رواية حطمت قلبي بقلم سولييه نصار (كاملة)
لغرفة النوم بينما تجلس منار بجوار حماتها وتربت على ظهرها وتقول
اهدي يا حماتي اهدي
نظرت صابرين الى منار والدموع تطفر من عينيها رأت في عيني منار القلق الحقيقي
أتى مراد وهو يحمل البخاخ ثم ساعد والدته كي تستنشقه لحظات وهدأت قليلا ظل مراد ومنار معها حتى بدت انها بخير
حينها قررت منار الصعود وقالت
لا لا انا هجيبها دلوقتي وراك متنزليش تاني
هزت منار رأسها وصعدت بإبنتها فنظر مراد الى والدته وقال
ليه ما اخدتيش البخاخة افرض مكناش جينا دلوقتي كنت هتتصرفي ازاي ايه اللي انت بتعمليه ده يا أمي!
هزت صابرين رأسها والدموع تطفر من عينيها وقالت
مكنتش قادرة اتحرك يا ابني والله
أطرقت والدته برأسها ليكمل هو
أمي فين هنا مش كان مفروض
بتساعدك
انسابت دموع صابرين وقالت
والله يا بني أنا قولتلها بس علينا طبيخ النهاردة لقيتها هبت في وشي زي البوتجاز ورفضت تساعد وطلعت وبعدها لبست وقالت رايحة عند امها ولسه مرجعتش
وهو غاضب منها وقال
طيب أنا هتكلم معاها أنا هطلع دلوقتي ماسة عشان متبردش
مساء الخير
قالتها برقة
قال
كنت فين يا هانم !
كنت عند ماما يا مراد أنا قولت لحماتي
وأنت يا حبيبتي متجوزاني أنا ولا متجوزة حماتك كان مفروض تستأذني مني
قالت
ما أنا فعلا اتصلت بيك كتير يا مراد بس أنت مكنتش بترد وانا كان لازم اروح لماما
أسفة يا ماما على اللي عملته الصبح أنا غلطت واستحق اي عقاپ منك ومن النهاردة ترتاحي وانا هعمل كل حاجة
توسعت عيني مراد لتكمل هنا
انا ندمانة على اللي قولته وكنت حاسة بالذنب ولما قولت لماما بهدلتني أنا فعلا زودتها سامحيني
كانت صابرين تنظر إلى هنا التي طريقة كلامها تغيرت تماما ولكن كان هناك شئ نظراتها كانت جافة وهي تنظر إليها بلا أي مشاعر كانت تصطنع الاعتذار !!!
روحي ارتاحي دلوقتي يا ماما
ثم استدارت نحو مراد وقالت
وكمان بعتذر اني خرجت من غير إذنك ده مش هيحصل مرة تانية
في الليل
كانت هنا متسطحة على فراشها بمفردها مراد اليوم عند منار لا بأس غدا سوف تحصل عليه ثم أغمضت عينيها وهي تحلم بهذا اليوم
عند منار ومراد
التي أحضرها للغرفة كان يعجز عن النوم
فكر بيأس
في اليوم التالي
فتحت منار عينيها بسبب رنين المنبه لتنتفض وصوت ناعس يخترق عقلها
صباح الخير يا منور
نهضت جالسة بإضطراب وهي تبعد خصلات شعرها عنها حاولت التكلم وسؤاله عما يفعله هنا ولكنها تراجعت ورمقته ببرود ثم نهضت بسرعة لتخرج إلى الحمام
ابتسم مراد وقال
وراكي وراكي يا منور والله مش هسيبك !!!
مر يومين حتى أتى يوم الاثنين كانت هنا تتقرب فيه من حماتها وحماها وتسمع الكلام صحيح لم تستطع اختراق الجدار الذي قرر مراد ان يضعه بينهما إلا أنها لم تستسلم وقررت أن ټضرب ضړبتها الثانية قريبا!!!
في فيلا تظهر عليها علامات الرقي الثراء
دخلا منار ومراد إلى الحديقة الواسعة التي تقام بها حفلة عيد ميلاد أخ يونس الراوي عاصي الراوي
انا مكنتش عايز اجي
قالها مراد بضيق لتنظر إليه منار بضجر وتقول
مراد خلاص تقى اترجتني اجي وبعدين انت ليه مكبر الموضوع
مبتعجبنيش نظرات الراجل ده ليكي!!!
