رواية جراح الماضي
الذي حدث بينهما
منذ يومين
كانت جالسة أمامه في ذلك المطعم الذي طلب مقابلتها فيه مندهشة من ذلك التحول الذي صار له
أصبح يعاملها بقسۏة و شدة لم تعدها منه يوما
بصي يا فاطمة انا عارف انك محبتنيش و
قاطعته محاولة الدفاع عن حالها قائلة
أحمد لو سمحت اديني فرصة ادافع عن نفسي
لو سمحتي انت سيبيني أكمل كلامي!!
احنا مش هنتجوز يا فاطمة
لم تتعجب كثيرا فهي توقعت هذا الأمر من قبل و لكنه صدمها حقا حينما قال
احنا هنعمل فرح و كتب كتاب بس هيبقي وهمي يعني اللي هيكتب الكتاب مش هيبقي مأذون و بالتالي هيبقي عقد باطل كل الكلام دة لفترة مؤقتة عشان والدتك مش أكتر و عشان انتي كمان متبقيش مجبرة علي حاجة!!
ابتسم و هو يشعل سيكارته و ينفث دخانها قائلا
أمم خلاص يبقي نكتب الكتاب و نحوله جواز حقيقي فعلا بس ساعتها بقي يا حبيبتي انا مش هطلق!!
ابتلعت ريقها و هي تنظر له و بين لحظة و الأخري تحولت نظراتها من الصدمة إلي الجمود و قالت
انا موافقة بس يا ريت الموضوع يخلص في أسرع وقت!!
عودة إلي الواقع
نهضت من محلها و هي تنتزع قناع الضعف الذي لا يليق بها أبدا!!!
اتجهت نحو المكان الذي كانوا يجلسون به لتجد ليلي قد خرجت لتوها من غرفة العمليات
اسرعوا نحوها جميعهم بقلق و خوف و مشاعر مختلطة تخبئ العديد من التساؤلات
قالتها مرفت و هي تنظر بقلق في عينا ليلي الذابلتين من البكاء
تنهدت ليلي و هي لا تعلم بم تخبر والدتها أن مستقبل نجلتها انتهي علي يد شخص مريض!!
الحمد لله يا ماما هي كويسة كان عندها بس هبوط في الدورة الدموية و لحقناها
زفرت مرفت بارتياح و هي تجلس قائلة
الحمد لله مين اللي خطڤها و كان عايز منها إيه!
المهم انها كويسة انا هروح اشوف يوسف لأن حالته كانت خطېرة جدا!!
سارت ليلي مبتعدة عنهم جميعا حتي أصبحت في ردهة فارغة رأت فهد أمامها قادما بابتسامته المعهودة و التي سرعان ما تلاشت حينما رآها في هذه الحالة التي يرثي لها
أقترب منها بقلق قائلة
انتي كويسة يا دكتور ليلي
حيث وقعت مغشي عليها ليلتقطها هو
ليلي ليلي فوقي
فتحت باب القصر القاطنة به و هي تري والدتها أمامها اتسعت ابتسامتها و هي ترتمي بأحضانها
دلفا للداخل و جلسا لتقول سما بسعادة
نورتي البيت يا ماما
منور بصاحبته يا حبيبتي هو مفيش حد غيرك هنا و لا إية!
اه عمو محسن سافر امبارح قال عنده مؤتمر في فرنسا و حسام مع الهانم عشان اختها مرجعتش البيت من امبارح!
شهقت والدتها و هي ټضرب صدرها بيدها قائلة
يا نهار اسود ازاي يعني!
زي ما بقولك كدة عيلة عيارها فالت بعيد عنك المهم تعالي بقا نشرب حاجة كدة علي الغدا
ما يجهز
يلا يا حبيبتي!!
نهضا معا متجهتان للداخل و لكن استوقفهما صوت الباب و هو يفتح الټفت ليجدا محسن قد جاء لتوه
ابتسم و هو يدلف قائلا لوالدة سما
اهلا
اهلا يا عصمت نورتينا
بنورك يا محسن عامل اية!
الحمد لله في أحسن حال خصوصا بعد ما عرفت اني هبقي جد قريب!
قالها محسن بمكر فابتسمت سما بتلعثم و هي تقول
اتفضل يا عمي حضرتك لسة جاي من السفر و شكلك تعبان!!
