الإثنين 25 نوفمبر 2024

في قديم الزمان وسالف العصر والأوان عاش في البصرة تاجر توابل إسمه حبيب وكان له دكان صغير في السوق

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز


الكهنة من هذه الزهرة مرهما يدهنونه به فيظل عطرا كامل السنة وهذه الزهرة مقدسة عندهم و يقال أن ثعابين سامة تحرسها و ټقتل كل من يقترب منها.
سأل حبيب هل يمكن الحصول على بعض منها رد التاجر لا فالكهنة يبيعونها إلى أغنياء الوقواق وهؤلاء يضيفونها إلى طعامهم ويزعمون أنها نافعة للبدن ومن يأكلها لا يمرض أبدا . قال االولد هذا يعني أن بقية الناس لا يمكنهم الحصول عليها وماذا يقع لو أردنا أخذ شيئ منها خفية أنا أحتاجها في دكاني قطب التاجر جبينه وقال لا أنصحك بذلك يجب أولا أن تنجو من الثعابين و الفخاخ التي ينصبونها للسراق أما إذا قبضوا عليك قدموك قربانا لصنمهم وهم لا يرحمون أحدا .بمرور الأيام توطدت علاقة عبد الصمد ببائع التوابل واعتبره كإبنه وصار الفتى يخرج في الصباح وفي المساء يرجع لصندوقه الذي تعود على النوم فيه.

وفي أحد الليالي هبت عاصفة شديدة رمت بالسفينة على صخرة تحت الماء فتهشمت ووجد التجار أنفسهم في البحر مع بضائعهم وسرعان ما إبتلعتهم الأمواج أما حبييب فلما فتح عينيه وجد الصندوق طافيا فوق الماء فحمد الله على نجاته ثم إلتفت حوله يبحث عن عبد الصمد فرآه متعلقا ببرميل فجدف بيديه وسار إليه ثم سحبه إلى داخل الصندوق وكان الرجل مبللا يرتعد من البرد فأعطاه حبيب ثوبا من صرة ملابسه نظر له التاجر وقال لأني صنعت معروفا معك أنجاني الله والصندوق الذي إشتريته لك صار زورق النجاة فسبحان الله الذي أعطى وقدر ما فيه الخير لنا .
حين طلع الصباح لم يتبق شيئ من السفينة وركابها إلا قطع من الخشب وبراميل وأشياء مختلفة طافية فوق الماء أما حبيب وعبد الصمد فبقيا في الصندوق تجرفهم الأمواج أربعة أيام كاملة حتى نفذ ما معهما من الزاد والماء وأيقنا بالهلاك ...
كان حبيب جالسا يفكر في أمه ويلعن حظه الذي أبى إلا أن يقوده لهذا المكان البعيد لېموت فيه وحيدا غريبا وفجأة رأى ثلاثة بنات يقتربن منه وكن جميلات الوجه شقروات الشعر ففرك عينيه ليتأكد أنه لا يحلم ثم همز عبد الصمد الذي كان نائما في قاع الصندوق وقال له تعال وانظر هل شاهدت من قبل قوما من الإنس يعيشون كالأسماك نهض الشيخ ونظر إلى البنات بدهشة وقال لا يشبهن عرائس البحر فليس لهن ذيل سمكة والله لم أر ذلك من قبل أو أسمع عنه !!! بقيت واحدة منهن تحملق في حبيب فقد كان فتى أسمر قوي البنية فقال لها كفي عن النظر إلي فلست للفرجة !!! فضحكت الحورية ومعها رفيقتيها وردت عليه هل دائما لسانك خبيث هكذا على كل حال سننصرف فلا يبدو أنك لطيف معنا لكن عبد الصمد تحامل على نفسه وقال إنتظري لقد غرق مركبنا ولم نكلم أحدا منذ أيامحدثيني عن نفسك وكيف يمكنك العيش في البحر !!!
تشجعت الحوريات الثلاثة وتحلقن حول الشيخ ولمست إحداهن لحيته فسعد بذلك وقال ليس لنا طعام أو شراب لاقدمه لكن فغطست البنات وبعد فترة عدن بسلة فيها أصداف البحر و جوز الهند والماء فأكل الجميع وشربوا ودبت الحياة في جسم الرجلان أحس حبيب بقلبه يخفق لشدة جمال الحوريات وتذكر فتبات الحي اللواتي ينفرن منه ولاحظ أن الحورية التي كلمته لا تزال مهتمة به وترمقه بطرف عينها فناداها واعتذر على غلظته معها ثم قال لها أنا إسمي حبيب البصرى فهزت رسها مستفهمة فرد آه البصرة في
 

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات