رواية رياح الألم ونسمات الحب بقلم سهام صادق
وافقت علي كتب الكتاب عشان سميه اقنعتني بفكرتها وانا واثق فيك انك هتصونها وهتحميها اكتر مني
فأدمعت عين سميه وهي تري والدها وزوجها في ذلك المشهد فلمست كتفها يد ريهام وهي تبتسم كنا ديما بنتمني اننا نتجوز في نفس السنه لاء وكمان طلعوا صحاب فتأملت أعين هنا لتقول ثانية أتجمعنا بقلوب ناقيه وكل واحد فينا لقي لقلبه ساكنه
لتقترب منهما هنا باسمه مافيش احلي من الصدف اللي ديما بتجمعنا ببطئ من ألم ذلك الكعب الذي يزعحها فضحكت سميه وعلي وجهها أبتسامه مش قد الكعوب من تفاصيل قائلا مش قادر يامنال علي بعدك اكتر من كده انا سايب شغلي وحالي وديما بستني نظره منك
ومع كل خطوه كان يقترب بها منها ظلت قدماها تبتعد حتي دخلو ذلك المخزن المهجور وأسقطها بيديه علي ذلك التبن المتراكم للمواشي فأزاحت بوجهها قائله پخوف عبدالله ابعد
فأبتسمت منال بحب وهي تتفاخر به قائله ما انا بتعلم اه عشان خاطر عيونك ياحبيبي
فأذابت تلك الكلمه جليد رغبته وظل ينهش مثل المسعور الذي وجد غايته فأنتفضت من بين ذراعيه عندما سمعت صوت أقدام أتيه ليسكتها هو بعدما وضع بيده علي كي تصمت
لينظر اليها هو مطمئنا بعدما ابتعدت صوت الاقدام المجهوله مقتربا منها ثانية فيزيل حجبها عن شعرها الاسواد اللامع ناظرا اللي اضطرابها بين يديه عائدا الي رغبته ثانية علي ذلك التبن الذي شهد علي الكثير من لقائتهم المحرمه
جلست ريم بجانب والدها وبيدها الصغيره ظلت تمسح حبات عرقه وهي تقول بأعين دامعه متخافش يابابا انت هتخف وهتبقي كويس بس انت ليه مش عايز تروح للدكتور
فأبتسمت الصغيره بأعين دامعه هو في حد مش بيحب باباه ومامته المدرسه بتاعتي ديما بتقولي انا مهما پتزعقوا لينا وتزعلونا برضوه بتحبونا واحنا عشان نبقي شطار لازم نسمع كلامكم ومنزعلكمش وندعيلكم ديما
ثم نظرت اليه ريم وهي تبتسم بسم الله ارحمن الرحيم
صدق الله العظيم
فأدمعت عين صالح پألم وهو يري برائة طفلته
فبكت عيناه اكثر وهو يسمعها حتي تأمل زينب التي دخلت للحجره وبيدها نور نور عايزه تطمن عليك
فأبتسم صالح بتعب وهو ينظر لبناته الاثنان قائلا بضعف انا عايز كمان سلمي وهنا جيبهوملي يازينب حاسس ان اللي فاضل من عمري مش كتير
فأدمعت عين زينب وركضت نور لتجلس تحت قدميه وبصوت باكي انت لازم تروح المستشفي يابابا انت
ليه مش عايز تعرف انت عندك ايه اكيد هتخف مع العلاج
فتذكر هو حديث الطبيب عندما بدء يشعر بتعب يزداد قبل تلك الانتكاسه انت ازاي اتأخرت اوي كده لحد ما كليتينك الاتنين وقفوا ودمك أبتدي يتلوث
فنظر اليه صالح حتي وقف وهو يضع بيده علي احد جانبيه انت بتقول ايه يعني انا عندي فشل كلوي
فحرك الطبيب رأسه بأشفاق وهو يقول للاسف التحليل اللي عملناها ليك بتقول كده وعشان ابقي صريح معاك دمك بقي ملوث ولازم تفضل معانا هنا في المستشفي يمكن نقدر نعمل معاك حاجه لان الحاله أتأخرت انا مش عارف انت ازاي مكنتش حاسس بنفسك
فأبتسم صالح بسخريه حتي جلس ثانية وهو يخفض رأسه أرضا ويحركها اصل كان لازم ربنا ياخد حق الناس اللي
