الأحد 24 نوفمبر 2024

الجزء الأول بقلم سارة المصري

انت في الصفحة 24 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

 


يتصنف رغبة 
قال محمود وهو يدور حوله كأنه يحاول ان يفقده تركيزه 
ولما هوا كدة كنت بتعمل ايه معاها لوحدكو ودى اول مرة ولا عملتوها قبل كدة كتير من ورانا حصل ايه بينكو خلاك عاوز تعجل بال 
قاطعه زين وهو ېصرخ به 
كفاية بقا متكملش صوفيا دى اشرف بنت قابلتها فى حياتى وانا مش حيوان مش حيوان 

تنفس فى عمق وهو يمسح حبيبات العرق التى تجمعت على جبينه فلم يظن ان معركته مع ابيه ستكون بتلك الشراسة 
انا مش بطلب حاجة عيب ولا حرام انا بحب صوفيا وهتجوزها ولازم تعرف ان مهما حصل مش هتخلى عنها ابدا 
دخلت سميرة فى تلك اللحظة وهى تقول فى قلق 
صوتكو عالى ليه ايه يا زين مالك فى ايه 
نظر زين الى والده دون ان يعلق وبعدها نظر الى امه قائلا 
بعد اذنكو 
راقبه محمود فى حنق حتى خرج واغلق الباب خلفه لينظر الى سميرة هامسا فى ڠضب 
شوفتى اللى عملنا حسابه حصل 
واشار الى الباب حيث خرج زين وقال 
البيه ابنك العاقل اللى فيهم عاوز يتجوزلى صوفيا 
شهقت سميرة وهى تضع يدها على صدرها 
يا نهار اسود الواد اټجنن على كبر ولا ايه 
ووضعت يدها على رأسها وهى تتمتم 
هنعمل ايه يا محمود نطردها وخلاص ونرتاح 
حك محمود ذقنه بسبابته قائلا 
دى ضيفة مرات ابنك انتى ناسية وبعدين مين قالك ان ده لوحصل ابنك مش هيتمسك بيها زيادة 
قالت سميرة وهى تتهالك على المقعد 
والعمل ايه 
تنههد محمود في عمق 
يمكن لو هوا عرفها على حقيقتها وعرف اد ايه هوا موهوم وخلاص يرجع هوا من نفسه 
رمقته سميرة فى حيرة بينما شرد هو فى عالم اخر لايفكر فى شىء سوى ان يبعد تلك الشقراء عن حياة ابنه بأى ثمن 
الفصل الرابع عشر 
وضعت يدها فى يده وهي تتمشى بالقرب من النيل حين توقفت فجأة عن السير لتقف أمامه تهتف في صدمة 
أنت بتقول ايه يا سامح مستحيل أعمل اللي بتقول عليه ده 
رد عليها فى حنق 
يبقى مش بتحبيني يا ايتن 
هزت رأسها فى عڼف نافية زعمه
أنت متأكد اني بحبك بس اللي بتقوله ده صعب 
ابتسم في تهكم 
بتحبيني بأمارة ايه بقا كل حاجة اطلبها منك ترفضيها معندكيش ذرة ثقة فيا ولا فى حبي ليكي روحتي اتخطبتي لواحد تاني وتقولي ڠصب عني طب ڠصب عنك لحد امتى 
امسكت رأسها وهي تهتف في انفعال 
انت مش فاهم حاجة انا أكيد هلاقي حل غير ده 
زفر فى ضيق وهو يشيح بوجهه قائلا 
حل حل ايه كام شهر عدى والوضع على
ماهوا عليه عاوزاني استنى لحد الفرح يعني ولا ايه 
واضاف وهو ينظر اليها فى حنق 
ايتن انا هبقا هتجنن لما بتخيله قاعد معاكي أو بيكلمك أو حتى بتبصيله ببقا ھموت وهوا من حقه كل حاجة وأنا مش من حقي أي حاجة 
عقدت ساعديها لترد في ضيق فاق غضبه وتخطاه 
أنا قولتلك كام مرة تروح تكلم بابا بس أنت رفضت 
رفع حاجبيه وهو يضع يديه في جيب بنطاله قائلا بطريقة سفه به كثيرا من تفكيرها 
أكلم باباكي عشان يرفضني ويطردني من قدامه لا خلصت دراستي ولا أهلي معاهم فلوس زيكم هيوافق عليا ازاي ده مش بعيد يخلي ابن عمك يكتب عليكي عشان يبعدنا للأبد 
وصمت للحظات قبل أن يتمعن بها يراقب تعابير وجهها وتأثره بكلماته 
أنا انسان عملي بفكر بعقلي لحل مشكلتنا دي لكن انتي اللي واضح أنك محبتنيش كفاية أو محبتنيش من أصله 
دمعت عيناها وتحشرج صوتها وهي تضم كفيها الى بعضهما في رجاء 
أنت عارف اني بحبك فبلاش الكلام ده أرجوك 
أفلت ضحكة ساخرة وهو يمسح وجهه بكفيه 
مش بالكلام يا ايتن أنا خلاص تعبت مش هفضل مستني لحد ما يزفوكي لابن عمك قدامي اتفضلي روحيلو عيشي مع واحد بتكرهيه بس عشان خاېفة تواجهي وأوعدك انك مش هتشوفي وشي تاني 
أمسكت بكفه تتوسله في خوف 
أرجوك يا سامح استنى اديني فرصة اللى بتطلبه صعب صعب 
انتزع يده فى عڼف وهو يهتف في صرامة 
لو بتحبيني بجد مكنش هيبقا صعب لكن انتي بتحبي تضيعي وقتك وانا أسف مش هكمل مع واحدة أنا مش واثق من مشاعرها ناحيتي 
وضعت يديها على ثغرها تقاوم شهقاتها وهي تراقبه يرحل من أمامها ويبتعد 
تشعر بروحها تنتزع من جسدها وتصاحبه تعلقت به واعتادت اهتمامه لايمكنها تخيل لحظاتها القادمة دونه فمنذ ان اقتحم حياتها دون سابق انذار وهى لاترى سواه 
فقط شهور قليلة هو كل مااحتاجه ليسخر كل ذرة من تفكيرها له 
