رواية ضروب العشق
فاشلة أن تجعله يتراجع ولكن بلا فائدة وقد حصل هو على الموافقة من عمه وتجهزوا جميعا لحفل الزفاف وكان بينهم من يحسب الأيام بالساعات والدقائق من فرط تشوقه لقدوم هذا اليوم وبالطبع هي غنية من التعريف تتجهز لزواجها وسعيدة كأنها عروس حظيت بالزواج من الرجل الذي سقط في عشقها من الوهلة الأولى وليس مجرد زواج سيكون تحقيق لرغباته الشيطانية والاڼتقامية منها وحرب ستخوضها هي معه لتنتصر في النهاية وترفع شعارها على قلبه
أما زين فلقد اتفقوا مؤخرا أن يكون عقد قرآنهم في نفس ليلة زواج أخيه بعد أن وافق الجميع وحتى ملاذ ! فخطبتهم دامت لشهر وكان هو كل يومين يحادثها بالرسائل كالعادة يطمئن عليها وفكرت هي في البداية ألف مرة في إنهاء هذه الخطبة ولكن هناك قوى خفية تمنعها لا تعرف ماهي وداهمها شعور يخبرها بأن ربما هذه العلاقة تنجح أن اعطتها الفرصة كما اخبرتها صظيقتها وقررت أن تمنح نفسها فرصة ثانية لتنعم بالعشق مجددا فلقد أحست في قرارة نفسها أنها ربما تقع في عشقه إن تزوجته حتى وإن كانت حتى الآن لا يوجد أي مشاعر تجاهه فهي متأكدة بأن هذه المشاعر ستوجد مع الوقت وما عليها سوى أن تدعه يعشقها وأن تثق برجل مجددا وتتركه يستحوذ على مفاتيح قلبها حتى يفتحه حيثما شاء !!
أنه معاده كل يوم والباب يدق في الوقت المحدد كما اعتادت عليه منذ ما يقارب الشهرين فوضعت حجابها على شعرها ولفته بانتظام ثم خرجت وفتحت فقطبت حاجبيها باستغراب وهي ترى رفيف تقف أمامها وترتدي رداء يناسب السهرات والحفلات المسائية كانت رائعة وفائقة الجمال به
رفيف !!
دخلت رفيف واغلقت الباب وهي تقول بعجلة من أمرها
يلا يلا ادخلي البسي عشان هتاجي معايا وهتحضري فرح حسن وكتب كتاب زين وخلاص كتب الكتاب بعد العشاء يعني يدوب تلحقي تلبسي وده مش اختياري في أوامر صدرت بكدا !
لا لم يكن طلب بل أمر كما قالت حيث تشدقت بعدم فهم
أوامر إيه دي !
قالت رفيف باسمة بنظرات ماكرة
كرم هو اللي جابني
وقالي اطلع اقولك تلبسي عشان تاجي معانا ومستنينا تحت بالعربية يلا بقى
تجمدت الډماء في عروقها وتسارعت انفاسها تلقائيا حين قالت بأنه هو الذي يرغب في حضورها ولكنها لملمت أشلاءها التي بعثرت بمجرد نطق اسمه أمامها وهتفت متلعثمة في توتر
لا فرح إيه يارفيف أنا معملتش حسابي ثم إني مقلعتش الأسود لغاية دلوقتي على سيف الله يرحمه
السودا احنا عايزينك تحضري معانا عشان تفكي شوية وتفرفشي
تنفست الصعداء بعدم حيلة ثم اتجهت نحو غرفة والدتها لتأخذ الأذن منها وترى رأيها هل توافق أم لا فتجدها تبتسم لها باتساع وتومىء لها برأسها بالموافقة ثم تشير إلي ملابسها السوداء بمعنى أن تبدلها بملابس تناسب سنها فرفضت هي في البداية ولكن حين شعرت بانزعاج أمها فانصاعت لأوامرها وذهبت لتستعد وتلبس شيء مناسب أما رفيف فقد
