الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية وجـع الهوى(كاملة حتي الفصل الأخير)بقلم إيمي نور

انت في الصفحة 6 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


صڤعته لهاتصل لاذانها اصوات انفاسه

صباحا جلست قدرية تجاورها ابنتها حبيبة المتجهمة الوجه صامتة منذ نزولها الى البهو منذ عدة دقائق رغم محاولات قدرية العديدة لمعرفة ما بها لكنها لم تبوح بما يكدر حالها ولكن والدتها لم تستلم تسألها مرة اخرى بحدة 
مش هتقوليلى مالك وشك مقلوب من الصبح ليه 
حبيبة بغصة تكاد ټخنقها 

قلتلك مفيش ياماما وبعدين انتى من امتى بيهمك حالى 
تظاهرت قدرية بالهلع هاتفة باستنكار
شوفوا البت بتتكلم ازاى ..بقى كده يا حبيبة انا مابيهمنيش حالك
التفتت اليها حبيبة هاتفة 
مش انتى السبب فى الجوازة الهم دى ..وخلتينى اطاوعك واقف ادام جلال واصمم اتجوز المحروس
تنهدت قدرية تلوى شفتيها قائلة
وخلاص اللى حصل حصل وفواز مش وحش زاى ما انتى فاهمة ده طيب وبيضحك عليه بكلمة
حبيبة بنزق وعصبية
مش ده لما ابقى اشوفه ده طول اليوم بره 
ومابشفهوش غير اخر الليل
قدرية بعدم اكتراث 
علشان هبلة قلتلك هاتى حتة عيل تتلبخى وتلبخيه بيه بس هقول ايه خايبة طول عمرك
نظرت لها حبيبة باستنكار تفتح فمها دهشة من حديثها لكن قدرية تجاهلتها تنادى على العاملة بالمنزل التى اتت اليها تهرول مسرعة تجيبها 
ايوه يا ستى ٱمرينى
قدرية بجمود 
خلصتى تنضيف الاوض هنا ولا لسه وراكى حاجة
هزت نجية راسها بالايجاب قائلة بلهفة 
كله تمام يا ستى بس لسه اوضة المكتب هنضفها بس
قدرية بحدة 
طب ولسه معملتهاش ليه اجرى اخلصى واعمليها وتعالى يلا حضرى الفطار زمان سيدك جلال وباقى الرجالة نازلين
اومأت نجية بالايجاب تسرع باتجاه المطبخ تغيب بداخله لثوانى ثم تأتى وهى حاملة لادوات النضافة ذاهبة باتجاه غرفة المكتب التى لم تغب بداخلها كثيرا بل اسرعت تخرج منها سريعا مرة اخرى لتهف قدرية بها باستنكار وحدة توبخها
ينيلك انتى لحقتى تنضفيها يا مصېبة
هزت نجيه راسها بالرفضتنحنى فوق اذنيها هامسة بخشية
سيدى جلال نايم فى المكتب ياستى انا قلت اخرج اقولك الاول واشوف هتقولى ايه
التمعت عينى قدرية بالنصر والسعادة قائلة بابتسامة فرحة
متأكدة من كلامك يابت
ابتعدت نجية عنها تهز راسها بالايجاب لتهمس قدرية بتشفى 
ده كده حلو اووى ..والله شكلك عرفتى تعمليها يابت ياسلمى
عقدت حبيبة حاجبيها بعدم فهم تسال والدتها 
عملت ايه يا ماما مش فاهمة وبعدين جلال نايم فى المكتب ليه وسايب اوضته
التفتت لها قدرية تهتف بها بحدة 
ملكيش دعوة وقومى فزى صحى اخوكى وتعالى
زفر جلال يمرر يده فوق وجهه فى محاولة لازالة اثار النعاس من عليه ثم يضعها فى شعره المشعث يرجعه الى الخلف بأنامله قائلا باقتضاب
مفيش حاجة حصلت .. الظاهر النوم سرقنى وانا بشتغل
لم تتغير نظرة الخبث والسرور داخل عين قدرية لكنها حاولت اظهار تمررها لامر قائلة 
طب يا حبيبى اطلع يلا ظبط حالك وصحى مراتك وانزل يكون الفطار جهز
تجهم وجه بشدة لحظة
ذكرها امامه لتعلم قدرية صدق حدثها حين قال بحدة 
هى ليله لسه منزلتش
لوت قدرية شفتيها قائلة وهى تتنهد باسف مصطنع 
وهى من امتى بتنزل من بدرى كده ولا بتنزل هنا من اصله غير على الاكل وبس
اشتعلت عينى جلال بالڠضب ينادى على نجية بصوت حاد جهورى لتأتى مهرولة على الفور ليحدثها جلال قائلا 
اطلعى حالا اندهى ست ليله اقولها دقايق وتكون ادامى حالا واخلصى يلا بسرعة
هزت نجية راسها بالايجاب تهرول سريعا باتجاه الدرج لكن اتى صوت جلال الصارم يهتف بها يوقفها قائلا 
تعالى انتى خلاص انا هطلع بنفسى اجيبها
ثم تحرك بخطوات سريعة عڼيفة تنطق خطوط جسده بالڠضب والعڼف يقفز كل درجتان معا حتى غاب عن الانظار لتلتفت حبيبة الى والدتها تهمس بقلق وتوتر 
مكنش ليه لزوم الكلمتين دول ياماما وهما شكلهم امورهم مش مظبوطة مع بعض
اعتدلت قدرية فى جلستها تستند بظهرها الى الخلف براحة كأنها تستعد لمشاهدة فيلمها المفضل قائلة بأبتسامة خبيثة فرحة 
اسكتى انتى ملكيش دعوة خليه يعرفها مقامها فى البيت هنا ايه من اولها
كانت تجلس فوق الفراش بملابسها منذ ليلة امس عينيها مسهدة مرهقة تظهر اسفلها الهالات السوداء دليل على عدم نومها منذ الامس فبعد ماحدث بينهم وبرغم حديثه المؤلم المهين لها لكنها اخذت ټعنف نفسها بأنها لم يكن من المفترض منها ان تكون هذه ردة فعلها او تقول له ما قالته وتتهمه بالطمع بها وبأموالها فهى تعلم

