الأحد 27 أكتوبر 2024

الجزء الأول بقلم سارة المصري

انت في الصفحة 17 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

 


لو ضغط كفها بين كفيه يمنحها الأمان والعطف يشعر أنه أحق منهم جميعا بها في تلك اللحظات 
يعلم جيدا انها لن تقبل منه اى كلمة بعد ما تفوه به فى الصباح وهو لا يعرف حقا كيف يعتذر كلمات المواساة والاعتذار كلاهما تجمد على لسانه 
خرج الطبيب من عند سمير فهرع الجميع اليه ليضع يده فى جيب معطفه ويتحدث بعمليه بحته 
الاستاذ سمير حالته متأخرة للاسف الجراحة هيا الحل الوحيد رغم انها فى سنه هتبقى مغامرة بس مفيش اختيار تانى 
اقتربت ايلينا وهى تمسح دمعة لم يعطها قلقها على أبيها الرفاهية في محاولة اخفائها 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
انا هتمسك بأى امل يرجع بابا لينا 
رد الطبيب وهو يهز رأسه فى تفهم 
الجراحة هتتكلف حوالى 300الف والأمل برضه مش كبير 
هنا تدخل يوسف وقد تضايق من لهجة الطبيب المحبطة مادام فيه امل هنتمسك بيه والفلوس مش مشكلة خالص شوف الأنسب ايه واعمله 
هز الطبيب رأسه ليستأذن الذهاب فنظرت ايلينا الى يوسف تخبره فى حدة 
محدش هيدفع مليم واحد فى علاج بابا 
نظر يوسف ومحمود الى بعضهما البعض فواصلت في حسم 
انا هبيع الكافيه وبابا عنده رصيد كويس فى البنك ولو وصلت هبيع البيت كمان بس مح 
قاطعها محمود وهو يقطب جبينه فى استنكار 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ايه يا ايلينا الكلام الفارغ ده عايزة تبيعى اللى وراكي واللى قدامك واحنا لزمتنا ايه 
واصل يوسف الحديث غير مكترث بما قالته 
سيبك منها يا بابا انا هجهز الفلوس وهتابع كل حاجة بنفسى 
هنا قطبت ايلينا حاجبيها وهتفت فى ڠضب 
انت بتتكلم بصفتك ايه انت بالذات مش هقبل منك حاجة احنا نهينا كل حاجة بينا خلاص نسيت ولا ايه 
وزع محمود نظراته بينهما ليسأل في حذر 
نهيتو ايه ايه الكلام الفاضى ده هوا شغل عيال ولا ايه بتتصرفو من دماغكو ملكوش كبير اسمعو بقا مجرد ما سمير ما يفوق هيتكتب كتابكو وده بناء على رغبته 
التفتت له ايلينا فى تمعن لتتبين صدق ما قاله اهذه خطة جديدة ام ماذا فليكن الأمر ما يكن لقد اكتفت منه وانتهى الأمر 
حضرتك بتقول ايه 
هدأمحمود من نبرته واقترب ليمسك بكتفيها فى رفق هامسا 
حبيتى باباكى عاوز يطمن عليكى وهوا ده اللى حصل صدقينى وهتتأكدى بنفسك اول ما يفوق ان شاء الله 
الفصل العاشر 
نظرت الى يوسف وتذكرت كلامه الچارح صباحا ورفضه المتكرر لها مرة بعد اخرى واتهامها بالتساهل مع أخيه ألجمت انتفاضة كرامتها مشاعرها هذه المرة وانفردت بالقرار فاختنق صوتها وهي تضع النهاية غير قابلة بحلول أخرى مطلقا 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
لا ياعمى اسفة مش هفرض وجودى على حد تانى اتفاقنا لحد هنا وانتهى 
والټفت اليه ترمقه بنظرة عاتبه لتذهب من أمامه 
دوى صدى كلمتها في اذنيه اتفاق !!! أي اتفاق دارت كل الأحداث الماضية في رأسه لتتلاحم مع جملتها الأخيرة متأهبة أن تعطه اجابة صريحة على سؤال طالما طرحه عليها ورفضت اعطاءه ولو توضيح الټفت الى ابيه ينهي حيرته 
اتفاق ايه اللى بتتكلم عنه 
زفر محمود فى ضيق يسأله بدوره 
انت فعلا قولتلها انها مفروضه عليك 
ازدرد يوسف لعابه ليقاوم ألمه وهو يتذكر ما أخبرها به صباحا فأشاح بوجهه في توتر ففهم محمود ان ولده قد قال ما هو أبشع فتنهد ليخفى ضيقه ويخبره في لوم 
بص يا يوسف ايلينا الف مين يتمناها واذا كنت فاكر ان احنا فرضناها عليك فالعكس هوا اللى حصل 
