رواية حطمت قلبي بقلم سولييه نصار (كاملة)
وهو يتنهد
ايه يا باشا مالك !
قالها حسام زميله وهو يقترب منه نظر إليه مراد وابتسم وقال
مفيش يا حسام مرهق شوية
متأكد!باين من شكلك ان حد ماتلك مالك يا بني
تنهد مراد بتعب وقال
مش فاهم نفسي حاجة من زمان كان نفسي فيها
حاجة ضاعت مني وقررت انساها بس ربنا قدر انها تكون ليا بس فرحتي بيها راحت حاسس اني مشتت مش عارف عايز ايه
طيب ما يمكن انت مكنتش حابب الحاجة دي بجد انت بس فكرت أنك عايزها عشان هي مش معاك ولما بقت معاك راحت فرحتك يمكن حبك الحقيقي مكانش للحاجة دي كان لحد تاني جمبك انت مكنتش شايفه
ايه !
قالها وهو ينظر إليه بتوتر فابتسم حسام
اقصد يعني حاجة كانت جمبك وانت مش شايفها عن إذنك دلوقتي أنا ورايا شغل بس فكر في كلامي كويس
بعد انتهاء دوام عمله خرج مسرعا الى الروضة
بابي
قالتها الطفلتان بسعادة هي تندفعا الى والدهما
ابتسمت منار دون ارادة منها ولكن عندما نظر مراد إليها مسحت ابتسامتها على الفور اقترب مراد منها مبتسما وقال
يالا
لم تجادله وذهبت معه بهدوء
في المدينة الترفيهية
نظر ملك وماسة الى والدهما بنظرات متسعة يشع منها التوسل ليبتسم مراد ويقول
يا منار احنا هنكون معاهم مټخافيش بعدين انت الوحيدة اللي خاېفة هنا بناتي شجعان زيي مبيخافوش
احمر وجهها من الإنفعال وقالت
على فكرة أنا مش بخاف
خلاص يبقى تركبي الساقية معانا يالا
زفرت بضيق وهي تتبعه كان الخۏف يتصاعد في قلبها هي لديها خوف مرضي من المرتفعات بالذات من تلك اللعبة دوما تتخيل انها سوف تسقط وټموت بسببها !!!
أشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله
قالتها منار بنبرة مرتعشة وهي تمسك العمود الحديدي الذي بالدولاب الدوار كان مراد يراقبها وهو يبتسم بإستمتاع فجأة توقفت اللعبة لتقول منار بهلع
قاطع كلماتها ضحكات مراد وقال
حبيبي مفيش حد خاېف غيرك هنا اللعبة طبيعي تقف وبعدين بتكمل تاني
قائلا
مټخافيش أنا معاكي
في بيت عائلة هنا
أنتوا السبب انتوا السبب
قالتها هنا وهي تبكي پعنف بعد ان اتت لمنزل والدتها كانت بحاجة للتكلم والا سوف ټموت
ليه جوزتوني لمراد يا أمي ليه !ليه بتعملوا فيا ليه ابويا بيعمل فيا كده!!
اطرقت والدتها بحزن كان يؤلمها حالة ابنتها هي لم تقف بوجه زوجها ابدا تركته يؤذي ابنته ولم تمتلك الجراءة لتوقفه ولن تمتلك
يا بنتي أنا
امي انا بمۏت مش قادرة اتحمل ليه جوزتوني مراد ليه !!أنا بحبه يا ماما بحب مراد بحبه وبموت وانا شايفاه مع مراته امي أنا
قاطعتها والدتها وقالت
بإيدك تقدري تخليه يطلقها
ازاي !
قالتها بلهفة لتبتسم والدتها بخبث وتقول
هقولك !
يتبع
الفصل السابع عشر أحبك
إني أحبك عندما تبكينا
وأحب وجهك غائما وحزينا
الحزن يصهرنا معا ويذيبنا
من حيث لا أدري ولا تدرينا
تلك الدموع الهاميات أحبها
وأحب خلف سقوطها تشرينا
بعض النساء وجوههن جميلة
وتصير أجمل عندما يبكينا
نزار قباني
قرب اذان المغرب
توقفت سيارة مراد أمام المنزل
نظر الى منار وقال
النهاردة اليوم كان حلو اووي صحيح !
