رواية ست البنات بقلم نهى مجدي
ولكن يغفر لى اننى فى النهايه أدركت ذلك
فى الصباح استيقظت على رنه هاتفى المعتاده فتحت عينى والقيت نظره على المتصل فوجدته صفي نهضت متكاسله خامله امسك بهاتفى ببطئ حتى ادركته وفتحت محادثه معه
صباح الخير يا ميراس
صباح الخير ياصفي
نمتى كويس
عادى
انا استنيت لما تخلصى شهور العده علشان اقدر اتكلم معاكى براحتى من غير مااحس انى عائق فى حياتك
انا اسف يا ميراس انا مقصدتش اشتتك انا بس كنت عايز
ارجوك يا صفي سبنى دلوقتى الله يرضى عنك وهنبقى نتكلم بعدين
اغلقت الهاتف دون ان اسمع رده ولم أريد سماعه ففى تلك المرحله لم يكن يعنينى أى أحد حتى وان حطمت قلوب الجميع كما ټحطم قلبى من قبل
قبل بدء اختبارات العام الأول من الدبلومه كنت منهكه تماما فى المذاكره والتحصيل لأتفوق وانجح فيها بتقدير كبير يساعدنى ان استكمل عامى الثانى واذا حافظت على ذلك التقدير المرتفع سألتحق بكليه الهندسه على الفور فنت آكل الكتب أكلا وكأننى على صراع معها أخرج فيها همومى واحزانى وكآبتى وصډمتى وكل ما يجول بخاطرى وبقلبى كنت انتقم من نفسى ومن الجميع بتلك الطريقه ارد للعالم الصاع صاعين وارد لنفسى كرامتى وكبريائى لم يكن يهمنى
أتذكر تلك الليله التى كنت ساهره فيها ممسكه بكتابى وبجوارى كوب الشاى الدافئ الذى نسيته فى خضم مذاكرتى وطرقت امى الباب ولم تكن معتاده على السهر بل
فيه ايه ياماما مالك
جلست بجوارى تقاوم دموعها المترقرقه فى عينيها
مفيش حاجه ياحبيبتى سلامتك كنت بطمن عليكى
انتى مبتعرفيش تكدبى وملامحك بتكشفك قوليلى فيه ايه متوقعيش قلبى
عمر اتجوز
سقط قلبى واختفت الكلمات من فمى وهدء نبضى حتى كاد يختفى ولكنى استطعت ان ارسم ابتسامه زائفه بنجاح بالغ مع نظره متعجبه اعتقد اننى تدربت عليها جيدا
طيب واحنا مالنا
انتى لو كدبتى على الدنيا كلها مش هتعرفى تكدبى على امك يا ميراس انا بفهمك وبحس بيكى من غير ما تتكلمى اقدر اعرف بتفكرى فيه لو سرحانه واقدر أحس باللى فى قلبك حتى لو خبتيه فى سابع ارض
صدقينى يا ماما انا مسحت عمر من زمان ومش مركزه فى حاجه دلوقتى غير فى مذاكرتى بس
يعنى مش عايزه تعرفى اتجوز مين
اكيد رجع لداليا
وعرفتى منين
مش انتى بس ياماما اللى قلبك بيحس بالحاجه البعيده عنك
بس انا بحس بالناس اللى بحبهم يا ميراس
وانا مبحبش حد يا ماما وصدقينى لو رجع لداليا ولا ااتجوز غيرها كل دا مبيفرقش معايا انا اخترت طريقى ومصممه عليه
ياريت يكون الكلام دا من قلبك بجد
ربت على يديها انا الاخرى لأبث لها شعورا بالطمئنانيه افتقر انا اليه الان
صدقينى انا مش زعلانه
قبلت رأسى وانصرفت وتركتنى احاول ان ألملم شتات أمرى حاولت ان اغوص فى المذاكره حتى افقد وعيى ولكن صفحات كتابى تحولت لصفحات حياتى مع عمر كنت ارانا نرقص على سطوره ونضحك بين فقراته كنت ارى صورته مرتسمه بدلا مما يرتسم بداخل ذلك الكتاب تحولت الحروف لأسمه وتحولت الكلمات لكلماته التى طالما القاها على سمعى ويلقيها على مسامعها الان لم اشعر بنفسى الا وانا لا استطيع القرائه من كثره الدموع التى تراكمت فى عيناى فأغلقتهما وتساقطت على كتابى محت كلماته امسكته بكل قوتى والقيته جانبا وانا أضع يداى على أذناى وكأننى امنع صوته ان يتردد بداخلى وانا أبكى بحرقه الأطفال ظللت ابكى حتى نشرت الشمس شعاعها على القريه فأمسكت بهاتفى واتصلت بصفي الذى بدا من صوته انه كان غارقا فى النوم ومع ذلك مالبث الهاتف ان رن حتى اجاب بسرعه
عايزه اسئلك سؤال ياصفي
خير يا ميراس
انت بتحبنى ليه هوا انا فيا ايه يتحب انت كدا
بتظلم نفسك مع انسانه مش باقي منها غير رماد قلب ماټ
انا راضي بالرماد دا
انت تستحق انسانه لسه بتعرف تحب انت مش عارف يعنى ايه انسانه قلبها اتكسر وکرهت الدنيا كلها
انا هرجعلك حبك للدنيا يا ميراس
انا سمعت كلام من دا كتير وللاسف صدقته صدقته وحبيت بصدق اوى حبيت زى مراهقه بتسمع كلمه حلوه لأول مره وزى قلب اول مره يدوق الحب والاهتام ويدق له وتتأسر مشاعره لحد ما تبقى مش ليه ومش عارف يسيطر عليها وعلشان كدا كان چرحى اكبر وأعمق
انتى اتحبيتى علشان تستحقى الحب وحبيتى علشان قلبك كان محتاج يحب لكن مع ذلك انتى اقوى من ناس كتير قټلت روحها تحت مسمى الحب ولما حسيتى انك اخترتى غلط اعترفتى وبعدتى
ولما انا قويه اوى زى مانت فاكر كدا بعيط ليه دلوقتى لما عرفت ان عمر اتجوز
علشان احنا بنى ادمين بنحب وبنتوجع وبيصعب علينا نفسنا لما نهديها لحد ميحسش بقيمتها وعادى لما نعيط ونخبط راسنا فى الحيطه كمان النبى بكى يوم وفاه ابنه وقال إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك ياإبراهيم لمحزونون يعنى من حق قلبنا يتوجع ومن حق عنينا تبكى علشان احنا بنى ادمين
يعنى دا مش معناه انى لسه بحبه
عايزه ترجعيله !
لا بالعكس انا زعلانه على كل يوم حبيته فيه وهوا ميستاهلش الحب دا ولا عرف قيمته
يبقي بتعيطى علشان موجوعه ودا حقك يا ميراس
انت انسان عظيم يا صفي
لا عظيم ولا حاجه انا بس بحبك
صدقنى انا نفسي مبقتش بحبنى
لازم تحبى نفسك وتقدريها وتعرفى انك عملتى اللى غيرك عجز عنه وهستناكى تفرحينى بالنجاح اللى متأكد انك هتحصلى عليه بسهوله لأنك اتخلقتى علشان تنجحى
اغلقت الهاتف وقد هدئت نفسى كثيرا وقلت ثورتها وشعرت ان الحياه يمكن ان تعطى الأنسان فرصه
جديده ليحيا وقد تكون تلك هيا الفرصه التى استحقها ولكن لابد من التريث كثيرا حتى لا اسقط فى فخ مشاعرى مره اخرى فالذبيح يعتقد
انه يحب قاتله والمخطۏف يظن انه وقع بغرام خاطفه وحتى المړيض النفسى لابد وان يشعر ان طبيبه النفسى هوا بطل احلامه وخيالاته وكلها ترهات عقليه لا صحه لها فلا نحن نحب من أذونا ولا