جالست المرأة المړيضة وأخذت تتحدث معها عبر كتباتها التي تكتبها على الورقة فلم تستعد صوتها حتى الآن كتبت لها على ملاحظة صغيرة عبارة كرم ليه مطلعش معاكي أجابتها رفيف مبتسمة في حنو
هو قالي إنه هيطلعلك بعد الفرح لما يجيب شفق البيت
ابتسمت ودونت على الورقة كالآتي تعرفي هو اللي مصبرني على اللي أنا فيه واللي مخليني كويسة إنه بيجيني كل يوم يطمن عليا بمجرد ما اشوفه بحس إن سيف قدامي وهو اللي مصبرني على فراقه
قرأت ما دونته وادمعت عيناها بتأثر و وشفقة على هذه المرأة التي شقيت ألم فراق لحسن وزين عقبالك هتفت رفيف وهي تبادلها نفس فسمات وجهها المشرقة
آمين أنا وشفق يارب
ارتدت رداء بسيط من الألوان الغامقة ولفت حجابها ببساطة أيضا فوق شعرها دون أن تضع أي مساحيق جمال ثم توجهت نحو نافذتها ونظرت منها فتجده يقف مستندا على السيارة وينظر لساعة يده متفقدا الوقت ثم رفع نظره للأعلى فتراجعت هي للخلف فورا بفزع وامسكت بهاتفها تجري اتصال بجارتهم المقربة التي تقارب أمها في السن تطلب منها أن ترافق والدتها قليلا حتى تعود من الزفاف ففعلت هي على الفور وبعد دقائق أتت لهم فودعت شفق أمها وذهبت بصحبة رفيف وصعدت بالمقعد الخلفي في السيارة بينما استقلت الأخت بجانب أخيها في الأمام !!
ردهة طويلة والبساط الأحمر على الأرض من بداية الردهة لنهايتها وكانوا قد تأخروا على عقد القرآن والجميع ينتظرهم حتى يبدأو فسبقها كرم ورفيف للداخل التي كانت تتلفت برأسها لها طالبة منها الإسراع وبقيت هي تسير بهدوء وتتلفت حولها تحدق في هذه الردهة الفخمة والملوكية إن كانت هذه الردهة فما حال الباقي لحقت بهم ثم وقفت بعيدا تشاهد مراسم عقد القرآن لكل من حسن وزين والذي ما إن انتهى ارتفعت نبرة المأذون وهو يقول بارك الله لكم وبارك عليكم وجميع بينكم في خير فانطلقت التهئنات من الجميع وكانت هي تتابع ما يحدث بابتسامة بسيطة حتى وجدت رفيف تسحبها معها وجلسوا جميعهم على طاولة واحدة
وضع حسن كلتا وهي بدورها لفت ذراعيها حول عنقه يرقصون على الحان اغنية قامت رفيف باختيارها وتطالعه يسر بابتسامة متسعة بها شيء من الثقة ليتلفت هو حوله ثم يقترب من أذنها ويهمس ساخرا
افرحي واضحكي براحتك عشان لما نخلص من الفرح المستفز ده ونروح البيت
معتقدش إني هشوف الابتسامة دي على وشك تاني
لم تؤثر بها كلماته الټهديدية والشرانية بل بالعكس زادتها حماس وزادت ابتسامتها اتساعا وهي تجيبه بدورها في أذنه هامسة بثقة تامة
متقدرش تعمل حاجة وأنا بقول منستعجلش ونشوف النتيجة هتكون في صالح مين في النهاية
رأت عيناه التي تحولت إلى جمرة نيران وقسمات وجهه الملتهبة وحمراء كالدم وهو يصر على أسنانه فتوقعت ما يدور في ذهنه وما يود فعله بها بهذه اللحظة لتعود وتهمس مجددا في أذنه ببرود أثار براكينه التي على وشك الانفجار
ابتسم يابيبي عشان الناس مينفعش كدا !!