نظرت منار الى ابنتيها النائمتان وقالت بإبتسامة شاردة
ايوة كان حلو اووي
اسعدها ان ترى أطفالها
سعداء لطالما تمنت ان تكون تلك هي حياتهم تمنت ان يتنزها كعائلة واحدة ولكن الآن تشعر ان سعادتها ناقصة تشعر ان تلك المبادرة من مراد قد تأخرت كثيرا فبعض الأشياء أثرها يكون باهت عندما يفوت الآوان وفات الآوان لمراد ان يصلح أي شئ
يالا خلينا نطلع البنات عشان ميبردوش
قالتها بنبرة باهتة فهز مرد رأسه وخرج ليساعد منار في حمل الفتيات
دخلا للمنزل وهما يحملان الطفلتين ليجد مراد والدته جالسة على الأريكة وهي تلهث بقوة محاولة التنفس ووجهها احمر
أمي مالك !
قالها مراد بهلع وهو يضع ابنته على الأريكة الكبيرة اقتربت أيضا منار منها بقلق وقالت
مراد روح جيب البخاخة بتاعتها يالا بسرعة هتلاقيه في درج أوضة النوم بتاعتها هي وباباك
هز مراد رأسه وهو يندفع لغرفة النوم بينما تجلس منار بجوار حماتها وتربت على ظهرها وتقول
اهدي يا حماتي اهدي
نظرت صابرين الى منار والدموع تطفر من عينيها رأت في عيني منار القلق الحقيقي
أتى مراد وهو يحمل البخاخ ثم ساعد والدته كي تستنشقه لحظات وهدأت قليلا ظل مراد ومنار معها حتى بدت انها بخير
حينها قررت منار الصعود وقالت
انا هودي ملك فوق عشان تنام وبعدين هنزل اخد ماسة
لا لا انا هجيبها دلوقتي وراك متنزليش تاني
هزت منار رأسها وصعدت بإبنتها فنظر مراد الى والدته وقال
ليه ما اخدتيش البخاخة افرض مكناش جينا دلوقتي كنت هتتصرفي ازاي ايه اللي انت بتعمليه ده يا أمي!
هزت صابرين رأسها والدموع تطفر من عينيها وقالت
مكنتش قادرة اتحرك يا ابني والله
طيب فين هنا !مش كانت بتساعدك !
أطرقت والدته برأسها ليكمل هو
أمي فين هنا مش كان مفروض
بتساعدك
انسابت دموع صابرين وقالت
والله يا بني أنا قولتلها بس علينا طبيخ النهاردة لقيتها هبت في وشي زي البوتجاز ورفضت تساعد وطلعت وبعدها لبست وقالت رايحة عند امها ولسه مرجعتش
وهو غاضب منها وقال
طيب أنا هتكلم معاها أنا هطلع دلوقتي ماسة عشان متبردش
هزت والدته رأسها ثم كاد ان يحمل ابنته الا ان دخول هنا المنزل اوقفه
مساء الخير
قالتها برقة
قال
كنت فين يا هانم !
كنت عند ماما يا مراد أنا قولت لحماتي
وأنت يا حبيبتي متجوزاني أنا ولا متجوزة حماتك كان مفروض تستأذني مني
قالت
ما أنا فعلا اتصلت بيك كتير يا مراد بس أنت مكنتش بترد وانا كان لازم اروح لماما
ثم اقتربت من حماتها وقالت
أسفة يا ماما على اللي عملته الصبح أنا غلطت واستحق اي عقاپ منك ومن النهاردة ترتاحي وانا هعمل كل حاجة
توسعت عيني مراد لتكمل هنا
انا ندمانة على اللي قولته وكنت حاسة بالذنب ولما قولت لماما بهدلتني أنا فعلا زودتها سامحيني
كانت صابرين تنظر إلى هنا التي طريقة كلامها تغيرت تماما ولكن كان هناك شئ نظراتها كانت جافة وهي تنظر إليها بلا أي مشاعر كانت تصطنع الاعتذار !!!
ابتسمت هنا مجددا وربتت على كفها وقالت
روحي ارتاحي دلوقتي يا ماما
ثم استدارت نحو مراد وقالت
وكمان بعتذر اني خرجت من غير إذنك ده مش هيحصل مرة تانية
في الليل
كانت هنا متسطحة على فراشها بمفردها مراد اليوم عند منار لا بأس غدا سوف تحصل عليه ثم أغمضت عينيها وهي تحلم بهذا اليوم
عند منار ومراد
كانت منار نائمة بعمق على فراشها بينما مراد ينام على الأريكة التي أحضرها للغرفة كان يعجز عن النوم
فكر بيأس
في اليوم التالي
فتحت منار عينيها بسبب رنين المنبه لتنتفض وصوت ناعس يخترق عقلها
صباح الخير يا منور
نهضت جالسة بإضطراب وهي تبعد خصلات شعرها عنها حاولت التكلم وسؤاله عما يفعله هنا ولكنها تراجعت ورمقته ببرود ثم نهضت بسرعة لتخرج إلى الحمام
ابتسم مراد وقال
وراكي وراكي يا منور والله مش هسيبك !!!
