل الناس
هز رأسه برسميه
ايوه يافندم بس احنا اسفين حضرتك مش هينفع تدخلي
ربعت ايدي الاتنين في بعض بضيق
اقدر اعرف السبب!
حط وشه في الأرض بأحراج
ا احم ح حضرتك مينفعش تدخلي لأن الكافيه في سياح كتير ووجود حضرتك هيثير الړعب في المكان
من جوايا سمعت صوت قلبي
وهو بيتكسر لكن محبتش أبين ده قدامه
اخدت نفس عميق وانا برد بجراءه وقوه
اولا انا مش عفريت عشان وجودي يثير ړعب في المكان
ثانيا اي حد من اللي قاعدين جوا كان ممكن يتعرض لنفس اللي اتعرضتله
ثالثا ملكش اي حق انك تمنعني ادخل مكان عام كل الناس ممكن تدخله
يافندم انا مش بأيدي والله مدير الكافيه هو اللي حاطط قواعد لدخول الأفراد صدقيني انا لو بأيدي مش همنعك من الدخول
رديت بعصبية
مدير الكافيه شخص متخلف عشان بيفكر بالشكل ده
لفيت عشان اهرب من المكان قبل ما اڼفجر في العياط وتتبخر قوتي كالعاده لما بتحرج
فجأه خبطت في شخص
قولت بصوت مبحوح من غير ما ارفع عيوني
اسفه
انتي !
رفعت راسي وانا ببصله بعيوني اللي كانت بتلمع بالدموع
اوس!
رجع خطوه لورا وهو بيبصلي باستغراب
ازيك
بلعت ريقي وانا بحط وشي في الأرض
الحمد لله
انتي كويسه
ا الحمد لله عن اذنك
جريت من قدامه من غير ما انطق حرف وانا حاطه ايدي علي بوقي وبشهق پعنف
وأخيرا بعدت عن المكان
وقفت في ركن بعيد عن الأنظار وسمحت لدموعي تنزل
فات حوالي ربع ساعه
كنت واقفه سانده ظهري علي الحيطه ومغمضه عيوني وبعيط
انا بعتذرلك عن اللي حصل
فتحت عيوني ببطئ اول ما سمعت صوته
لوهله افتكرت اني بتخيل لكن لما شوفته واقف قدامي اتأكدت أني مش بتخيل وأنه واقف فعلا!
مسحت دموعي وانا بتنفس بسرعه رهيبه ووشي محمر من كتر العياط
عن اذنك
كنت همشي بس هو وقف قدامي ومنعني وهو بيقولي برجاء
لو سمحتي اسمعيني
بصيت في كل مكان إلا عيونه وانا بفرك ايدي بتوتر
ا اتفضل
انا بعتذرلك عن اللي حصل في الكافيه بتاعي
مسحت دموعي وانا ببصله بذهول
ا انت المدير!!
ايوه بس...
مسمحتلهوش يكمل كلامه واڼفجرت فيه پغضب
وحضرتك بقي مانع دخول الاشخاص اللي زي ليه
مانت منهم !
انت مش شايف نفسك ولا ايه
انت فيييك شكلك ده كله فيييك
لو شيلت اللي علي وشك هتبان هيئتك الحقيقيه والناس كلها هتخاف منك وهتهرب من الكافيه
ازاي ممكن بني آدم بيتعرض للأذي يعرض الناس كلها للأذي بالشكل ده!
المفروض تبقي انت الشخص الوحيد اللي متفهم أن الإنسان مش بشكله
هو مش انت قولتلي كده ولا انا غلطانه
اخد نفس عميق وهو بيبتسم ابتسامه حزينه
بس مش انا اللي حاطط القواعد ديه يا انسه
رديت بأنفعال وتلقائيه
اومال مين امي هي اللي حطتها!
هز رأسه بنفي
شريكي في الكافيه
حطها بسببي انا
رديت باستغراب
بسببك!
مره دخلت الكافيه بهيئتي الحقيقيه الناس خاڤت ومعظمهم مشوا من المكان
قامت خناقة بيني وبين شريكي واجبرني قبل ما ادخل المكان اداري وشي عشان مثيرش الړعب في قلوب الناس
وحط قواعد عدم دخول أي شخص هيئته مش مناسبه المكان وانا للاسف مقدرتش اتكلم لانه داخل براس مال اكتر مني بكتير ولو كنت اعترضت كان زماني بشحت في الشارع!
بصيتله پصدمه وانا بحط ايدي علي بوقي وبلوم نفسي من جوايا علي اندفاعي
اخد نفس عميق وهو بيقولي بجديه ممزوجه بعتاب
عن اذنك وشكرا علي كلامك اللطيف
يابنتي انتي بتعملي ايه فهميني
سألتني مي صاحبتي بملل وهي قاعده قدامي علي السرير ومربعه
اما عني كنت قاعده علي الفيس بعمل سيرش علي اسم حد معين وبتمني لو اقدر الاقيه
ظهرلي حوالي ألف شخص بنفس الاسم
في اللي حاطط صورته وفي اللي حاطط صوره عاديه وفي اللي مش حاطط
فضلت حوالي ربع ساعه وانا علي الحال ده
بدعي ربنا من جوايا لو اقدر اوصل للاكونت بتاعه عشان اعتذرله لكن للاسف مقدرتش
اتنهدت وانا برمي الفون علي السرير و علي تكه واعيط
مش قادره اسامح نفسي يا مي علي الكلام اللي قولته ل اوس
مي وهي بتحط ايديها علي ايدي وبتبتسم بهدوء
حبيبتي انتي مكنتيش تقصدي خلاص متشيليش ذنب محصلش حاجه لكل ده!