جيدا ومن البداية السبب وراء زواجهم فهو لم يخدعها ولم يوعدها بما ليس فى استطاعته تقدميه لها لذا ليس خطأه مايراه فيها وليس ذنبه انها لم تكن الزوجة المناسبة له فكل الذنب يقع على عائلتها هى من وضعتها ووضعته فى ذلك الموقف والذى على ما يبدو ان لا امل لهم من 
جلا..ل ....انا ...كنت
قاطعها بحدة هاتفا بها متجاهلا ندائها له 
اشوف ايه ! ومع مين !
للحظة لكنه تجاهلها ملتفتا الناحية الاخرى حتى توقفت امام مكان جلوسهم جميعا فيلتفت مواجها الجميع يقول بصوت صارم لا يقبل المناقشة مصدرا امره الحازم امام الجمع من عائلته موجها حديثه لوالدته بأن لااحد سيقوم باعمال المنزل سواها من اليوم فصاعدا وهى فقط دون مساعدة من اى كان لتتجه اعين الجميع ذهولا نحوها فى انتظار رفضها او سماع تعليقها على حديثه هذا لكنها وقفت تنظر امامها بحالة الجمود والوجه الخالى من المشاعر التى تظهر بها قبل ان تتوجه بانظارها ناحية والدته تسألها بجمود 
ممكن اعرف ايه اللى مطلوب منى اعمله 
ابتسمت قدرية ابتسامة جذلة لكنها سيطرت عليها قائلة بأسف مصطنع 
لا يا حبيبتى متتعبيش نفسك حبيبة وسلمى متعودين يتابعوا شغل البيت مع نجيه ريحى نفسك انتى
للحظة اهتزت ملامح ليله غيظا ولكنها سيطرة عليه فورا ترفع ستار البرود مرو اخرى حين هدر صوته پغضب وحنق
اظن قلت ان ليله هى اللى هتقوم بشغل البيت من هنا ورايح ..شغل الدلع ده كان زمان لازم تحط فى دماغها انها اتجوزت و تشيل مسئولية بيتها و مش عاوز كلام تانى فى الموضوع
نهض من مكانه بغته قائلا لعمه الجالس بوجوم فوق مقعده هو الاخر 
عمى تعالى معايا المكتب عاوزك فى كلمتين لحد مافواز يصحى والفطار يجهز
ثم اتجه ناحية مكتبه عدة خطوات قبل ان يلتفت لها قائلا بأقتضاب 
اعمليلى قهوة وهتهالى المكتب
ثم اكمل طريقه يتبعه عمه بخطوات سريعة متلهفة لتنطلق ضحكة ساخرة فور خروج الرجال من الغرفة كانت صاحبتها سلمى والتى استمرت فى الضحكة رغم نظرات نكزات حبيبة التحذرية لها لتهتف بعدها بخبث وميوعة
ايه انا عملت ايه دلوقت ! بضحك بلاش اضحك!
هروح ااحضر القهوة
ليوقفها صوت قدرية تهتف بها بصرامة كمن تريد ان تكون لها الكلمة الاخيرة دائما
روحى اعملى القهوة بسرعة علشان تحضرى الفطار وبعدين تشوفى وراكى ايه فى شغل البيت
وايه اللى هيعرف اخويا بس يا ماما
هتفت

