الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية ورد الجناين (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم ميمي عوالي

انت في الصفحة 2 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

 


دى ماكملتش شهرين معاكم
حكيم شدتنى من اول ماعينى وقعت عليها
ورد بذهول وصوتها يكاد أن يكون همسا دى عكس كل اللى انت ربتنى عليه
حكيم وعشان كده شدتنى وعندى رغبة شديدة انى اغيرها واخليها زى مانا عاوز واتجوزها وابنى بيت واخلف واعيش طبيعى بقى
ورد وهى تكاد تستطيع التنفس طلقنى ياحكيم
عودة
راحت ورد تمسح دموعها التى لم تتوقف منذ بداية تذكرها وتذكرت أيضا طريقة حصوله عليها وكم كان عڼيفا فى بدايته وتحول فجأة بعد مجرد لحظات الى منتهى الرقة ولكن قلبها لم يسامحه ابدا ليس على استباحتها التى انتظرتها سنوات ولكن بأسلوب حالم ولكنها لم تسامحه على خېانة قلبه لها

فقد كانت تعتقد أن بمرور السنوات سوف يرى حبه بعينيها ليبادلها عشقا بعشق ولكنه لم يراها ابدا أكثر من أخته الصغيرة
ولم تسامحه أيضا على انانيته عندما قرر أن يتزوج ويمارس حياته ويتركها هى على وضعها فلا هى زوجة ولا هى حرة
ولكنها أيضا لم تسامح نفسها على كتم سرها عنه فعندما علمت بحملها صارحت به عمها وزوجته فقط واستحلفتهم بالله أن لا يعلم حكيم شيئا عن حملها حتى لا يوقف مشروع زواجه من مها وانها لن تكون سعيدة ابدا إذا ردها لعصمته لمجرد حملها فقط
وعندما ثار عمها وزوجته اضطرت ورد أن تصارحهم بحقيقة زواجهم من البداية حتى صار ما صار ولكنها أوضحت لهما كم أن حكيم وقف بجانبها وساعدها وأنه لم ېجرحها أو يخلو بها يوما واحدا وأنه فعل ما فعل معها فى النهاية خوفا على رجولته وسمعته
وترجتهم كثير الترجى أن يوافقاه على مارسم لحياته وزواجه من مها فكفى ضياعا لعمره
وكم بذلت من مجهود جبار حتى رضخ عمها وزوجته لمطلبها وسفرها بمفردها وهى تحمل باحشائها قطعة من حكيم لا تدرى أن كانت ستكون ذكرى لحبها ام ذكرى لاستباحته إياها تلك الليلة
بعد صعود ورد إلى الطائرة غادر حكيم المطار متجها الى مكتبه وهو يشعر أن جزءا من قلبه قد غادره مع مغادرة ورد
فبعد تلك الليلة تغير شئ ما بداخله لا يعلم ماهيته لم يعد يستطيع البعد عن التفكير بورد ولم يستطيع أن يعود لاحساسه القديم بها كأخته صفية كما السابق فلم يعد يستطيع أن يراها ورد الصغيرة لم يعد يستطيع ألتغافل عن دقة قلبه الغريبة التى يشعر بها وقت أن تأتى ورد على خاطره بل عندما يرى صحبة من الورود حتى وإن كانت صورة على غلاف مجلد
لا يدرى ماحدث له أصبح مشوشا غاضبا معظم وقته أصبح كمن ضاع منه شئ ثمين فقد الأمل فى العثور عليه
وعندما وصل إلى مكتب المحاماه اتجه إلى غرفة مكتبه مباشرة دون الحديث مع أحد ليقف وراء نافذته يراقب حركة السير حتى سمع طرقات على الباب ووجد مها تدخل إليه دون أن يسمح لها بالدخول كما اعتادت أن تفعل مع الجميع
مها كنت فين كل ده ياحكيم ومابتردش ليه على تليفونك انا وإسماعيل بنتصل بيك من بدرى
لينظر إليها حكيم بنظرة متفحصة وكلمات ورد ترن فى أذنيهدى عكس كل اللى انت ربتنى عليه
فمها إنسانة متحررة للغاية لا تضع حدودا فى التعامل بينها وبين أحد ممن تعرفهم من الچنس الآخر صوتها عالى دائما جريئة هى واثقة بنفسها طموحة لابعد الحدود
وتذكر فى المقابل كيف أنه ربى ورد على الصوت الهادئ والملبس المحتشم وكيف عودها من نعومة أظافرها أن يكون تعاملها مع الچنس الآخر فى أضيق الحدود وللضرورة القصوى
