رواية خان غانم(كاملة جميع فصول الرواية)بقلم سوما العربي
من بطش غانم الذي بدى في ذروة غضبه
وقف غانم يضع يدية في شعره پغضب شديد يدور حول نفسه پجنون يرى أن وقوفه هنا لا معنى له يجب أن يذهب هو الآخر كي يبحث عنها
مرت ساعتين و ها هي الآن تدخل لحارتها مبتسمة بأنتصار ممتنة لذلك الباب الخلفي للحديقة الذي ترك مفتوحا
كانت تشعر أن الله معها و أنها ما أن تحاول الهرب سيساعدها و ييسر لها الأمر خصوصا و أنها قررت التراجع عن سړقة غانم أو ما ذهبت لأجله فساعدها الله بالفعل
أول ما رأت بيتها و أصبح بينه و بينها خطوات حتى رددت أخيرا أشهد أن لا إله إلا الله
ابتسمت بأتساع ستدخل لبيتها لكن
توقف إمامها سيارة سوداء عالية و أنفتح الباب الأمامي لها لتشهق عاليا و هي تراه أمامها تماما
يرتدي نظارة سوداء ذات الموقف رهبة و هيبة لا ينظر لها و إنما ينظر للأمام برأس مرفوع و لم ينتطق إلا كلمة واحدة بصوت قادم من ڼار ملتهبة أركبي
بقت مكانها ثابتة جامدة تلهث بوضوح لم تتوقع ما يحدث معها الآن لم بحدث حتى في أي فيلم عربي شاهدته مسبقا
أبتلعت رمقها تبحث عن بصيص من الشجاعة داخلها ثم قالت مش راكبة
لتجيب مش هركب و هصوت و ألم عليك الناس
غانم
براحتك خليها تبقى ڤضيحة و انتو لسه جداد في الحارة
صمت صمت صمت
طوال الطريق و هو صامت لم تحن منه و لو نظرة واحدة ناحيتها و هي قد تلفت أعصابها نهائيا
فقالت أنت إيه إلي جابك ورايا أنا مش عايزه أرجع
لكنها لم تجد منه أي إجابة لتفلت أعصابها و تثور أنت أنا بكلمك
فجاوب عليها بضيق و ترفع شششششش
حلا أنت بأي حق تكلمني كده هو الشغل بالعافية
خرج منها و إلتف حولها يفتح الباب أخرجها منها عنوة يقبض على عضدها و يجرها للداخل
فتح باب غرفتها و القاها بالداخل حتى سقطت على الأرض متأوهه
مال عليها يشهر إصبعه في وجهها منذرا الي عملتيه ده مش هيعدي على خير سامعه مش هيعدي على خير
صړخت فيه و هو أنا كنت عملت إيه جيت عشان أشتغل و مش عايزه أكمل مشيت
غانم قولت لك الخروج من هنا بمزاجي و بأمري
انتفتضت تصرخ پقهر أنا عايزة أمشي أنت ما أشترتنيش على فكره
فقال بدون تفكير مين قالك أشتريتك و بقيتي ملكية خاصة
مرر أصابعه في شعره بضيق و توتر متوتر مما وصل إليه بنفسه
و هي سكنت مكانها تنتظر أن يقول المزيد أي حديث فليقل أي شيء
و قد قارب على التحدث من جديد و هو ينظر لها نظرة خاصة بأعين لامعة ثم قال حلا أنا
غانم غانم
كان هذا صوت سلوى زوجته تبحث عنه
يستمع كل منهما لها و هي تقف بالقرب من غرفة حلا تسأل كرم البيه فين يا كرم
كرم مش عارف يا ست هتلاقيه في مكتبه
سلوى مش هناك قولي صحيح ايه اللي حصل في غيابي
كرم لااا ده يطول شرحه
سلوى طب أعملي قهوتي هاجي أشربها و انت بتحكي لي على ما أشوف البيه
كرم أعتبريه حصل
نظر غانم
على حلا و أطبق جفناه ثم قال قومي غيري و كلي أي
حاجة
حلا مش عايزة
غانم مش بمزاجك قولت لك قومي كلي يبقى تقومي
حلا
أنت بتعمل معايا كده ليه أنا أذيتك في أيه عشان تعاملني كده
أبتسم بصعوبة و قال أنا هنا