سلمى بابتسامة جذلة خبيثة
انا هقوله ...اوامر جلال لازم تتنفذ بالحرف
التفتت لها ليله بعينى مشټعلة لتبادلها سلمى النظرات بتحدى للحظة قبل ان تقول ليله باستهزاء بارد 
مش شايفة نفسك كبيرتى على شغل العصفورة ده
عقدت سلمى حاجبيها بحيرة وتفكير للحظة قبل ان تتصاعد امرات الفهم فوق وجهها فيشتعل وجهها غيظا وڠضبا تهم بالرد عليها لكن ليله لم تمهلها قائلة بسرعة وببرود
هروح اعمل القهوة واحضر الفطار
شوفتوا قلة ادبها لو بس تسبونى عليها اعرفها مقامها..
اسرعت حبيبة قائلة بهدوء 
انتى اللى غلطتى من الاول مكنش ليه لازمة تدخلى نفسك
جزت سلمى فوق شفتيها بغيظ ثم التفتت ناحية قدرية والتى جلست فوق مقعدها بوجه صارم وامارات التفكير الشديد تبدو عليها قائلة پغضب
شوفتى بنتك يا مرات عمى بتقولى ايه
التفتت لها قدرية بشرود وتفكير قبل ان تقول بحدة بعد لحظات صمت شاردة
قومى انتى وهى من هنا روحوا صاحوا اللى لسه نايمين وسبونى لوحدى
سألتها حبيبة بقلق 
مالك يا ماما فى ايه
قدرية بصوت عالى نزق
مفيش وقومى اعملوا اللى قلت عليه ومش عاوزة كتر كلام
نهضت حبيبة وسلمى ببطء يتبادلان نظرات قلقة حائرة ثم اتجهوا الى الدرج لتنفيذ امرها لتهمس قدرية تعقد حاجبيها وعينيها تلتمع بالشړ
ياترى فى دماغك ايه يا بنت صالحة سكوتك ده قلقنى ومخلينى اخاڤ منك ومبقاش قدرية اما كان سكوتك ده وراه مصېبة وكبيرة كمان 
طيب اتكلم معاه انت يا جلال انت عارف فواز ما بيعملش حساب لحد الا ليك انت حتى انا مابيخافش ولا بيهمه منى
زفر جلال حانقا بعد كلمات عمه المتوسلة تلك فهو يكفيه مالديه من مشاغل وليس بحاجة لاخرى بطلها ابن عمه الطائش هو الاخر فبرغم تقاربهم فى العمر الا ان فواز زوج شقيقته بتصرفاته الهوجاء تلك تجعله منافسا قويا للاطفال فى تصرفاتهم جاعلا كل من حوله يقاسى ويعانى بسببه واولهم شقيقته المسكينة رغم انها لم تشتكى ولو بحرف
اعتدل فى جلسته محاولا الهدوء قائلا 
الموضوع ده بالذات مينفعش غيرك يا عمى يتكلم فيه فواز مش لازم يعرف انى عرفت حاجة عن الموضوع ده 
كلمه انت وعقله وعرفه ان لو حبيبة عرفت انه بتسرمح هنا وهناك مش هتعدى الحكاية على خير ابدا قوله يعقل ويحافظ على بيته يا عمى
تنهد صبر بقلة حيلة قائلا بأسف 
حاضر يا بنى
هكلمه واحاول اعقله وربنا يهديه ..
ثم نهض من مقعده يكمل 
عملت ايه فى موضوع الارض مع المغاربة مش ان الاوان نخلص من الموضوع ده بقى
تجهم وجه جلال بشدة يشعر بالڠضب يتأجج بداخله مرة اخرى لكنه حافظ على نبرة صوته الهادئة المقتضبة قائلا بحزم
هيحصل ياعمى بس كله بوقته
شعر صبرى بوجود خطبا ما يخفيه ابن اخيه عنه لكنه لم يحاول الضغط عليه فى الحديث يهز رأسه له موافقا قبل ان يغادر الغرفة تاركا خلفه جلال بحاله المنقلب تموج بداخله مشاعر متناقضة لكن كان الڠضب هو السائد عليها جميعا يغمض عينيه مستندا براسه فوق ظهر مقعده تدور الافكار بسوداوية داخل عقله كحاله لليلة طوال ليلة امس بعد حديثه معها لا يعلم حتى الان كيف استطاع السيطرة على غضبه فلا يقوم بأذائها امس فلأول مرة بحياته يرفع يده على امرأة والتى لم تكن سوى زوجته يحمد الله انه استطاع تمالك غضبه فى اللحظة الاخيرة والا كان حدث مالا يحمد عقباه مغادرا الغرفة الى هنا ليظل طوال الليل داخل بحر هائح من الڠضب الاسود والذى لو كان ترك له العنان لاغراقها بداخله دون لحظة ندم واحدة منه فكيف يغفر لها ما قالته امس واتهامها له بالطمع فى اموالها. نعم هو لا ينكر ان حاجته الماسة لامتلاك تلك الارض اصبحت كالهاجس بالنسبة له لكنه كان ينتوى شرائها منها وبسعر السوق الحالى دون ان يحتال عليها فى ثمنها ولم يكن فى حسبانه ابدا كما قالت بأن يجعلها تتنازل له عنها دون اخذ حقها بها
اشتدت قبضتيه المستندة فوق مسند مقعده حتى ابيضت مفاصل اصابعه وهو يتذكر حديثها الوقح معه وتصريحها انها قد قد تم اغصابها على زواجها منه وانها لا تحتمل ان تكون له زوجة ولايسعدها او يشرفها زواجها منه
تنهد
 

انت في الصفحة 6 من 43 صفحات