هزت منار رأسها بيأس لن تجادله بهذا الموضوع
منار مبسوطة انك جيتي
قالتها تقى بإبتسامة
انا مبسوط بجد انكم جيتوا نورتونا
قالها يونس ثم أكمل
اتمنى يا استاذ مراد متكونش لسه زعلان مني رغم انك انت اللي بهدلت وشى بالشكل ده
قالها مشيرا إلى الکدمة التي كانت ظاهرة على وجهه ابتسم له مراد ابتسامة صفراء وقال
لا انا مش زعلان وقبلت اعتذارك خلاص فين صاحب العيد ميلاد عشان نقدمله الهدية
أنا صاحب العيد ميلاد
قالها صوت أجش وهو اتسعت ابتسامة تقى
وتقول بحماس
ده عاصي ابن عمي وأخو يونس واصغر منه بتلات سنين
نظر عاصي إلى تقى ببرود وقال
شوية
بتوتر عبست منار وهي تنظر الى عاصي والذي كان أكثر وسامة من أخاه ولكن كان يبدو فظا للغاية وعينيه الزرقاء كانت خالية تماما من المشاعر
قدم مراد الهدية له وتكلموا قليلا
ابتعدت تقى قليلا ويبدو عليها الحزن فتبعها يونس
وقفت أمام المسبح ودموعها تنساب على وجهها
تقى
قالها يونس وهو تألم قلبه وهو يرى دموعها ومسحها برفق وقال
عاصي طول عمره قليل الذوق متزعليش منه حقك عليا أنا
ابتسمت تقى وقالت
خلاص أنا مش زعلانة
خلاص مادام مش زعلانة تعالي بقا عشان نرجع للحفلة
بعد نصف ساعة من الحفل
كان مراد يضغط على الكأس بقوة وهو يرى هذا المدعو يونس يوجه كلامه لمنار فتدخل هو في الحديث ليبعد انتباهه عن زوجته وكل ما أراده الآن أن يخفيها عن عينيه
عادا اخيرا مراد ومنار من الحفل وكانت الفتيات قد نامت وطلبت صابرين منهما أن يتركان الفتيات بالاسفل ويصعدون لغرفتهما
دخلا الشقة أخيرا وولجت منار الى الغرفة لتأخذ ثيابا لها ثم تنام وقف مراد في طريقها وقال بتجهم
منار أنا مش عايز اشوف البني ادم اللي اسمه يونس ده قريب منك تاني !!
بتغير عليا !
قالتها بخبث وهي عينيها الرمادية تتألقان بإنتصار ابتلع ريقه وقال
طبيعي انا جوزك وبغير عليكي
ضحكت بسخرية وو
ابعد سيبني !!
قالتها پغضب
قال ونيران الغيرة تندلع من عينيه
متختبريش صبري يا منار متتخي
ولكنها قاطعته وهي تدفعه وقالت
متقلقش يا مراد أنا محترمة نفسي كويس وعارفة اني ست متجوزة بس غريبة حر قتك فكرة اني اتكلم مع غيرك معرفش أنت هتعمل ايه لما اتطلق منك وساعتها هكون حرة تماما
قال
ده مش هيحصل أبدا!!
اشټعل
الرماد في عينيها وقالت
لا هيحصل أنا وعدتك قبل كده أنك مش هتشوف الحب في عيوني تاني ووفيت بوعدي وهوفي بالوعد ده كمان !!!
قال بنبرة خاڤتة خطېرة
أيوة بغير شايفة اللي في عينيا دي غيرة أنت ملكي مراتي ومش هسمح ليكي تتسربي من ايدي يا منار حتى لو اضطريت احبسك هنا
مش هتعرفي تتخلصي مني يا منار لاني هفضل وراكي لآخر العمر مكانك معايا وفي بيتنا ومع أولادنا مكانك في قلبي لاني بحبك أنا بحبك !!!
يتبع
الفصل الثامن عشر أرفض حبك
وتأتينا الأشياء التي انتظرناها دوما عندما تزول هكذا حبك أتى متأخرا!!
منار مالك !
منار
خلاص يا مراد ابعد مش عايزة اشوفك
كان ڠضبها من نفسها اولا ڠضب من تلك المشاعر التي بدأت تعصف بها بقوة
منار أنا بحبك بحبك ليه مش قادرة تفهمي !
قالها يؤلمه انه ترفضه بتلك الطريقة ولكنها ظلت تبتعد عنه
مبقاش ينفع خلاص
قالتها بنبرة منكسرة فرد بعصبية
ايه اللي مبقاش ينفع !
حبك حبك مبقاش ينفع انت اتأخرت يا مراد اتأخرت اوووي أنا مبقتش محتاجة حبك خلاص لو من شهر قولت الكلمة دي كنت ھموت من الفرحة لكن دلوقتي انت اتأخرت اتأخرت اووي
قالتها منار والدموع تطفر من عينيها نظر إليها پصدمة وقال
ياااه للدرجة يا منار
هزت رأسها والدموع ټنفجر من عينيها اكثر
ايوة للدرجادي انت مش دوست على رجلي يا مراد انت اتجوزت عليا وقهرتني حملتني نتيجة فشلك عشان مقدرتش تنسى
هنا مديت ايديك عليا مستحيل انسى ده كله كلمة بحبك اللي قولتها دي ملهاش أي قيمة بلها وأشرب مېتها
ثم رفعت رأسها واكملت بقوة
حبك مرفوض يا أستاذ مراد !!
