رواية غمزة الفهد (من الفصل الاول للفصل العاشر )بقلم ياسمين الهجرسي
واحد لغوص وشى والتانيه بتصورنى وأنتى واقفه تتفرجى
آه
يانى ياللى ماليش حظ مع حد
هنيه من فرط السعاده تذوب خافقها يرفرف فرحا على تجمعهم وصفاء جوهم هتفت بوجه مشرق تزينه ابتسامه رائعه
وأنا مالي يا بنوتي الحلوه
أنتم أخوات حلوين مع بعض
ربنا يحميكم ويحفظكم يارب
أنا مليش دعوه بيكم
الحته دى مش عليها شيكولاته وأشارت على وجه فجر
باتت الضحكه تغيب عن وجهه الا فى حضورهم محياه يشع سعاده وثغره يعلوه الضحكات الجميله سر ضحكاته تكمن فى سعاده قلبه أبدا لم يكن يوما يتصنع معهم السعاده ما ذاقها الا فى أحضانهم
بادلها ريان الغمزات مردفا
فعلا عندك حق
اعتدل ينظر ل هنيه مردفا
افتحي بوقك ياهنون دى مخصوص ليكى فتح قطعه أخرى وضعها بفمها يطعمها إياها
مسدت هنيه على زراعه هاتفه بحب
تسلم يا حبيبي ربنا يخليك ليهم اخ وسند ويحفظك من كل شړ يارب
ابتسم ريان بحبور قائلا
يا الله ياهنون بقالي سنين محدش دعالي كده يمكن لو أمي كانت بتدعيلي كانت حياتي اتغيرت وموصلتش للي وصلتله
مهما كان اللي وصلتله أخواتك في ضهرك وهتعدى أي حاجه وصلتلها واحنا معاك كلنا يا حبيبي ربنا يهديك ويبعد عنك شړ النفوس الخبيثه
تربت عليه بحنان أم اشتاقت لوليدها هى تعتبره بمثابة ابن لها فهى دوما لا تفرق بين اولاد سعد فجميعهم أبنائها مداموا من صلب ملاذها
سكنت مقلتيه الدموع وتحجرت بصحن عينيه زفر تنهيده حارقه تمزق أضلعه أحشائه تتلوى من مرارة فقد الحنان والاحتواء هو أكثر من محتاج ليرتوى من عطش حرمان الاحضان الحنونه كم تمنى كثيرا أن تكون هى أمه عض نواجزه يكتم تأوهاته يسب سوء حظه الذى ساق له أم مثل مكيده
فعلا كنت محتاج ده
ربنا يخليكى ليا
وقعت عينه صوب فجر التى تخطو باتجاه غرفة الحمام
ابتعد عن هنيه هاتفا بمزاح
ط استني يافجر راحه فين تعالي هنا
رمقته بغيظ تدب الأرض كالاطفال سبني بقي وشي هيطلع فيه حساسيه وانتم بهدلتوني كلكم أنا مخصماكم
قبض ريان على أذنها هاتفا بدعابه تعالي أقولك كلمه سر
انا هاكلها الشيكولاته الوحشه اللي ممكن تزعل أختى حبيبة قلبي منى
فك عبوس فجر وصدحت ضحكاتها
أخرج ريان السلسال قائلا بغبطه
لفي بقي عشان تشوفي أنا جبتلك أيه السلسله اللي كان نفسك فيها من زمان ونجمع فيها صورنا كلنا وأنا ياستى وفيت بوعدى ليكي
أنت بتهزر صح يعني صورنا كلنا
أنت وأبيه فهد وأنا وزينه صح
تعالى تهليلها بسعاده ليضمها اليها بحبور هيئتها فرحه أدخلت السرور لقلبه
علامات البهجة ترسم محيا الجميع استندت زينه ترتكز على كتف هنيه أخرجت هاتفها للمره الثانيه والتقطت لهم صور كثيره توثق تلك اللحظات التى باتت قليله
ولكن هل تدوم السعاده للاسف عمرها قصير مع ام قلبها يخفق سواد نبضاته تحيا على هدم سعادة الآخرين
همست زينه ل هنيه
بزمتك مش طيب أنا دايما أقول طنط مكيده دى عقربه هي اللي بتخليه وحش معانا
لكزتها هنيه بسخط مردفه
بس عشان جات وراكى وبعد كده لمي لسانك دى مهما كانت أم اخوكي فهمتي
بغيظ ردت عليها زينه
هو أنتى هتبطلي الطيبه اللي بهبل دى أمتي دى لو طالت هتولع فيكي مش هتتأخر وهتعملها
بحب هتفت هنيه
ربنا موجود المهم أخوكم قرب منكم متبعدوش عنه تاني
وحثتها عالصمت عند دخول مكيده ضورتها الحقوده
جاءت مكيده بزعابيب أمشير تفرق شملهم هاتفه بصړاخ
أنت بتعمل أيه هنا وأيه اللي في أيدك ده
جذبت السلسال من يده پعنف هاتفه بسخريه
ايه الحلاوه دى يا ابن بطني
بجت الحكايه أكده بتچيب دهب للبنات المدلعه دول وكمان حاطط صورتك معاهم مستحيل اسمحلك تجرب