رديت وانا عيوني بتلمع بالدموع
لا يامي حصل
انا قولتله كلام بشع مفيش حد ممكن يستحمله
انا اكتر واحده حاسه دلوقتي هو حاسس بأيه
مكانش لازم اندفع بالشكل ده قبل ما اسمع منه
اخدتني في حضنها وهي بتحاول تهديني بس للاسف اڼفجرت اكتر
في العياط
كل ما افتكر شكله وانا برمي دبش في وشه بكل قسوه اتمني الأرض تنشق وتبلعني
كل ما افتكر نبره صوته اللي كلها ۏجع وهو بيقولي
عن اذنك وشكرا علي كلامك اللطيف قلبي يوجعني بشكل ميتوصفش!
بعدت عنها وانا ببصلها بحزن
انا لازم اعتذرله يامي
انا مش هقدر اغمض عيوني إلا لما اشوفه واعتذرله
بصيتلي بذهول
تشوفي مين انتي عارفه الساعه كام
نفخت بضيق وانا بقوم من مكاني وبشد علي شعري بغيظ وجنون
عارفه عاااارفه بس انا لازم اعمل حاجه
مي وهي بتقوم وتقرب مني
جوري حبيبتي اهدي شويه
هو هيزعل ساعه اتنين تلاته وخلاص بعدها هينسي
هزيت راسي بهستريه
لا لا الكلام اللي بيجرحنا عمره ما بيتنسي أبدا لو فضلنا سنين عمرنا ما هنقدر نتخطاه وعمرنا ما هنبطل ندعي علي اللي قاله الكلام اللي بيأذينا نفسيا بيفضل معلم جوانا طول العمر وكل ما بنفتكره بنحس بنفس الأحساس وكأنه لسه متقال حالا
قربت منها وانا بعيط وبقول بسرعه ولهفه
مي ا انا مش مؤذيه و والله مكانش قصدي اقوله كده و والله انا اندفعت بس مكانش قصدي اجرحه بكلامي ا انا انا
اخدتني في حضنها مره تانيه وهي بتطبطب عليا
هشششش اهدي ياحبيبتي اهدي والله انا عارفه أنه مكانش قصدك
مي تيجي معايا
فتحت بوقها ببلاهه
اجي معاكي فين
هنروح الكافيه يمكن نلاقيه هناك
حطت ايديها علي جبيني وهي بتبتسم بذهول
جوري حبيبتي انتي سخنه
بعدت ايديها بضيق وانا بنفخ
انا مش بهزر هتيجي معايا ولا اروح لوحدي
جوري بطلي جنان ...
بصت علي الساعه بتاعه الفون وهي بتحطها في وشي
انتي عارفه الساعه كام
الساعه واحده بليل
ازاي عايزانا ننزل في وقت زي ده لوحدنا
خلاص انا هروح لوحدي
ياجوري ...
قاطعتها بأصرار
مي لو سمحتي خلاص انا هنزل يعني هنزل
اخدت نفس عميق وهي بترد بقله حيله
وانا اكيد مش هسيبك لوحدك يلا
لبسنا انا وهي واتسحبنا من البيت
ولحسن الحظ أن ماما وبابا نومهم تقيل
نزلنا وقفنا تاكسي
اينعم السواق كان شكله مريب وبيبصلنا بنظرات غريبه انا ومي لكن مش مهم
كان كل اللي هاممني اني اوصل الكافيه والاقيه هناك واعتذرله!
وصلنا بسلام وحاسبنا السواق اللي مكانش مبطل يبصلنا بنظراته المرعبه
مي وهي بتتنفس براحه وبتحط ايديها علي قلبها
ياريتني ما سمعت كلامك حرفيا انا كنت مړعوبه من السواق ده
فركت ايدي في بعض وانا بنفخ فيها من البرد
الحمد لله وصلنا بخير
كانت مي واقفه تترعش وحاطه ايديها جوا الجاكيت بتاعها وبتبص حواليها باستغراب
هو فين الكافيه يابنتي
اهو
شاورت عليه بأحباط لانه كان مقفول والمكان شبه خالي من البشر نظرا لأننا كنا في ليله شتويه وطقس غير مستقر فكان ده المتوقع!
كان الهواء بيخبط في كل حاجه وبيطير اي حاجه قدامه
والمطر بينزل علي دماغنا زي الشلال
مي وهي حاطه ايديها في جيب البالطو وسنانها بتخبط في بعض من كتر البرد
ك كنت عارفه أنه هيبقي مقفول وخاصه في الجو ده
ياربي طب وهنعمل ايه دلوقتي
رفعت حاجبها