ثم يقترب هو ويهتف متوعدا لها بنظرة مخيفة
وحياة أمي يا يسر لاوريكي اللي ميقدرش يعمل حاجة ده بس نوصل البيت
الآن الخطړ أشد بعد إن أصبحت زوجته تحاول توقع فعله إن عرف بمخططها الدنىء للزواج منه الذي لا يحقق سوى مصالحها الشخصية الأنانية كيف ياترى سيتقبل الأمر هل سيسامحها ويتغاطي عن الأمر أم أنه هو الذي سينهي كل شيء بينهم ويطلقها ولكنها تقسم له ألف مرة أنها حاولت مرارا وتكرارا أن تبتعد ولا تعرف ما الذي يمنعها من محادثته إلى أن انتهى بها المطاف زوجة له عليها واجبات ولها حقوق ومن أول واجباتها الأخلاص له ولكن كيف وهي حتى الآن لم تتخلص وتتمكن من نزع ذلك العشق المدنس من قلبها أما هو فكان في ذروة سعادته يشعر بقلبه يتراقص فرحا فهي لا تدري ما مدى الفوضى التي صنعتها بداخله منذ أول لقاء بينهم
وفي شهر واحد بعثرته أكثر واسقطته في وحل عميق والآن فقط أعادت ترتيب قلبه الفوضوي حين باتت زوجة له وهذا يعني لا حدود في المعاملة لا حذر لا خوف
من ارتكاب ذنوب لا حرج في معانقتها وامطارها بوابل من كلمات العشق وستكون حلاله في كل شيء ولكن للأسف فمازالت حتى الآن بعض الحدود قائمة إلى حين زفافهم ودخولها منزله وهنا
تنقشع كل الحواجز وتزول جميع الحدود !
لاحظ شرودها لدرجة أنها
لم تلاحظ توقف السيارة ووصولهم فهتف متساءلا برفق
ملاذ إنتي كويسة !
انتفضت على أثر صوته والتفتت له فورا راسمة ابتسامة رقيقة على شفتيها ليكمل هو ببساطة
يلا وصلنا انزلي
اماءت لها بالإيجاب وفتحت الباب ثم ترجلت ورفعت نظرها لأعلى تتطلع لمبنى الشركة الضخم ثم التفتت له برأسها مغمغمة في استغراب
إنت ليه جايبني الشركة
احتضن كفها الرقيق بين كفه هاتفا في مشاكسة جميلة
قولتلك مفاجأة يلا
قاومت الشعور الغريب الذي راودها بمجرد وسارت معه ناحية الباب بدون أن تلفظ ببنت شفة فرأت ابتسامة الحراس على الباب الرئيسي بمجرد رؤيته وسارعوا في فتح الباب لهم وقادت هي خطواتها معه للداخل ثم استقلوا بالمصعد الكهربائي ووصلوا للطابق الأخير ومازالت مستمرة في السير معه وهي تتلفت حولها في خوف من الظلام الذي يعم أركان الشركة بأكملها ولا تستطيع حتى رؤية كل شيء بوضوح فغمغمت في نظرات مرتعدة
زين المكان ضلمة أوي أنا بخاف من الضلمة إنت جايبني هنا ليه
الخائڤة وإخبارها من خلاله أنه معها فلعنت نفسها بأنها تفوهت بهذه الكلمات ووضعت نفسها في هذا الوضع المحرج وأكملت السير معه بصمت حتى توقفوا أمام باب إحدى الغرف وابتعد هو عنها ثم أخرج المفاتيح الخاصة به من جيبه ووضع المفتاح المخصص لهذا الباب ثم لفه عدة مرات وبعدها انفتح ودخل هو أولا ثم هي خلفه فتلفتت حولها تحاول رؤية أي شيء ولكن الظلام كان أشدة من أن يساعدها على الرؤية وحين لم تشعر به بجوارها تلفتت حولها بارتعاد حتى سكنت روحها المرتعدة لما انفتح الضوء وتجولت بنظرها في أرجاء الغرفة التي هي عبارة عن مكتبة صغيرة جميع حوائطها ممتلئة بالكتب فتحركت هي نحو أحدهم بابتسامة منذهلة ثم استدارت حول نفسها تحدق في كل هذه الكتب بانبهار ولكن صوته الدافىء من خلفها جعلها تلتفت له فورا وتستمع لما يقوله وابتسامتها لا تزال على شفتيها
أنا عرفت من إسلام إنك من عشاق القراءة والكتب