نظر له يوسف فى حيرة لم يتركه
أبوه غارقا فيها طويلا ليقص له كل شىء من البداية فلم يصدق ما سمعه وهتف فى صدمة 
ده الاتفاق اللى تقصدوه يعنى كانت عاوزة تتجوزني عشان كدة بس دخلت معاكو فى لعبه لعبتوها سوا عشان كدة 
رمقه محمود فى صرامة 
البت مكدبتش عليك فى حاجة يا يوسف اتقدمتلك للشغل عادى وانت وافقت وانت بنفسك بعد كدة اللى خلتها مديرة لمكتبك 
تنهد حينها وهو يتذكر أن هذا ما حدث بالفعل نظر اليها وقد وقفت تنظر الى ابيها من خلال النافذة الزجاجية للعناية المركزة نظرة لم يفهم محمود محتواها اهى نظرة ڠضب ام غيظ ام حب ام كل هذه المشاعر امتزجت فى تلك النظرة التى يراها فى عينى ولده للمرة الاولى تابعها فى حيرة حيرة من نفسه قبل كل شىء ولكن لا لن يتركها تنهى لعبتها متى شاءت وبقواعدها هي 
ربما كانت تلك وقتها حجته حجة ساقتها مشاعره أمام غروره وعناده لتبرر رغبته في وجودها 
ضيق عينيه في
تمعن حين اتسعت عيناها فجأة وفغرت ثغرها وهى تهتف فى سعادة 
بابا فاق 
حمدلله ع السلامة يا بابا 
قالتها ايلينا وهى تقبل كف ابيها الذى قرب جبينها منه ليقبله فهمست اليه فى عتاب 
كدة برضه يا بابا تخبى عليا 
ابتسم وهو يمرر يده على رأسها 
الظاهر خلاص يا ايلينا مبقاش فيه فايدة من المقاوحة اكتر من كدة 
قاطعه محمود في صرامة امتزجت بكثير من العطف 
متقولش كدة يا راجل ان شاء الله تقوم بالسلامة وتفرح بيهم 
اضافت ايلينا وهى تصدق على كلمات محمود 
ايوة يا بابا ان شاء الله تعمل العملية وتقوم وبالسلامة 
وضع سمير يده على صدره وتنهد فى الم 
عملية ايه بس دى غالية اوى والامل فيها مش كبير 
تخلص يوسف من صمته أخيرا هذه المرة 
ملكش دعوة بالمصاريف خالص ياعمى احنا مش اهل ولا ايه 
نظرت له ايلينا فى ضيق بينما رد محمود بابتسامة ممتنة 
تعيش يا يوسف انا كل اللى بفكر فيه دلوقتى علي وايلينا لو جرالي حاجة مش هيبقا ليهم حد غيركو 
دمعت عينا ايلينا وهمست بصوت متلعثم وقد ارتعد داخلها لمجرد الخاطرة 
بابا متقولش كدة انت هتعمل العملية وهتبقى كويس 
نظر سمير اليها وواصل فى حنان 
انا خاېف عليكي انتي بالذات ايلينا ابن عمك شكله مش هيجيبها البر ابدا 
قطب يوسف حاجبيه متسائلا في حيرة 
ابن عمها ايه الحكاية بالظبط 
تنهد سمير ليخبره 
طلبها للجواز وانا رفضت مش فارق معاه كونها مخطوبة من غيره طول الوقت عمال يهددنى ويهددها 
نظر يوسف الى ايلينا هاتفا فى استنكار 
انتى ازاى متقوليليش على حاجة زى دى 
رمقته بنظرة معناها وهل كنت تهتم يوما بشىء يتعلق بي أفحمته نظرتها فازدرد ريقه وهو يقول بنبرة أهدأ 
متخافش ياعمي محدش يقدر يأذي ايلينا وانا على وش الدنيا ومادام الموضوع وصل لكدة يبقى اسمحلي اناعارف انه مش وقته بس لو هنعجل بكتب الكتاب يكون أفضل 
نظر الجميع اليه فى ذهول وأولهم ايلينا هل طلب الزواج حقا هل جن هذا الرجل وسيدفعها للجنون معه عن أي زواج يتحدث تهكمت فى نفسها حين فهمت مقصده فالموقف لا يحتاج الى شرح مطلقا شهامة ليس اكثر شفقة ربما تختلف أسبابه ولكنها تتفق في اجباره على الزواج من جديد ولكن بشكل غير مباشر قبلت أن تجبره سابقا وهي تنكر حبها له مدعية رغبتها في اصلاحه أما اليوم وكل جزء من كيانها يصدح بعشقه لن ترضى بشفقة او شهامة تفاجئت بسمير يرد نيابة عنها 
انا عن نفسي موافق لما تتجوزو محدش هيقدر ييجي جنبها لا ابن عمها ولا غيره 
حملقت به ايلينا أبوها قد وصل خشيته عليها حد الذعر حد قبوله بيوسف وهو يعرف عنه ما تعرفه اذن قد استسلم لمرضه ويأسه 
تابع محمود الحديث عنه فى سعادة 