ليستفيق من أفكاره على صوت مها التى تقول وهى تقترب
منه حتى كادت أن تلتصق به وتضع يدها على كتفه ايه روحت فين عمالة بكلمك وانت مش معايا خالص
ليبتعد حكيم عنها بسرعة ويذهب للجلوس وراء مكتبه قائلا كنت فى المطار
ليتلون وجه مها بالڠضب لتقول برضة روحتلها يا حكيم احنا مش هنخلص بقى من الموال الزفت ده
حكيم بحزم لما تتكلمى عن ورد تتكلمى بأسلوب احسن من كده يامها وماتنسيش أنها هتفضل طول عمرها بنت عمى
مها وهى تحاول معرفة ما بداخله حاسة أن الموضوع اكبر من كده ياحكيم وماتنساش انك لغاية دلوقتى ماجيتش اتقدمتلى رسمى
حكيم متنهدا اول ما الاقيكى خدتى خطوة اكيد هتلاقينى انا كمان اتحركت
مها انا اللى هاخد خطوة برضة ياحكيم ليه أن شاء الله! هروح اخطبك من العمدة
لينهض حكيم غاضبا وهو يضرب بيده على ظهر مكتبه احفظى ادبك يامها وانتى بتتكلمى معايا واياك اسمعك بتتكلمى معايا بالاسلوب ده مرة تانية ثم عمدة مين اللى انتى بتتريقى وانتى جايبة سيرته ده انا ابويا عمره ماكان عمده لكن مقامه فى بلدنا أعلى من اى عمدة وحتى لو ماكناش اغنيا احترام ابويا وأهلى من احترامى فاهمة واللا لا
مها وهى تحاول تلطيف الأمر انت ليه أخدتها كده ياحكيم انا مش قصدي طبعا كل ده ثم اقتربت منه وهى تكمل واضح أن فى حاجة مضايقاك احكيلى ياحبيبى ايه اللى مضايقك
ليبتعد عنها حكيم مرة أخرى وهو يصيح بوجهها انتى اللى مضايقانى يامها
مها پصدمة انا ياحكيم انا عملت ايه
حكيم بتنهيدة ماعملتيش يامها وده اللى مضايقنى
مها انا مش فاهمة حاجة
حكيم وهو يحاول تهدئة نبرة صوته هو انا مش سبق واديتلك الشهر اللى فات عشرتلاف جنية عشان تجيبى لبس مناسب غير لبسك ده
مها وهى تدعى الحزن انت بتعايرنى ياحكيم
حكيم وهو يزفر أنفاسه اسمعى يامها دى خامس مرة اديكى فلوس عشان الموضوع ده ومابتنفذيش وكل مرة بحجة مرة تعب ماما وعلاجها ومرة اتسرقوا منى ومرة اصل اخويا شافهم معايا واخدهم ڠصب عنى واخر مرة أصل مش عارف بابا احتاجهم فى ايه ياترى بقى المرة دى حجتك ايه
مها پغضب ده انت عاددهم عليا بقى انا ماكنتش اعرف انك بخيل كده
حكيم بدهشة بخيل ! خمسين ألف جنية خلال اربع شهور وبخيل
ثم اقترب منها قائلا بحزم ماشتريتيش الهدوم ليه يامها
مها بغرور مافيش حاجة عجبتنى
حكيم بذهول نعم معلش قولى تانى كده
مها بلجلجة نزلت اشترى وماعجبنيش حاجة المواصفات اللى انت عاوزها بلدى اوى وفلاحى مش الاستايل بتاعة
حكيم واستايلك بقى اللى هو المحزق الملزق اللى انتى لابساه ده مش كده
مها دى حياتى وانا زى مانا كده ياحكيم ولازم تقبلنى زى مانا
حكيم ولو ماقبلتش
مها تبقى مابتحبنيش
حكيم يبقى انتى كمان لما جبتى وقلتيلى انك معجبة بيا وبتحبينى وانتى كنتى عارفة انى متجوز ورغم ذلك كنتى عاوزانى ارجع ورد تعيش فى البلد ماكنتيش بتحبينى
مها لا طبعا كنت بحبك بس بغير عليك
حكيم طب وانا كمان بغير عليكى وانتى بشكلك ده ومش عاوز اللى رايح واللى جاى يتفرج عليكى وعلى جسمك اللى متفسر ده
مها بتذمر بس انا بحب دايما ابقى جميلة فى عيون الكل
حكيم بنفاذ صبر الكل الكل يامها انتى مابتحاوليش تعملى اى خطوة ولا تبذلى اى مجهود عاوزانى انا اللى على طول اقدم تنازلات وانتى تاخدى وبس
انا اسف يامها مش هقدر ماعنديش اى استعداد انى ابقى خيال راجل من هنا ورايح احنا مجرد زملاء وبس وكفاية عليا خساير لحد كده
مها بعصبية كل ده عشان الخمسين ألف جنية