أشتعلت ڼار مستعرة في قلب حلا لا تعلم من أين و لما و بقت متواريه تراقبهما و لم تغلق الباب و تدخل غرفتها كأي تصرف طبيعي
ربما أرادت قتل شئ ما تولد داخلها تتنفس بسرعه و عيناها ترغب بالبكاء لكنها لم تبكي
و الآخر و حاول مراضتها و قال حقك عليا ما توعليش مني
لكنها هزت كتفيها و قالت لأ لسه زعلانه
أغمض عيناه و سحب نفس عميق بتعب شديد ثم قال و إيه يرضيكي
تعلقت سلوى بكتفية ثم قالت بدلال تخرجني دلوقتي اتفسح و ادخل سينما و بعدها نعمل شوبنج للبيبي
تنهد بتعب من جديد ثم قال حاضر روحي غيري
مسحت سلوى على وجنته و هي تقول تؤ تعالى أختار لي إلي هلبسه
غانم حاضر يالا
ذهب معها دون أن ينظر خلفه و صعد
و هي دخلت غرفتها و أغلقت بابها تبكي و تنتحب
في منتصف الليل
تسلل لغرفتها يفتح الباب ثم يسير بخطى حثيثه
جلس على ركبتيه أمام فراشها يبتسم براحه و صدر منشرح الأن فقط يمكنه النظر لها على راحته و بلا أي حرج أو موارة
تقلبات على الفراش فكان هنالك فراغ وقف عن الأرض و جلس فيه بجوارها
مد أصابعه يزيح بعض الخصلات عن وجهها و أبتسامته تتسع رويدا رويدا
سؤالها مذ سألته و صداه يتردد في عقله حتى و هو بالخارج مع سلوى انت بتعمل معايا كده ليه
ليتحدث إليها كأنها أمامه تسمعه و قال بصوت خفيف للغاية كي لا تستقيظ هتعامل معاكي إزاي و أنتي جيتي قلبتي كل موازيني في يومين بس هتعامل معاكي زي ما أنا حابب و عايز إزاي و أنا كنت لسه مزعق لسلوى ما عرفتش
عض شفته السفلى بشعور لا إري قد تملكه كأن موعد جرعته قد حان
ضيق عيناه ثم تحرك لغرفته الآن فقط يمكنه النوم
نام سعيد جدا و أستيقظ سعيد
على عكسها تماما فقد دلفت أليه بالقهوة التي طلبها متعمدة عدم النظر له فلم ترى بالطبع نظراته التي شملها بها و سعيد وحده و زادت سعادته حينما رأها
وضعت القهوة و تبعها كوب الماء بسرعة تسارع كي تغادر و تتخلص من حضرته و تأثيره عليها
إلا أنه قبض بيده على يدها رفعت أنظارها له متفاجئة فرأته و هو يبتسم لها ثم ردد البطة مكلدمة النهاردة ليه
جعدت ما بين حاجبيها بإستغراب من طريقة حديثه معها و تغير مزاجه
وقف عن كرسيه و دار حوله و هو لا يزال متمسك بكفها حتى توقف أمامها
نظر لعيناها
و أبتسم ثم قال زعلانة مني مش كده
لم تجيب فقط نظرت بعيدا عنه ثم قالت و أنا هزعل من حضرتك ليه ربنا ما يجيب زعل
غانم حضرتي
حلا أيوه
زم شفتيه ثم أبتسم و قال طيب حضرتي جايب لحضرتك هدية
نظرت له و قد جعدت ما بين حاجبيها و سألت ليا أنا
هز رأسه و قال بابتسامة تشرح صدر أي فتاة أيوه
أدخل يداه لجيب سرواله و أخرج منه علبة من القطيفة الزرقاء وفتحها لتتسع عينا حلا غير مصدقة و هي ترى سلسال رائع الشكل ذهبي اللون
أقترب منها و قال ممكن حضرتي يلبسها لك بقا
كل هذا و حلا مصډومة مبهوته وما أن أقترب منها حتى شعرت و كأنها فوث غمامة وردية جميله ارتفعت دقات قلبها و أوشكت على الذوبان
علت وتيرة أنفاس كل منهما و لم تجد حلا سوى الفرار
أخذ يناديها حلا حلا
لكنها لم تجيب و فرت عاد خطوتين للخلف يحاول إلتقاط أنفاسه و هو يردد كويس أنها جريت و إلا كنا جبنا عيال هنا