ماذا ستفعل فى هذا الخواء الذي سيتركه بداخلها هل كان عليها أن تستجيب له وتثق به للنهاية دقات قلبها تتزايد فى هلع وهي تراه يختفى تماما من أمامها 
تود لو لحقت به لتوقفه وتخبره أنها ستفعل اى شىء حتى لايبتعد أبدا ولتذهب أي اعتبارات وقتها للچحيم 
والمصادفة من جديد تدخل صوفيا عنوة إلى قصة ايتن حقا لاتعرف أهي مصادفة أم أن القدر يرتب هذا ويخبرها بحتمية تدخلها فمن بعيد بينما كانت تلتقط صورا للنيل بالكاميرا الخاصة بها حين لمحت ايتن تتحدث في انفعال إلى هذا الشاب الذي تركها لدموعها وذهب وحين مر من أمامها تبعته في فضول لتتبين ملامحه جيدا دون أن تعرف بالضبط ماذا ستفعل 
توقف فجأة مع رنين هاتفه فأعطته ظهرها وهي تتظاهر بالتقاط الصور لتسمع المكالمة التى أرادت ان تتعرف منها على هويته لا أكثر 
أرادت ان تعرف من هذا الشخص الذي تحدت ايتن كل أعراف مجتمعها من أجله وبالفعل سمعت ما كاد أن يفقدها الوعي حاولت بقدر المستطاع تمالك نفسها وعدم الالتفات له حتى لاينتبه 
أيوة بحاول معاها كالعادة بس رافضة دماغها أنشف من الحجر بس على مين البت حلوة وأهلها متريشين ولو طاوعتني هاخد كل اللي أنا عاوزه منها وفوقيه فلوسهم كلها هتبقى تحت رجلي بس الصبر حلو 
ارتعدت اناملها وكادت الكاميرا أن تسقط من يدها أي مصېبة ستوقع ايتن نفسها فيها هذا المخادع يريد ان يورطها ويورط عائلتها معها 
عائلتها 
شهقت فى خوف زين 
ماذا عليها ان تفعل لقد اقترب عرس ايلينا ولم يعد هناك متسع من الوقت ولو تحدثت الى ايتن بما سمعته ستكذبها بكل سهولة فعلاقتهما متوترة منذ فترة هذه الحمقاء ستتجاوز كل الحدود و 
رن جرس هاتفها لينتشلها من افكارها فالتقطته من جيبها لترى اسم وصورة زين يضيئا الشاشة لتتذكر موعدها معه بعد دقائق 
راقبها وهى تضع يد على خدها بينما تعبث الأخرى بشوكتها في طبق المعكرونة أمامها دون ان تأكل كانت تبعثر الطعام فى شرود واضح جعله يتوقف عن طعامه ويتأملها دون أن تنتبه 
تغيرت صوفيا كثيرا أرهقته بعنادها وهو يعلمها كل شىء وهي لا تتفذ الا بعد مجهود شاق من الاقناع بالأدلة والبراهين يعشقها هكذا بكل تناقضاتها التى لم يتمنى يوما ان تكون بحبيبته عنادها طفولتها سذاجتها يعشقها بكل ما فيها يعشقها للدرجة التى جعلته يقف بوجه أبيه لأول مرة ويخبره أنه لن يتزوج غيرها ولو بقي العمر كله دون زواج تلك الحورية التي أوقعت به من أول نظرة رمته به عيناها اللاتي تفقداه تركيزه 
لماذا تنظر الى الأرض لماذا تخفيها خلف أهدابها الطويلة هيا عزيزتى أزيحى تلك الستائر البغيضة عن عينيك فقد اشتقتهما 
اقترب ليضرب بشوكته في رفق على شوكتها فرفعت عينيها اليه بابتسامة حائرة فهمس وهو يميل نحوها 
بتفكري فى ايه يا حبيبتي 
هزت رأسها وهي تنظر الى طبقها من جديد 
أبدا ولا حاجة 
ناداها في خفوت 
صوفيا بصيلي 
نظرت اليه فتابع وهو يشبك أصابعه أمام وجهه 
أنا عارف انتي بتفكري فى ايه 
زمرت شفتيها في تعجب فتنهد مواصلا 
أكيد كان نفسك يكون فرحنا مع ايلينا ويوسف فى نفس اليوم 
شردت بعينيها للحظات وهي تتخيل عرسها مع زين والى جوارهما ايلينا ويوسف كم سيكون هذا مذهلا بالفعل وكل منهما تزف الى حبيبها وتبدأ حياتها معه ولكنها عادت الى واقعها لترى كل المسافات التى تتزايد بينهما كل يوم فأخفضت رأسها فى حزن وهي تقول 
مش كل حاجة بنتمناها بتحصل يا زين قولتلك من الأول ان اقناع أهلك هيكون صعب 
رد في حسم 
وأنا قولتلك من الأول برضه أنا مستعد اتجوزك ومش هستنى موافقة حد وانتى اللي رفضتي 
عاوزني اوافقك تخسر أهلك وشغلك وكل حاجة 
واصل بنفس نبرته الحاسمة 
في ستين داهية الشغل أنا اقدر ابدأ حياتي من جديد أما أهلى فعمري ما هخسرهم هما هيزعلو شوية في
الأول ومع الوقت هينسو 
لايعلم ماذا تفعل بها هذه الكلمات لم تعتد ان تصل الى تلك المكانة او أن تكن مميزة فى حياة شخص لهذه الدرجة مجرد شعوره هذا يكفيها حتى لو لم يتغير من الأمر شىء تريده فقط فى حياتها ودون أي مسمى ابتسمت وهي تضع يدها على وجنتها 
زين حبيبي أنا كفاية عليا أوي احساسي بالأمان معاك كفاية استعدادك أنك تعمل أي حاجة
علشاني أنا مش زعلانة من أهلك بالعكس احساس الرفض والنبذ ده أنا اتعودت عليه من كل الناس بس من بعد ما ظهرت في حياتي مبقاش فارق معايا حد فى الدنيا غيرك انت بس حبيبي كفاية