جيت عليهم بصحتي وقوتي ومرحمتش حد فضل سايبني اتمتع بالدنيا وانا مش حاسس بالشبع منها ونسيت ان كل نعمه هو أدهالي ليها حق عليا وضحك وهو يتذكر كل شئ مر بحياته هحس بمرضي ازاي ووقت الحساب الدنيوي جيه
ثم افاق صالح من شروده وهو يقول خلي كريمه تروح لحالها يازينب هي ملهاش ذنب كانت في ايد اب طماع رماها لزوج طماع خليها تروح تشوف حياتها يمكن ربنا يعوضها
دلف هشام الي داخل شقته وهو مازال يدندن بأغاني خطبته وعقد قرانه ليتأمل كل ركن في زواية شقته ناظرا الي ذلك المظروف الكبير الذي اعطاه له حارس بنايته فيقول بصوت يملئه الفرح وانت حكايتك ايه كمان
فسار بخطي بطيئه حتي صعد درجات السلم المعدوده بثلاث درجات ذاهبا في ذلك الممر البسيط الي غرفته يخفف من حدة رابطة عنقه الزرقاء بيديه التي تشبه فستانها الازرق وضعا ذلك المظروف جانبا متسطحا علي فراشه بكامل ليتأمل السقف بأعين سعيده حتي تذكر تلك الليله التي لا يعلم كيف سيخبر بها سميه هل سيتركها مثل الذنوب التي نفعلها ويسترنا الله من ذنبها عندما نتوب ونستغفر اما لابد ان وقت الاعترافات ان تأتي فهو يعلم تماما بأن سميه تعرف قصة جوليا معه ولكن ليلتهم تلك لا احد يعلم بها سوى الله
فأغمض عيناه خجلا عندما تذكر رب العالمين ليتمتم من بين استغفر الله العظيم استغفرك واتوب اليك يارب العالمين
ثم ابتسم وهو الي بطنها التي اوشكت علي الظهور وبصوت يملئه الحب وعشان اريحك ياستي انا عرفت بالصدفه لما جيت اخدك من عندها قبلت مازن قدام فيلته يعني مجرد صدفه ثم قال بمرح قد اكتسبه منها ومن هشام تصدقي انا برضوه اتفجأت ان عندي صديق اسمه هشام وكتب كتابه كان النهارده
واعطاها ظهره واغمض عينيه علي وسادته وهو يبتسم قائلا يلا نامي بقي عشان غلط علي صحتك
تأملت ريهام صفح تلك الروايه التي تقرأها حتي أدمعت عيناها وهي تقرء في سطورها معاناة البطله حينما فقدت حبيبها في احدي الحروب التي كانت تقيم في بلدتهم ليدخل مازن عليها كما اعتاد كل يوم ناظرا اليها مطمئنا علي حالها مازن انتي لسا صاحيه
فنظرت اليه ريهام وهي تزيل دموعها بأطراف اناملها كنت مندمجه مع الروايه
فضحك مازن وه
فأدمعت عين ريهام مجددا قائله بتأثر الفقد صعب اوي انك تفقد حد جزء منك وهو كل حياتي شئ مؤلم
فتذكر مازن والديه حتي شرد في سنوات عمره القليله التي قضاها معهما فتطلعت اليه ريهام وهي لا تعلم سبب شروده هذا فنظر اليه مازن بعدما عاد لرشده ثانية حبيت اطمن عليكي قبل ما انام تصبحي علي خير
فعتدلت ريهام من نومتها حتي اصبحت ركبتيها تتكئ علي الفراش قائله مازن
فألتفت مازن اليها وقبل ان تنطق بكلمه كانت هي الاسبق قائله خليك جنبي ممكن
ان تخرج من غرفتها وتجلس معهم جميعا كان حدثا اسطوريا في بيتهم الكبير ان تجتمع العائله جميعها زوجاته وبناته تذكر عندما استعدت ثريا وفاطمه للخروج معه وهي تقف وسط بناته مکسورة مذلوله محپوسه في بيته الجميل بأثاثه ولكن قلبا وليس قالبا رأي دموعها تسيل وهو يقول لها بغلظت حديثه اهتمي بمنظرك وبنتك شويه لو كنتي نضيفه وتشرفي كنت اخدتك فرح اولاد الاكابر اللي معزوم عليه ولا انتي صحيح اخرك افراح الفلاحين
