رواية احفاد الچارحي (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم ملكة الإبداع اية محمد رفعت
يحيى
تألق يحيى بحلى زرقاء اللون جعلت للوسامة عنوان واحد ليحيى الچارحي ...فصفف شعره الغزير ووضع البرفنيوم الخاص به ...لفت إنتباهه حوريته الشاردة ...
كانت تقف أمام المرآة بشرود وحزن يخيم على وجهها ....لا تعلم أن كان هذا القرار بصالحها أم سيتسبب بخسارة معشوقها ...
أدارها يحيى إليه فحزن لرؤية تعبيرات وجهها ...نعم رسمت البسمة الكاذبة لتخدعه ولكن كيف لقلب عشق نبضه الخداع !!
رفعت عيناها الممزوجة بالدمع لعيناه الصافية بعشقها تتأمله بصمت دافين ...أردت البوح له عن مخالفة أوامره لها بالبقاء ..ولكن لم تمتلك الشجاعة الكافية.....
يحيى بحزن _ملك عشان خاطري حاولى تطلعى الموضوع دا من دمغك أنا بمۏت وأنا شايفك كدا ...
لم يتفهم يحيى كلماتها فأحتضانها قائلا بسعادة _وأنا بمۏت فيك يا روح قلب يحيى
___________
بالخارج ...
حمزة _أش أش أيه الحلاوة دي يا بت
يارا بسعادة _بجد يا حمزة
كاد أن يؤكد لها ولكن ذراع عز كان الأقرب له ...
حمزة پغضب يفوقه أضعاف _سيب جاكيت البداله الله ...أيوا بعاكس بس بأدب ..
يارا
خرج يحيى ليجد المعركة قد بدءت بينهم ...فوقف يستمع لهم بأنصات
ملك بسخرية _هو فى معاكسة بأدب !!!!!!!
حمزة بتفكير _تصدقى لا
يارا _ههههه والله أنت مچنون
حمزة پغضب جامح _ مين دا يا بت الا مچنون أنت خدتى عليا أوى ...
أنكمشت ملامح وجهه حينما أوضح له ما يعنيه
_طب ينفع أرجع للأصل بعد الحفلة
تملكه الأندهاش فقال بسخرية
_هتفرق يعنى !
أجابه بعد برهة من التفكير _أكيد
زفر بنفاذ صبر على ترويضهم فقال بسخرية
_لما تخلصوا لعب العيال دا أبقوا أنزلوا للحفلة ...
____________
بغرفة ياسين
كان يجلس على الأريكة بأنتظارها ...يلهو بالهاتف قليلا حتى لا يشعر بالملل ...
رفع عيناه حينما استمع لصوت دقات تقترب منه ...إنقلبت نظراته لفيض من الصدمات لرؤية تلك الفاتنة التى تنجح دائما بأسر قلبه ...تأمله لوقت طويل يدرس مظهرها المتكامل بشيء من الغيرة من رؤيتها ..أرتسمت البسمة على وجهه حينما رأى بطنها المنتفخة بعض الشيء ..
أبعدها عنه لتتقابل مع عيناه المعسولة قائلا بعشق _نفسي أخدك بمكان محدش يشوفك فيه غيرى ...
كانت نظراتها توحى بعدم تصديق حديثه ...نعم ليست ملكة للجمال ولكن كلماته تجعلها تنسج حلما صعب للتفكير به ....
_أنت بالنسبالى كل حياتى يا آية من غيرك هتكون أصعب من المۏت نفسه ...
جاهدت لخروج كلماتها البسيطة
_أنا مستحقش الحب دا يا ياسين
تلامست يده وجهها فأغمضت عيناها بعشق مطبوع ومخصص له ..
_أنت وإبنى أكتر من كلمة حب يا آية ...عمرى ما سلمت ثقتى لحد غير ليك
لمعت عيناها بدمع السعادة لما يقول فرفع يده الأخرى يتلامس جنينه بفرحة
_متشوق أشوفه وأشيله بين أيدى ساعتها ممكن أحس أنى ملكت سعادة الدنيا دي كلها ...
صمت قليلا ثم أكمل بخفوت
_مش عارف أنا أذي كنت عايش بجد !!
بسعادة ودمع يلمع بعيناها ..
_بحبك
بقوة قائلا بنبرة صادقة لا تحتمل نقاشات
_وأنا بمۏت فيك
قطع روابط العشق رنين هاتفه ليلمع برقم يحيى فعلم أن الحفل قد شرع بالبدء وهو مازال هائم بمعشوقته ...
رفع يده لها فقدمتها له بخجل وسرور...
هبطوا معا للخارج فجذبوا إنتباه الجميع وخاصة بطالتهم المتماثلة ...فحرص ياسين على ذلك وبشدة ..حتى أن عتمان تأملهم بسعادة فتلك الفتاة أكدت له أنها تستطيع فعل المحال ...حينما روضت حفيده...