ركضت بإتجاه المطبخ لتصدم بكرم يقص على سلوى أدق أدق التفاصيل التي حدثت في غيابها
و ما أن أبصرتها سلوى حتى ألتمعت عيناها بكره شديد ثم أتسعت و هي ترى ذلك السلسال على صدر حلا
تشنج تنفسها ثم وقفت عن كرسيها تقول لكرم خلاص يا كرم كفاية كده النهارده و لما ترجع أبقى كمل
وقف كرم مستغربا يسأل أرجع منين يا ست
سلوى أصل البيه ربنا ما يقطع له عادة جاب شوية هدايا للفقرا إلي في الخان عشان البيبي خدهم وزعهم
إلتفت تنظر لحلا ثم قالت متفاجئة و كأنها لم ترها إلا الآن حلا أنتي هنا طب كويس عشان تاخدي خديتك ايه ده
مدت يدها للعقد و قالت هو غانم أداهولك خلاص طول عمره سباق بالخير و يحب يجبر بخاطر الغلابا
لفت لكرم و قالت ورايا يا كرم يالا
ثم غادرت بخيلاء تاركة حلا التي قد سقطتت للتو من سابع سماء لسابع أرض
ركضت لغرفتها سريعا تبكي لم تتحمل ما سمعت
وقفت أمام المرأة تنظر لإنعكاس صورتها فيها تراقب أنفها المحمر و دموعها الغزيرة
دقيقة صمت
فقط تتطيل النظر لنفسها تحاسبها ثم سألتها إيه بټعيطي ليه كنتي مستنية إيه يحصل ولا حاجة و لا أي حاجة راجل متجوز و كمان مراته حامل عايزه منه إيه و لا مستنية إيه
نزلت بعيناها لذلك السلسال و قالت فرحتي أوي وي الهبلة و نسيتي نفسك جايبها لك زي ما بيجيب لناس كتير إنتي تستاهلي مية جزمة على دماغك يمكن تفوقي تفوقي و تبطلي ترخصي في نفسك و تفتكري ده مين ده غانم غانم إلي كان السبب في أن أهلك يفلسوا و تطلعوا من بلدكوا هربانين بڤضيحة فاكره و لا نسيتي
تعاقبت ذكريات الزقازيق في رأسها مما جعل الغل يفوح من عيناها صكت أسنانها پحقد و غيظ خصوصا و هي تتذكر ذوبانها أمامه و هو جامد گ الجبال
مدت يدها تخلع عنها ذلك السلسال بكل قوة تملكها حتى أنها قطعت جزء من ياقة فستانها الوردي
نظرت للنتيجه و هي تلهث بغيظ شديد ثم ألتفت ببطء لتبدله فوقفت مصډومة و هي ترى بقعة زرقاء اللون على كتفها
أرتعبت بشدة و لم تجد أي تفسير لتتذكر حديث إحدى الجارات في الزقازيق عن إبنة أحد أقاربها التي عشقها عفريت من الجن و كانت تتكون لديها تلك العلامات
نست غانم و من أنجباه و بقيت مړعوپة ما بين الخۏف و محاولة طرد تلك الأفكار عن رأسها
و لم يخرجها من كل هذا سوى صوت كرم يناديها
خرجت من غرفتها و ذهبت إليه تسأل في ايه
كرم أعملي إنتي للبيه قهوته أنا طالع مع الست سلوى نوزع الحاجة على الغلابة يالا سلام
ذهب سريعا و لم يترك لها فرصة لا للحديث و لا الإستفتسار
فذهبت للمطبخ تمتثل للأمر و تصنع القهوة وضعتها على الموقد و نظرت من شباك المطبخ شاردة تنظر على الحديقة ترى الحرس كل مستوطن في مكانه و يوجد رجل أسمر ضخم الچثة مفتول العضلات يبدو كقائد لهم
و ظل عقلها يبحث هنا و هناك عن خطة للخروج من فبضة غانم
فتح الباب و سبقها عطرها لعنده أبتسم بأتساع هو بالفعل قد أشتاق إليها
ظل جالس على مكتبه حتى يتثنى له مراقبتها بتمعن هنالك فرحة تتضخم داخله كلما رأها فقط
لكن تبا لما لا تنظر له و ما سر ذلك الوجه