عليا 
وأطرقت ارضا وهي تضيف فى حزن 
انا بحبك اوي يا زين ومش عايزاك تخسر أي حاجة بسببي انت عندك اهل يحبوك بيحبوك بطريقة مختلفة بس بيحبوك خد وقتك وحاول تقنعهم وأنا هستناك 
مرر يده فى خصلات شعره البني يسألها في حيرة والوقت ده مينفعش يعدي واحنا متجوزين لو اتحطو قدام الأمر الواقع هيتعاملو معاه ڠصب عنهم 
ردت صوفيا في صرامة 
لا يا زين أنت كدة بتخسرهم بجد 
ضړب المنضدة بكفه هاتفا في ضيق 
مش هخسرهم صوفيا أنا مش عايز أضيع سنين من عمرنا فى العند 
مدت أناملها تربت على كفه في رقة 
زين سيب الوقت يعالج الموضوع مستعجل على ايه 
رفع حاجبه مستنكرا سؤالها 
بجد مش عارفة مستعجل على ايه صوفيا انا عايزك معايا على طول عايزك جنبي طول الوقت ومتغيبيش عن عيني لحظة مش مجرد ساعة بنخطفها كل أسبوع 
لاتعرف حقا بما ترد عليه وهى تتمنى ذلك أكثر منه تخشى أن يجرب ماهي تعرف جيدا مرارته النبذ والرفض والحرمان من الأهل لا احد مثلها يعرف كم قاس هذا الشعور لاتريد لأعز مخلوق على قلبها أن يتذوقه أبدا لن تحتمل ان ينظر الى عينيها يوما وترى اتهامه لها بانها السبب فى ابتعاده عنهم أخرجت هاتفها لتغير مجرى الحديث برمته وهي تقول في طفولتها المعتادة 
ماتصورناش المرة دي قبل ما ناكل 
لم يتمالك نفسه فابتسم تلك الطفلة المشاغبة لن تتوقف عن عادتها تخرجه من أدق الامور الى أكثرها تفاهة في لحظة وهو كدأبه لا يملك سوى مجاراتها رفعت هاتفها وأخذت تديره في كل اتجاه حتى زفرت في ضيق وهي تعطيه له قائلة في ملل 
خدها انت من عندك مش راضية تظبط من هنا خالص 
عض على شفتيه فى غيظ وتناوله منها ليرفعه ويحاول التقاط الصورة بينما اعادت خصلة
 

 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 36 صفحات