رواية ست البنات بقلم نهى مجدي
انت في الصفحة 1 من 45 صفحات
الحلقه الأولى
انا ميراس لم اكن اتخيل يوما ان ذلك الرجل الذى مضيت عمرى بأكمله اعشقه فى صمت لن يكون لى بل اختار القدر ان يدهسنى بقدمه عندما تقدم اخوه لخطبتى يومها بكيت كثيرا واخبرتهم برفضى الزواج لكننى استسلمت امام رغبه ابى ذلك الرجل الصعيدى صعب المراس الذى اقسم ان يزوجنى اياه حتى وان كان بلا مهر او شبكه يومها سمعت ابى يتفق مع حبيبى ان يكون زفافى على اخوه بعد شهرين من الان فكان قلبى ېتمزق ودموعى تنساب على وجنتيا كالسيول حتى سمعت عمر يخبره انه هوا الاخر سيتزوج معنا فى نفس اليوم كانت صډمه اخرى تقع على مسمعى ولكنى اعتبرتها اشاره من الله لأتمامى ذلك الزفاف ونسيان عمر نهائيا كنت اتعجب من سرعه اهل خطيبى عابد فى اتمام مراسم الزفاف ولكنى ارجعته لعاداتنا فى عدم اطاله الخطبه كنت وقتها فى التاسعه عشر من العمر انهيت دراستى وحصلت على دبلوم التجاره كنت اشاهد فرحه امى وابى واخوتى فى اتمام الزفاف والاستعداد له فكنت اتقبل الواقع حتى لااكون سببا فى حزنهم وبالفعل مضت تلك الايام وتزوجت انا وعابد وتزوج عمر من داليا جارتنا خلال الايام الاولى كنت اعامل عابد ببرود شديد وبلاده ولكنه كان خفيف الظل وطيب القلب تحملنى كثيرا حتى شعرت ان ذلك الحب المزيف بينى وبين عمر كان حب مراهقه لا اكثر مر شهرين بعد زفافنا كنا سعداء لا يشوب حياتنا شئ ادركت حكمه القدر فى زواجى من عابد وكنت اعامل عمر كأخ ليس الا حتى جاء اليوم المشؤوم الذي مرض فيه عابد فجأه وذهبنا به الى طبيب مشهور فى القاهره الذى اخبرنا انه يعانى من ورم فى الكبد فى مراحله المتأخره لم ادرة بنفسي الا وانا اسقط ارضا وترتطم رأسي ببروده الارض عندما افقت كان عابد يحتضن رأسي ويبكى عندما افقت من الصدمه قمت مفزوعه وانا انظر اليه ودموعى تنساب بلا اراده منى وجدته ينظر للأسفل مطأطأ رأسه سئلته بدهشه عارمه أكان يعرف بذلك المړض اومأ برأسه مجيبا انهرت وصرت اصړخ وابكى لا ادرى اكنت ابكى عليه حزنا او منه كرها او على نفسي شفقه امسك بيدى قبلها واخبرنى انه كان لديه امل كبير فى الشفاء لذلك لم يخبرنى ظللت ابكى وهوا يبكى حتى مضت اكثر من ساعه ثم امسكت بيده واقسمت عليه ان يستكمل علاجه وانا سأسانده وخرجت من غرفه كنت نائمه بها عندما اغمى على داخل المشفي وناديت الطبيب واخبرته ان عابد سيستكمل علاجه اخبرنى الطبيب انه سيبذل قصارى جهده مع عابد ولكن الامر بيد الله مر شهران اخران كان يأخذ خلالها جلسات الكيماوى والاشعاعى حتى خارت قواه وللاسف اصبح المړض اكثر شراسه وبين يوم والاخر اختفى عابد ماټ فجأه ماټ محتضنا يدى الى صدره عادت الدموع لمقلتى مره اخرى ولم استطع منعها من النزول فكان يشفق على الجميع وعدت الى بيت والدى شابه صغيره لم تصل لعامها العشرون بعد ولكن ارمله ظللت لأيام رافضه الطعام والشراب حتى انهرت تماما وسقطت مره اخرى حملنى اخى وركض ابى الى الوحده الصحيه وعندما استفقت وجدت الجميع يبكى وكأن عابد ماټ اليوم ووجدت بينهم والده عابد وعمر نظرت اليهم لا افهم شيئا من بكائهم وسئلتهم ماذا حدث فألقوا على مسمعى صډمه اخرى وعرفت اننى حامل عدت لبيت ابى غير مصدقه ماسمعت ابكى على مصير ابنى الذى لم يأت للحياه بعد وكتب عليه ان يكون يتيما بلا اب مر اسبوع لم ابرح مكانى ولم اغادر غرفتى فكانت امى تدخل الطعام لفمى عنوه حتى لايموت ذلك الكائن الذى لا ذنب له وبعد اسبوع اتت والده عابد ومعها عمر الى بيت والدى خرجت لها شاحبه الوجه بعد ان كانت يا مشربه بالحمره نحيله الجسد بعد امتلائه صامته لا اتحدث جلست انا وابى
عندما تقدم عمر لخطبتى او بالأحرى تقدمت والدته وطلبت موافقتى على زواجى منه كنت قتها اقترب من بدايه شهرى الخامس فى الحمل لم ادرى وقتها بما شعرت هل كنت سعيده لكى تحقق حلمى الذى تمنيته كثيرا من قبل ام حزينه لفراق رجل لم ارى منه السوء بل اكرمنى واحبنى حتى وان لم يطل زواجنا سوى شهور قليله جدا لم ادرى ماذا افعل وبمن استعين فى ذلك الوقت فعندما نظرت لأبى وأخى وجدتهم لم يعترضوا ومع إلحاح والده عابد رحمه الله لم استطيع المقاومه اكثر ولكنى طلبت منها الا يسرى قرارى الان وان تتركنى افكر حتى يحين موعد ولادتى وقتها سأكون استجمعت شتات امرى واستطعت التفكير بعقلانيه اكثر وبالطبع وافقت وانصرفت هيا وعمر الذى لم يتحدث اطلاقا فى تلك الجلسه ولم ارى وجهه مره اخرى الا يوم والدتى لأبنى تميم انا من اسميته فهوا لى تميمه الحظ والسعاده الآتى وهبها الله كى تسعد قلبى وتعطى لحياتى معنى يوم ان رئيته ذلك الصغير احمر الوجه والجسد مغلق العينين رقيق الملامح شعرت ان روحى عادت لجسدى من جديد واقسمت ان ابذل من اجله الغالى والنفيس حتى لا يحزن ابدا يومها جاء عمر واخته وفاء ووالدته وباركا لى على مولودى وكانت دموع الحاضرين تسبق فرحتهم وكل من
حمل