وصلت سيارات الچارحي بعدما توجهوا لجلب العروس المزينة لمعشوقها ...
توقفت السيارة الأولى أمام القصر فترجل رعد وتوجه للباب المواجه للقصر ليساعد مشاكسته العنيدة على الهبوط ...
فهبطت تلك الملكة المتوجه على عرش المتعجرف ..بفستانها الأبيض المرصع بالألماس وحجابها الذي يشبه التاج ...
هبطت لترفع يدها بخجل فتلامس يده وتتقابل النظرات
نظرات تحتضن العشق والأعجاب ..
دلف بها للداخل وعيناه عليها لم تتركها....فعاونها على الجلوس ثم أنضم لها ....
ما أن غادرت السيارة الخاصة برعد الچارحي ..حتى توقفت السيارة الأخرى بنفس مكان المخصص بالأستقبال ...
فهبط أدهم بعدما عاونها لتهبط هى الأخري بفستانها الذي يشبه الثياب الملكى ...فأختيار أدهم له كان بعناية فائقة ليعلن للجميع أنها صارت ملكة له ....
تقدمت معه للداخل بأرتباك فهمس لها بالأطمئنان ...
أنضم أدهم لرعد بعدما عاونها على الجلوس فجلس هو الأخر يتابع الحفل بأعجاب وثناء على زوق عتمان الجارحى ....
____________
جلست آية بجانب والدتها بعد تبادل السلامات والترحبات الحارة بها ..فأنضمت لهم يارا لتشتعل الأجواء...
أما حمزة فكان يجلس بتذمر شديد وتفكير مجهد لأبعاد يحيى وياسين عن الحفل ...
أنتفض من الفزع حينما وجده لجواره فقال بزعر
_دا مجرد تفكير
ياسين بعدم فهم _تفكير أيه !
يحيى بسخرية _دي لسعه منه خالص
حمزة پخوف _أنتوا عايزين أيه
زفر پغضب ثم قال _روح لأوضة تالين وقولها أنى طالب منها تحضر الحفلة ...
أشتعل الڠضب على وجهها فقال بعصبية _متخالى يارا تروح تقولها
ياسين بثبات _بس أنا طلبت منك أنت
هنا علم حمزة مصيره المحتوم فتوجه لغرفتها وهو يتمتم بكلمات غير مفهومه...
____________
بالحفل
أنضم ياسين للطاولة التى تعتليها عائلة زوجته ..فسعد محمد كثيرا لتركه الجميع لأجلهم...
كانت نظرات آية تتوجه حتى أن صفاء لأحظت نظرات إبنتها المزينة بتاج عشقه فشعرت بالأرتياح أخيرا ....
تقدم عز من الطاولة ثم رفع يديه ليارا ببسمة زادته وسامة ...
تأملته يارا بخجل ثم رفعت يدها له ...لتنضم له بصالة الرقص ....
كانت هائمة بعيناه التى مازالت تفيض بعشقها..
لم تتميل معه على نغمات الموسيقى ..أكتفت بالتحرك معه تاركة عيناها تتشبع به...
عز بنظراته الساحرة_ليه كل ما بشوفك بحس أنها أول مرة !
يارا پغضب _أنت الا ليه بتحب تحرجنى كدا أدام الناس يقولوا أيه عليا واقعة
عز بجدية _الكون دا كله مفهوش غيرى أنا وأنت يا يارا
تاهت بسحر عيناه وتركت العناء لعيناها تعبر له عن عشقها به...
على الجانب الأخر ...
كان يجلس لجوارها بعد أن أستغل أنسحاب يارا ليقترب منها ...
مالت على كتفيه هامسة له بفرحة _شكرا
أستدار لتتقابل عيناه معها فظل يتأملها بصمت تحت نظرات سعادة
صفاء...
خرج من صمته قائلا بجدية _على أيه يا حبيبتى أنا هساعدك بس مش هقدر أغصب عليه حاجة هو الا هيقرر ..
قالت مسرعة _لاااا أنا مش عايزاك تجبره على حاجة انا عايزة مساعدتك أنه يشوف بعيناه أنها إتغيرت فعلا وهو الا يحدد ...
إبتسم بخفوت ثم قال بجدية _ياريت الدنيا كلها تبقا بطيبة قلبك يا آية
إبتسمت بعشق هائم قائلة بدون وعى لمن يراقبها _ياريت فى حد ذيك يا ياسين أنت عيونك جميلة عشان كدا شايفنى بالجمال دا ...
ياسين ببسمة خبث _بتعاكسينى !
آية بنفس البسمة ولكن تفوقه مكرا _أيوا مش جوزي
إبتسم ياسين قائلا بعد تفكير _تيجى نرقص
آية بزعر _لااااا
ياسين بهدوء _دا مش رقص شرقى يعنى هتتحركى معيا بس
آية بخجل _لا مش عايزه
إبتسم قائلا بمكر _هقبل رأيك بس فوق لا
تلون وجهها بحمرة الخجل فأرتشف العصير بسعادة وتسلية لرؤيتها هكذا...