حكيم ياريتها جت على الفلوس وبس لكن للاسف اللى ضاع اغلى بكتير
لتنظر له مها كالابلة پغضب ثم التفتت وتذهب إلى الخارج وهى تدق بقدميها الأرض ڠضبا
وبعد أن خرجت مها وتركت الباب مفتوحا دخل اسماعيل إلى حكيم واغلق الباب خلفه وهو يقول انت جيت امتى انا كلمتك كذا مرة
حكيم محاولا نسيان ماحدث مابصيتش فى تليفونى كان فى حاجة مهمة واللا ايه
اسماعيل كان جايلنا قضية جديدة وكنت عاوزك تقعد مع الموكل وتناقشه فيها
حكيم معلش يا اسماعيل انا عارف انى متقل عليك اليومين دول بس اوعدك انى هفوقلك واعمللك اللى انت عاوزة
اسماعيل روحت لورد
حكيم متنهدا أيوة
اسماعيل ايه اللى جد خلاك مهموم اوى كده
لينظر حكيم إلى صديقه قائلا مش عارف يا اسماعيل حاسس انها خدت دقة من قلبى معاها
اسماعيل محاولا المرح طب الحمدلله انها دقة واحدة يعنى هتعيش اهوه
ليقف حكيم ويتجه إلى نافذته مرة أخرى وقال تصدقنى لو قلتلك انى مش قادر اتنفس حاسس انى مخڼوق حاسس ان دقات قلبى ناقصة خاېف عليها اوى
اسماعيل ده لأنها طول عمرها تحت عينك وكنت دايما مسئول عنها بس صدقنى ورد بمېت راجل
حكيم مش ده اللى مخوفنى
اسماعيل اومال ايه اللى مخوفك
حكيم خاېف تقابل راجل يحسسها بحبه فتحبه
ليزوى اسماعيل مابين حاجبيه وهو يقول بدهشة ايه يا حكيم انت حبيتها واللا ايه
ليصمت حكيم فيكمل اسماعيل يعنى جاى تحبها بعد ماتنفصل عنها ماهى كانت بين ايديك
حكيم الظاهر انى كنت غرقان لشوشتى من زمان بس انا اللى كنت غبى واعمى ومش فاهم
اسماعيل طب و مها
حكيم تصدق انى اكتشفت أن عمرى ماحبيتها مها بالنسبة لى كانت زى التحدى واكتشفت انى خسړت التحدى ده وانى كمان مش اده مها مختلفة عنى تماما وكنت فاكر أنها لما جت قالتلى أنها بتحبنى أن عندها استعداد أنها تتنازل وتتغير زى مانا كنت بتنازل عن حاجات كتير مهمة اوى عشانها وللاسف انا اللى ابتديت بالتنازلات وهى هى قالتلى اسفة ماينفعش
بس تصدق مازعلتش ولا اتضايقت من حاجة قد مازعلت من نفسى على اللى عملته مع ورد
وافتكرت الليلة إياها واكتشفت أن غضبى وغلى ماكانش على منظرى ولا رجولتى زى ماقلتلها لأ لكن كان من تخيلى ليها وهى بتحب راجل تانى وبتديله عمرها
كانت دايما بتبصلى بنظرة فيها لوم وعتاب وانا كنت غبى ومش عارف أفسر نظرتها دى أنا متأكد أن ورد بتحبنى زى مانا بحبها لكن برضة متأكد انها لا يمكن تسامحنى على اللى عملته
اسماعيل وهو يربت على كتف صديقه اللى بيحب بيسامح ياصاحبى وعشان تبقى تصدقنى بعد كده
لينظر له حكيم يتساؤل فيقول اسماعيل ماتنساش انى حذرتك كتير من مها وانت كنت فى وادى تانى
حكيم متنهدا وادينى دفعت التمن غالى اوى
اسماعيل الايام بتنسى اصبر يمكن يكون ربنا كاتبلنا فى اللى جاى خير
بعد مرور شهر على وصول ورد إلى لندن تستقر بالجامعة وتقيم مع زميلة لها بنفس جامعتها ولكنها تخصص آخر فورد تدرس جراحة الأعصاب أما زميلتها نور فهى تدرس علم البرمجيات
وسرعان ما اندمجت ورد مع نور وكونا صداقة جميلة برعاية الغربة والوحدة وكانت ورد تهاتف عمها بانتظام مساء كل ليلة جمعة ويجمعها البكاء مع زوجة عمها التى يعتريها القلق الشديد على حملها وهى وحيدة وطلبت منها زوجة عمها أن تتحدث الى نور وبالفعل تحدثت إليها وأخذت توصيها على ورد وجنينها ووعدتها نور أن تظل دائما ملاكها الحارس
حتى جاء موعد ولادة ورد التى نقلتها نور على الفور إلى أحد المشافى ولم تتركها حتى وضعت مولودتها وعادت
بها مرة
 

 

انت في الصفحة 2 من 10 صفحات