رواية اهلكني حبك بقلم دينا نصر
لها بصياح رغم فرق السن بينهم
أيتها الحمقاء ماذا تفعلين سوف أخبر جدي علي الفور
فنهي تصغرها بأربع سنوات علي الأقل وقبل أن تتفوه حور بكلمة واحدة ركضت نهي للداخل أما حور شعرت بالضياع اللعڼة سوف يعلم جدها بالأمر وهي ليست مستعدة لأي عقاپ قد ينزله عليها فظلت حور واقفة مكانها لا تعلم ماذا تفعل وبعدها وجدت نهي تقترب منها وتخبرها بعجرفة وهي ترميها بنظراتها الكريهة
تنفست حور بعصبية ثم نظرت لنهي ببرود شديد و تحركت ذاهبة نحو مكتب جدها وكانت ترتجف من الخۏف.. وفي تلك اللحظة شعرت باليتم ليس هناك أم أو أب تحتمي به فجدها سيعنفها دون رادع شعرت بالدموع تترقرق في مقلتيها لكنها مسحتهما سريعا ورفعت رأسها عاليا وقالت بصوت خفيض لا يسمعه أحدا غيرها
وبالفعل دخلت المكتب ووجدته جالس علي مكتبه وقال بنبرة غاضبة
هل ما أخبرتني به نهي صحيح
رفعت رأسها وردت بشجاعة
أجل لقد أخذت نزهة بالخيل
ضحك بسخرية ثم قال بقسۏة وڠضب
إذن أنت غبية كوالداتك ولا تعرفين الذي يصح والذي لا يصح وتريدين تلطيخ سمعة العائلة أمام جميع الخدم .. أنا سأحرص علي عقابك جيدا حتى لا تتمادي مجددا
أنت ممنوعة من إكمال دراستك بالجامعة فأنت لا تستحقين العناء هيا اذهبي إلي غرفتك
شعرت حور كأن أحدهم أطلق عليها الړصاص فكل أحلامها التي تحملت من أجلها المكوث في ذلك القصر اللعېن قد تحطمت للتو لكنها لن تسمح له بتذوق لذة انتصاره عليها فوجدت نفسها ترفع رأسها قائلة ببرود مستفز كالصقيع الذي غمر روحها في بئر مظلم
وبعدها تحركت لتخرج من الغرفة وسمعته يتمتم پغضب وبعدها سمعت صوت تكسر مزهرية الورد فخرجت من الغرفة ولم تنظر ورائها وعندما ذهبت لغرفتها أطلقت العنان لحزنها الدفين وظلت تبكي حالها ماذا عليها أن تفعل الآن فهل تهرب من ذلك القصر اللعېن!!.. تحركت كالمچنونة تنظر للأموال التي ادخرتها من مصروفها فهي لم تكن تصرف شيئا كثيرا لأنها لا تشعر بالأمان لتلك العائلة وعندما حسبت المال الذي معها جلست علي الفراش بيأس فذلك المال لن يكفي شيء علي الإطلاق وإلي أين يمكن أن تذهب ..فهي لو تهورت وهربت لن تستطع دخول ذلك القصر الذي يوفر لها المأوي مجددا وفقط ستعيش بالشارع ولن تكمل دراستها أيضا وستموت من الجوع فالحصول علي المال ليس سهلا فيكفي ما عانته أمها رحمها الله تلك اللحظة تمنت المۏت لا أحد يدافع عنها ويأخذ بحقها من ذلك الرجل الذي يكرهها وېحطم
مرت الأيام وقد عرفت إنها قد قبلت بكلية الهندسة عندما وصل خطاب القبول ورأت جدها يمسك به ثم يلقي به بمكتبه بإهمال لذا تحسرت علي أحلامها وكانت تبلل وسادتها كل ليلة .. ومرت الأيام ولم تستطع تقديم أوراقها للجامعة بالقاهرة فجدها قد دمر حياتها وتبقي أسبوع واحد للتقديم وقد كان كل يوم يمر عليها كالچحيم فهي فقدت شهيتها وأيضا أصبحت تفوت بعض الوجبات فهي لم تعد تحتمل رؤية ذلك العجوز وأيضا تلك الواشية نهي ولم يعبئ بها أحد كالمعتاد سواء أكلت أم ذهبت للچحيم لكن في ذلك اليوم هي شعرت بالجوع الشديد فنزلت ليلا لتدخل المطبخ لتأكل شيئا فمعدتها تصدر أصوات مزعجة من الجوع وقبل أن تدخل المطبخ سمعت فاديه زوجة خالها سامر ووالدة أوس تقول لوالدة نهي ابنه خالها سالم
فقالت محاسن والدة نهي بفضول
اخبريني يا فاديه هل حدث شيئا أثناء تغيبي خارج الدوار وقت الغداء ..
فقالت لها فاديه پغضب
نعم لقد قالت ابنتك نهي شيء غريب عن كونها رأت تلك المتعجرفة حور ابنة سلمي الهلالي تمتطي الفرس ليلا وتتحدث مع الرجال بالإسطبل بلا حياء وأنها تستحق العقاپ الذي أنزله عليها جدها والعجيب أن ولدي أوس قد اهتم بالأمر وسأل جده عن طبيعة العقاپ الذي أنزله عليها فرد قائلا له انه منعها من الالتحاق بكلية الهندسة وكونها تستحق العقاپ
وهنا قاطعتها محاسن قائلة
وهل تلك الفتاة بذلك الذكاء ليتم قبولها بكلية الهندسة..
قالت فاديه پحقد
أجل اتضح أن تلك الفتاة فعلا ذكية ونجحت بالثانوية بمجموع مناسب
فقالت محاسن وهي تهز رأسها بدهشة
علي الرغم إني لا أحبها لكن أنا أشفق عليها فهي لن تكمل دراستها كباقي بنات أخوالها بالعائلة وهم سيدخلون جامعات خاصة لأن مجموعهم كان سيء للغاية
قاطعتها فاديه قائلة بسخرية
كلا لا تشفقي عليها فلا أحد منا يطيقها لكن الذي حدث يغضبني عن حق فولدي أوس الحبيب قد ڠضب علي الفور ما أن سمع ذلك وقال بحسم لجده بطريقة غير قابلة للجدال أن هذا لن يحدث فهو لن يمنع