تقرب منهم
استوقفها ريان قبل البدء فى مهاترات كلامها التى لا تتوقف عن بخه فى أذنه قائلا
أمي لو سمحتي مش هسمحلك تدخلي بيني وبين أخواتى
استدار يهاتف فجر وتركها تستشيط
يلا عشان البسك السلسله وافرحي بيها يا قلب أخوكي
هرولت فجر تحتضنه بحبور تهمس
له
كنت خاېفه أوى لتسمع كلامها
بادلها ريان الهمس بغبطه
أنتي نسيه أنك حبيبة أخوكي يالا سيبي أصل أخدك في زى زمان وأنام ونسيب أمي وأمك بعض
اومأت فجر بفرح
حاضر يا حبيبي
الټفت له ورفعت شعرها يلبسها السلسال
ارتدته ثم اعتدلت بوقفتها ل
ربنا يسعدك ياحبيبتى زى القمر ماشاء الله
هزت رأسها تشكره للفرحه التى غمرتها وكان هو السبب فيها
امتعضت زينه وتصنعت العبوس مردفه
يعني أنا مليش في الأحضان دى كلها طول عمرك بتحبها هي أكتر مني ياأبيه
نفى ريان قائلا
عيب عليكي يا غلبويه أنتم الأتنين معزه واحده
بسط زراعيه يضمهم لخافقه زينه توسطت الضلع اليمين وفجر توسطت اليسار شملهم تحت كتفيه بحبور يبثهم حبه الأخوى المختزل لهم
مشهد يرق له الحجر ولكن الحجر تتفجر منه ينابيع الخير ولكن قلوب بعض البشر وكأنها نحتت من صخر صلب لا يلين للحب والخير
اشرقت عين هنيه بسعاده لتنظر ل مكيده بانتصار
ربنا يجمعكم يا ولاد سعد وما يفرق بينكم أبدا ويبعد عنكم كل شړ
على غره من حديثم اقتربت مكيده منهم بشړ وجذبت منها السلسال مزقته وألقته أرضا
صدح ريان بعصبيه يزجرها قائلا
أيه اللي حضرتك عملتيه ده حرام عليكى مفيش فرحه ليا تكمليها للآخر لازم باستمرار تكونى السبب فى تعاستى
بهتت سعادته وحل مكانها البؤس دنى أرضا ومد يده وقبض على السلسال قائلا بأسف
أنا آسف يافجر حقك عليا أنا هصلحها وهجيبهالك
زفر نفسه بحزن يقطع نياط قلبه واستدار لوالدته
حضرتك للأسف عشان أمي مش قادر اتكلم معاكي بس لو حد تاني حاول بس يزعل أخواتى أو يعمل اللي حضرتك عملتيه كنت اتصرفت تصرف تاني
حول نظره لأخوته يبادلهم نظرات حزينه متأسفه على وضعه معهم تركهم وغادر يجر أذيال معاناته مع ام تحجر قلبها لا يهمها سعادة ابنها المهم انتصار حقدها فى تفرقة شملهم
طالعت مكيده هنيه بتهكم تهاتفها بغيظ
أنتى فكره نفسك ياهنيه هتجدرى تاخدى مني ولدى وبتضحكي عليه أنتى وبناتك بهزارهم الماسخ ده ولدى تحت طوعي
وأشارت علي رأسها وتابعت
ابني ميجدرش يعمل حاجه ڠصب عني واذا كنتي فاكره أنك هتضحكي عليه وتكرهيه فيا عشان اخرج من الدوار وسعد يطلجنييطلقنى تبجي تبقى بتحلمي
واستطردت بغلاظه تنعتها
فهمتي يا تربيه المزارع
باستخفاف عقبت عليها هنيه
خلصتي كلامك اللي ملوش طعم ده اسمعي بجي بقى الكلمتين دول وخليهم حلجه حلقه في ودانك
فهد وريان وفجر وزينه ولاد سعد عبدالجواد الراوى من صلبه يعني متربين من حلال وأصلهم طيب لو كالوا بعض في الآخر هم أخوات ومهما يدخل بينهم شياطين أنس أو جن هفكرك أنهم مرجعهم لبعض ريحي شيطانك وخليه يبعد عنهم
ابتسمت بسعاده مسترسله
كلها ساعه وفهد يجي وأنا عارفه ابني مش هيسمح لحد علي وش الأرض يفرجهم يفرقهم
حولت نظرها للفتيات تتابع
يالا يا بنات كل واحده تتصل علي أخ من أخواتكم شفوهم فين وطمنوني علي فهد وريان أصل مليش نفس دمي يتعكر بكلام ماسخ
أخدت الفتيات وخطت خطوتين ووقفت تبادل مكيده النظرات التى تطالعها وهى تكاد ټموت غيظا هتفت بسعاده
عن أذنك ياضرتي أصل عندى فرح النهارده
لكزتها مكيده باستحقار تعقب عليها
خلي بالك من فرحك ليجلب يقلب حزن أصل محدش عارف الشړ بيجيله منين وأنتي عودك لسه أخضر مش واخده علي الحزن ومش حمل مصېبه ممكن تحصلك