يبقى خلاص على بركة الله نكتب الكتاب وبعدها نستناك تقوم بالسلامة من العمليه عشان نعمل الفرح 
تردد سمير قائلا 
عملية بس انتو عا 
قاطعته ايلينا هذه المرة وهى تعرف طريقها جيدا بابا لازم تعرف ان مفيش جوازة هتتم من قبل ما توافق انك تعمل العملية 
نظر لها سمير بابتسامة يسألها في رفق 
انتى بتساوميني يا بنت انتى 
وبرغم انها كانت مزحة الا انها كانت حقيقة لقد كانت بالفعل تساومه وهو تقبل مساومتها تلك بصدر رحب يعلم أن ابنته تحب هذا اليوسف تحب للمرة الأولى في حياتها ويشعر من نظرات يوسف اليها أنه يبادلها الشعور ذاته ولكن بعده لم يرضخ يعلم أن ابنته قوية وستغير فيه الكثير فقديما عشقه لأمها غير حياتهما سويا ربما تكررت القصة من جديد من يدري 
تم عقد قرانهما بالفعل فى المشفى ورغم السعادة التى حلقت فوق الجميع الا ان الحزن والقلق كان من نصيبها وهى تشعر ان حبيبها يتزوجها رغما عنه للمرة الثانية وان ادعى عكس ذلك ليحافظ على ماء وجهه لا أكثر نعم تغير وقد لمست بنفسها هذا التغيير ووقعت فى غرام يوسف الجديد بكل ما فيه حتى بغروره وعنجهيته ڠرقت بكل مشاعرها وكيانها فى كل تفاصيله ولن تقبل منه ابدا بأقل مما تشعر به تجاهه لن تقبل ان تعيش عذابات حبه وحدها لتكون وسيلته لارضاء غروره كرجل ليس اكثر 
أما الحيرة فكانت من نصيبه هو يرى غيامة حزن تعكر صفحة وجهه الصافي اهو ندم 
ام انها تخشى تلك الخطوة وتفتقد الامان معه 
ام لأن لعبتها خرجت عن الحد الذى رسمته لها 
أم هو قلقها على أبيها 
انفرد كل منهما بالآخر بعد عقد القران فى حديقة المشفى 
طال الصمت بينهما كأن كل منهما يعطي للاخر فرصة فى توضيح موقفه أولا 
كانت هى الأسرع فى ټمزيق هذا الصمت السخيف فقالت وهي تنظر امامها 
على فكرة انا وافقت على الجواز بس عشان بابا يوافق يعمل العملية لكن متخافش مش هدبسك معايا كتير 
عض يوسف على شفتيه فى غيظ وهو يتذكر كلماته الوقحة وهمس في خجل 
انا اسف مقصدتش المعنى ده ابدا 
ابتسمت فى حزن قائلة 
متعتذرش انت فعلا معاك حق أنا فعلا زودتها انت رفضتني اكتر من مرة وكان لازم يكون عندى كرامة 
كاد ان ېصرخ بها أن تتوقف ولكنها واصلت 
انا طبعا بشكرك على شهامتك ووقفتك معايا واوعدك ان التدبيسة دى مش هتستمر كتير وبمجرد ما بابا يفوق ويبقى كويس هننفصل وتقدر تشوف حياتك 
ولم تمهله فرصة للرد ابدا فلو امهلته ستحرم نفسها من الاحتفاظ بكرامتها للحظة الأخيرة سيرى دموعها التى اخفتها عنه فى كبرياء وأطلقت عنانها بمجرد أن أعطته ظهرها كيف سمحت لنفسها بالتورط في حبه هكذا !! كيف 
راقبها في ألم وهي تختفي من أمامه وسخطه على ذاته يزداد لماذا لم

ينتزعها من افكارها السخيفة هذه 
لماذا يرفض ان يعترف لنفسه بانه لايتحمل فكرة ابتعادها 
يرفض هجرها 
يكره حزنها 
يمقت شعورها بالخۏف فى وجوده 
يحب قوتها عنادها مشاكستها 
كل شىء فيها يثير جنونه 
لماذا لم يستجب لمشاعره وألجم جسده الذي كاد أن يتحرك ليزرعها بين ذراعيه بقوة لتكون تلك الاجابة الصحيحة والرد المناسب على كل ما زعمته 
كانت صوفيا فى غرفتها تضع اللمسات الاخيرة لبورتريه خاص مزجت فيه الالوان بشكل رائع فبدت حتى أجمل بكثير من الصور التى التقطتها للنيل فى الغروب تأملته فى رضا قبل ان تزيحه جانبا وتستلقى على فراشها وهي تتأوه فى خفوت اغمضت عينيها لحظات ثم فتحتهما وهي تبتسم فى خبث مدت يدها تلتقط هاتفها من على المنضدة تطالع عليه صورة زين الذى يضعها على تطبيق الواتس اب صورة يبتسم فيها بوداعة أخذت لبها منذ ان
 

 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 36 صفحات