____________
توجه حمزة لغرفتها المنعزلة بضيق ...فطرق كثيرا فلم يأتيه الرد...تزمر بملامحه الغاضبة لتأتى أفكارا ما برأسه أن تلك الحمقاء تتحدث مع أحدا ما فلم تستمع له ...
ركل بقدميه الباب فأنفتح على مصرعه دلف حمزة وشرارة الڠضب تتلون على وجهه فلم يجدها بالداخل .
أستدار عائدا للحفل ولكنه توقف حينما إستمع لصوتا ما يبكى ..تفاجئ بها تبكى بين يدى الله ..تتوسل للرحمة والمغفرة بدمع لم يرى له مثيل ...نفسا أتت بذنوب تدنو منها البحار وتلقى بنفسها بين يدى الرحمن ليرحب بها برحمته الواسعة لم يرد عاص ولا تائب ...هو أرحم عليها بمن حولها نعم لم تستمع لطرقاته فكيف لها ذلك وحواسها وروحها بين يدى الله ...هل عليها الأنصات لمن حولها وتأملها بكلمات الله الساحرة !!!
وقف يتأملها إلى أن أنهت صلاتها فجلست على سجادة الصلاة تسبح لله ....لم يشعر بالوقت وهو يتأملها نعم شعر بأنه يرى تلك الفتاة لأول مرة ...
وقفت تالين ثم أنحنت ولملمت سجادة الصلاة على الأريكة وأستدارت لتتقابل به ...صدمت تالين من وجوده بغرفتها وهو پصدمة أخرى بوجه تلك الفتاة المنير بنور التقوى والأيمان ...
وقف يتأملها بتعجب إلي أن قطعت الصمت قائلة بستغراب _فى حاجة يا حمزة
نعم كان ينوى التحدث معها بطريقة تجعلها تكره اليوم الشاهد على دلوفها قصر الچارحي ولكن تلاشت الكلمات لرؤيتها هكذا ...
فقال بهدوء _ياسين عايزك تحضري الحفلة ..
تمهلت قليلا للتفكير ثم قالت بتردد وأرتباك _لا مش هعرف
حمزة بنفس نبرته الهادئة _هستانكى بره متتأخريش
وتركها حمزة وتوجه للخروج فأبتسكت بخفوت وتوجهت للخزانة الصغيرة بالغرفة ...فأخرجت فستان باللون البنك على حجابا من نفس اللون فأرتدته لتصبح هادئة للغاية ...
خرجت تالين لتجده يقف ..مستند بجسده على شجرة قريبة منه شارد للغاية ...
أبت أن تزعجه فتوجهت للحفل بخطى بسيطة ولكنها توقفت حينما إستمعت لصوته المرتفع
قائلا پغضب _مش قولتلك هستانك بره
إبتسمت بهدوء _أنت وصلتنى الرسالة مش مضطر تمشى معايا أنا عارفه الطريق ...
وتركته تالين وتوجهت للحفل فوقف محله يتابعها بصمت فتلك الفتاة تبدلت للغايه أخبرته بكل صراحه أنها تعلم تذمره للدلوف معها أمام الجميع ..
____________
بالمنصة
قدمت له يدها فتنقل بها بكبرياء وعشق يطوفها بدلال ...
تأملت رومادية عيناه بخجل حينما تلاقت نظراته به فقال ببسمة ساحرة _بتقكري فى أيه
أرتبكت قليلا ثم خرجت الكلمات بدون ترتيب _فيك يا رعد مش عارفه أحدد أنت مغرور ولا لا قاسې ولا لا أنت غاااامض جدااا
رقص قلبه بسعادة حينما إستمع لأسمه يخرج أخيرا منها فقال بمرح _غامض ! للدرجادي والله يا بنتي أنا كيوت خاالص
تأملته بشك فأنفجر ضاحكا مرددا العشق لها ..
______
على يمينهم
كان يتميل معها بصمت ...يتأملها بأهتمام ..
خجلت شذا من نظراته ووضعتها أرضا فأبتسم قائلا بحب _نفس النظرات دي كانت أول مرة شوفتك فيها ..
رفعت عيناها له ليذكرها بأول لقاء لهم فضحكت بشدة قائلة بسخرية _تقصد أول خناقة
أدهم بصدق _كنت حاسس انك ليا يا شذا
ڠرقت بسحر عيناه فظلت تستمع له بأنصات فأخبرها كم كان يهوى أن تصير لها وملك لقلبه المتيم وها قد صار الحلم حقيقي وبين يديه ...
_______
دلفت تالين للحفل فأشارت لها آية فأنضمت لهم على الفور ..
جلست معها بسعادة فأخيرا وجدت من ينظر لها بنظرة أخرى ..
أستنأذن منهم ياسين وأنضم ليحيى ...
ياسين بستغراب _مالك