مر يومين حتى أتى يوم الاثنين كانت هنا تتقرب فيه من حماتها وحماها وتسمع الكلام صحيح لم تستطع اختراق الجدار الذي قرر مراد ان يضعه بينهما إلا أنها لم تستسلم وقررت أن ټضرب ضړبتها الثانية قريبا!!!
في فيلا تظهر عليها علامات الرقي الثراء
دخلا منار ومراد إلى الحديقة الواسعة التي تقام بها حفلة عيد ميلاد أخ يونس الراوي عاصي الراوي
انا مكنتش عايز اجي
قالها مراد بضيق لتنظر إليه منار بضجر وتقول
مراد خلاص تقى اترجتني اجي وبعدين انت ليه مكبر الموضوع
مبتعجبنيش نظرات الراجل ده ليكي!!!
هزت منار رأسها بيأس لن تجادله بهذا الموضوع
منار مبسوطة انك جيتي
قالتها تقى بإبتسامة
انا مبسوط بجد انكم جيتوا نورتونا
قالها يونس ثم أكمل
اتمنى يا استاذ مراد متكونش لسه زعلان مني رغم انك انت اللي بهدلت وشى بالشكل ده
قالها مشيرا إلى الکدمة التي كانت ظاهرة على وجهه ابتسم له مراد ابتسامة صفراء وقال
لا انا مش زعلان وقبلت اعتذارك خلاص فين صاحب العيد ميلاد عشان نقدمله الهدية
أنا صاحب العيد ميلاد
قالها صوت أجش وهو اتسعت ابتسامة تقى
وتقول بحماس
ده عاصي ابن عمي وأخو يونس واصغر منه بتلات سنين
نظر عاصي إلى تقى ببرود وقال
شوية
بتوتر عبست منار وهي تنظر الى عاصي والذي كان أكثر وسامة من أخاه ولكن كان يبدو فظا للغاية وعينيه الزرقاء كانت خالية تماما من المشاعر
قدم مراد الهدية له وتكلموا قليلا
ابتعدت تقى قليلا ويبدو عليها الحزن فتبعها يونس
وقفت أمام المسبح ودموعها تنساب على وجهها
تقى
قالها يونس وهو تألم قلبه وهو يرى دموعها ومسحها برفق وقال
عاصي طول عمره قليل الذوق متزعليش منه حقك عليا أنا
ابتسمت تقى وقالت
خلاص أنا مش زعلانة
خلاص مادام مش زعلانة تعالي بقا عشان نرجع للحفلة
بعد نصف ساعة من الحفل
كان مراد يضغط على الكأس بقوة وهو يرى هذا المدعو يونس يوجه كلامه لمنار فتدخل هو في الحديث ليبعد انتباهه عن زوجته وكل ما أراده الآن أن يخفيها عن عينيه
عادا اخيرا مراد ومنار من الحفل وكانت الفتيات قد نامت وطلبت صابرين منهما أن يتركان الفتيات بالاسفل ويصعدون لغرفتهما
دخلا الشقة أخيرا وولجت منار الى الغرفة لتأخذ ثيابا لها ثم تنام وقف مراد في طريقها وقال بتجهم
منار أنا مش عايز اشوف البني ادم اللي اسمه يونس ده قريب منك تاني !!
بتغير عليا !
قالتها بخبث وهي عينيها الرمادية تتألقان بإنتصار ابتلع ريقه وقال
طبيعي انا جوزك وبغير عليكي
ضحكت بسخرية وو
ابعد سيبني !!
قالتها پغضب
قال ونيران الغيرة تندلع من عينيه
متختبريش صبري يا منار متتخي
ولكنها قاطعته وهي تدفعه وقالت
متقلقش يا مراد أنا محترمة نفسي كويس وعارفة اني ست متجوزة بس غريبة حر قتك فكرة اني اتكلم مع غيرك معرفش أنت هتعمل ايه لما اتطلق منك وساعتها هكون حرة تماما
قال
ده مش هيحصل أبدا!!
اشټعل
الرماد في عينيها وقالت
لا هيحصل أنا وعدتك قبل كده أنك مش هتشوف الحب في عيوني تاني ووفيت بوعدي وهوفي بالوعد ده كمان !!!
قال بنبرة خاڤتة خطېرة
أيوة بغير شايفة اللي في عينيا دي غيرة أنت ملكي مراتي ومش هسمح ليكي تتسربي من ايدي يا منار حتى