فنظرت سلمي الي تلك العبائه الورديه التي ترتديها ونظرت اليه بأعين دامعه حتي أقتربت منه ثريا بشماته و تشبثت بذراعيه مش يلا ياسي منصور ده انا نفسي اوي احضر حفلات البندر بيقولوا انها حلوه خالص وترد الروح كده ولا الناس اللي بيحضروها كلهم بيبقوا حلوين وبيلمعوا ايوه كده احنا عايزين بقي نطلع ونشوف الدنيا
فيبتسم منصور لها ولفاطمه ويسير بهم نحو سيارته الفاخمه ليتستقلوها سويا تاركينها بحسرتها
ليفيق منصور من شروده بعدما نهض من جانب ثريا تاركا الغرفه ذاهبا لسجينته فيفتح باب غرفتها متأملا ظلام الغرفه
والتف منصور كي يخرج ويتركها قائلا كلها خمس شهور وهترجعي لاهلك تاني وولادي انا اللي هربيهم وانتي حره في حياتك يابنت صالح غلطتي ان بعد كل السن ده ضعفت قدام حتت عيله بتستغفلني
فنهضت سلمي من جانب ابنتها كي تقف امامه الصغير وارتمت بين ذراعيه قائله بضعف متكسرنيش بظلمك ليا يا منصور
فنظر اليها منصور طويلا حتي قال بجمود هتكفل بمصاريف تعليمك لحد ما تقدري تدخلي الجامعه اللي نفسك فيها وبكده يكون عملت اللي وعدتك بي
ويبعدها عنه برفق ناظرا لها طويلا وكأنه يخبرها من نظراته انها بالنسبة اليه قد اجتاحه بعدما انتهي الشباب
نظر الي عمته الشارده التي تحتسي فنجان قهوتها بشرود قائلا بعدما اقترب منها الجميل سرحان في ايه
فنظرت اليه امال بأعين شارده قائله بنغزه في قلبها حاسه ان نيره فيها حاجه يافارس صوتها تعبان وكل ما اسأل يوسف وقوله طمني عليها يقولي مفيهاش حاجه
فتطلع اليها فارس بقلق وهي يتذكر اخر مكالمة كانت مع اخته ولم يعجبه صوتها في الحديث معه فأخبرته بأنها تعاني من بعض الالام في معدتها
حتي اقتربت منهم هنا بأرهاق واضح بسبب الحمل وهي تحمل احد كتبها ناظرة لهما ليقول فارس ليطمئن عمته انا هتصل بيوسف وهطمن عليها متقلقيش انتي ولو حكم الامر هسافر عشان اطمن بنفسي ثم نظر الي هنا الواقفه امامه وتتنفس بصعوبه مدام السلم بقي يتعبك خلينا ننقل اوضتنا لأوضة المكتب ولا انتي اللي تخنتي وبقيتي شبه الكوره عشان كده مبقتيش قادره تتحركي
فضحكت عمته علي مزاحه هذا رغما عنها ونظرت الي هنا التي تتأمله غيظا قائله بطل هزارك ده معاها يافارس وكمان مش برضوه اللي في بطنها ابنك او بنتك وكل التغيرات اللي حصلتلها ديه بسببه هو
فنظر
اليها فارس بعدما امتلئت عين هنا بالدموع بسبب مزاحه علي شكلها حتي قال بحب اي كلمه بقولهلها بتزعل منها علطول عشان لما اشكيلك منها متبقيش تدافعي عنها
فنظرت اليه هنا قليلا وتأتي الخادمه قائله الفطار جاهز
فتتأمل هنا الي نظراته اليها حتي يضحك فارس عارف ياحببتي ان الحمل هو السبب روحي اللي بقي الاول والاخير وهو الطعام
فنظرت اليه هي بعدما ابتعدت عنهما امال التي ملت منهم وبصوت يملئه الڠضب متبقاش تيجي تصالحني بعد ما تزعلني
واقتربت منه كي تغيظه وعلي فكره انت كمان تخنت ومبقتش فارس الوسيم
وركضت من