ثم تجاوزته وهي تخرج من الغرفة تاركا اياها شاحبا كالأموات
جلس على السرير بإنهيار وهو يتذكر ما فعله بها تلك الأشياء الفظيعة التي قالها كان أعمى بالفعل لقد ظن انه يحب هنا وفي سعيه المستمر خلف هنا لتشعر به حطم قلب منار
وضع كفيه على وجهه وهو يشعر انه في دوامة لا نهاية لها !!
في اليوم التالي
اخبر مراد منار انه سوف يوصلها اليوم أيضا فلم تعترض
خرجا من شقتهما السكنية
مراد ابني تعالوا افطروا قبل ما تروح الشغل والحضانة
قالها وائل والده ثم أكمل وهو ينظر الى منار ببرود
هنا الله يباركلها من النجمة صاحية تحضر الفطار مع أمك والله معرفش من غيرها كنا هنعمل ايه !
بادلته منار نظراته الباردة ولم تعلق ولكن مراد تدخل وقال
من غيرها يا بابا كانت منار بتساعد في البيت وبتنزل من الصبح بدري بس مشوفتكش قولتها تسلم ايديكي او طيبت خاطرها بكلمة حتى
صمت وائل ونظر الى ابنه الذي أخذ صف منار
تدخلت هنا وقالت برقة
مراد تعالى عشان تفطر ميصحش تروح الشغل على لحم بطنك انت بتحب البيض بالبسطرمة صح !أنا عملتهولك بإيدي
ادارت منار عينيها بملل ثم نظرت الى مراد وقالت
مش مشكلة نفطر وبعدين نمشي
هز مراد رأسه بأسف فهو اراد ان يفطرا بالخارج وقد وعد الفتاتين بهذا
جلس كل منهم على الطاولة وبدأ مراد بالأكل
وقفت هنا خلف مقعد مراد وقالت برقة شديدة
ايه رأيك في البيض
عجبك
حلو تسلم ايديكي
قالها بتوتر وهو ينظر الى منار التي ادعت انها تطعم فتياتها
بعد دقائق
نهض مراد وهو يمسح كفه بالمحرمة وقال لمنار
خلصتي يا حبيبتي
هزت منار رأسها وهي تمسح كفها وفم ابنتيها ثم غادروا
بينما بقت هنا وكلمة حبيبتي التي نطقها مراد لمنار تمزقها من الداخل
بعد ان اوصل زوجته وطفلتيه لرياض الأطفال ذهب لعمله وعقله يفكر بحل لأزمته
مرت الساعات بسرعة وهنا تلازم حماتها تفعل كل ما تطلبه وقبل موعد قدوم مراد بنصف ساعة ذهبت إلى صابرين وقالت بلطف مصطنع
ماما أنا عملت كل حاجة ممكن اطلع بقا عشان مراد قرب يجي ومحتاجة اتجهزله وكمان ياريت تخلي عمر معاكي النهاردة عارفة طبعا النهاردة يومي وكده
هزت صابرين رأسها موافقة فذهبت هنا مسرعة الى شقتها نظرت صابرين الى اثرها وقالت
البت دي مش سالكة
أتى مراد للمنزل مع منار والطفلتين وبدل من الذهاب لهنا بقا مع منار وطفلتيهما
كان جالس بغرفة الفتيات وهو يقص عليهما قصة كان يقلد شخصيات القصة بطريقة لطيفة تجعلهما يضحكان بقوة
كانت منار تراقبهم عن بعد وهي تبتسم كان يسعدها ان ترى السعادة على وجه اطفالها
ذهبت إلى المطبخ لكي تحضر لهم شئ ليأكلوه
ولكن فجأة رن هاتفها نظرت إليه لتجد المتصلة تقى فتحت الهاتف وهي تقول
وحشتيني مشوفتكيش النهاردة يعني
ضحكت تقى وقال
ده عشان بحضرلك مفاجأة حزري فزري ايه هي المفاجأة
عبست منار وقالت
ايه هي يا آخر صبري !
أنا لقيتلك شغل وشغل حلو اووي خلينا نتقابل بكرة واقولك التفاصيل ماشى
هزت منار رأسها بتوتر تلك الخطوة التي تخاف ان تخطوها وهي يجب أن تستأذن مراد بالطبع لن تعمل دون علمه
أغلقت مع تقى وبدأت بصنع طبق الفواكه المفضل لهم
وبعد ان انتهت أمسكت الطبق وخرجت من المطبخ لتجد مراد امامها ينظر
إليها بتوتر نظرت إليه بإستفهام فقال بتلعثم
النهاردة يوم هنا واتصلت كذا مرة و
هزت كتفيها وقالت
ما تروحلها هو حد ماسكك !
نظر إليها بتعب ولكنه أخيرا ابتسم
وقال
تصبحي على خير يا حبي الوحيد
ثم غادر وتركها ضحكت بسخرية وقالت
قال حبه الوحيد قال
في شقة هنا السكنية
ولج مراد إليها ليجد هنا