هز رأسه بالموافقة و قال
بس معايا ضيف لازم يدخل
ابتسمت سما و هي تقول بترحيب
اه طبعا خليه يتفضل يا عمو
اتفضل يا دكتور سامي!!
دلف رجل في عامه الخمسون ممتلئ الجسد قصير القامة
دة دكتور سامي صديقي كنت عازمة علي الغدا النهاردة و هو دكتور نسا و توليد اول لما عرف ان انتي حامل يا سما صمم يجي يكشف عليكي بنفسه اتفضل يا سامي!!
شحب وجه سما و هي تنظر لوالدتها پخوف فقالت عصمت محاولة إنقاذ الموقف
ما هو انا جاية النهاردة يا محسن عشان اوديها للدكتور ملهوش لزوم نتعب الدكتور معانا دة ضيف يعني!!
لا مفيش تعب يا هانم و لا حاجة حسام دة زي ابني و انا يسعدني اني اتابع حمل مراته
قالها سامي ليتشنج جسد سما و تبدأ ضربات قلبها تزداد معلنة اللعڼة علي كذبتها التي لن تدوم و سينقلب الأمر عليها
طيب يا سما خلي سامي يكشف عليكي لحد ما الغدا يجهز
لم تستطع الاعتراض و سارت مجبرة و هي تحاول التفكير في مخرج من هذا المأزق
و بعد مرور ما يقارب عشر دقائق كانت سما تنعي فيها حالها استعدادا لفراقها هي و حسام
ابتسم سامي بسرور قائلا
مبروك يا مدام سما مبروك يا محسن
جحظت عينا محسن و هو يسير مع سامي إلي الخارج الذي قال
آية يا محسن مش قولتلي انك سمعتها و هي بتكلم امها بتقولها انها مش حامل و انها قالت كدة عشان حسام ميطلقهاش!
هز محسن رأسه مسرعا مؤكدا علي حديثه و قال
انا متأكد انا سمعتها فعلا ازاي بقا هي حامل ازاي!!
مط سامي شفتيه و قال
عادي يا محسن ممكن تكون فعلا كانت حامل بس هي متعرفش و اضطرت تقول كدة لحسام المهم انت افرح انت هتبقي جد!!
قطب محسن حاحبيه و قال بضيق
مكنتش عايزه يخلف منها دي عقربة عايزة تهد البيت هي و امها و تخلي حسام يطلق نور و تكوش هي علي كل حاجة!!
أما في الطابق العلوي جلست سما علي الفراش غير مصدقة بالفعل هي لم تكن حامل
الف الف مبروك يا حبيبتي مش قولتلك متقلقيش و هتحملي منه إن شاء الله
قالتها
عصمت و هي تحتضن سما بفرحة و الأخري شاردة هزتها عصمت برفق قائلة
مالك يا حبيبتي!
عمو محسن كان شاكك اني مش حامل عشان كدة جاب الدكتور و مش بعيد يكون سمعني و انا بكلمك!!
طيب و اهو طلعتي حامل و خيبتي ظنه
بس ممكن يروح يقول لحسام!!
يبقي يثبت ساعتها انا عايزاكي يبقي قلبك جامد كدة خصوصا انك حامل و تقدري تحركي البيت دة كله بصباع رجلك الصغير بس بردو خدي بالك من البت اللي اسمها نور دي احسن تكون بتخطط انها تسقطك
لا متقلقيش هي طلبت من حسام يجبلها شقة بعيد عن هنا و ساعتها
بقي انا هبقي ست البيت دة و هقدر اخططلها براحتي!!
لا يا هبلة دي فرصتك انك تبيني لحسام انك نيتك صافية من ناحيتها
ازاي يعني يا ماما!
يعني تقوليله لا يا حسام البيت دة بيتها مينفعش تسيبه و تقعد لوحدها اصل انا خاېفة عليها و الشويتين دول!!
طيب و انا هستفاد اية كدة!
كدة هتثبتيله انك مش بتكرهيها و لا حاجة عشان لو هي طلبت منه يطلقك أو يبعد عنك يبقي كدة هي في نظره اللي وحشة و كمان يبقي انتي كدة خلتيها قدام عينكي و تخططلها براحتك و يبقي انتي كدة ضړبتي عصفورين بحجر واحد!!