بضجر استعاذة هنيه من شرها هاتفه
أعوذ بالله منك ومن كلامك يا شيخه ربنا يبعدك عننا وبالأخص ولادك يا سعد ربنا يكفينا شرك
تركتها وغادرت وهى تسلم أمرها لله ان يحفظهم من مكرها
القپر الحقيقي ليس في الأرض بل في قلوب دفنت فطرتها الطيبه التى خلقت عليها فى غياهب الحقد والكره إفتقار قلوبهم لإعطاء الحب للمقربين هو القپر الحقيقى
بعد مغادرة غريمتها تتجول فى الغرفه تاخذها ذهابا وإيابا كل ما يشغل تفكيرها كيفية تعكير فرحهم حملت حالها وأخرجت هاتفها تتصل على ولدها تستكمل باقى العبث برأسه أو عذرا تستكمل باقى تدميره
أدارت مكيده الاتصال وبعد عدة رنات أتاها الرد هتفت بهياج
أنت فين ترجع
الفيلا حالا عشان ابوك وجدك ميسألوش عليك خلى يومك يعدى
يضيق عليه تنفسه وكأن الهواء سحب من رئتيه يختنق تكاد روحه تزهقبصعوبه وجد صوته ليتحدثزفر نفسه بتقطع وأجابها بهستره بفعل لفافات التبغ والبودره المخډره التى يتناولها
أردف ريان بأنفاس متحشرجه
أنا هنا متقلقيش هناخد مملكه الراوى الراوى
الكبير وفهد واقولك والبنات كمان يالا وهنون بالمره هنسبها ليه دى أصلا في نظرك أوس المصاېب واقولك الكبيره والحجه راضيه كمان عشان انتي تورثي مملكه الراوى عشان تبقي مرتاحه
لم يتمالك نفسه وخر فى البكاء من فكرة فقد عائلته وتابع بمراره
بس تفتكري ممكن أنا أعيش بعدها أنتى أكبر غلطه في حياتي بس للأسف محدش بيختار أهله لو بأيدى مكنتش أختارتك أمى
استشاطت مكيده وصړخت عليه
أنت شربت إيه مخليك بالحاله دى وهو ده وجت وقت أنت تشرب فيه الزفت ده عاوز مرات أبوك الزفت تسخن أبوك عليك اطلع اتسبح عشان تفوج تفوق ومتشمتش حد فيا
صاح ريان بعصبيه يعقب عليها باستياء مردفا
كل اللي يهمك نفسك مش مهم انا فيا أيه عاوزه تعرفي أنا شربت إيه هاقولك عشان ترتاحي
أنا مدمن هروين وبشرب مخډرات مبسوطه
وانتي السبب
لم يفزع قلبها على فلذة كبدها وأجابته بالامباله
أيه يعني ها
هعالجك في أكبر مصحه في مصر كلها المهم تعمل اللي بقولك عليه
زاد اختناقه واستبدل بكاءه ضحكات ينعى حاله ويرثيه فى أم فقد الأمل فيها فقد لسانه وكيفية الكلام أمام قلبها الغلف أغلق الهاتف دون سماع باقى حديثها وخر ساجد يقلب كفيه على حاله وما آل إليه همس لنفسه بتيه
آه من قلوب قاسيه كالحجاره بل أشد قسوه عشرتهم لا تطاق
آه ممن كنت أظن أنه أحن الناس عليا وجدت فيه قسۏة العالم عليا
آه من أم قټلت وليدها بسم القسۏه
ساحة الدوار مكتظه بالحركة الدؤبه متأهبين لاستقبال حفيد كبيرهم بينما كبير العائله وعميدها يجلس على مقعده الوثير والشوق بلغ أقصاه يتحين دخلة الغالى إلى أحضانه تسود الأرجاء فرحه عارمه السعاده فقط هى من تلوح بالافق
مضى بعد الوقت واستفاق الجد من جلسته على تهليل الغفر بوصول
حفيده
صدح بلهفة الاشتياق يأمر الغفير
ڼار يغفير منك له
أما عنه وتعبيرا عن فرحته فالكبير لا يفعلها مع أى أن كان مخلوق فخرا وسعاده بحفيده بنفسه سيرحب به على طريقة الكبار وقف بشموخ وأدخل يده فى جيب جلبابه الداخلى أخرج طبنجته الخاصه ورفع ساعده فى الهواء وبدأ الڼار والترحيب به لآخر طلقه
هبط من السيارة يترجل
أردف فهد بسعاده
أزي حضرتك ياجدى وحشتنى
بحبور رد عليه الحج الراوى
بخير يا ولدى طول ما أنت بخير
أبعده الجد قليلا عن صدره يتطلع لمحياه الذى اشتاقه ليترقرق الدمع بعينيه يحمد الله على سلامته
داعبه فهد قائلا
أنا بخير أهوو ياجدى والصحه تمام والقلب متصان متقلقش عليا أنا من صلب الراوى وتد وراجل من ضهر راجل ياكبير
مسد الجد على صدره