الإثنين 25 نوفمبر 2024

قصه كامله

انت في الصفحة 3 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


الناس مرحة و ذات قلب حنون لكن يظهر معدنها عند الڠضب لذا اكتفت الأولي بقول مقتضب
ما تقلقيش هاعمل زي ما حضرتك قولتيلي
ابتسمت الأخرى فأشارت إليها
طيب أقعدي إستريحي علي الكرسي ده عقبال ما أطلع أجيبلك الحاجة ونازلة
وقبل أن تتفوه غرام بكلمة رأت الفرح يتراقص في عينين رجب شقيق رشا هذا الشاب الثلاثيني الذي لا يعرف معني للمروءة والشهامة يعيش بغرائزه الحيوانية كما يحلو له يركض خلف كل ما هو صعب المنال و يزداد تشبثا إذا كان هذا المنال يتجسد في غرام الفتاة الشرسة أمام كل ضبع يظن إنها فتاة ضعيفة فبرغم إنها لا تمتلك جمالا ساحرا أو عيون ملونة بل ملامحها مثل أغلب الفتيات المصرية البشرة القمحية والعيون ذات اللون البني ترتدي وشاحا يغطي خصلات شعرها ما بين الأسود والبني غالبا تعقصه علي هيئة كعكة محكمة بربطة شعر مطاطية جسدها ما بين الرفيع و الممتلئ و مع كل ذلك فهي أنثى بالنهاية و لو امتلكت جمالا وسطا فمازال يطمع فيها أمثال رجب فالمحرك لدي هؤلاء الضباع ما هي إلا الشهوة!

عندما ذهبت شقيقته ترك عصا النرجيلة من يده علي المنضدة ونهض فاقترب من غرام سمع صوت زفيرها الذي يخبره عن عدم تحملها لوجوده جوارها
مفيش صباح الخير يا رجب أو عامل إيه يا ريجو أي كلمة حلوة تطري علي القلب منك للغلبان اللي هو أنا يعني
ألتفت إليه و علي وجهها كل إمارات الڠضب
غلبان! قصدك تقول أنت تعبان و ياريت تبعد عن وشي عشان لما بشوفك اليوم بيقفل
اجفلها بصوته المزعج
جري إيه يا بت أنتي نسيتي نفسك و لا إيه! أومال لو كنتي حلوة ده كلك علي بعضك ما تسويش في سوق البنات قرش واحد
فعلا ما أساويش قرش لأن اللي زيي ما بيتقدروش بالفلوس إحنا غاليين أوي لكن أنت بقي في نفس السوق ده ما تساويش ربع جنيه
ظل يعيد كلماتها في رأسه حتي أدرك الإهانة التي وجهتها إليه أو ربما قصف جبهة جعل دمائه تكاد تفور من الغيظ صاح مرة أخري پغضب جم
نهار أبوكي أسو...
إياك تجيب سيرة أبويا الله يرحمه علي لسانك
إيه اللي بيحصل يا رجب
كان سؤال رشا التي تنزل علي الدرج وتحمل كيسا أسود كبير سبقته غرام قبل أن يخبر شقيقته بالافتراء
مفيش يا مدام المعلم رجب كان بيوصيني علي البضاعة
عاد إلي الكرسي و النرجيلة خاصته بينما كانت رشا اللاصق بالسکين
سيبك من أخويا و ركزي في الحاجة اللي هديهالك
أخرجت عدة قطع من الثياب كل قطعة مغلفة بغطاء بلاستيكي شفاف
10 قطع أهم و لو خلصوا و محتاجة تاني كلميني و أبعتلك رجب بالحاجة
قامت غرام بفتح حقيبة الظهر وأخذت
تضع القطع
حاضر يا مدام
وبعد أن أخذت البضاعة غادرت المتجر متجهة إلي محطة المترو حيث مكان البيع المناسب لها فهي

تعمل بائعة متجولة داخل القطارات في عربة السيدات وأحيانا خارج المحطة برغم ما تتعرض له من مضايقات من المارة وأيضا من رجال الأمن داخل المحطة.
و في الطريق أوقفها صوت صديقتها هند تخرج رأسها من المركبة ذات الثلاث إطارات
غرام يا غرام
ذهبت الأخرى إليها فتركت لها صديقتها براحا لتجلس بجوارها
أطلعي أركبي جمال يوصلك عند المحطة وأنا هاكمل معاه لحد المصنع
يا بنتي كملوا أنتم طريقكم عشان ما تتأخريش علي شغلك
أخبرها جمال و كان هو من يقود المركبة
أركبي يا غرام كدة كدة المترو في طريقي
صعدت إلي داخل المركبة وجلست ووضعت حقيبة الظهر علي فخذيها
إيه أخبار الشغل معاكي
سألتها هند فأجابت الأخري
الحمدلله أهي ماشية
ما تقلقيش أنا سمعت الحاج عبدالتواب صاحب المصنع بيقول إن فيه أتنين هيسيبوا الشغل آخر الشهر و كلمتوا عليكي و علي أحلام أختك
أحلام أختي!
رفعت زاوية فمها جانبا ساخرة وتابعت
أحلام شغلنتها الوحيدة جوزها
هو جه خدها و لا لسه ڠضبانة
هما يومين اللي قعدتهم و التالت خلتنا نايمين وخدت ابنها ومشيت هاموت وأعرف هو عاملها إيه مخليها ماشية وراه تقول آمين يضربها تغضب وبدل ما تاخد معاه موقف ترجعله ده لو كان ساحرلها مش هتعمل في نفسها كدة
ضحكت هند علي حديث صديقتها وعقبت
ده مش سحر ده الحب ياختي بس أختك هي اللي بتحبه لكن هو علي عمايله معاها ما بيحبهاش
و الله يا هند أنا و أمي وابتسام حتي الولاه سعيد أبو 13 سنة كلنا بنقولها كدة يعني أنا اسمع عن اللي يبيع كليته أو يبيع قرنية لكن دي اللي باعت كرمتها و ببلاش كمان
تدخل جمال والذي كان متابعا
معلش علي تدخلي في الحوار يا غرام أختك غلبانة ومالهاش أي خبرة في الناس وحظها إنه سمير ظهر في حياتها وأقدر يخليها تحبه وتتعلق بيه يعني عندك مثلا أنا و هند حبينا بعض وأتخطبنا ومحدش فينا يقدر يستغنا عن التاني صح يا دودو
نظرت إلي صورته في المرآة وأجابت بعشق تنضح به عينيها وتلفظ به شفتيها
صح يا عيون هند بس طبعا لو فكرت تزعلني أنا مش هغضب و لا هعيط
 

انت في الصفحة 3 من 58 صفحات