رواية الحب اولا (كاملة جميع الفصول) بقلم دهب عطية
هدومك على ماخوكي يجي خلينا نتغدى.
ضحكت كيان وهي تتجه لغرفتها ولكنها وقفت
عند الباب وهي تحك في شعرها سائلة.
تفتكري ياشهد ابوكي هيجي على الغدى.
قالت شهد وهي تجلس على المقعد.
تقريبا هيبات عندها النهاردة
زفرة كيان بارتياح..
أحسن وجوده في البيت بيتعب اعصابي
صاحت شهد بتحذير.. كيااااااان
رفعت كيان حاجب متمرد وعلقت
آه ياشهد كمية التسامح والسلام اللي جواكي مخليني احقد عليكي. معقول بتدفعي عنه بعد
كل اللي عمله فينا.
هربت شهد من عينا اختها مبرره الوضع
انا مش بدافع بس الاحترام واجب.. ومهما كان
لازم نحط في الاعتبار ان ده أبونا..
آآه زي ماهو حط في الاعتبار كده ان احنا ولاده
تمردها كان ظاهري جدا مع كل كلمة تنطق بها وللأسف كانت على حق لذا صمتت شهد دون
سكتي ليه. انتي بدفعي عن شخص رصيده
خلص جوانا من زمان
أغلقت الباب خلفها. فنزلت دموع شهد بتعب من
حرب الكره والعتاب المقام بهذا البيت والتي بطلها
واحد فقط أبيها..تشعر أحيانا بالعجز اليأس..
العجز من تغيير الواقعاليأس في إدخال
الأوان الحياة والبهجة الى قلوب أصابتها
شيخوخة الصبى !..
مبدع. يلامس بأصابعه الذهب فيشكلها قطع من الحلي باشكال واحجام مختلفة ورغم عمقها واختلافها عن المتداول مميزةوالأحجار الكريمة الباهظة بالوانها البراقة واشكالها المختلفة تضاف بدقة لكل تصميم يرسمه على الورق..
يشعر ببعض الراحة وهو يقوم بهذا العمل في
ورشته الصغيرة والتي تجاور بيت العائلة
التجارة في الحلي والمجوهرات مهنة العائلة الاساسيه والتي اوصلتهما لهذا المستوى فمن
يوم ان وعى على الدنيا وهو جده الصائغ
صابر الصاوي وابيه وعمه أدار الأملاك من
بعده لكن لم يكن أحد منهم يهوى صناعة الحلي والمجوهرات كأبيهم.. ربما اجبروا على إدارة محلات الذهب فقط لأنها ذهب وليست رمال
ليديروا وجههم عنها !..
وطور من نفسه فأصبح يجيد ويبتكر أكثر من جده.. حتى أصبح له زبائن من أعلى الطبقات التي يتعاملوا
معها منذ زمن تطلب أعماله بالاسم.
مسح الخاتم بالمنديل الورقي ونظر له بدقة عالية يشعر انه ينقصه شيء لكن توقف عقله فجأه
وعجز عن فهم الناقص فيه
حانت منه نظرة على ساعة معصمه فوجدها تشير لرابعة عصرا ربما عليه الذهاب لشارع الصاوي
المستأجرة منهم..فمشاكل شارع الصاوي لا تنتهي
خصوصا ان صف المحلات من الجانبين اغلبه ملكا للعائلة إلا عدد قليل فقط ملك لاناس آخرين تم
بيعه من قبلهم..
وقف امام المرآة الكبيرة الموضوعه بالورشة ناظرا
إليها وهو يهندم سترة الحلة السوداءمتأملا
نفسه لبرهة
كان رجل وسيم للغاية في اواخر الثلاثينات من
عمرة قد بدات تظهر بعض الشعيرات الفضيه
في شعره الحالك.
كان طوله يتجاوز الستة أقدام رشيق الجسد وله
بنية رياضية قوية تكشف عن رجولة طاغية..
شعر أسود حالك مصففا للخلف برونزي اللون
بالحية حالكة كثيفة جذابة اما ملامحه فكانت
حادة مبهمة وعيناه السوداء قاتمة تحكي الكثير
عن مايجول بخاطره..ويتعب ذهنه.
طرق الباب عليه ودخل بعدها شاب وسيم في
عمر التاسعة عشرلا يتشبها قط بل كان
غربي الملامح رغم انه شرقي اب عن جد..
لكنه شبيه أمه فعيناه زرقاء وشعره اشقر مراوغ عابث خفيف الظل..ابن عمه الصغير والوحيد
يزن الصاوي..
هذا الذي تربى امام عيناه وكبر لحظة باللحظة
بين يداه.
شاكسه يزن قائلا..
اي ياكينج رايح فين معاد غدى ده..أوعى تقول انك مش هتتغدى إلهام هانم
مستنياك..
أطبق على شفتيه في خط مستقيم وأحس بحلقه يلتوي وشعور هائل بالاختناق يتلبسه.
اقترب منه يزن متسائلا.
ساكت ليههتتغدى ولا
نظر له بطرف عيناه سائلا
ولو متغدتش يعني.
رد يزن بفرحة عارمة وعينان متسعتان
هاكل منابك معروفة..
رد عليه ضاحكا وهو يهز رأسه
مخلص على أكل البيت كله ومش مكفيكارحمنا..
اجابه يزن بتبرير جاد..
أعمل إيه بس بجوع بسرعةوبعدين المجهود اللي بعمله في الچيم بيجوعدا غير الدراسة..
ارتفع حاجب الآخر مستنكرا وأضاف
الدراسة !!ماشاء الله وياترى فاكر انت خدت
إيه في المحضرة إمبارح
ظل يزن يتفحص الأشياء من حوله وهو
يجيب.