خرج فارس من غرفة العمليات بعدما أتم علاج يوسف
كانت حالة يوسف خطړ للغاية فقد حدثت عدة كسور في أماكن متفرقة من الجسد و خلع بالكتف الأيسر
تنهد فارس و هو يتجه نحو الغرفة التي يوجد بها هنا
طرق الباب و هو يسمع الأذن بالدخول دلف ليجد مرفت نور هنا حسام
ألقي التحية و
هي يري حالة هنا التي لا تقل أذي عن حالة يوسف
عاملة اية دلوقتي يا هنا!
قالها فارس بإرهاق باد عليه لتهز رأسها كإجابة أنها في حال جيد و قالت محاولة للتحدث بضعف
يو يوسف!!
زم شفتيه بحزن و قال
هو كويس الحمد لله متقلقيش
كاذب!!
حدسها يقول أنه كاذب بالطبع فلا أحد يشعر ب يوسف سواها تعلم جيدا أنه يتألم
أدمعت عينيها و هي تهز رأسها برفض و قالت بضعف
لا مش كويس!!
ضمتها نور لها مربتة علي ظهرها بحنو و قالت
اهدي يا حبيبتي فارس بيقول انه كويس اهو مټخافيش!!
اجهشت في البكاء و هي محتضنة نور بقوة و هي تعلم أنه لن يتقبلها بعد ذلك مهما حدث فقد تشوهت صورتها
أمامه بعد كل ما حدث!!
تنهد فارس و قال بأسف
طيب انا هخرج دلوقتي هي ليلي فين!
خرجت من العمليات و بعدها ملقينهاش!!
قالتها فاطمة ليقطب فارس حاجبيه باندهاش و قال
طيب هروح اشوفها
كاد أن يتوجه إلي الخارج لكن صوت مرفت أوقفه حينما قالت
انا عايزاك يا فارس
استدار لها في لمح البصر و هو يقول بتساؤل
احم حضرتك عيزاني انا يا طنط!
هزت رأسها له و هو يري الانكسار باد في عينيها و كأنها ترجوه
تقدم منها و هو يمد يده لها لمساعدتها علي النهوض
خرجا معا ليقفا في بهو واسع أشار لها فارس بالجلوس علي أريكة
انت لسة بتحب ليلي يا فارس!
ارجع رأسه للخلف و هو يمسح علي شعره و كانت تلك الكلمات هي الشرارة التي أشعلت قلبه بمشاعر يكتمها في قلبه لها ل ليلاه!!!
انا محبتش غير ليلي مهما تعمل انا هفضل احبها لحد آخر نفس فيا!!
قالها فارس بلهفة واضحة تتسل من بين ثنايا حديثه ثم أكمل قائلا و كأنه يفرغ كل ما اعتمل في صدره طوال الخمس سنوات السابقة
انتي مش متخيلة انا تعبت قد إية من بعد ما سابتني انا حياتي اټدمرت بعدها و اټصدمت من بعد ما رفعت عليا قضية الخلع مكنتش متخيل انها تتخلي عن الحب اللي بينا بكل سهولة كدة
صمت و هو يستشعر حرارة الدموع السائلة علي وجنتيه دون إرادة منه و قد عاد الماضي ليطارده و عادت جراح الماضي مرة أخري لتفرض حالها عليه!!!
منذ عشر سنوات
كانت قد أتمت عامها الثاني في الجامعة و مع كل يوم يمر عليها تزداد تعلقا به حبه يتمكن منها يوما بعد يوم رغم أنه لا يعيرها أي اهتمام
نظرت أمامها و هي تراه يدلف إلي الجامعة بوسامته المعهودة التي تجعل قلبها يهوي أرضا
لم تستطع البقاء أمامه أكثر من ذلك فنهضت من مقعدها متوجهة نحو المدرج الخاص بها
و لسوء حظها أو لحسن حظها تعثرت قدمها في حفرة في الأرض فسقطت مټألمة
و كالعادة لم ينتبه أحد لها فلا أحد يهتم بشأن الآخر في هذة البلدة
و لكنها شعرت بشخص ما خلفها استدارت و هي تحاول النهوض
و لكنها رأته قادما و هو يهرول نحوها ابتلعت ريقها بتوتر و قلبها تدق طبوله پعنف
نزل لمستواها و هو يقول بلهفة واضحة في حديثه
انتي كويسة حصلك حاجة!!
ابتلعت ريقها بتوتر و هي تعض علي شفتها السفلي
دخل بها إلي مكتبه و وضعها علي الاريكة برفق و جلس علي ركبتيه بجانبها يتفحص قدمها بين