إمبارح لا دا بعيد أوي..لو كنت سألتني
بعد المحضرة علطول كنت قولتلك
يزن..
ابتسم يزن ولم يعقب بل قال بجوع.
خلينا في المهم..الغدى برد وامي مذنباني عشان خاطر سيتك..
سأله الآخر باهتمام..
وعمي والحاجة نصرة فين..
رد يزن بشفتي مقلوبة.
مستيينك برضو على السفرةابسط ياعم الكل بيعملك ألف حساب إلا انا لو بت برا البيت عادي ولا هيسالو..
بس انا بسأل..قالها وهو ينظر اليه بمشاكسة
فرد يزن مؤكدا بمحبة..
أصلا مفيش حد مصبرني على العيشة معاهم
غيرك انت.. ونصرة قلبي..
راتفع حاجبا الآخر وادعى الاندهاش معقبا
بسخرية
نصرة قلبك !!..وانا أقول اتركنت على الرف
ليه اتاريك هاري الحاجه اشعارات فارغة.
قال يزن بانف مرفوع كأثبات ملكية.
وهي جدتك لوحدك يعنيماهي جدتي انا كمان.
أشار له الآخر بكفه بان يخرج قبله حتى
يغلق باب الورشة.
اومرك ياستاذ يزن.. قدامي بقا خلينا ناكل
لقمة ونروح نشوف مصالحنا.
نازل شارع الصاوي النهاردة إمبارح مرحتش يعني طول النهار شغال في الورشة. خلصت
الخاتم اللي قولتلي عليه ولا لسه.. ساله يزن وهم يسيروا معا في الحديقة الداخلية للبيت
يقطعا المسافة البسيطه بين المنزل وغرفة الورشة..
يعني شبه خلصته..
انعقد حاجبي يزن متسائلا..
ليه هو نقصه حاجة ولا إيه..
رد عليه وهو يرفع عيناه للأمام بحيرة..
تقريبا. بس لسه مش عارفأول مرة
احتار كده..
سأله يزن ببراءة الأطفال.
انت اتحسدت ولا إيه
أجاب الآخر وهو يضيق عيناه بشك
آآه شكلها عين زرقه ومدوره يلا زي بعضو هعديها
جفلت ملامح يزن فرد سريعا
اخص عليك ياكينج انا بقر بس عمري
ما حسد..
رد عليه الآخر بابتسامة مناكفة.
تصدق ظلمتك
عندما دخلا غرفة الطعام صاحت الجدة بتافف
والتي كانت تجلس على مقعد متحرك ترتدي
عباءه بيضاء ووشاح يماثلها لوناأصبحت
الملابس البيضاء من أكثر الاشياء التي تتجه
إليها منذ ان حجة بيت الله مع زوجها الذي
ماټ في طريق العودة في احضانهاومن
أحد اسباب تدهور صحتها وجلوسها على مقعد
متحرك فراق رفيق دربها
اهلا بيزن بيه.. وعاصم اللي مجوعنا لسه بدريه المفروض اسمه غدى بس معاكم هيبقا عشا
نظرة إلهام لابنها يزن والذي يشبهها شكلا سواء بالعيون الزرقاء او الشعر الاشقر كانت جميلة على نحو خاص مزالت صغيرة في منتصف الاربعين من عمرها تكبر عاصم بسبع سنوات فقط بينما يكبرها زوجها بعشر سنواتحولت نظراتها الى عاصم
الذي انشغل في همس ابنها.
لكز يزن كتف ابن عمه عاصم وغمز له قائلا بمراوغة..
بص بقا وتعلم مني أصول التثبيت..للستات
من فوق الستين وانت نازل..
أقترب يزن من الجدة مهللا باعجاب مسرحي
أسعد قلبها فهذا الصبي بهجة البيت
وسعادته..
اقسم بالله يانصرة قلبي الغدى معاكي ميتشبع
منه قوليلي ليه..قولي ليه.
ضحكت الجدة سائلة ليه يابكاش..
حلو ومسمسم زيك كدهرد يزن و تامل وجهها المجعد
منذهلا..
بسم الله ماشاء الله عيني عليكي برده..اي الحلاوة ديانتي حطه كريم تفتيح ولا إيه
وشك منور يانصرة..الله أكبر..
ضړبته نصرة على كفه بتوبيخ
انا مبحطش حاجة على وشي و انت عارف.
رد يزن باعجاب وهو يشفط الهواء بفمه كعلامة
على الاندهش الاكبر
عارف. عشان كده بكبر. الله اكبر تاني اي ده
لا إله إلا اللهالله اكبر
ضحك عاصم..وكذلك إلهام والدته
فرمقت نصرة الصبي بارتياع.
في اي ياواد خضتني.
قال يزن ملوحا بتملق..
انتي خسيتي يانصرة قلبي..خسيتي وبقيتي
غزالطب والله بطل..
ارتفع حاجب عاصم پصدمة مرددا.. بطل !!
قالت إلهام بضحكة رقيعه..
متعلقش ياعاصم مانت عارف ألفاظه.
أبعد عيناه عنها ممتنع عن الردوركز على رد
الجدة نصرة والتي اتى بابتسامة مرضية وقالت
بسعادة طفلة..
انا برضو حسيت النهاردة اني محلوه
أكد يزن بهز من رأسه..
جداعيني عليكي باردة يانصرة قلبي
النهاردة
غير اي يوم.
اشارت له الجدة بيدها ان ينحني ففعل
فقالت لها بهمسا..
تعرف